إسراء (شعر)

إسراء (شعر)

في عتْمةِ العمر القصير ولمْحِهِ
آنستُ نارَ الجائعين لقمحِهِ
إن كنتُ آخرَ مَنْ رأى ما لا يُرى
أو كنتُ أعجِزُ عن تلاوة جرْحِهِ
فلأنّ صوتي لم يزلْ في صمته
وقميصَ إثمي لم يُزرّ بصفحِهِ
أسعى إلى الأحلام ، نومي مغلقٌ
وإلى الكلامِ لكي ألوذَ ببوحِهِ
سكّانُ قلبي غافلونَ لو أنّهمْ
لمحوكِ فيّ لخيّموا في سفحِهِ
لو زرْتِ إنجيلَ الغرامِ بخافقي
ورأيتِ طيفكِ غارقاً في مسحِهِ..
يُتماً بقَاعِ العمر كنتُ أسيرَهُ
فأتى بنصرٍ .. وانحنَيْتُ لفتحِهِ
لعرفْتِ سرَّ غمامةٍ خضراءَ تتْـ
ـلو ما تعسّرَ من مدوَّن لوحِهِ
وعرفتِ أنّ خسائراً في دربه
وقرأتِ نهرَ حرائقٍ في روحِهِ
لا عينَ في لغتي ترى من حاله
غيرَ الخرابِ على زُمُرُّدِ صرْحِهِ
إسراء صوتك في دمي يطفو على
ميقاتِ بَوحي خارجاً من ذبْحِهِ
يا عمرُ كم هرّبتَنا في غفلةٍ
من سُكّرِ الحلم البديع وملْحِهِ
ووضعتَنا جوفَ الظلامِ على هَوا..
..هُ ،فمَنْ سيحمي وردَنا من ريْحِهِ ؟
وتركتَنا يا عُمْرُ .. آهِ .. تركتَنا
في خيمة الأملِ الجريحِ ونَوحِهِ
ما الدّمعُ غيرُ خلاصةِ التكوين ينْـ
ـزفُ ذكرياتٍ لا تمتّ بقيْحِهِ
صلتي مع الماضي صلاةٌ لم تزلْ
في الرّكعة الأولى على تسبيحِهِ
ماذا صنعتُ بهِ ..؟ وماذا سوف تصْـ
ـنعُ يا أنايَ ! فهل ظَفِرْتَ بصُبْحِهِ؟
أيقنتُ أني ـ ما بَرِحْتُ ـ متيّمٌ
بالحبِّ أو أحظى بألطفِ نَفْحِهِ
ماذا عليّ إذا رأيتُ على أنا
يَ هطولَ موتٍ قد أعيشُ لمدْحِهِ؟!
يا حبْرُ أسعفْني لأنجِزَ نكستي
فأنا على وشك الرحيل ولَفْحِهِ

 

 

 

منير محمد خلف