جند الله

جند الله

من المكتبة الأجنبية

عرض: عيسى صيوده

هل يشكّل هذا الكتاب نظرة أوربية أخرى حول الشرق الإسلامي وما يملكه من خطر عليها؟ أم أنه يحاول بموضوعية أن يدرس المجتمعات الإسلامية دون تحيّزات سياسية؟

يعرف الكاتب والصحفي الألماني بيتر شول لاتور، المشهور في عوالم التلفزيون والكتابة الصحافية ودور النشر الأوربية عموماً، بسعة اطلاعه على شئون وأحوال العالمين العربي والإسلامي. قضى شول لاتور جزءاً كبيراً من حياته العملية يجوب مختلف بقاع العالم الإسلامي منذ بدايات الخمسينيات، وإلى منتصف الثمانينيات.

فقد كان شاهد عيان لكثير من الأحداث الكبرى التي ميّزت تاريخ بلدان (دار الإسلام) وشعوبها، ابتداء من جزر مينداناو في أقصى الشرق الآسيوي، وانتهاء بشواطئ المحيط الأطلسي في أقصى الغرب الإسلامي.

وهكذا، وعلى امتداد حوالي 40 سنة، قطع هذا الكاتب والصحفي أراضي الدول الإسلامية، وكذلك الدول التي يشكّل فيها المسلمون أقليات معتبرة، بالطول والعرض، واستطاع بقلمه المتميّز برشاقة إسلوبية خاصة، وبمعرفة موسوعية، أن يصف معظم عمليات الحراك الاجتماعي والسياسي في هذه البلدان، وأن يرصد التعارضات والتمزقات التي تطوح بها ذات اليمين وذات الشمال. وقد خرج من ذلك كله بكتاب أقدر أنه رائع، وكنت قد قرأت هذا الكتاب في ترجمته الفرنسية في نهاية الثمانينيات، وبالضبط في .1987 فأعجبت به، ولا أزال أرى أنه سيظل صالحاً للقراءة، ومرجعاً يعتد به في فهم القضايا التي ما فتئت تخض العالمين الإسلامي والعربي على امتداد القرن العشرين، بل وربما حتى من قبل ذلك.

عنوان الكتاب في أصله الألماني هو ترجمة لمقطع من الآية الكريمة (... إن الله مع الصابرين) وتحته العنوان التوضيحي: بدايات الثورة الإسلامية.

ALLAH IST MIT DEN STANDHAFTEN.. Begegnungen mit der islamischen Revolution.

لكن الناشر الفرنسي، الباحث بالتأكيد عن الإثارة وإحداث الصدمة عند القارئ، آثر أن يمهر ترجمة هذا الكتاب بعنوان فيه الكثير من الإيحاءات المغرضة وهو: (Les Guerriers dصAllah) أي (المحاربون من أجل الله)، وكلمة Guerriers الفرنسية تطلق عادة على المجاميع المسلحة غير النظامية. وهي عادة ما توحي بالتوحش والبربرية وانعدام التنظيم. واختيار هذه الكلمة ينم عن مقاصد سياسية واضحة تنطلق من الأحكام المسبقة لـ(المركزية الأوربية) تجاه عوالم الشرق، سيما تلك التي يشكّل الإسلام فيها نمط حياة وعقيدة إيمانية. كما أن العبارة التي أضيفت لعنوان الكتاب، وهي (800 مليون مسلم يتحفّزون لغزو العالم)، تستهدف بلاشك، تكثيف روح العداء عند القارئ الغربي تجاه العالم الإسلامي.

أنساق فكرية

يكاد بيتر شول لاتور أن يحوّل كتابه هذا إلى ما يشبه الرواية، لكنها رواية واقعية، أبطالها هم مختلف الزعماء، البارزين في العالم الإسلامي، (وغير الإسلامي) وكذلك القيادات الفكرية والدينية التي وقفت خلف كل ذلك الحراك الاجتماعي والسياسي. وهم - بلاشك - كانوا المحصلة المنطقية لكل تلك الأنساق الفكرية والتنظيمات الاجتماعية والجماهيرية والتشكيلات السياسية والعسكرية بمختلف أنواعها، والتي رأت النور ليس في العصر الحديث فقط، بل إنها تغوص بجذورها عميقاً في حنايا التاريخ الإسلامي بكل زواياه وأركانه المشعّة والمظلمة.

يستعرض الكاتب، من البداية وحتى النهاية، على امتداد ما يقارب الـ 630 صفحة من القطع الكبير، وبأسلوب يكاد أن يكون روائياً، لقاءاته - عبر رحلاته التي لم تتوقف على مدى ثلاثة عقود ونصف - مع عوالم (دار الإسلام) في كامل امتداداتها، ومع مختلف فعالياتها ورجالها الذين صنعوا ولايزال بعضهم حتى الآن يصنعون الواقع الذي تعيشه، ليس فقط المجتمعات الإسلامية التي يهتم الكاتب بها أساساً، بل وكذلك مختلف المجتمعات الأخرى التي تتشابك مع بعضها البعض داخل منظومات من القيم والعلاقات التي لا يمكن الإحاطة بكامل أعماقها وامتداداتها.

