مالطا.. وطن يسكن قلعة.. إبراهيم المليفي

مالطا.. وطن يسكن قلعة.. إبراهيم المليفي

هل أمطرتنا فوهات بركان إتنا بصخور تكفي لتشييد وطن? أم هي جزيرات جدفت من شمال إفريقيا قبل آلاف السنين حتى تموضعت في مكان وسيط بين عالمين? وغزلت من أشعة الشمس بساطها الوهاج، وبردت من أطرافها مخالب حادة لتعلم الغزاة أنها صعبة المنال، فتنادت إليها الأرواح المتعبة تطلب السكون طيرا وبشرا وأزهارا?!

وبالرغم من هذا النأي والتحصن خلف أمواج البحر الأبيض المتوسط، تعاقب الغزاة على أرض الصخور المدببة أو مالطا فارضين على حياتها الطابع الحربي وكل من يستولي عليها يضيف إليها ما يظن أنه سيطيل بقاءه فيها، إلى أن يأخذ مكانه غاز آخر ليضيف إلى ما سبقوه المزيد من التحصينات وهكذا تحولت مالطا إلى وطن يعيش داخل قلعة كبيرة.

مالطا.. مالطا.. أين هي تلك الدولة على الخريطة لقد سمعت بها من قبل عندما كانت المنتخبات الأوربية القوية تدك مرمى فريقها بنصف «درزن» وأكثر من الأهداف والشيء الآخر هو الحمى المالطية وأكثر من ذلك لا يوجد، أحضرت الخريطة وبحثت حتى وجدتها.

كان السؤال الأول الذي طرأ على بالي ألم يكن الأجدر منطقيا أن يكون هذا الأرخبيل واقعا ضمن القارة الإفريقية بدلا من أوربا؟ ولكن متى كان المنطق هو المقياس في علم الجغرافيا والتاريخ؟ خذوا هذه الأمثلة: بريطانيا تعتبر جبل طارق الواقع ضمن الأراضي الإسبانية جزءاً منها، وإسبانيا تعتبر منطقتي سبته ومليلة الواقعتين على الساحل المغربي أيضا جزءاً منها والأمثلة كثيرة فأين هو المنطق؟

فاليتا والبلد العتيق

كنت أظن أن رحلاتي من بيروت إلى ليماسول أو من الكويت إلى البحرين هي أقصر الرحلات الجوية زمنا إلى أن حان موعد رحلتي من مطار كاتانيا في صقلية الإيطالية إلى مطار مالطا، حيث استغرقت مدة تلك الرحلة مدة ربط حزام الأمان لبرهة، ثم إفلاته مرة أخرى.

الوصف العام لمالطا التي لا تزيد مساحتها على 316 كيلومتراً مربعاً بما فيها العاصمة فاليتا هي أنها بلد عتيق شوارعه ضيقة صمم لزمان لا يتسع كثيرا لزماننا، لا تضل في شوارعها أبدا وكل ما فيها من معالم كأنها تلف حولك ولا تلف عليها، وتنحدر هذه الشوارع إلى أسفل الأرض ثم تعود للصعود من جديد، وفي أيام المطر تتحول هذه الشوارع إلى منزلقات خطيرة، ويزاد الأمر سوءا أن تلك الشوارع ضيقة لا تكفي بالكاد لعبور سيارتين في اتجاهين متعاكسين وإذا ما وقع حادث صغير تتجمد حركة السير في المنطقة بأكملها.

وما تم إدخاله من تحسينات لمواكبة متطلبات الراحة المعيشية مثل وسائل التدفئة والاتصالات والصرف الصحي، أنجز بلمسات رقيقة لا تكاد العين المجردة تلحظها، وهذه مهمة صعبة لأن معظم ما هو موجود من بيوت وعمارات محرم هدمه. وضمن هذا المشهد الجامد لا توجد في مالطا مدينة بالمعنى الحديث تزخر بناطحات السحاب والأبراج، بل هي على العكس بسيطة إلى حد كبير، وحياة الليل فيها منسجمة مع هدوء البلاد، فهي أبعد ما تكون عن الصخب فيما عدا أماكن قليلة محشورة في منطقة سان جوليان، حيث توجد فيها سينما مالطا الوحيدة. وتعاني مالطا من نقص المياه كونها تخلو من الأنهار، والأمطار فيها شحيحة لا تبلل ريقها بالقطر السمين.

