نسيم الصبح

 نسيم الصبح

نسيمَ الصبحِ طاب شذاكَ عندي
فقد حُمّلتَ ريّا كلِّ صبحِ
وعانقتَ التي في بُردتَيْها
عطورُ الغاب تنضحُ أيّ نضحِ
ورحت تسامرُ الخلاّنَ تلهو
بشَعْر غلّ فيه ألفُ جنحِ
ولامستَ العيون بلا رقيب
وهامستَ الجفونَ بلطفِ بَوْحِ
وهمتَ بعشقها الولهانِ حيناً
وسحتَ بربوة منه وسفحِ
وأشهدتَ الندى والوردَ أنّي
بعثتكَ حاملاً شدوي وصدحي
بعثتكَ للحبيبةِ كي تراها
وتُسمعَها أناشيدي ومدحي
وتُلقي في مراتعها صباحاً
أغاني الحبِّ من نظمي وشرحي
وتروي ما أعاني في هواها
من الوجدِ الشديدِ وما أُضحي
وتوصل لوعتي الحرّى إليها
وما ألقى من الشوقِ الملحّ
وتخبرها بجرحي إذْ تناءت
ولولا نأيُها ماكان جُرْحي
وتقرئَها سلاما من حبيب
من الآمال شيّد ألفَ صرح
ولكن الزمانَ جَنَى عليه
وشكَّتهُ الشجونُ بحدّ رمحِ
مضت أيامُه حبلى ببين
وقابل مَن تولاه بصفح
فأنت رسولُ أيامي إليها
فأخبرْها بأشجاني ونَوْحِي
نسيمَ الصبحِ لا تقطع وصالي
وزرْها ثم زرني كلَّ صبحِ

 

عبدالعزيز سعود البابطين