يقول بيتر شول لاتور إن (هذا الكتاب هو وصف للقاء شخصي مع الإسلام، يمتد لأزيد من ثلاثين سنة. وإنني هنا لا أعتبر وبأي شكل من الأشكال أنني قمت بإنجاز دراسة متكاملة، وحاولت من خلالها أن أنافس علم المتخصصين في قضايا الشرق. إنني لم أقم ربما سوى بتتبع خطى الكاتب المغربي، ابن بطوطة، الذي راح يتنقل بلا كلل ولا ملل في ربوع العالم الإسلامي في القرن الرابع عشر الميلادي. والقارئ سيجد بالتأكيد في طيات هذا الكتاب ما يعتلج في داخليته من حب الاطلاع والدهشة .

لهذا كله، فإن هذا العمل يمكن إدخاله ضمن أجمل إبداعات أدب الرحلات في عالمنا الراهن، فأسلوبه الروائي المميز والممتع، ونظرته الشاملة لكثير من بقاع العالم الإسلامي وغير الإسلامي، وغوصه العميق في نفسيات مختلف مكوناته الثقافية والسياسية والاجتماعية والتاريخية، وسرده الأخاذ للأحداث، ووصفه البارع للوقائع وللشخصيات الكبيرة والعادية وللأمكنة، بأسلوب أدبي بديع يبتعد كل البعد عن ابتذال الريبورتاجات الصحفية ومحدودية إحاطتها بتفرّعات الأحداث وجذورها العميقة، كلها عوامل تدخله ضمن هذا الصنف من الأدب، أدب الرحلة التي تفتقر إليه كثيراً المكتبة العربية.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد في نظري، فالمنهج الأدبي والأسلوبي الذي يتبعه الكاتب، يمكنه كذلك أن يكون أنموذجاً يقدم للمهتمين بأدب الرحلات وللكتاب والصحفيين، ليكون بمنزلة إضاءة قد تساعد على إدخال مزيد من العمق والإحاطة بالكتابات التي تدخل في إطار أدب الرحلات.

يتضمن الكتاب عدة فصول هي: نداء المؤذن، كتاب الأيام الجزائرية - من عرش الطاووس إلى الدولة الدينية، حرب خلافة في بيت إبراهيم، أفغانستان... الحرب المنسية، مسلمو الاتحاد السوفييتي بين ماركس ومحمد، المسلمون يدقّون أبوابنا.

نظرة سريعة

في الفصل الأول (نداء المؤذن) يتطرق الكاتب إلى المواضيع التالية:

1- الفلبين: (سجين حركة مورو): وهو وصف أخاذ في أسلوبه، لكنه مرعب لحالة المسلمين في الفلبين، وكيف وصل الإسلام إلى تلك الربوع، والصراع المسيحي الإسلامي، وصراع التوحيد مع معتقدات الهندوسية التي لاتزال لها بعض الجذور في التقاليد والعادات حتى لدى المسلمين.

2- إندونيسيا: (لعبة الظلال المالوية). وصف حي لإندونيسيا يذكر بما هو حاصل اليوم فيها إلى حد الإدهاش.

3- السين - كيانغ الصينية: (على خطى الحصان الأكبر)، أو كيف تقوم الصين بمحاولة محو الإسلام في تركستان الشرقية والمقاومة المستميتة لقبائل الأويغور التركستانية.

4- باكستان: وتتضمن ثلاثة مواضيع تتعلق بقضية كشمير والاندحار في حرب انفصال بنغلاديش، وصعود بهوتو ثم إعدامه وإعلان الجنرال ضياء الحق الدولة الثيوقراطية.

5- إفريقيا السوداء: (فول سوداني لتمجيد الرب)، و (في انتظار المهدي)، وهما موضوعان أخّاذان يحيطان تمام الإحاطة بوضع العديد من دول إفريقيا السوداء وعلى رأسها السنغال وتشاد وغينيا ونيجيريا وحتى إفريقيا الشرقية بشكل غير مباشر ودائماً بأسلوب أدبي مميز.

6- الصحراء: ويتعلق الأمر هنا بأقصى الصحراء الجزائرية، وقصة قبائل الطوارق، وتجربة الأب دي فوكو، والإخوانيات السنوسية، وكيف فشلت محاولات التبشير المسيحية في الجزائر وعموم بلاد المغرب العربي.