تعتمد مالطا على الحافلات بشكل رئيسي في ربط مدنها وبلداتها وتكمل القوارب والسفن باقي شبكة المواصلات في تسهيل حركة الناس بين جزرها الرئيسية. وحافلة الركاب المالطية مميزة بألوانها وطرازها القديم الذي لا يوجد له مثيل في العالم.

هل غادرنا الأوطان؟

خلال استراحة قصيرة في مقهى وسط العاصمة فاليتا التي أخذت اسمها من اسم مؤسسها القديس لا فاليت، كنت أدون فيها بعض الملاحظات وارتشف فنجان قهوة سادة، بعد رحلة طويلة سيرا على الأقدام من منطقة سليما حتى فاليتا، لمحت من بعيد عجوزا تمشي الهوينى وتقترب منا، محدبة الظهر وتتكئ على عصا بيدها اليمنى وتحمل سلة مليئة بالخضار بيدها الأخرى.

اقتربت منا أكثر فرأينا وجها حفر الزمان فيه بمشرطه الدقيق علامات الهرم، كلما مرت على محل خرج منه صاحبه لأداء التحية على العجوز وهي بالمقابل ترد السلام دون أن تلتفت، ربما لأنها حفظت تلك الأصوات عن ظهر قلب وربما لأن رقبتها لا تساعدها على الانحناء، بعضهم كان يلحق بالعجوز ويتبادل معها حديثاً بصوت عال وتخرج منهما كلمات لا تخطئها الأذن بأنها كلمات عربية.

كان الجميع يحاول مساعدة العجوز بحمل السلة نيابة عنها إلا أنها كانت ترفض بشدة، حتى وقفت أمام باب طرقت عليه بضع طرقات فانفتح لتخرج منه عصافير صغيرة أحاطت بالعجوز التي عاد إليها شبابها وانتصب ظهرها وأخذت تمسك بأحفادها تقبلهم بحرارة واحدا تلو الآخر، ثم دخلوا جميعا تلفهم جلبة الأطفال. بعد أن دفعت الحساب وهممت بالمغادرة، انفتح باب المشربية ليخرج منه رأس نفس العجوز التي صاحت بكلمات مكررة لينفتح باب مشربية أخرى أطلت منه عجوز أخرى. سألت نفسي هل أنا حقا في بلد أوربي؟ حرارة في العلاقات الاجتماعية ومشربيات ناتئة فوق واجهات المنازل مدهونة بألوان زاهية تدفعك لإمكان النظر إليها منتظرا إشراقة وجه صبوح يتفحص وجوه المارة طردا لساعات الملل أو ترقبا لساعة وصول الحبيب. «حناطير» لا تزال على قيد الحياة، وعادات اجتماعية شرقية في الكلام وسهولة الاندماج مع الغرباء، أما الملامح فلا أظن أني ابتعدت كثيرا عن بيروت أو تونس أو القاهرة.

اللسان العربي المالطي

أحدهم يصيح على رفيقه «استنى.. استنى» ويرد عليه اسمع.. اسمع, ونقرأ اللوحات الإرشادية للمرافئ مكتوبا عليها مرسى بمعنى ميناء، وإحدى الصحف المالطية تحمل اسم «اليوم»، أما الأرقام فهي عربية خالصة إذ يقولون: «خمستعش واربعتعش وخميتاش» أي خمسة. لقد اتضحت الصورة أكثر فاللغة المالطية خليط من العربية والإيطالية والتأثير العربي نابع من اللهجات الشمال إفريقية. أما الإيطالي فهو من اللهجة الصقلية نظرا للتلاصق الجغرافي بين مالطا وصقلية، ويستخدم المالطيون اللغة الإنجليزية على نطاق واسع وهم أكثر الأوربيين إتقانا لها.

ويعد الفتح العربي الإسلامي لمالطا هو استكمال للوجود الإسلامي في صقلية، الذي قاده الأغالبة ولاة العباسيين على تونس، حيث تمكن جيش الأغالبة من فتح مالطا سنة 870م خلال حكم الأمير محمد الثاني الملقب بأبي الغرانيق، وساهم هذا الحدث في دخول اللغة العربية وامتزاجها مع اللغة المالطية حتى بعد خروج المسلمين في 1090م.

