الثقافة الرقمية.. فقر فادح في المكتبة العربية وتنوع في نظيرتها الأجنبية.. إبراهيم فرغلي

الثقافة الرقمية.. فقر فادح في المكتبة العربية وتنوع في نظيرتها الأجنبية.. إبراهيم فرغلي

ربما لا يحتاج الفرد سوى جولة بحث قصيرة على شبكة الإنترنت ليكتشف دون جهد كبير، مدى فقر المكتبة العربية في مجال المعلومات والثقافة الإلكترونية، إذ لا يتجاوز عدد العناوين التي يمكن أن يجدها بضع عشرات، بينما البحث عن هذه الفئة في موقع إلكتروني مختص بالكتب الأجنبية مثل Amazon، يضعنا أمام مئات العناوين المختصة بموضوعات الثقافة الإلكترونية، والمعلومات والرقمية وقضاياها.

ولا نعني هنا الكتب الخاصة بالبرمجة والتشغيل التقني وبرامج الكمبيوتر، فهذا مجال آخر، تقني ومتخصص، لكن المقصود هنا، هو الكتب التي يمكن لكل شخص أن يقرأها، في إطار الثقافة العامة حول موضوع المعلوماتية، وحول العلاقة اليومية للمجتمعات المعاصرة بالوسائط الإلكترونية الحديثة، وفي مقدمتها شبكة الإنترنت، بما تحتويه من صفحات معلوماتية، ومواقع إلكترونية، ومواقع اجتماعية وسواها.

صحيح أن هناك بعض المؤلفات المهمة التي برزت على مدى العقد الأخير لكتاب ومختصين في هذا المجال، مثل الدكتور نبيل علي، والسيد ياسين، وجمال غيطاس، وحسن مظفر الرزو، وغيرهم، لكن عدد مؤلفاتهم قليل مقارنة بما يصدر في الغرب.

الدكتور نبيل علي واحد من أبرز الاسماء العربية في هذا المجال، وقد صدرت له مجموعة من الكتب التي حققت اهتماما كبيرا في أوساط الثقافة العربية والمعلوماتية بسبب جدتها وشموليتها ومن هذه المؤلفات:

- العرب و عصر المعلومات، سلسلة عالم المعرفة الكويتية العدد 184 أبريل 1994.

- الثقافة العربية وعصر المعلومات (أيضاً ضمن السلسلة نفسها) العدد 265 يناير 2001.

- الفجوة الرقمية (أيضاً ضمن السلسلة نفسها بالاشتراك مع د. نادية الحجازي) العدد 318 أغسطس 2005.

وهي مؤلفات اهتمت بقضية الفجوة الواسعة بين الثقافة العربية والمعلوماتية، والمنظومات المعرفية الأخرى. وطرح منظومة تكنولوجيا المعلومات من منظور ثقافي وطرح منظومة الثقافة من منظور معلوماتي، يتناول الفروع المختلفة لمنظومة الثقافة من منظور معلوماتي، والمقصود به ثقافة اللغة، وثقافة التربية، وثقافة الإعلام، وثقافة الإبداع الفني، ومنظومة القيم والمعتقدات، والتدريب الإلكتروني.

أما الكاتب الصحفي جمال محمد غيطاس المتخصص في شئون التكنولوجيا ومؤسس صفحة لغة العصر في صحيفة الأهرام المصرية، ورئيس تحرير المجلة المتخصصة «لغة العصر»، فقد أصدر عددا من المؤلفات حول الموضوع، تنوعت ما بين علاقة المعلوماتية والوسائط الحديثة بمجالات الأمن القومي، والصحافة الإلكترونية، والديمقراطية وغيرها، وهذه الكتب هي: «تكنولوجيا المعلومات في مصر - الجري في المكان». «الديمقراطية الرقمية»، «الحرب وتكنولوجيا المعلومات»، «الصحافة الإلكترونية»، «أمن المعلومات والأمن القومي»، «عصر المعلومات.. القادم مذهل أكثر».

وفي مجال رصد فكرة الحريات والديمقراطية وتطبيقاتها على شبكة المعلومات في العالم العربي قدمت الدكتورة رشا عبدالله أستاذ الإعلام بالجامعة الأمريكية كتابا في الموضوع صدر أولا باللغة بالإنجليزية، ثم ترجمته إلى العربية بعنوان «الإنترنت في العالم العربي»، وهو في الأصل رسالة الدكتوراه التي قضت أربع سنوات في إنجازها، وأهلتها للترشح للعمل كاستاذة في جامعة ميامي الأمريكية، لكنها فضلت البقاء في مصر والعمل في الجامعة الأمريكية بالقاهرة.

البحث العلمي وعلاقته بالوسائط الحديثة كان موضوعا لكتاب أصدره د.عباس مصطفى صادق بعنوان الإنترنت والبحث العلمي، الصادر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية، معني بصفة أساسية تزويد الباحثين بمعرفة معلوماتية وتطبيقية حول طرق ووسائل استخدامات الإنترنت في البحث العلمي.

سلسلة للثقافة الرقمية

وفي مجال الفضاء المعلوماتي العربي، أصدر حسن مظفر الرزو كتابا بعنوان الفضاء والمعلومات عن مركز دراسات الوحدة العربية، وهو أحد الكتب المتخصصة في بحث الفضاء المعلوماتي العربي.

كما أصدرت الهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر سلسلة جديدة بعنوان سلسلة «الثقافة الرقمية» وترأس تحريرها الدكتورة رشا عبدالله وأصدرت أول كتاب بعنوان «دور شبكة الإنترنت في الحياة الاجتماعية للمراهقين»، من تأليف دانا بويد وترجمة مصطفى محمود، وهو كتاب يتناول تأثير المدونات والشبكات الاجتماعية مثل «الفيس بوك»، و«تويتر» وسواهما في الحياة الاجتماعية للمراهقين محللا أسباب تعلق المراهقين بها وتأثيرها في حياتهم الاجتماعية وأفكارهم.

هذه السلسلة تعتبر إضافة مهمة للمكتبة العربية، في هذا المجال الذي يعاني ندرة وفقرا فادحا، ووجه الأهمية أنها تعمل على نشر الافكار الخاصة بهذه الثقافة في الغرب.

كما أنها تكشف مدى التنوع الكبير في الأفكار التي تتناول موضوعات المعلوماتية والإنترنت في الغرب. ولعل الملاحظة الاساسية هنا تتجلى في تشابه ومحدودية نوع الأفكار التي تنتج في هذا المجال، مع بعض الاستثناءات، وبينها بعض مؤلفات كل من نبيل علي، وجمال غيطاس الذي حاول تحليل المحتوى المعلوماتي العربي، وتطبيقاته في أكثر من مجال.

وهذا التباين الكبير في التنوع وفي طبيعة الموضوعات بين المكتبة العربية والغربية في مجال الإنترنت هو ما سوف ندلل عليه أيضا باختيار عدد من بعض أهم الإصدارات الأجنبية الصادرة باللغة الإنجليزية في هذا التصنيف. وفيما يلي تلخيص وعرض لبعض هذه الإصدارات:

الحياة على الشاشة: الهوية في عصر الإنترنت

صدر هذا الكتاب لأول مرة قبل عدة سنوات، وأعيدت طباعته بسبب النجاح الذي حظي به، وهو لا يعد كتابا أكاديميا قدر ما يعتبر بحثا اجتماعيا تتناول فيه مؤلفته شيري تاكل Cherry Tukle، المتخصصة والباحثة البارزة في العلوم الاجتماعية، العديد من الظواهر التي تتعلق بشبكة الإنترنت، بكل دلالاتها ومضموناتها من تقارير إخبارية، وكيانات وتجمعات فكرية واجتماعية، بالإضافة إلى الألعاب الإلكترونية، والملكيات الافتراضية الخاصة التي يلتقي فيها أصحاب المشارب المتشابهة، والتي يمارس فيها الأفراد الحوارات حول القضايا المختلفة، أو يبحثون فيها عن الصداقة أو علاقات عاطفية أو حسية، تمثل في مجموعها مجتمعا عالميا افتراضيا بارزا يمكن تعريفه وفقا لمؤلفة الكتاب بأنه جزء من «ثقافة الاستعراض»، يعد مجتمعا بديلا للمجتمع الواقعي في الحياة الحقيقية.

وفي بحثها حول كيف تقوم أجهزة الكمبيوتر في تجاوز وقطع المسافات والحدود بين البشر، من جهة، والحدود بين العقل البشري والآلة من جهة أخرى.

وترى المؤلفة أن أجهزة الحاسب الآلي بكل ما تتضمنه من عوالم تسمح لمستخدميه من الدوران في دائرة عبر أدوار وهويات مختلفة، ما يحقق طابعا جديدا لتمايز وتباين الوعي وتفاعل الأفكار كظاهرة من ظواهر ما بعد الحداثة.

كما تقدم تحليلا لبعض المواقع المختصة بمجال «العلاج النفسي الإفتراضي» مثل Depression 2.0، حيث ترى فيه نظاما أو منهجا بحثيا وتعليميا مصمما لأجل زيادة الوعي بسلوكيات الدفاع الذاتي عن النفس لدى الأفراد.

بشكل عام هذا الكتاب يشرح للقاريء كيف أن هذا العالم الافتراضي الذي نعيشه على الشاشة يؤثر في نمط الأفكار والحالة النفسية للفرد، وفي العلاقة المعقدة بين الإنسان والآلة، عبر علاقته الحميمة الحديثة مع أجهزة الحاسب الآلي.

يوتيوب: الفيديو الافتراضي وثقافة المشاركة

هذا الكتاب من تأليف اثنين من الأكاديميين هما جاين بورجس، وجوشوا جرين، وهو يدور حول موقع «يوتيوب» Youtube، الذي يعد الآن واحدا من أشهر وأكثر المواقع الإلكترونية إثارة للجدل والبحث والدراسة على الإنترنت. كما يعد الفضاء الأكثر شعبية للأفراد ممن يقومون بتصوير لقطات الفيديو، الشخصية، أو الفنية والاستعراضية، وبثها على الموقع.

يقدم مؤلفا الكتاب أولا مقدمة عامة للكيفية التي يستخدم بها الموقع، لينتقلا لاحقا لتأكيد أهمية بحث ودراسة التحولات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية التي يتسبب فيها تأثير هذا الموقع شديد الشعبية في أرجاء العالم الآن.

ويقدم الكتاب أمثلة عديدة عن طبيعة الجدل المثار حول الموقع سواء فيما يتعلق بحقوق الملكية الفكرية، أو الاستخدامات التجارية والدعائية، إضافة إلى بعض المواقع التي تعرض فيها الموقع للرقابة في بعض الدول المتشددة رقابيا، مؤكدا ضرورة بذل الجهد من أجل الوصول إلى نوع من الانضباط في استخدام الموقع.

اعتمادا على العديد من المصادر النظرية والبحث الميداني يوضح مؤلفا الكتاب الكيفية التي يتم بها استخدام اليوتيوب من قبل صناع الميديا، والجمهور العادي، ومنتجو ومصورو الأفلام من الهواة، وبعض أصحاب المصالح الإعلانية والدعائية، لتحليل ودراسة ما تثيره هذه الاستخدامات من أفكار ورؤى جديدة حول الإنتاج والاستهلاك الثقافي.

الحياة افتراضيا

كثيرة هي الكتب التي تبحث في موضوع العلاقات الثقافية في عصر العولمة، ومدى التأثير الذي أحدثته العولمة في قضايا الثقافة المشتركة بين شعوب العالم، لكن القليل منها الذي اتخذ من العالم الافتراضي موضوعا، ومساحة لبحثه، وبينها هذا الكتاب من تأليف أنيتا ماركام Annette N. Markham.

وفيه تقدم مقاربة لفهم تأثير التفاعل بين الأشخاص من مستخدمي الإنترنت مع محتوى ومضمون ما يطلعون عليه على صفحات شبكة المعلومات العالمية، من جهة، والطريقة التي يتعاطى بها كل فرد مع المحتوى نفسه, أو المضمون وفقا لثقافته والبيئة التي ينتمي إليها.

ولكي تتمكن المؤلفة من تحقيق هدفها قامت بتطبيق عملي، بالدخول إلى شبكة الإنترنت كمستخدمة وباحثة في الوقت نفسه، لكي تتمكن من المعاينة العملية والفهم لطبيعة التفاعل على الإنترنت، عبر رحلة طويلة من البحث والقراءة وتحليل مضمون المحتوى مما يبث على الشبكة، بالإضافة للحوارات التي أجرتها هي مع العشرات من مستخدمي الإنترنت.

وكانت النتيجة هي هذا الكتاب الذي يعد نموذجا من نماذج المشروعات البحثية في مجال التفاعل بين الثقافات, أو ما يعرف أحيانا بحوار الثقافات. حيث تمكنت من تقديم العديد من الأسئلة الجديدة التي أتيحت لها بفضل تجربتها هذه، ووفقا لما لاحظته على مستخدمي الإنترنت وطريقة تفاعلهم مع بعضهم البعض، ومع المادة المعرفية المتاحة، ومدى تباين ذائقاتهم ومستوياتهم الفكرية والمعرفية.

التقدم في العمر في الحياة الثانية

الفجوة بين المرئي والمحسوس، وتأثيرها في القيم الفردية وفي العلاقات بين الأفراد بشكل عام تمثل جوهر الفكرة الرئيسية لهذا الكتاب. فهو يقدم تصورا وتحليلا دقيقا لفكرة الحياة المتخيلة، غير الواقعية، أو الافتراضية، من خلال استعراض برنامج Second Life، الذي يستخدمه الأفراد بوصفه عالما افتراضيا بديلا يقترحون فيه لأنفسهم شخصيات وأسماء ووظائف افتراضية، بل ويختارون وسائل ترفيه وسبل حياة، وأساليب للحصول على المال، بحيث يبدون وكأنهم يحيون حياة موازية، متخيلة، لهم فيها حرية اختيار ما قد يكون متاحا لهم في الحياة الواقعية.