7- الصحراء الغربية: (عقارب في رمال الصحراء)، وهنا يغوص الكاتب في وصف مختلف أطراف الصراع وجذوره وامتداداته التاريخية التي تعود إلى عصر المرابطين.

8- المغرب الأقصى: (الاستقلال) وصف بارع للمغرب الأقصى ولتاريخه المضطرب من بداية الخمسينيات وحتى منتصف السبعينيات، ولأطراف الصراع من الفرنسيين والمغاربة، ومحاولات الإنقلاب واغتيال الزعيم بن بركة، ولقاءات لا تقدّر بثمن مع الزعيم الوطني المغربي علال الفاسي.

9- ليبيا: انطلاقاً من مؤتمر للتقريب بين المسيحية والإسلام، يرسم لنا الكاتب لوحة عن ليبيا وزعيمها القذافي، وقبله الملك إدريس السنوسي، والاحتلال الإىطالي وانتشار الفكر الناصري.

أيام جزائرية

في الفصل الثاني (كتاب الأيام الجزائرية) يأخذنا الكاتب إلى أعماق المسألة الجزائرية من بدايات 1950 وحتى إلى ما بعد الثمانينيات، ودون استعراض كل موضوع على حدة، نقول إن الكاتب، وعلى امتداد أكثر من 85 صفحة أعطانا صورة تكاد تكون كاملة عن حرب تحرير الجزائر، وأبطالها على الجانبين الجزائري والفرنسي، مع وصف حي ومباشر لكل الأحداث التي صنعت واقع الجزائر المعاصر، ويلاحظ القارئ أن العديد من جذور الأزمة الرهيبة التي عاشتها الجزائر مع مطلع عقد التسعينيات وحتى الساعة، إنما تستمد نسخها وجذرها من تلك المرحلة المضطربة. فانطلاقاً من الأطلال الرومانية بمدينة تيمقاد يقودنا بيتر شول لاتور إلى أعماق المجتمع الجزائري بكامل مكوّناته، ولاسيما الإسلام، الذي ظل محرّكاً للتاريخ في منطقة المغرب العربي كلها منذ الفتح الإسلامي، ويمر بنا بمختلف مراحل نضال الجزائريين من أجل تحقيق انعتاقهم وحريتهم، وينقلنا بين مختلف الزعماء والقادة الذين أثروا في تاريخ الجزائر المعاصر، سواء أكانوا من الجزائريين أو من الفرنسيين المتطرفين أو الديمقراطيين، من ديغول الفرنسي إلى أحمد بن بيلا وحسين آيت أحمد وهواري بومدين وغيرهم من زعماء الجزائر المعاصرين.

إنه هنا لا يستعرض الأحداث كمؤرخ، بل ككاتب وأديب تسنى له أن يقارب ويطلع على الأحداث كملاحظ ومحلل، لهذا جاء وصفه مليئاً بالحيوية والحركة، بحيث يبدو الأمر للقارئ وكأنه يتابع فيلماً روائياً عابقاً بمختلف الألوان والروائح. ويتضمن هذا الفصل المواضيع التالية التي تدل عناوينها على فحواها:

أطلال رومانية في الأطلس.. تحت ظلال القصبة، أرض الإسلام المعطاء، صهاينة ببسكرة وصليبيي بتوقرت، الثورة تنطلق، كل الطرق تنتهي في باتنة، بحثا عن الأمة الجزائرية (الجزائر الفرنسية!)، رقصة المؤاخاة، المتطرفون وديغول، باليه (الموزات الطائرة)، الحرب النفسية، في الجانب الآخر بتونس، مطاردة الفلاقة، متاريس الجزائر العاصمة، في الباحة الخلفية للثورة، ليلة الرعب الزرقاء، الانقلاب على بن بيلا، مرابط ضاحية نوبي، سلام على قبورهم.

في الفصل الثالث المخصص لإيران، وتحت عنوان كبير (من عرش الطاووس إلى الدولة الثيوقراطية) يأخذنا الكاتب إلى أول لقاء له مع المسلمين والإسلام، وكيف وجد بلاد فارس في تلك الفترة، أي بداية الخمسينيات. ثم يصعد بنا عبر الزمن الإيراني من تجربة التحديث بالعنف التي حاول رضا شاه أن يفرضها على إيران، إلى الصراع البريطاني - الروسي - الأمريكي على تلك البلاد، إلى ثورة الشاه البيضاء، وأسباب تداعي النظام الشاهنشاهي، وبروز آية الله الخميني وثورته الإسلامية. وفي كل ذلك، وبأسلوبه الشخصي الروائي الشائق، ينقلنا الكاتب إلى عمق المجتمع الإيراني بمختلف مكوّناته وقومياته، وما كان يعتمل داخله من صراعات وتجاذبات بينها. وفيما يلي عناوين الفصل الثالث:

عودة آية الله، أول لقاء مع أرض فارس، ثورة الشاه البيضاء، الرايات السوداء، يوم الجمعة الدامي، رسالة الإمام الغائب، انهضوا يا مستضعفين، كم من أعداء، كم من شرف، جبال كردستان الصفراء، قلعة العقيدة، المصباح السحري يتهشّم، رهائن طهران، المصطفى.

