فنون تشكيلية من البحرين صادق يلي تصوير: حسين لاري

فنون تشكيلية من البحرين

ثراء في اللون.. وعمق في التجربة

مثلما أفاضت حضارة "دلمون " على ضفاف التاريخ لمسات من المعرفة والجمال، يسعى الفنان التشكيلي البحريني لهذه الغاية، في لوحات منتقاة يصنع أسطورة الزمن المصغر، الخلق والتكوين والاحتضار، ثم الحلم والبعث من جديد، ميلاد العنقاء يصاغ من خلال ذلك الحوار الجميل بين العمل الفني والفنان.

تعود نشأة الفنون التشكيلية في البحرين بمفهومها المعاصر إلى التعليم النظامي، الذي بدأ عام 1919 في البحرين من خلال المناهج المدرسية ومن خلال مدرسي التربية الفنية العرب الذين حضروا إلى البحرين، وأدخلوا الفن التشكيلي بمفهومه المعاصر، فقد تركوا للطالب الموهوب والذي يملك كفاءات متميزة أن ينتج اللوحة بخبرته الذاتية وإرشادات مدرسيه بمعنى أن يعتمد الطالب على قدراته وموهبته وفهمه للطبيعة، إلا أن الحركة التشكيلية شهدت طفرات اقترنت مع التبدل الاجتماعي الذي حدث في دول الخليج، منذ أن نالت هذه الدول استقلالها، فقد أعطيت المؤسسات التعليمية استقلالها في وضع مناهج دراسية تناسب توجهات بلدان الخليج نحو التراث المحلي، وافتتاح المتاحف المختلفة، وقد أثر هذا التوجه نوعا ما على حركة الفنون التشكيلية، فأخذ الفنان يلتصق ببيئته وتراثه إلى جانب ذوقه المتأصل وتاريخه، محاولا إثبات هويته العربية المميزة، لذا فقد اهتم الفنان البحريني برسم صناعة السفن والغوص، والمشاهد اليومية من أسواق وأزقة وبيع وشراء وعادات اجتماعية مثل طقوس الزواج والختان، وكان هذا موضوعا جيدا لأنه نوع من الأرشفة أو التسجيل للبيئة والتراث المحلي، والذي أهمله الكثيرون أو ابتعدوا عنه، فكان للحركة التشكيلية الفضل في الالتصاق بهذا التراث وإعادته بشكل مرئي- مصور- إلى المجتمع، وقد أدى هذا النشاط إلى استقطاب الجمهور، فبدأت الصحافة تكتب وتنقد وتهتم بالفنان، وأصبحت الحركة التشكيلية من الأنشطة المميزة، كما نشطت وسائل الإعلام سواء المسموعة أو المرئية في نقل صورة هذا النشاط، فبدأ الفن التشكيلي يتأصل وبدأ الناس يقتنون بعض اللوحات بعد أن كانت مقصورة على مجموعة قليلة من الأجانب، فأصبح المواطنون يهتمون بهذه الأعمال ويقتنونها ويعلقونها في بيوتهم أو مؤسساتهم التجارية وكانت هذه خطوة أساسية ومهمة لدعم هذا المجال الثقافي للفنون التشكيلية.

طلائع الفنانين

وقد برزت في هذه الفترة طلائع الفنانين البحرينيين وكان من جملتهم الفنان يوسف قاسم، والفنان عبدالله المحرقي، وقد استطاع هؤلاء بخبرتهم الذاتية أن ينتجوا فنا قدر له أن يتقدم للجمهور ويأخذ مكانه بين الناس، وأن هناك كما جيدا من الفنون التشكيلية يجب الاهتمام به، وكان السر في انتشار مثل هؤلاء الفنانين هو اهتمامهم بالجانب التراثي لبيئة الخليج وبيئة البحرين بشكل خاص، ومع تطور التعليم في السبعينيات وحصول البحرين على استقلالها وضعت المناهج الجديدة وحظيت الفنون التشكيلية بقسط من هذا المنهج بالإضافة إلى عودة المجموعات الأولى من الخريجين والمؤهلين من الفنانين  الذين أضافوا دفعة جديدة للفن التشكيلي فقدموا تقنيات متقدمة، فصارت اللوحة تحفر وتدهن وترسم بشكل علمي تقني متقدم بعد أن كانت تقدم بصورة بدائية تعتمد على القدرات الذاتية، ثم إن هذه المجاميع بدأت تختلط بالعالم والمدارس الفنية فعرفوا ماذا يدرس في جامعات وكليات الفنون التشكيلية، وما هي المعارض والبيناليات، وقد أعطاهم هذا رصيدا ثقافيا وعلميا وفنيا استطاعوا من خلاله أن يضيفوا للحركة التشكيلية وجها جديدا والذي نعبر عنه اليوم بالحداثة.

