ملاك الشعر حسن طلب

ملاك الشعر

شعـر

هو الملك الذي في ليل وحدته
على البرق استـوى
فأقـام مملكـة الهوى
وأشـاع فيهـا العـدل
شيـد ملعبا للمغـرمات بـه
وأيد ملكه بالثيبات من النساء
بنى بآجر الغرام مدينة للعاشقين
وجنة للمؤمنين به
ومن صلى وبايعه من الشعراء
أسس مسرحـا لـلآنسـات
وأسكت المتشـاعـرين
فلم يزل حتى تعرت عن معاطفهم
جلـودهم السميكـة
فـاستضـاء بليل وحـدتـه
وألـه ظلـه
الملك الـذي جعل القصـائد
جيش دولتـه
وجاء من البعيد
وراءه قمم الصعيد
أمامه الحمم الوشيكة
مر من تحت اللهيب
فلم يهن وقت الثبات
ولم تلن منه العريكة
ثم سار..
فلم يزل حتى أغار على اللغات
فضم مملكـة لمملكـة
وصـار من الطغاة
سريـره الكلمات، والحرف الأريكـة
ذاتـه مشكـاتـه
ودواتـه دمـه
يـداه أداتـه
وبراقـه أشواقـه
أسرى به ليـلا ملاك الشعـر
نحـو حمى الحبيبـة
قـال: تلك هي الشريكـة
فاقترب منها
وقـربها
وكن ملكا على إقليمها الروحي
أحببها

 

حسن طلب

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات