من شهر إلى شهر

من شهر إلى شهر

لمحات من جديد العالم
طب
هل انتهى دور المضادات الحيوية؟

علماء مكافحة ومنع الأوبئة في الولايات المتحدة لا تنقصهم الشجاعة، فهم يتعاملون بانتظام مع البكتيريا والفيروسات التي تسبب أمراض الإيدز والجدري وحمى "إبولا" وغيرها من الأمراض التي لم يعرف لها علاج بعد، ولكن هناك اختبارا واحدا لا يقومون به، وهو محاولة التعامل مع الحامض النووي "D.N.A" الدائم التغيير للجراثيم العنقودية "staphylococcus" تلك التي تعيش في جلد وأنف حوالي نصف سكان الأرض، هذه الجرثومة يمكن أن تسبب تسمم الدم، والسبب الذي يجعل الباحثين لا يلتفتون كثيرا لها أن العديد من أنواعها لا تستجيب إلا لنوع واحد من المضادات الحيوية، وإذا استطاعت الجرثومة أن تكتسب القدرة على مقاومة هذا الدواء الوحيد فسوف تقتل عشرات الألوف من الأشخاص كل شهر، وقد أعلن الدكتـور "الكسندر توماسز" من جامعة "روشفيللر" محذرا أن أعداد الجراثيم التي تكتسب المناعة ضد المضادات الحيوية تزداد كل يوم، والنتيجة أننا نقف في مواجهة ما يمكن أن نطلق عليه كارثة طبية، وليس من الصعب أن نتبين السبب، فقبل أن يكتشف "الكسندر فيلمينج" في عام 1928 وجود مادة تفرزها مستعمرات الفطر المسببة للعفن في أطباقه المعملية وهي قادرة على قتل الجراثيم، كانت الأمراض المعدية مثل تسمم الدم والالتهاب السحائي والالتهاب الرئوي والسل وتسمم الأغذية تقتل الملايين من الناس كل عام، ومع "البنسلين" الذي اكتشفه "فيلمينج" ومشتقاته بدا أننا قد حصلنا على الدواء المعجزة، ولكن هذه لم تكن نهاية الصراع مع الجراثيم المسببة للأمراض، ففي مقابل العديد من هذه الجراثيم التي كان "البنسلين" يقضي عليها كانت هناك تجمعات صغيرة تكتسب القدرة على المقاومة، وأخذت هذه التجمعات تتكاثر بالبلايين والترليونات وتورث القدرة على المقاومة لذريتها، بل واستطاعت أن تنقل هذه القدرة إلى أنواع أخرى من الجراثيم بواسطة المورثات "الجينات" عن طريق أجزاء من الحمض النووي تسمى البلازميدات، هذه الأنواع المشتقة قتلت حوالي 19 ألفا من نزلاء المستشفيات في الولايات المتحدة عام 1990، وكانت سببا غير مباشر في قتل 58 ألفا آخرين في عام 1992، وعلى حد تعبير أحد علماء الوبائيات: & quot;إن العديد من الأمراض التي كنا نظن أننا قد فرضنا سيطرتنا عليها قد عادت بقوة من جديد".

بل إن الميكروب الواحد صار مقاوما لأكثر من مضاد حيوي في نفس الوقت، وعلى سبيل المثال فإن سلالات من ميكروب المكور الرئوي Pneumococcus الذي يمكن أن يسبب التهاب الأذن والالتهاب السحائي والالتهاب الرئوي وتلوث الدم"، قد غدت مقاومة للبنسلين ولأربعة مضادات حيوية أخرى خلال السنوات الست الأخيرة وحدها، كما أن حوالي 20% من اصابات السل أصبحت تقاوم العلاج بعقار "الإيزونيازيد" الذى كان علاجا فعالا في السابق، كما أن جرثومة مرض السيلان أصبحت قادرة على مقاومة البنسلين، والأخطر من ذلك ما كشف عنه الباحثون البريطانيون أخيرا ويتمثل في أن ميكروبا من نوع Enterococcus يمكن أن ينقل مقاومة عقار "الفانكوميسين" إلى ميكروب المكور العنقودي الذي لا تتأثر نصف سلالاته إلا بهذا العقار، وإذا عرفنا أن هذين الميكروبين يلتقيان يوميا على ضمادات الرءوس وملاءات أسرة المستشفيات، فإن احتمال اكتساب المكور العنقودي لهذه المقاومة يعد احتمالا ممكنا مما قد تتسبب عنه كارثة حقيقية على مستوى الصحة العامة.

"إنه كابوس صحي" في هذه العبارة يلخص عالم الوبائيات الأمريكي "روبرت جاينز" ما يحدث للمضادات الحيويى، ولقد ساهم الجميع في صناعة هذا الكابوس، فقد بالغ الأطباء في وصفها، وبالغ المرضى في تعاطيها، كما أن الإفراط في استخدامها لعلاج الماشية في مزارع التسمين ترك لنا سلالات من الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية في اللبن واللحم، فهل يمكن قهر هذه السلالات الجديدة من الميكروبات المنيعة؟ إن الأمل يكمن في تصنيع أمصال ولقاحات ضد هذه الميكروبات، أو أن يستطيع العلماء حصارها واكتشاف أدوية جديدة تؤثر فيها، والأمر في حاجة إلى ميزانيات ضخمة ترصدها شركات الأدوية والحكومات لإزاحة هذا الكابوس، وربما احتجنا أيضا إلى عودة فريق "فيلمينج"، للعمل من جديد.

بيئة
الأذى العائم .. إلى أين؟

عام 1968 أبحر الطالب بيل كلينتون من نيويورك إلى ساوث هامبتون الإنجليزية، على ظهر الباخرة "الولايات المتحدة" فاستغرقت الرحلة ثلاثة أيام وعشر ساعات وأربعين دقيقة، وكان ذلك زمنا قياسيا تختص به السفينة "S.S" التي تم تدشينها عام 1952 كأفخر وأسرع عابرة للمحيط الأطلنطي، لكن المفخرة العابرة للمحيط التي استقلها يوما الرئيس الأمريكي، تحولت الآن إلى كيان منبوذ بيئيا، فالسفينة التي صممت لتكون أقل وزنا وأكثر مقاومة للحريق، يحمل جسمها أكثر مما تحمله أية سفينة أخرى من مادة "الإسبيستوس"، وبعد أن توقفت السفينة عن الإبحار عام 1969، تقدم لشرائها أحد الاتحادات المالية عام 1992 وقرر أن يرممها ويحولها إلى نموذج متجدد للفخامة عابرة المحيط، وتم سحب السفينة إلى تركيا حيث إن عملية إزالة الإسبيستوس عن جسمها يمكن أن تكلف مليونين من الدولارات بدلا من مائة مليون يمكن أن تتكلفها في الولايات المتحدة، لكن الحكومة التركية وقد أدركت المخاطر البيئية لكشط "الإسبيستوس" المسبب للسرطان، قررت عدم القيام بالعملية، واتجهت "S.S" إلى البحر الأسود لترسو أخيرا في ميناء "سيفا ستبول" الأوكراني حيث الحكومة أقل أرقا بمشاكل البيئة، وهناك بدأت إزالة نصف مليون قدم مربع من ألياف "الإسبيستوس" المسببة للسرطان.

إن السفينة "S.S" هي مثال على تصدير الدول الصناعية الكبرى لنفاياتها السامة عبر البحار، فبينما يكلف التخلص من هذه النفايات مبالغ فلكية في هذه البلاد نظرا لتشدد القوانين المحافظة على البيئة، فإن أنظار الماليين بها تتوجه نحو العالم الثالث والدول النامية كمقابر رخيصة للنفايات الضارة، ولقد صمم المشاركون في ندوة البيئة التي عقدتها الأمم المتحدة أخيرا في جنيف، على فرض حظر على مثل هذه العمليات، وكمبادرة بيئية جيدة، أعلن الرئيس الأميركي أنه خطط لحصار هذا النوع من الشحنات السامة.

ولقد توقع المحرر العلمي لمجلة U.S. News أن كبار المصدرين لمثل هذه الشحنات يتوقع معارضتهم لأي حظر دولي يفرض على هذا التصدير القاتل، ومن بين هؤلاء: بريطانيا، وألمانيا، واليابان.

ومن المفارقات الفاجعة في هذا الشأن، أنه كلما ارتقت واشتدت " القوانين الخضراء" المعنية بحماية البيئة في الدول الصناعية الكبرى، زادت عملية "تصدير الأذى" واستفحلت، فألمانيا التي تعتبر قمة الدول الأوربية المعنية بالبيئة، يخرج من حدودها نصف مليون طن من النفايات الضارة سنويا، ويقدّر ما تصدره أمريكا الشمالية وأوربا سنويا بحوالي مليوني طن من هذه المواد السامة، أما موانىء الوصول فهي دائما في اتجاه الجنوب.

كمبيوتر
جهاز يسمع ويتكلم

الممثلة المعروفة.. "كانديس بيرجن" جعلت الأمر سهل الفهم، ففي إحدى المسلسلات التي يعرضها التلفزيون الأمريكي الآن تطلب من التليفون أن يتصل بالمنزل دون أن ترفع إصبعها المخضب بالطلاء، الكمبيوتر أيضا اكتسب القدرة على الكلام، فقد أصبحت بعض الأنواع منه قادرة على الاستجابة للأوامر البسيطة مثل "افتح ملفا" أو "توقف عن العمل" ويعد هذا النوع طفلا بالنسبة للتطور في المستقبل، فسوف نشهد الكمبيوتر الذي يأخذ قرارا سريعا، أو الذي يركب في السيارة ويستجيب لأوامر القيادة، أو ذلك الذي يذكرك بالمواعيد المهمة والمناسبات العائلية. إن تمييز الأصوات بالنسبة للآلات والتي كانت نوعا من قصص الخيال العلمي توشك أن تصبح بسرعة أمرا واقعا، وسوف تغير هذه التكنولوجيا الصوتية من طريقة استخدامنا لهذه الآلات بعد أن يتم الاستغناء عن لوحة المفاتيح وغيرها من الأشياء اليدوية، وبذلك يمكن العمل على الكمبيوتر لهؤلاء الذين لا يستخدمون أيديهم، إما لأنها مشغولة بأشياء أخرى أو لأنهم معوقون. إن التمييز الصوتي يمكن أن يجعل الحياة سهلة، ولكنه يعتمد على تكنولوجيا معقدة، فالصوت سوف يتحول إلى موجات من الذبذبات، يقوم الكمبيوتر بتحليلها وتسجيلها في متتابعة من الأرقام، وتتكون منها صورة رقمية من الصوت يقارنها الكمبيوتر بعد ذلك بمكتبة الكلمات الموجودة في ذاكرته، وتعتمد مدى دقة البرنامج هنا إلى حد كبير على حجم هذه المكتبة وكم كلمة يستطيع الكمبيوتر التعرف عليها، أما البرامج الاكثر طموحا مثل برنامج الأوامر فهي تحتاج إلى نوع من الذكاء الاصطناعي حتى تتهيأ الفرصة للكمبيوتر ليقرأ النص ويتفهمه قبل أن يتخذ قرارا ويحتاج هذا إلى مكتبة ضخمة من الكلمات مما يجعل الرد أسرع من استخدام أي مستخرج للمعلومات، ومن المتوقع أن يتم هذا التطور في غضون السنوات الخمس القادمة. أما خارج المكتب فسوف يكون التمييز الصوتي مفيدا في حالة انشغال الأيدي، أثناء القيادة مثلا عندما يريد السائق أن يغير محطة "الراديو" فيكفيه أمر بسيط، كما أنه يغني أيضا عن استخدام الأصابع في تليفون السيارة، وكما يقول أحد الخبراء: "إننا سوف نتعود على استخدام أفواهنا وآذاننا بشكل أكثر" وهكذا علينا ألا ننسى ذلك العدد من الموظفين الذين يقومون بأعمال يدوية، وأن ندخل مع الكمبيوتر في حوا ر لا ينتهي.