يحدثنا الدكتور أحمد باقر وهو فنان تشكيلي له اسهاماته الكبيرة في حركة التشكيليين البحرينيين قائلا: يؤسفني أن أقول إن هذه "الحداثة هي حداثة مقلدة حيث يقوم الفنان التشكيلي عندنا بتقليد الآخرين، ومع أن هذا التقليد وتلك المحاكاة أفادت الفنان المحلي بأن قدمته على صعيد التقنية إلا أنها حدت من انطلاقه الفكري والإبداعي، لذلك نجد أن الفنان في الفترة الأخيرة في مراجعة ذاتية، إذ بدأ الفنان يشعر بأنه مطالب بأن يقدم أشياء جديدة وإبداعية تمثله من الألف إلى الياء، وأنه يجب أن يأتي بأشياء جديدة وتصورات جديدة، ولا شك أن الفن في الأصل قائم على الإبداع والتجديد، وإلا يصبح محاكاة للآخرين، لذلك تعتبر هذه المرحلة من أصعب المراحل، وهذا ما يبرر تنوع الاتجاهات والأساليب لدى التشكيليين، لذلك نجد أن فنانينا يبحثون على كل صعيد وعلى كل مستوى وفي كل اتجاه وهي اتجاهات الفن الحديث.

جمعية للتشكيليين

وتعد البحرين من الدول الخليجية السباقة في قيام النوادي والجمعيات الرياضية والثقافية والعمالية وجمعيات النفع العام التي قامت منذ نهاية القرن الماضي، إلا أن تأسيس جمعية البحرين للفنون التشكيلية جاء متأخرا بعض الشيء، ففي عام 1984 أعلن عن قيام جمعية البحرين للفنون التشكيلية وتضم الجمعية نخبة ممتازة من الفنانين البحرينيين التشكيليين ذوي التخصصات المتنوعة، وقد استطاعت هذه الجمعية في فترة زمنية وجيزة أن تبني لها مقرا مميزا وقاعة عرض واسعة، وتقدم نموذجا ممتازا للنشاط الفني الذي يحتاج إليه المجتمع، وقد أقامت الجمعية ضمن نشاطاتها مدرسة لهواة الفنون التشكيلية تدرس بها جميع مجالات الفنون من خط عربي وزخرفة ونحت وطباعة وحفر إلى جانب الرسم، وقد لاقت هذه المدرسة إقبالا كبيرا حيث وصل عدد منتسبيها إلى نحو 200 طالب في جميع المجالات الفنية الآنفة الذكر، كما قدمت الجمعية عدة نشاطات على المستويين الخليجي والعربي فأقامت معارض مشتركة مع الأشقاء في دول الخليج، كما أقامت معرضا في المملكة المتحدة.

ماذا يرسم الفنان؟

لقد تطور الفن التشكيلي في البحرين في السنوات الأخيرة بصورة تدعو للإعجاب، وعلى سبيل المثال فإن معرض البحرين العاشر هو نموذج لهذا التطور، فالمعرض صورة لما يبذله الفنان من محاولات للتعبير عن نفسه، والسير بهذا الفن بخطوات واضحة إلى العالمية، ففي المعارض السابقة، كانت الطبيعة والتراث والبيئة المحلية هي هاجسه، فكنا نلاحظ تكرار رسم النخلة والفلاح وصائد السمك والسفن والبيوت القديمة ثم الحارات والأزقة فكانت هذه الصورة هي هم الفنان وشغله الشاغل، فقد كانت هذه الصور أولى محاولاته وأول ما توافر لديه من مادة عندما بدأ يمارس الفن، ولكن اليوم نرى أن هناك نقلة نوعية وتطورا فنيا ومحاولات جادة تتناول مواضيع جديدة لم تستهلك، فنرى الفنان أخذ يمارس الفن بالأسلوب  الحديث والمدارس الفنية الحديثة كالتجريدية والتنقيطية أو التكعيبية أو السريالية وهي موضوعات تتحدث عن معاناة الإنسان ووجود الإنسان داخل ذاته، وقد تعبر هذه الصورة عن آمال الفنان المستقبلية، وبذلك أصبح الفنان مرآة تعكس كل التفاعلات التي تحدث خارج هذا الإنسان، وهنا أصبح الفنان غير مصور للطبيعة، وإنما أصبح إنسانا يكوّن موضوعا وهذا الموضوع يكون من خلال عدة مواد، فالفنان هنا يكون رؤية عما يراه أو يكون موضوعا يتضمن تجربته وفلسفته. فالفنان هنا لديه فكرة وليست صورة، وكان يقال في الماضي إن الفنان يصور الطبيعة إلا أن الفنان الآن يكوّن رؤيته عما يراه وهذه الرؤية تتضمن تجربته، وفلسفته وفكرته، والفنان بدأ يعبر عن الطبيعة من خلال ذاته، وهذا ما نراه اليوم في معظم أعمال الفنانين، وهي ظاهرة صحية.