جدار من رصاص ودم

الفصل الرابع من الكتاب (حرب خلافة في بيت إبراهيم) ويتضمن عدة أبواب تتناول:

1- الصراع العربي - الإسرائيلي حول فلسطين تحت عنوان: إسرائيل، إسبرطة في الأرض المقدسة. ويتضمن هذا الباب المواضيع التالية: نظرة أولى من الجليل.. أسطورة تحوّلت دولة. موعظة الجبل ما دوت. أورشليم أو القدس. كالغرباء في بلاد الفلستينيين. جدار من رصاص ودم.

2- لبنان: الصليب والأرزة: ويتناول المواضيع التالية: ضربة مسرحية على ضفاف النيل. درس اللغة العربية. بيروت، أرض معركة. السوريون في كل مكان. آل الجميل. شعب مار مارون. لقاء في الكومودور. جنوب لبنان، دولة فلسطينية. في مراكز قيادة منظمة التحرير الفلسطينية. الإسرائيليون يهجمون.

3- الأردن: (ملك الرمال) يثور. ويتضمن هذا الباب العناوين التالية: أيلول الأسود، عشر سنوات بعد ذلك. وداع للعمائم العتيقة.

الفصل الخامس: أفغانستان: الحرب المنسية.

في هذا الفصل يأخذنا الكاتب لإلقاء نظرة فاحصة على الجذور العميقة كما رآها هو بأم عينيه للأزمة الأفغانية الرهيبة. ويتضمن هذا الباب العناوين التالية: جريمة قتل في القصر الرئاسي، ممر مضيق خيبر، على خطى المجاهدين.

وفي الفصل السادس: يزور الكاتب مختلف عواصم جمهوريات آسيا الوسطى التي كانت يومها تحت سيطرة الحكم السوفييتي، وينقل لنا وكأنه ابن بطوطة أو سندباد عصري كل ما كان يدور هناك من صراع يأخذ مسارات لا تدرك في الكثير من الحالات بين تعاليم الإسلام التي ظلت تنظم إىقاع الحياة في تلك الأصقاع، ونظرات الشيوعية الماركسية التي كان الروس الغزاة يحاولون منذ ستين سنة أو أكثر أن يغرسوها في بلدان آسيا الوسطى. ويتضمن هذا الفصل الذي أعطاه الكاتب عنوان (بين محمد (صلى الله عليه وسلم) وماركس: المسلمون في الاتحاد السوفييتي) المواضيع التالية: في بيت المفتي الأكبر بطشقند، لقد عاش الإسلام في سمرقند، كولخوزات القطن على طريق الحرير، هموم اللجنة المركزية، بوتقة كازاخستان، جنكيز خان عند القرغيز، ستون سنة شيوعية، ألف سنة إسلام، بريق الهلال في ليل بخارى، إيران في الجوار. الملا والمفوض .

يستعرض الكاتب في الفصل الأخير (المسلمون يدقون أبوابنا) المخاوف التي يشعر بها الأوربيون تجاه يقظة المسلمين والإسلام. وبأسلوب أدب الرحلة على الدوام يسيح بنا مرة أخرى في عواصم ومدن العالم الإسلامي، ويبرز مفاصل الصراع والمخاوف. ويتضمن هذا الفصل العناوين التالية: الانكشاريون الجدد. تحت أقدام قلعة الحيثيين. الأتراك في برلين. بعدها يعود إلى إيران وما كان يعتمل داخل مراجلها سيما والحرب كانت على أشدّها مع العراق، وذلك ضمن العناوين التالية: الطريق إلى كربلاء، الوصلة الإيرانية، غسيل دماغ في أيوين.

إن هذا الكتاب هو كل متكامل، ومن المستحب أن يطلع عليه وفي صيغته الكاملة، الصحفيون والمثقفون في العالم العربي، إن كان قد بادر أحدهم إلى ترجمته، أو باللغات الأوربية التي ترجم إليها، رغم مرور أزيد من 14 سنة على صدوره، إذ ربما يكون إحدى الأدوات التي تمكن من فهم وتلمّس العديد من التشابكات والتعقيدات التي تعصف بعالمنا العربي الإسلامي، وتبين لنا كيف ينظر الممسكون بمقاليد الحضارة التكنولوجية الغربية المعاصرة إلينا وإلى نخبنا القائدة والمفكرة.

كما أن أسلوبه الشائق يمكن أن يكون أنمـوذجا للكتّاب والصحفيين العرب .

 

بيتر شول

 
 




غلاف الكتاب