الجديد في العلم والطب

قاسم مشترك بين
النوبات القلبية والزلازل الأرضية

من المعروف أن مرض القلب التاجي هو المرض الفتاك رقم (1) في والولايات المتحدة الأمريكية في أقل تقدير. فهو يصيب نحو (6) ملايين نسمة سنويا. ولا يقل عدد من يصابون بالنوبة القلبية من هؤلاء عن (1,5) مليون نسمة في السنة. ولا يقل عدد الذين يموتون من هؤلاء بسبب تلك النوبة عن (500) ألف نسمة. يموت نصفهم تقريبا وهم في سيارات الإسعاف، في طريقهم إلى المستشفى، ويموت الباقون فى غرف العناية المركزة في المستشفيات.

ومن المعروف أيضا أن جهاز تخطيط القلب ELectro) (cardiogram أو اختصارا. E.C) (G ليس بالجهاز المثالي. حقا إنه يقيس نبضات القلب الكهربائية في إثناء تقلص عضلته، ويكتشف النقاب بنجاح عن نوبة قلبية سابقة، أو عن أخرى حالية، لا تزال في مراحلها الأولى. أما فيما يتصل بالتنبؤ بمرض القلب التاجي مسبقا، وقبيل الإصابة به، فإن جهاز (E. C. G) هذا لا يحظى بالثقة، فهو لا يستطيع إحراز دقة تزيد على 50% في الحالات التي ذكرنا، لاسيما إذا كان المصابون من النساء. وقد يعزى ذلك إلى قلوبهن الأصغر حجما، من هنا كان الاهتمام البالغ الذي استأثر به الجهاز الجديد، جهاز سبر حركات القلب أوذبذباته الميكانيكية، لا نبضاته الكهربائية، فمسبار القلب الجديد ( Seismocardiograph ) او اختصارا ( S.C.G ) يسير الذبذبات أو الإيقاعات القلبية التي غالبا ما تسبق النوبات (القلبية طبعا)، فيحدد الناشر منها بدقة تتراوح بين 70-88 %. فهو إذن يقيس قدرة البطين الأيسر على ضخ الدم المشبع بالأكسجين إلى سائر أعضاء الجسم وأنسجته. مادام قياس حركات القلب الميكانيكية هو اختصاصه، غير أن نجاح المسبار الجديد ( S.C.G ) في أداء مهمته، يعتمد إلى حد كبير على عمله وجهاز التخطيط القديم ( E.C.G ) جنبا إلى جنب.

ويعود الفضل في ابتكار المسبار الحديد إلى عالمين اثنين لا عالم واحد، عالم السيسمولوجيا، الدكتور جون زانتي Zanett والطبيب المتخصص Gardiologist الدكتور سالرنو Salerno كلاهما يعمل حاليا في مدينة مينيا بوليس في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد قام التعاون الوثيق المتواصل بين العالمين حتى كان المسبار الجديد.

يقول زانتي: لا يخفى أن جهاز سبر الذبذبات القلبية (S.C.G) مشتق من مسبار الزلازل والهزات الأرضية ( Seismograph )، فكلاهما يعنى بالذبذبات، قلبية كانت أم أرضية.

غير أن جهاز مسبار القلب ( S.C.G ) ما زال قيد التجارب. حقا لقد اجتاز بنجاح مرحلة التجارب الأولى، حيث جرب على 1200 مريض في معهد القلب في مينيابوليس، ثم اجتاز بنجاح أيضا مرحلة التجارب الثانية التي شملت 600 مريض موزعين على خمسة مراكز طبية مختلفة. وحقق 70 - 88%، من النجاح في كلتا المرحلتين، هذا بالرغم من أن المرضى الذين شملتهم التجارب ضموا من النساء بقدر ما ضموا من الرجال، أو تزيد، إلا أن المسبار الجديد يمر حاليا بمرحلة تجارب ثالثة وأخيرة، هي مرحلة التجارب الميدانية الأخيرة. فقد وزعت 11 وحدة من الجهاز على كبار المتخصصين، وذلك من أجل تقييمه التقييم النهائي.

وتجدر الإشارة إلى أن وكالة الغذاء والدواء (F.D.A) بواشنطن أقرت استعمال جهاز (S.C.G) منذ سنة 1989 وقبل دخوله مراحل التجارب التي سبقت الإشارة إليها، ولو ذكرنا ما اشتهرت به الوكالة المذكورة من رصانة بلغت حد التزمت فى كثير من الأحيان لجزمنا بأن جهاز S.C.G قد دخل حيز الاستعمال الفعلي، أو كاد.

الموز: هل يبشر بجيل جديد من المضادات الحيوية؟

قول الإنكليز في أمثالهم: تفاحة واحدة في اليوم تغنيك عن الطبيب كل يوم. والظاهر أنهم مخطئون وأن الموز لا التفاح هو الفاكهة المقصودة بهذا المثل حسبما أكدت أحدث الأبحاث العلمية.

قد دلت التجارب التي أجراها علماء جامعة ولاية أوهايو في أمريكا على آن الموز المهروس (Puree) يعطل نمو بعض الجراثيم، يؤكد البروفسور المساعد إدوارد رتشارد مدرس علم ميكرربيولوجيا الطعام في الجامعة المذكورة أن الموز المهروس يكبح نمو ثلاثة من الميكروبات التي تفسد الطعام وتتلفه يذكر تلك الميكروبات بأسمائها العلمية كما يلي:

1- كلوستريديوم سبوروجينز (Clostridium Sporogenes) وهو الميكروب الوثيق الصلة ببعض حالات التسمم بالطعام (botulism)

2- ميكروب بأسيلوس سيريوس (Bacillus Cereus )

3 - ميكروب باسيلوس ستياروثرموفيلوس (-B.Stearother mophilus) وهو المعروف بمقاومته للحرارة وعدم تأثره بها.

أما التجارب المخيرية التي أثبتت للبروفسور رتشارد هذه الفعالية الغريبة فكانت في غاية البساطة، إذ رشق في صحون الاختبار الموز المهروس رشقا، فتناثر بقعا في الصحن، هنا وهناك، أي أن الموز لم يغط وجه الصحن كله، ثم أضاف البكتريا إلى الصحون.. وما أسرع ما انتشرت هذه البكتريا فغطت الصحون، كلها باستثناء بقع الموز المهروس، وقفت البكتريا عندها وتحلقت حولها وكأنها مناطق محظورة على البكتريا وهي بالفعل مناطق محرمة، بقدر ما يتعذر نمو البكتريا فيها.

ومضى الباحث في مواصلة تجاربه الرامية بد تصنيع مادة حافظة للأطعمة، تكون طبيعية 100% وآمنة 100%، فلا تتسبب في أي ضرر أو تسمم للأطعمة المعلبة على نحو ما تفعل المواد الحافظة الكيمياوية، وتكون طيبة المذاق أيضا، بقدر ما هي مستخلصة من الموز الذي يستطيب أكله الكبار قبل الصغار.

ويتحسس الكثيرون من العلماء- فضلا عن الدكتور رتشارد نفسه- قيمة علاجية كامنة في الموز لا يمكن التغافل عنها ويتطلعون إلى الفوائد الصحية والطبية التي ستجنيها البشرية من الموز في مستقبل غير بعيد.

فما دام الموز يقضي على البكتريا في صحون الاختبار، فلم لا يقضي عليها في جسم الإنسان؟ أو ليس في ذلك ما يجيز لنا القول: موزة واحدة في اليوم تغنيك عن الطبيب كل يوم؟!.