ويترأس جمعية البحرين للفنون التشكيلية الفنان الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة وهو فنان ممارس شارك في العديد من معارض الجمعية سواء داخل البحرين أو خارجها، وله أسلوب مميز يتسم بالشفافية والتصاق الفنان بالطبيعة من خلال رؤية حديثة، وهذه الشفافية تحلل الألوان وتختصر الكثير من مقوماته إلى أن تصل إلى الحس، فهو يحاول أن يعبر عن انطباع سريع لذاته من خلال رؤيته ومن خلال هذه الشفافية، وقد استطاع الفنان من خلال تعامله مع هذه الرؤية بشكل مباشر أن ينطلق بيسر ويصور أي موضوع يريده بالحداثة التي يريدها والرؤية الجديدة التي يفكر بها. وسألنا الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة عن تقييمه للفنانين البحرينيين وموقعهم من الحركة التشكيلية بعامة، فقال: لا شك أن التجربة الفنية في البحرين ومنطقة الخليج تجربة حديثة، إلا أنها خطت خطوات واسعة وجبارة في فترة وجيزة، وقد كان لخروج الفنانين للدراسة في أوربا وأمريكا أثر كبير في إثراء الحركة، فرجعوا بمفاهيم وأساليب حديثة مكنتهم من الوصول إلى مستوى لا نبالغ إذا قلنا إنه مستوى عالمي. أما فنانونا في البحرين فأنا فخور بهم، فلديهم طاقات كبيرة إلا أنهم يحتاجون إلى التشجيع والرعاية كي يصلوا إلى المنافسة على الساحتين العربية والدولية، إنني أعرف جيدا الفنان التشكيلي ونتاجه في منطقة الخليج، إلا أن رسالة هذا الفنان يجب أن تصل إلى أبعد من منطقتنا حتى نبرز مستوانا الفني وحضارتنا وقيمنا ونحن نريد أن يعرف العالم هذا التقدم وأن نشارك العالم في المجالات العالمية والمسابقات الدولية، ولا بد من هذه المشاركة والاحتكاك وهذا هو السبيل إلى العالمية. إن فناني البحرين لهم إسهامات كثيرة في المعارض الخارجية، فنحن نحاول أن نقيم كل عام معرضا فنيا خارج البحرين وقد أقمنا في العام الماضي معرضا في القاهرة، ونحاول هذا العام أن نقيم معرضا في إحدى دول الخليج.

لا حواجز أمام الفنان

وحدثنا الشيخ راشد آل خليفة عن المدارس الفنية التي ينتهجها الفنان في البحرين، فقال: إنه ليس هناك حواجز أو قيود، فالفنان البحريني يمكنه أن يطلع على كل ما يدور في الساحة الفنية في أية بقعة من بقاع العالم، فالفن أصبح عالميا، وباستطاعة أي فنان أن يتابع ويقرأ ما يقدم في باريس أو لندن أو أي معرض في أوربا وأن يقرأ عنه في الصحافة أو في أي مجلة متخصصة، والحقيقة أن هناك اتجاهات عديدة تبرز لفترة ثم تختفي وتظهر محلها مدارس أخرى وهذا ما يمثل حيوية الفنان وطريقة توصيل فكرته إلى الجمهور.

ويضيف الشيخ راشد آل خليفة قائلا: إن ما ينقصنا في البحرين والخليج بعامة وجود كلية فنية لتدريس الفنون التشكيلية، أتمنى أن أرى مدرسة أو كلية للفنون التشكيلية لأننا في الخليج لنا عاداتنا وتقاليدنا وأسلوبنا في الحياة، ولما كانت عاداتنا وأحاسيسنا متشابهة فإنني أتصور أن وجود مثل هذه الكلية يخلق نوعا من الحركة التشكيلية المميزة لمنطقتنا وأسلوبا فريدا من نوعه يخالف ما هو موجود في باقي بلادنا العربية.

ويعد الفنان عبدالله المحرقي واحدا من أشهر فناني البحرين المتميزين، فله تاريخه المعروف، وقد أسهم في المعرض بمجموعة من الأعمال، ولوحاته التي عرضها لم يطلق عليها اسما معينا، خطوطه سريالية مع شيء من التعبير الميتافيزيقي من خلال عنصر الخير الذي رمز له بالحصان والمعروف أن لكل عنصر معنى عند الفنان ربما يكون الطير هو الذي يرمز إلى الحرية والانطلاق، وربما يكون الحصان رمزا للقوة والأمل والتحمل، وقد يمثل الطير الجارح رمزا للقساوة والخطر. فالمحرقي يستخدم في لوحاته عناصر وأبجديات يعبر بها عن أفكار قد لا تكون لها صورة معينة، وتمثل الصورة والحصان الطائر الحلم الرومانسي،، إنه خارج عن المساحة المرئية لكنه يريد أن يصل. وتصور اللوحة القلق، من خلال الشيطان والهيكل العظمي والحريق، ثم إن هناك قسوة وغموضا مع تمازج ألوان الصخر، ونحس أن الفنان ثائر على الواقع، وهذه النوعية من الأعمال تحتاج إلى إعمال فكر من المشاهد، وتحتاج إلى وقفات طويلة، أما العمل الفني، فالأعمال الراقية تحتاج إلى جهد كبير لفهمها ومعرفتها، واللوحات التي عرضها المحرقي ليس لها أسماء، وهو يريد من كل متفرج أن يسمي اللوحة بالتسمية التي يحسها وهو يشاهدها. وقد سألنا الفنان عبدالله المحرقى عن المدرسة التي ينتهجها، فقال: لا أعتقد أن هناك فنانا يتبع مدرسة معينة، إنه ينتقل من مدرسة إلى مدرسة، وأنا أتبع الأسلوب الذي يناسب الموضوع الذي أتناوله مثل السريالية أو الواقعية أو الرمزية، والحق أنني في كثير من الأحيان أتبع عدة مدارس أو عدة أساليب في نفس اللوحة مثل المدرسة التكعيبية المبسطة والتي أرسم بها، كما أنني أمزج بين الفنون الزخرفية، ولذلك فإن أعمالي لها طابع الهندسية، في صغري كنت أحب الواقعية لأنها كانت سهلة بالنسبة لي، إن أعمالي كلها مفهومة لا تستعصي على أحد.