وحافظت إحدى المدن المالطية المهمة على اسمها العربي وهو «مدينة» وهي تكتسب مكانة خاصة كونها كانت العاصمة السابقة لمالطا قبل فاليتا، ومدينة مدينة حصينة ذات طابع معماري مميز، وتضم الكثير من قصور العائلات الأرستقراطية، ولا تدخلها السيارات لضيق شوارعها.

وفي مدينة حضرنا فيلماً وثائقياً قصيراً لخص تاريخ مالطا، والقوى التي سيطرت عليها مثل الفينيقيين والرومان والمسلمين والنورمان وفرسان القديس جون والفرنسيين وأخيرا البريطانيين.

وأكثر ما لفت نظري في ذلك الفيلم هو الحيلة التي لجأ اليها المالطيون لإبعاد خطر الحصار البحري العثماني عنهم في 1565م وذلك عندما ألبسوا النساء ملابس العسكر ليظهر عدد المدافعين عن المدينة أكثر مما هو في الحقيقة، وساهمت الخوذ التقليدية التي يلبسها الجنود في إخفاء شعور المقاتلات اللاتي لا يمكن تمييز جنسهن من مسافة بعيدة، وبعد مقاومة شديدة تمكنت المقاومة المالطية من إجبار الأسطول العثماني على الانسحاب.

حياة مكتظة بالأسماء والكنائس

في رأيي المتواضع أن المالطيين بالغوا كثيرا في إطلاق الأسماء على المناطق التي تجولنا فيها، فكلما سرنا على رصيف قيل لنا أصبحتم في بلدة كذا، وإذا عبرنا إلى الرصيف المقابل له أمسينا في بلدة أخرى، وفي منطقة مثل سليما التي سكنا فيها كانت العاصمة فاليتا في متناول اليد لا يفصلنا عنها سوى خليج نحيل، أما حين نتجول في السيارة أو الحافلة فيصبح الأمر مثل تشغيل شريط فيديو على السريع، وكل هذه الأسماء لمناطق متلاصقة لا تزيد مساحتها عن الكيلومترين والثلاثة كيلومترات.

وكان بالإمكان اللجوء إلى الأرقام أو أسماء الشوارع بدلا من تسمية كل هذه المناطق، وفي نفس الوقت يتم توسيع مساحات المدن الرئيسية جغرافياً وإدارياً، فعلى سبيل المثال مدينة سليما أنشئت حديثا بعد الحرب العالمية الثانية والعاصمة فاليتا لا تزيد مساحتها على الكيلومترين فقط، فلماذا تؤسس مدينة جديدة والعاصمة تعاني ضيقا بالمساحة؟ بل إن الجزيرة الرئيسية وهي مالطا تعاني كثافة سكانية عالية قياسا إلى مساحتها الصغيرة.

الأمر الثاني هو عدد الكنائس الهائل في مالطا إذا ما قورنت بمساحتها وعدد سكانها وتقع في فاليتا وحدها 32 كنيسة، وفي جزيرة جوزو التي تكاد تخلو من السكان تنتشر الكنائس الضخمة بين الحقول وفي كل تقاطع بين الحقول نجد مجسمات للسيدة العذراء، ويفتخر المالطيون وهم في أغلبيتهم كاثوليك بكثرة كنائسهم ويرددون عبارة شهيرة وهي لدينا كنائس بعدد أيام السنة، وكل يوم له كنيسة، وهذا الرقم صحيح وليس من قبيل المبالغة. ولكن يبدو أن أهل البلد مرتاحون لهذه الوضعية, ولكن ونحن الغرباء نعاني الفضول من كثرة المناطق والكنائس في بلد مجهري المساحة وقليل السكان، حيث لا يزيد عدد سكان مالطا عن النصف مليون نسمة.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن مالطا هي أول بلد أوربي اعتنق المسيحية بعد أن تحطمت سفينة القديس بولس على شواطئها سنة 60 بعد الميلاد، وقد تمكن بولس من إدخال المالطيين للديانة المسيحية منذ ذلك الحين.