ويقوم المؤلف توم بويلستورف Tom Boellstorff بالدخول إلى هذا البرنامج عبر شخصية افتراضية (Avatar)، ولمدة عامين كاملين، كانت نتيجتهما هذا الكتاب.

يتناول المؤلف العديد من الرؤى وفقا لتجربته الشخصية، في طبيعة مفاهيم الرومانسية والعلاقات العاطفية في هذا المجال الافتراضي مقارنة بها في العالم الواقعي، ويتعرف القاريء على العديد من الوسائل الافتراضية التي يحصل بها الشخص الافتراضي على النقود، وكيف أنه أحيانا يحدث تماس بين المتخيل والواقعي من خلال تحول علاقة عاطفية مثلا من الخيال إلى الواقع، أو عبر تحول نمط استثمار متخيل إلى أموال حقيقية.

كما يشير بويلستورف إلى الكثير مما يتعلمه الفرد من سلوكيات وخبرات قد لا تكون متاحة له في العالم الواقعي، أو التي لم يكن يعرفها.

وبالرغم من أن الكتاب يأخذ شكلا سرديا وصحافيا، لكنه يصل إلى العديد من النتائج البحثية المهمة عن العلاقة بين الواقع والخيال وعن تناقضات السلوك البشري وتحليلها بدقة. بالإضافة إلى تحليل الطابع الاستعراضي لدى الأفراد عبر ما يعلنونه من شخصياتهم, أو ما يختارونه افتراضيا، وما يتجنبونه، ومدى شفافية الفرد في سلوكياته في الواقع, مقارنة بسلوكه في الفضاء الافتراضي، وغيرها من الأفكارالمهمة المتعلقة بالموضوع.

اللعب بين أكثر من عالم: اكتشاف ثقافة الألعاب الإلكترونية

هناك فكرة شائعة تقول: إن الألعاب الإلكترونية التي شاعت أخيرا وأصبحت جزءا يوميا من حياة الأطفال والمراهقين في أرجاء العالم تكرس لتفريخ شخصيات إنعزالية، غير منخرطة في الحياة الاجتماعية.

لكن مؤلفة هذا الكتاب ل.تايلور الأستاذة في البحوث الرقمية والاتصالات، توصلت إلى عكس هذه المقولة بعد دراسة بحثية حول الألعاب الإلكترونية التي يمارسها المراهقون على شبكة الإنترنت، مشيرة إلى أنها، على العكس، تؤدي إلى خلق شبكة علاقات واسعة تنميها المنافسة بين اللاعبين الذين يتعرفون على بعضهم البعض بسبب هذه الألعاب، خاصة تلك الألعاب التي تقتضي أن يلعبها أكثر من شخص، بدلا من الألعاب الفردية، مشيرة إلى أنه عالم مغطى بالستائر، بسبب عدم الاهتمام بدراسته، وبالتالي فإن بحثها كان محاولة عميقة لرفع تلك الستائر وإضاءة هذا العالم السري للمراهقين والشباب.

وعلى خلاف الشائع من الباحثين والأكاديميين الذين يتناولون مثل تلك الموضوعات فيأخذون انطباعا سريعا من بعض الإشارات التي يقرأون عنها, أو يسمعون بها، فإن تايلور استغرقت أربع سنوات وهي تتصفح مختلف المواقع المتاحة المختصة بالألعاب الإلكترونية على شبكة الإنترنت، تمارسها بنفسها، وتتعرف على المستخدمين، وتناقش آراءهم، مؤكدة أنه من دون دراسة انطباعات اللاعبين أنفسهم ومعرفة ما تعني اللعبة بالنسبة إليهم, فلن تكون هناك معرفة حقيقية بثقافة هذه الألعاب، ولن تكون هناك جدوى حقيقية من عمل المصممين الذين يصممون تلك الألعاب, إذا لم يعرفوا انطباعات اللاعبين عما يقدمونه لهم.

وتعتقد الكاتبة، وفقا لما تورده في الكتاب أن التفاعل مع اللاعبين أوضح الكيفية التي يفكرون فيها لتحقيق الفوز في لعبة من الألعاب كفريق، مقارنة بالطريقة التي يفكرون بها عند اللعب بلعبة فردية، كما تتبين طبيعة اختيار نوع لعبة معينة بدلا من أخرى لدى الأفراد ومدلول ذلك على الثقافة العامة والبيئة الثقافية التي ينتمون إليها، وتأثير الألعاب في ثقافتهم بشكل عام.

كما تقول إن أي باحث للثقافة الشعبية، وفقا لمقاييس ما بعد الحداثة لا يمكنه أن يتجاوز مثل هذا الحقل بسبب انتشاره الشديد، وشعبيته الجارفة لدى مستخدمي الإنترنت، خصوصا بين الشباب على الإنترنت.

 

 

إبراهيم فرغلي