أما الفنان الدكتور أحمد باقر فهو الآخر من الفنانين القدامى والذي صقل موهبته بالدراسة والبحث حتى وصل إلى أعلى المراحل الدراسية، وله العديد من الدراسات والندوات عن الحركة التشكيلية في البحرين، كما أن له إسهامات عدة في جميع المعارض التي تقيمها جمعية البحرين للفنون التشكيلية، وقد أسهم في المعرض بخمسة أعمال تمتاز بخصوصيتها، فله رؤية ذاتية حيث يلقي من روحه شيئا من الضبابية على اللوحة، فيحلل الموضوع ويدرسه، وبعدها يظهر بتجربة يعرضها على الجمهور، ففي إحدى لوحاته تظهر صورة المغني أو عازف العود وقد اختار لهذا الموضوع عناصر مهمة جدا وترك التفصيلات التصويرية الدقيقة، فصارت صورة عازف العود كأنها شبح وجه فنان، والمشاهد يفهم من هذه الصورة الضبابية بأنه شيء يشبه العود وأقرب ما يشبه الفنان، بالإضافة إلى وجود المنمنمات التي تدل على بيئة هذا الفنان المعروف بانتمائه إلى هذه الأشياء الزخرفية النابعة من منطقة الخليج.

ويستخدم الدكتور أحمد باقر خامة صعبه جدا في اعماله وهو قلم الرصاص أو الفحم الأسود، وهما من أصعب الخامات التي يستطيع الإنسان أن يرسم بها، فهو يستخدمهما ويتصرف بهما بشكل مدروس وموفق جدا في اللوحات الخمس التي عرضها مثل النخلة والمزارع الذي يتسلق النخيل ليجني الثمر، وتمثل هذه اللوحة لحظة مثيرة وهي لحظة جني ثمر الشجرة إنها ثمرة الصبر وثمرة العرق. وإذا انتقلنا إلى لوحة أخرى وهي لوحة عازف الكمان، نكتشف أنه عاشق للموسيقى ويحب هؤلاء الفنانين الذين يعتبرهم أناسا عظماء يعزفون لنا الألحان ويوفرون لنا المتعة، وهو بذلك كأنه يخلدهم ويحاول أن يعطيهم حقهم من خلال تلك الخطوط التي يرسمها، ثم يعرض لنا فى لوحة أخرى عازف عود من منظور آخر بعد أن يسلط عليه مؤثرات ضوئية فتغير بعض العناصر الأساسية فيه، كما يستخدم الزخارف البيئية حتى يربط الموضوع بالبيئة والمناخ الذي يعيش فيه الفنان.

يقول الفنان الدكتور أحمد باقر: إنني بشكل عام لا أسمي لوحاتي، لأنني أتوجه للمشاهد أولا من الداخل بمعنى أن هذه الخطوط التى تراها، وهذا الأسود والأبيض والانفعالات الموجودة تثير الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام، إنني أرغب في أن يشاركني المشاهد في وضع اسم للوحة، وأن يشترك معي في رؤيتها، وفي تفسير بعض جوانبها، وربما يخرج بتصور جديد لم أكن أهدف إليه، أو يجد في اللوحة ما لا أراه أنا بمعنى أننى أرغب في أن يشاركني المشاهد مشاركة وجدانية، أما الهدف من هذه الضبابية والهلامية فهو أن يشعر المشاهد أن هذا الذي يعزف هو واحد يعرفه أو أنه عاش هذه الأمسية أو هذه الحالة من العزف المنفرد، ولذلك فالمجال مفتوح أمام الفنان أو المشاهد بأن يكون هو أيضا هذا الفنان، وأن يعيش هذه اللحظات، ولذلك حرصت على أن تكون اللوحة عامة، كما تواجدت في البيئة والمكان. وربما تكون هذه اللوحة في البحرين أو في أي مكان من نفس البيئة. ومن الفنانين الشباب الذين لهم إسهامات فعالة في إثراء الحركة التشكيلية فى البحرين الفنانان اسحق الكوهجي وعدنان الأحمد، أما اسحق الكوهجي فقد درس الفنون التشكيلية دراسة أكاديمية فهو خريج معهد الفنون الجميلة بالقاهرة ومتخصص في هندسة الديكور، بدأت إسهاماته الفنية في الظهور وهو طالب في المرحلتين المتوسطة والثانوية، فكان يشارك في المعارض المدرسية، ثم بدأ يسهم في المعارض السنوية التي تقيمها الدولة. أما الأسلوب الذي يتبعه فيحدثنا الفنان الكوهجي عنه قائلا: كنت في بداية حياتي الفنية وكنت أرسم المناظر الطبيعية، إلا أنني بدأت بعد فترة أفكر في أن أظهر بشيء جديد ومتميز في الفن، فملت إلى المدرسة الانطباعية والتأثيرية، وكان هذا الأسلوب يغلب على أعمالي إلا أنني وفي عام 1988، وأثناء وجودي في بينالي القاهرة ولأول مرة تأثرت بالاتجاهات الحديثة، وقررت أن أقدم شيئا جديدا، وهذا الجديد هو أن يكون لي أسلوب أتميز به، وفي هذا المعرض الذي أسهم فيه أشارك بمجموعة أعمال تمتاز بجديتها حيث خطوت مرحلة نحو تحقيق هدفي من التجربة التي أريدها، وأنا أعتبر أن هذا الشيء في بدايته لأن الفن فيه كل يوم شيء جديد.