فضاء
عدو سابق .. زميل لاحق

من الطبيعي ألا يلاحظ أحد رائد الفضاء وهو يسير الهوينا إلى مقهى "شاتيلز" الموجود بالقرب من البوابة الرئيسية لقاعدة "كنيدي" في "كيب كانيفرال" في ولاية "فلوريدا" فمعظم الزبائن في هذا المقهى من رواد الفضاء الأمريكيين والمهندسين، ولكن عندما ظهر طاقم المكوك "ديسكفري" التف المعجبون والصحفيون حولهم كأنهم فريق من موسيقى "الروك". كان محور هذا الاهتمام حول شخص اسمه الشفري "خاص ك"، يسألونه أن يوقع في الأوتوجراف أو يمطرونه بالأسئلة حول مغامراته في الفضاء، إنه شخص يجيد الإنجليزية مثل إجادته إدارة عمل مكوك الفضاء، رغم أنه ما زال يعد مخلوقا غريبا وسط أرض الـ "ناسا"، اسمه الفعلي "سيرجي كريكالف" وهو رائد فضاء كان لثلاثة عقود يعتبر من الأعداء، الآن هو رفيق محنك، قام بمهمتين في الفضاء استغرقتا 15 شهرا، وفوق ذلك فقد تلقى تدريبا مكثفا في "هيوستون" وصل إلى 16 يوما على مدى العام الماضي، وسوف يكون بالتأكيد أحد أفراد الطاقم المهمين في رحلة المكوك "ديسكفري". ويعود أول تعاون بين "السوفييت" و "الأمريكان" إلى تجربة الالتحام بين مركبتي "سويوز" و "أبوللو" في عام 1975 ولكن تجربة "كريكالف" على أهميتها لا تحظى بهذا القدر من الدعاية، فهو ليس فقط عضوا كاملا في طاقم المكوك ومتخصصا في تسيير الذراع الآلي الذي يتحكم بوضع القمر الصناعي في مداره، ولكنه يدشن مرحلة جديدة في التعاون بين روسيا وأمريكا في مجال الفضاء، فقد أعطى الرئيس "كلينتون" في الشهر الماضي فقط أوامره بمنح الروس صفة الشريك الكامل في بناء وإدارة أول محطة فضاء حقيقية، وقبل أن تبدأ عملية الإنشاء سوف يتم القيام بسلسلة من الرحلات يتبادل فيها رواد الفضاء من الدولتين السفر على السفن التابعة للبلد الآخر، فكل من الطرفين لا يريد فقط أن يفهم تكنولوجيا البلد الآخر ولكنه يريد أن يتأكد من أن الرواد من البلدين في استطاعتهما العمل معا في الفضاء. وتجربة "ك" تبدو جيدة حتى الآن فهو شديد التأثر بأصدقائه الجدد وبروح المنافسة، ويقول عنه جان دافيس أحد أفراد الطاقم: "إن مخه أشبه بكمبيوتر شديد البراعة"، ويلاحظ "ك" أن "التدريب على الطيران بواسطة المكوك الأمريكي أسهل بكثير من برامج الفضاء الروسية. فالطاقم هنا يتكون من خمسة إلى سبعة أفراد، وهناك نظام للعمل، أما في روسيا فيتكون الطاقم من فردين فقط وبالتالي فعليهما أن يتعلما كل شيء"، ولا يحاول "ك" أن يزعج مضيفيه أو بلده الأصلي بالتصريحات العلنية عن جدار التكنولوجيا في أي من البلدين. ولكن التأقلم ما زال صعبا بالنسبة للزوجة "إلينا تركنهاينا" والابنة "أولجا" اللتين أقامتا في "هيوستون" طوال العام الماضي، وبالرغم من ترحيب أسر بقية رواد الفضاء إلا أن هذا لم يخفف من إحساسهما بالغربة، ويقول "ك": "إن زوجتي لا تعرف شيئا من اللغة الإنجليزية، كما أنني أنفق القسم الأكبر من وقتي في برامج التدريب، وهكذا تقضيان الوقت الطويل داخل البيت في انتظاري" وهو بالطبع وضع صعب بالنسبة لامراة كانت تعمل مهندسة للكمبيوتر في برنامج الفضاء الروسي، ويبدو "ك" مرتاحا مع اللغات الثلاث التي يتعامل بها: الإنجليزية ولهجة تكساس ومصطلحات "ناسا"، وعلى أي حال فإن نصف الرواد الأمريكيين البالغ عددهم 103 يدرسون اللغة الروسية، وتستعد وكالة "ناسا" لإرسال البعض منهم إلى مدينة النجوم بالقرب من "موسكو" وذلك للتدريب على إطلاق مكوك الفضاء في عام 1995، وسيتضمن هذا وضع أول رائد فضاء أمريكي في البرنامج الروسي.

