الحزن والفرح عبده بدوي

شعر

-1-
في بعض الأيام المرة
أهوي في جب للأحزان بدون قرار
يتطاير من أعماق النفس شرار
ويجئ دوار بعد دوار
وتضيق النفس. الجسم. الدار!
.. فأود لو ان السعد يعود إلي
لو طائره قد حط على شفتي
لو ينبت في أحزاني ورد جوري
لو تومض في الليلات نجوم
لو تبرق في البستان كروم
لو يزدهر القلب المكلوم
لو تنفتح العينان الخضراوان علي!!
***
لكن الأحزان الوحشية
تتسرب للأعماق السرية
تختال زهور الفرح
ينساب القرح وراء القرح
فتضيع الليلكة الفجرية
وأراني ما بين الأيام المرعوبة
والأفراح المرغوبة
أتداعي. أنزف مثل الجرح
وأواصل مأساة النوح
في أرض الملح!
***

-2-

في بعض الأيام الحلوة
أهوى الحزن
أشتاق لطلعته الإشراقية
ولهيئته اللبلابية
وشحوب يغشاه بعض سهوم
..فأود مسامرة الملك الشقاف المهزوم
الخوف الغائر حول الثغر الملموم
الدمعة في عينيه
الكسرة في جفنيه
الصوت المكسور المهوم
شيئا يتنامى بين غيوم بعد غيوم
.. لكني في هذي الأيام الحلوة
أبدو في أحضان الموسيقى
أتهادى شدوًا، وبريقا
فالسعد متاح
والفجر وشاح
والشوق جناح
والعودة قد حانت من أرض الغربه
- لكن ألقاني مقتولا ما بين الوردة والحربه
ما بين الرغبه
والحيلولة دون الرغبه!