لقد أسهم الفنان في العديد من المعارض الفنية منذ عام 1973 سواء داخل البحرين أو خارجها ونال العديد من الميداليات وشهادات التقدير على أعماله الفنية.

أما الفنان عدنان الأحمد فهو الآخر من الفنانين الشباب الواعدين وهو خريج مدرسة الفنون الجميلة في فرنسا "البوزارت" وهناك ومن خلال دراسته الأكاديمية بدأت شخصيته الفنية تتبلور، ومن خلال اطلاعه على مدارس الفن الحديث تكون أسلوبه وطريقته، يحدثنا الفنان عدنان الأحمد عن أسلوبه قائلا: إن أسلوبي ومنهجي في الرسم هو المنهج الحديث، أو كما أطلقت عليه البنائية التنظيمية، أسلوب يعتمد على الشكل وإعادة بناء الشكل، كما أنني أعتمد كثيرا على تأثير اللون على المشاهد، وأحيانا يكون الشكل جامدا، فمن خلال اللون أسهل من حدة الخط أو انكسار الخط، ومعظم موضوعاتي هي مواقف وذكريات مررت بها خلال فترة دراستي أو خلال فترة وجودي في فرنسا أو من مشاهداتي اليومية، فهذه المشاهدات تترك عندي فكرة أعيشها، ومن خلال معايشتي لها أترجمها على اللوحة.

وقد اشترك الفنان عدنان الأحمد في جمعية "النوفل آرت" ومن خلال هذه الجمعية شارك في أول بينالي لمدارس الفنون الأوربية في فرنسا، كما شارك في معارض جمعية البحرين للفنون التشكيلية السنوية، وكذلك معارض وزارة الإعلام، وله إسهامات ومشاركات في العديد من المعارض الخارجية مثل معرض الدانة في الكويت ومعرض القاهرة وبينالي سلطنة عمان، أما عن الأعمال الفنية التي يفتخر بها، فيقول: أفتخر بلوحتين اقتنتهما وزارة الإعلام، اللوحة الأولى تحت اسم "زائر الصباح"، والثانية باسم "على طاولة التأملات"، وهما عملان كبيران وفيهما حاولت أن أجسد بعض المواقف التراجيدية التي عايشتها في فترة من الزمن، ففي لوحة "زائر الصباح " عايشت أحداث هذه اللوحة فترة ثلاث سنوات ثم قمت بتنفيذ هذه الأحداث على اللوحة خلال سنة كاملة ولا أزال أختزن في ذاكرتي بعض المواقف التراجيدية التي تكونت لديّ من خلال قراءاتي للميثولوجيا اليونانية أو مشاهداتي لبعض المسرحيات التاريخية، فأعيش هذه المواقف التراجيدية ثم أقوم بترجمتها على اللوحة في الوقت الذي أتحول فيه إلى جزء من هذا العمل أو جزء من هذه اللوحة، إن متعتي الحقيقية هي أن أمثل دورا في هذه اللوحة، وأن ألتحم بالموضوع وأعيش الحدث حتى يسهل تنفيذه بالصورة التي أريدها.