سينما
البازلاء الشريرة .. مرة أخرى

تتوقف مارتي مالون "وتقوم بدورها جابرييلا انور" عند إحدى محطات وقود السيارات بالقرب من إحدى قواعد الجيش الأمريكي، حيث من المقرر أن تقضي أسرتها شهرا في هذا المكان وفي غرفة الراحة تفاجأ برجل ضخم يخنق صرخاتها وهو يهمس لها محذرا: "سوف ينالون منك وأنت نائمة"، تبدو كلماته مثل حكاية مرعبة قبل النوم بما فيها من تحذير مطلق.. "استمعي إليّ يا طفلتي وإذا غرقت في النوم قبل انتهاء الحكاية فسوف تموتين".

من المفترض أن يكون النوم هو مملكة الوحوش الرابضة في أعماقنا، ففيه تتحرر الغرائز الخفية من أسرها، وتصنع من الشكوك والمخاوف كل "سيناريوهات" الأحلام المخيفة التي نشاهدها، وفي رواية من الخيال العلمي بعنوان "ابن سانيشير" من تأليف "جاك فيني" عام 1954 طرح فيها فكرة غريبة، أن النوم يحدث عندما تتراخى الحواس التي تحرسنا كي تتركنا عزلا أمام أعدائنا، وهم أعداء خارج أنفسنا، ولكنهم يأتون في صورة بذور بازلاء شريرة تسقط من الفضاء الخارجي حتى تسرق من البشر الغافين عواطفهم وأدق ما في نفوسهم، بالنسبة للأمريكيين فإن ذلك يعني "هم" في مواجهة "الآخرين"، إنه الأسلوب المألوف أثناء الحرب الباردة بما فيه من الأمثولات الماكرة والإحساس بمشاعر الاضطهاد، فالآخرون هم بطبيعة الحال "الحمر" الذين يحاولون سلب الأمريكيين حريتهم الشخصية.

أمثولة "فيني" مر عليها 40 عاما، أخرجتها السينما مرتين في عامي 56 و 78، وقد دارت حوادثها في مدينة صغيرة مليئة بالسحر والرعب والكوابيس الليلية، والآن عندما نعتقد أننا في أمان لنأخذ غفوة قصيرة تأتي النسخة الثالثة من نفس الرواية، بعد أن حورت عقدتها الأساسية بمهارة ليتحول البطل الذي كان يحارب البازلاء وحده إلى فتاة في سن المراهقة شجاعة ولا تخلو من الشكوك، إنها تعاني من عزلة عاطفية تصيبها بحيرة قاتلة تتسبب في فناء عائلتها. فمنذ وقت مبكر وقبل أن تبدأ حبوب البازلاء في مد أطرافها حول الأجساد النائمة، تعاني "مارتي" من مشاعر غريبة تجاه أسرتها، فهي تعاني من الضيق بأبيها، ومن القرف حيال زوجة أبيها، ومن الغيرة بسبب الاهتمام الشديد الذي يلقاه أخوها الصغير، وهي تغرق في أوهام المراهقة لتعتقد أن بذور أصولها الأولى جاءت من كوكب آخر، ولعل مشاعر الاضطهاد هي التي تؤدي بها في النهاية تحت ستار هدف نبيل هو إنقاذ البشرية، إلى أن تكون في حاجة إلى رؤية كل أفراد عائلتها وهم يقتلون. قام بإخراج الفيلم آبل فيريرا، وقد أجاد استخدام حيل الرعب الكلاسيكية، كما أجاد استخدام الممثلين العاملين معه خاصة الفتاة الصغيرة التي حاولت أن توصل إلينا رسالة الفيلم الأخيرة وهي أن نواجه الحياة بعيون مفتوحة وإلا سوف يسلمنا النوم إلى صرخات الفزع.