وللفنانة البحرينية دور

ولم تقتصر الحركة التشكيلية في البحرين على الرجل فقط، وإن كان الرجل يمثل العمود الفقري لهذا الفن الجميل، فهناك مجموعة من فتيات البحرين خضن غمار هذا المعترك، ويأتي في مقدمة هؤلاء الفنانات صديقة عباس وبلقيس فخرو، أما صديقة عباس فقد بدأت موهبتها في الظهور منذ عام 1984 فأخذت ترسم المناظر الطبيعية، وتشارك مع زميلاتها في المدرسة الأجنبية التي تدرس بها في العديد من المسابقات والمعارض، ثم انضمت لجمعية الفنون التشكيلية البحرينية واستمرت ترسم الطبيعة لأن الطبيعة هي المصدر الكبير لإلهام الفنان. تقول الفنانة صديقة: بدأت أرسم بالزيت، وحاولت أن أخرج بشيء جديد أو أسلوب جديد وهو انسجام الألوان، وفي عام 1992 أقمت معرضا خاصا بي شمل 55 عملا فنيا، وكان بالألوان المائية وبعدة أساليب فكنت أستخدم المائيات والمدرسة التنقيطية، وقد أشاد الجمهور بهذه الأعمال، أما الأسلوب الآخر الذي تناولته في أعمالي فهو التجريد والرسم بالزيت، إن مدرستي المفضلة والتى أتبعها هى المدرسة التنقيطية والألوان المائية لأن بها عفوية. أما اللوحة التي شاركت بها الفنانة صديقة عباس في المعرض العاشر لجمعية البحرين للفنون التشكيلية، فهي بالكلورك، وسألتها ماذا تريدين أن تقولي في هذه اللوحة؟ فأجابت: أريد أن أقول إن الفن التشكيلي هو عبارة عن التعامل مع الألوان وتوظيفها، وبالتالي فإن اللون هو الذي سيعبر عن نفسه، ومن خلال اللوحة سوف نرى الانسجام في الألوان، بحيث أن اللون الأزرق مثلا لن يستحوذ على رقعة كبيرة من اللوحة، فهو منتشر فيها، وهناك تدرجات للون الأزرق، أما اللون الأصفر فقد وضعته كي أقول إن هناك أشعة، فإذا سقطت هذه الأشعة في أي مساحة فسوف تعكس صور المنازل والأشخاص الذين يتحركون في اللوحة نفسها، كما أن الأصفر ثم الأحمر وتدرجه موزع على اللوحة، أما اللون الأزرق فهو ظلال الأشخاص الذين يتحركون. فهناك تناغم بين هذه الألوان، فإذا كان هناك لون أزرق فهناك بقعة من اللون الأزرق في الجهة الثانية، وليس شرطا أن يكون بنفسه مساحته. إنني بهذا الأسلوب وهو التنقيط أحافظ على التدرج اللوني بحيث يكون هذا التدرج أساس العمل، وحتى أشد انتباه المشاهد للتنقيط فإني أرسم المنظر من الطبيعة مباشرة والمنظر ليس فيه جديد، وأستخدم أسلوب التنقيط بحيث يرى المشاهد الموضوع وتتداخل الألوان، وبهذه الطريقة باشرت جميع أعمالي المعروضة الآن.

أما بلقيس فخرو فهي إحدى الفنانات الرائدات للحركة التشكيلية في البحرين، درست الفنون التشكيلية وتاريخ الفن في إحدى أعرق الجامعات الأمريكية، فهي صاحبة تخصص مزدوج حيث ترسم وتكتب وتنقد وبخاصة إذا كانت هناك معارض تشكيلية أو ندوات عن الفنون الجميلة، تقول:

إن أحسن اللوحات هي تلك التي تخرج عن المألوف وتجذب المشاهد أو تلك التي تأتي بتصورات جديدة، إنني أشارك في العديد من المعارض سواء داخل البحرين أو خارجها، وأنا عضو في تجمع أصدقاء الفن التشكيلي لدول مجلس التعاون بالخليج العربي، واللوحة الفنية الناجحة عندي هي تلك التي تعبر عن الأحاسيس الخاصة من منطلق موضوعي وذاتي في آن واحد، فالفنان يجب أن يقدم الموضوع الذي يحس به ويشغل باله، وفي نفس الوقت يحبه، وألا ينزع ثوبا ويلبس ثوب غيره، بل يبقى محتفظا بزيه وشخصيته وأبجديته الفنية النابعة من منطلق البيئة والتراث، أما عن اللوحة التي عرضتها الفنانة بلقيس فخرو فتحدثنا عنها قائلة:

إنها عبارة عن انفعالات نفسية بالألوان الحادة التي وضعتها على هيئة صور وأشكال، وصور آتية من البيئة التي أهتم بها، إنني أحب العمارة البحرينية ولا أقصد التقليدي أو الحديث، ففي واحدة من لوحاتي تتضح هذه الصورة وهي صراع الماضي والحاضر، صراع عمارة خرافية موجودة قديما مع عمارة المباني الحديثة والمساجد وكيف تتصارعان، أما اللوحة الثانية فتمثل أشياء قديمة وتراكمات تتضارب وتتصارع وليس فيها شيء حديث بل فيها الجانب الهرموني.

جوائز تشجيعية للشباب

الموهبة هي الركيزة الأولى للفنان فبدونها لن يكون هناك فنان مبدع مهما درس أو دخل معاهد فنية متخصصة، هذا ما ينطبق على الفنان موسى الدمستاني، الذي يقول: أحببت الرسم منذ الصغر، وبداية كنت أرسم الشخصيات بالفحم، ثم أخذت أشارك في بعض المعارض الخاصة، وحصلت من المسئولين في وزارة الإعلام على كل تشجيع، فكنت أرسم اللوحات المائية بطريقة كلاسيكية، فلم أكن مرتبطا بطريقة واحدة، فكنت أرسم بالألوان المائية والزيت والفحم، أما الآن فإني أرسم لوحاتي بالألوان المائية وبطريقة مبسطة أو ما يعرف بالانطباعية، لقد سافرت إلى باريس، واطلعت على طريقة رسم الفنانين الفرنسيين للشخصيات، وقد استفدت كثيرا، إنني ومنذ عام 1987 أقوم بتنظيم برامج للشباب والناشئين هواة الفنون التشكيلية، فنأخذهم إلى سواحل البحر أو القرى ونتركهم يرسمون ما يجول بخاطرهم من مناظر طبيعية في مسابقات شبه سنوية، وتقوم جمعية البحرين للفنون التشكيلية برعاية هذه المسابقة وتقديم جوائز تشجيعية لهؤلاء الشباب.