رياضة
حرب الكرة البيضاوية

كل كرات اللعب مستديرة إلا كرة لعبة الرجبي RUGBY، فهي كرة بيضاوية مصمتة ومكسوة بالجلد، ترسل بالقدم ويقطع طريقها بالأيادي ويلعبها فريقان في كل منهما 15 لاعبا، وكل فريق يحاول إرسال الكرة إلى ما وراء مرمى الفريق الآخر خلال المباراة التي يستمر كل شوط من شوطيها 40 دقيقة، ويسمح خلالها بعرقلة اللاعبين بعضهم بعضا بالإمساك من الوسط وشد الملابس ودفعهم للسقوط أرضا إن لزم الأمر، لعبة عنيفة تشبه اللعبة الأمريكية المشهورة "البيسبول" وإن كانت الملابس الواقية في الرجبي أقل، ولقد أطلق البعض على هذه اللعبة أخيرا اسم "لعبة الباتريوت" نسبة إلى الصاروخ الأمريكي المضاد للصواريخ، ومباريات هذه اللعبة تشبه القتال، حتى أن مباريات "الأمم الأوربية الخمس" التي تدور رحاها الآن - تهيؤا لخوض بطولة العالم التي ستقام في جوهانسبرغ في العام القادم 1995 - يطلق عليها "حرب الأمم الخمس"، وهي في حقيقتها حرب إنجليزية فرنسية، فالفرق الخمسة تضم أربعة فرق من المملكة المتحدة - التي ولدت فيها اللعبة عام 1823 - هي: ويلز واسكتلندا وإيرلندا وإنجلترا، إضافة إلى فرنسا. ويعتبر الفريق الفرنسي هو الفريق الأفضل بين الفرق الخمسة، إذ إنه يضم في صفوفه الجناح المتقدم "لورين كابان" الذي يعتبر أفضل لاعبي الكرة البيضاوية في نصف الكرة الأرضية الشمالي، وهو "يمتلك ساقي برغوث وعيون ثعلب" كما يصفه الناقد الرياضي "ديرك وايات"، كما أن الفريق الفرنسي يضم مهاجم الوسط "أوين هويبر" الذي يمتاز بسرعة التفكير وسرعة التقاط الكرة بيديه، وإضافة إلى كابان وهوبير، فإن الفريق الفرنسي يقوده اللاعب الشهير "فيليب سيلا" الذي تم تتويجه هذا العام كواحد من أعظم اللاعبين في تاريخ الكرة البيضاوية، ورغم أن عمره 31 عاما إلا أنه يأمل في قيادة فريقه خلال بطولة العالم القادمة، ويشتهر "سيلا" بأنه صاحب الذهن الصافي واللياقة الدائمة، وهو يرجع ذلك إلى أسلوب حياته الصحي ومداومته على التدريب، إضافة إلى موهبة استعادة الكرة بين يديه، اللتين يشبههما البعض بأنهما مغناطيس يجتذب الكرة دائما من بين أيدي المنافسين. وفي انتظار الفائز بمعارك الكرة البيضاوية، ومهما كانت شدة الحرب عليها ، وسواء كانت حروب الكرة تدور حول هذه البيضاوية أو تلك المدورة، فلا شك أنها أهون الحروب وأجملها.

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




الميكروبات تشتد ضراوة صورة لخلايا المكور العنقودي القاتلة





تجمع من خلايا بكتيريا المكور الفموي





استوردت أندونيسيا 14 ألف طن من نفايات البلاستيك لإعادة تدويرها





السفينة SS عبر بها كلينتون المحيط يوم كان طالبا صغيرا وهي الآن كابوس بيئي





كانديس بيرجن تأمر الأجهزة في بيتها بالعمل عبر الهاتف





كريكالف رائد الفضاء الروسي يتدرب مع الأمريكين على الهبوط في مياة الأطلنطي





صور من الأفلام المأخوذة عن رواية الخيال العلمي ابن سانيشير منذ عام 1956





صور من الأفلام المأخوذة عن رواية الخيال العلمي ابن سانيشير منذ عام 1956





صور من الأفلام المأخوذة عن رواية الخيال العلمي ابن سانيشير منذ عام 1956





المهاجم الفرنسي سيلا في ساحة حروب الرجبي