أما عن معارض الفنان موسى الدمستاني الشخصية فيحدثنا عنها قائلا: بدأت معارضي الشخصية عام 1992، وعرضت فيها حوالي مائة عمل كلها بالألوان المائية، أما مواضيع هذه اللوحات وقد انحصرت في بيئة البحرين الفنية من بحر وقرى وأشجار وسفن وأسواق شعبية وطيور، ولقد لقي هذا المعرض حضورا كبيرا واستحسانا من الجماهير وبخاصة الجاليات الأجنبية، وأهالي البحرين الذين بعد العهد بينهم وبين موروثاتنا القديمة وحياتنا الحاضرة. وقد شجعني نجاح معرضي الأول وما لاقاه من إقبال جماهيري كبير، أن أقيم معرضي الثاني في سبتمبر من عام 1993، فقد عرضت فيه مجموعة من اللوحات التي تتناول حياة الإنسان البحريني اليومية، وطريقة حياته في مطعمه وملبسه، بالإضافة إلى أنماط من الحياة التي عاشها الآباء والأجداد استقيتها من خلال أحاديثي مع بعض كبار السن الذين عايشوا جانبا من هذه الحياة أو من خلال قراءاتي في الكتب المتخصصة، بالإضافة إلى أنني قمت بزيارة القرى التى لم أزرها فرسمت جوانب أخرى من الحياة البحرينية والحياة اليومية، وبالمناسبة فإنني لم أنس الكويت وتحريرها بالذات فقد رسمت لوحة اسمها "العودة" وكان معرضي الأول منوعا فهناك أعمال بالزيت وأخرى بالألوان المائية، إلا أن الجمهور أحبني بالألوان المائية، ولذلك جاء معرضي الثاني كله بالألوان المائية، لقد لاقت لوحاتي تجاوبا مع الجمهور مثل لوحة "انطباع الشجر" ولوحة "البوسنة والهرسك"، وقد أصر الجمهور الذي حضر معرضي أن أبقي على الأسلوب التقليدي في رسوماتي، والواقع أنني أفرح كثيرا عندما أزور أحد البيوت وأرى إحدى لوحاتي معلقة في مكان بارز من البيت، إنني أريد أن أزف إليك هذا الخبر: وهو أنني حصلت على المركز الثاني في مسابقة عن تحرير الكويت أقامتها السفارة الكويتية في البحرين والتي اشترك فيها نحو أربعين فنانا بحرينيا وعربيا، وقامت السفارة مشكورة باقتناء هذه اللوحة، وهي عبارة عن طفل يحمل علم الكويت، وخلف الطفل جمهور غفير راجع إلى الأبراج الكويتية، واللوحة معلقة في واجهة السفارة الكويتية في البحرين.

تحرير الكويت.. وإلهامات فنية

ويعد الفنان عباس الموسوي من الفنانين الكبار الذين هزتهم مأساة غزو الكويت صيف 1990، وهو فنان محترف روى قصة بلاده البحرين في العديد من اللوحات التي تناول فيها جمال الطبيعية فصورها في أبهى ألوانها وصور ماضي البحرين. إنها رموز تتواصل في أعماق مساحات تأملاته الداخلية. لقد بهر الغربيين عندما عرض لوحاته في بولونيا بإيطاليا، فكانت لوحاته أشبه ما تكون بذلك التناقض الصارخ والمثير بين عالم الرمال والإبل والمياه المالحة وبين دنيا الصقيع والخضرة والطبيعة النابضة، إن لوحات الموسوي تمثل صور الطبيعة الصحراوية العطشى كي تراها عيون الناس بلا رتوش أو بهرجة، كأنه يقول لأوربا هذه بلادي، وهكذا نعيش بلا محسنات أو تزويق، يصور المناظر الطبيعية على حقيقتها أشجار النخيل الباسقة ورجل يمد يده المعروقة إلى ثمار التمر فيقتطف الرطب الجني ليقدمها إلى جارته اليافعة والتي يأمل أن تكون شريكة حياته في قادم الأيام، وإلى جانب ذلك لوحة أخرى تصور كثبان الرمال وهي تعانق جحافل السحاب عند الأفق ثم خيام تبرك حيالها الجمال ويقبع في ظلالها بدوي وبدوية في لثام وخمار وطنافس وسجادة صنعت من وبر الإبل والماعز. كل هذه المفردات توحي بوفاء الفنان للبيئة واعتزازه بعروبته وإسلامه، إن عباس الموسوي يعشق بيئته ويعكس دورا غريزيا لمشاعر جياشة حيال بيئته وأرضه من خلال واقعه العربي الخليجي.

يقول الفنان عباس الموسوي: لقد هزتني مأساة الكويت وغزوها من الأعماق فانفعلت مع هذا الحدث المأساوي الذي هز نفوس العرب الشرفاء، فخلال فترة احتلال الكويت رسمت نحو عشر لوحات كانت بدايتها لوحة سميتها "ملحمة الغزو" حيث وضعت في هذه اللوحة كل التعابير الحقيقية بعد أن أدركت أن هناك مؤامرة ضد دولة الكويت. إن أهم عنصر فى لوحة ملحمة الغزو هي دولة الكويت ومثلتها بالفتاة أو الأم أو المرأة التى تعنى الكثير للإنسان، هذه الفتاة رافعة رأسها للسماء دلالة أنّ هناك دعاء ترجو من الله أن يستجيب لها ويحرر بلادها مما أصابها. وهذه الفتاة الجميلة هي الكويت، إنها كالفراشة بألوانها، وهناك علم الكويت، وهي إحدى عناصر اللوحة، إن هذه الفتاة الجميلة تطل على العالم ونراها الآن في عذاب وهي ممزقة الإهاب كأن هناك من يسلخ هذه البلدة الجميلة، مع هذا فإن للكويت موقفا وهو المقاومة عندما خرجت وقد مثلتها بالسيف وهو رمز المقاومة ورمز الصمود، ثم إن الفتاة تحمل في يدها زهرة بوريقاتها الست تمثل وريقات السلام أو دول مجلس التعاون الخليجي. إن السيف الذي خرج من غمده فإن شبحه وظلاله يخيمان على منطقة الخليج، وكأن الحرب سوف تقوم، وهناك ظلمة في منطقه الخليج وبخاصة على أرض الكويت حيث امتزج تاريخها بالسدو والخيام والسفن والبحر ومحارة تخرج منها هذه المرأة.

أمنية سلام

ويعرض لنا الفنان الموسوي لوحة أخرى تحت عنوان "أمنية سلام" ففي هذه اللوحة يسجل تلك اللحظات الحاسمة التي سبقت حرب تحرير الكويت، حيث يأمل في ألا تقوم حرب، وقد احتوت اللوحة على عناصر بسيطة، إلا أنها تحمل فلسفة عميقة وهي التضحية في أن يقف الفنان أربعا وعشرين ساعة أمام اللوحة يرسم واللوحة مقسمة إلى مربعات، وكل دقيقة تخص مربعا، وفي كل مربع روحية خاصة وقد استغرق العمل في هذه اللوحة أربعا وعشرين ساعة بلا توقف، وقد نقلت هذه اللوحة كرسالة من على شاشة تلفزيون البحرين إلى دول المنطقة حيث تقول لطاغية العراق: اخرج من الكويت واجنح للسلم، إلا أن الطاغية تمادى في غيه وكانت الحرب، فقام الفنان الموسوي بتحبير الخلفية الموجودة في اللوحة، فتحولت إلى لون داكن حزين مخيف وعلم الكويت يحده من كل الجهات، ومن بعدها قام الفنان الموسوي برسم لوحة "ليلة الكريسماس على بغداد"، وهي تعبر عن الليلة الأولى بعد قيام الحرب، حيث نفذ الفنان هذه اللوحة في وحشة وخوف وترقب، وماذا سيكون مصير هذا البلد الذي تحكمه هذه العقليات المريضة الخاوية. يقول الفنان عباس الموسوي: لقد قمت برسم ما يقرب من عشر لوحات وملصقات عن غزو الكويت وإنني أتمنى أن أعرض هذه اللوحات وهذه الجداريات في يوم من الأيام في معرض خاص في دولة الكويت لتكون تسجيلا صادقا عن أحداث مرت ويجب أن يتذكرها الجميع، إنها أحداث مؤلمة ويجب أن تستوقف هذه اللحظات وأن تراجع وأن تكون عبرة للجميع.

 

صادق يلي 

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية  
اعلانات




فنون تشكيلية من البحرين ثراء في اللون وعمق في التجربة





فنون تشكيلية من البحرين ثراء في اللون وعمق في التجربة





فنون تشكيلية من البحرين ثراء في اللون وعمق في التجربة





الفنانة بلقيس فخرو إن أحسن اللوحات هي تلك التي تأتي بتصورات جديدة





لوحة لموسى الدمستاني العاشق لبيئة البحرين





لوحة للفنان عبدالله المحرقي





مجموعة من رواد المعرض يشاهدن إحدى اللوحات





الفنان إسحاق الكوهجي أمام أحد أعماله الفنية





لوحة للفنان عبدالجبار الغضبان





موسى الدمستاني فنان وجد نفسه في الألوان المائية





الفنان الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة





لوحة أمنية سلام للفنان عباس الموسوي يسجل بها اللحظات الحاسمة التي سبقت حرب التحرير





احتل النحت جانبا من المعروضات





أحد الأعمال الفنية المعروضة





الفنان الدكتور أحمد باقر أمام إحدى لوحات





لوحة للفنان عباس الموسوي ترمز للغزو العراقي للكويت





الصالة التي أقيم فيها المعرض العاشر للتشكيليين البحرينيين





لوحة استخدم فيها الفنان الحروف  العربية كإحدى أدوات الإبداع





من أعمال الفنان المحرقي





الفنان عدنان الأحمد والبنائية التنظيمية