المسلمون في مالطا

في شهر مايو 2009 أبدى حشد في منطقة سليما احتجاجهم على إغلاق الجهات المعنية بالتخطيط إحدى المصليات، بحجة أن ذلك المكان استخدم لغير الغرض المخصص له، وحمل المحتجون الذين قدر عددهم بخمسين شخصاً سجادة الصلاة بأيديهم كنوع من الاحتجاج السلمي، وعندما حان موعد صلاة الظهر صلّوا جماعة في مكانهم. ويلجأ المسلمون في مالطا إلى تأجير شقة أو أي مكان مناسب وتجهيزها لتكون مصلى لهم.

وقد قمنا بزيارة إحدى تلك المصليات برفقة الدكتور أحمد الخرازة وهو أول طالب كويتي يتخرج في كلية الطب في جامعة مالطا، كان الوقت يقع بين صلاتي المغرب والعشاء. طرقنا الباب وصعدنا درجات السلم في ممر ضيق حتى وصلنا إلى الدور الأول الذي فرش بالسجاد، هناك وجدت مجموعة من الأفارقة الذين رمقوني بنظرات حانية وابتسامة تستعد لإلقاء فاتحة حوار كل المسلمين: «السلام عليكم»، سلمنا وتحدثنا قليلا ثم واصلنا الصعود إلى الطابق الثاني حيث يوجد بانتظارنا رئيس الجمعية الإسلامية المالطية بدر زينا، وهو عربي فلسطيني حصل على الجنسية المالطية قبل أربع سنوات بعد ستة عشر عاماً من الانتظار. زينا قدر عدد الجالية العربية باثني عشر ألفا ما بين مقيمين بصورة دائمة وعمالة مؤقتة أكثرهم من ليبيا ومصر وسورية.

ومنذ عام 2002 تضاعف عدد العرب والمسلمين في مالطا من ثلاثة آلاف إلى الرقم السابق، بعد تزايد احتياج مالطا إلى الأيدي العاملة من ناحية، واندماجهم في القوانين الأوربية الجديدة التي أجبرتهم على الانفتاح أكثر في سوق العمل، وهو ما أدى إلى تزايد ظاهرة الهجرة غير الشرعية من البلدان المجاورة لها.

وأوضح زينا أن المسلمين في مالطا بحاجة إلى دور عبادة متباعدة حتى يتمكنوا من الوصول إليها بسهولة، لأن حالتهم المادية لا تساعدهم على اقتناء سيارة خاصة ويضطرون إلى استخدام وسائل النقل العام، وتستغرق هذه العملية ساعات طويلة ذهاباً وإياباً. وتبرز هذه المشكلة مع صلاة الجمعة، أما باقي الأيام فيمكن الاكتفاء بالمصليات أو في مقار العمل حسب ظروف العمل التي لاتتوقف عند مواعيد الصلاة.

ويضيف زينا: إن الحاجة لدور العبادة لها مرامٍ بعيدة أكثر من كونها مكانا للعبادة فقط كونها تلعب دوراً كبيراً في تقوية علاقة المسلم بربه وحفظه من الوقوع في المعاصي والفتن بمختلف أنواعها، فنحن كما تعلم نعيش في بلد أوربي وبيئة مختلفة، وأخطر ما نواجهه هو حملات التنصير والوعود المبالغ فيها بالحصول على الجنسية ودفع تكاليف الزواج، ومن أجل ذلك تقام احتفالات كبيرة إذا ما نجحوا بتنصير مهاجر واحد، وبعد التعميد غالباً لا يجد ما وعد به. وختم زينا مؤكدا أن الجمعية الإسلامية وهي تحت التأسيس لاتتعاطى السياسة ولا تعمل إلا في مجال تقوية علاقة المسلمين بربهم.

رحلة إلى جزيرة جوزو

في يوم ماطر معبأ ببرودة الساعات الأولى من الصباح ركبنا السفينة التي ستوصلنا إلى جزيرة جوزو، وهي الجزيرة الثانية من حيث المساحة بعد مالطا في الأرخبيل المالطي، الرحلات البحرية بين الجزيرتين تسير بشكل منتظم كل ساعة، ولا تستغرق الرحلة أكثر من خمسة وأربعين دقيقة مرت سريعة علينا ونحن نملي النظر بزرقة الماء وعد قناديل البحر ومحاكاة النوارس.

ويبلغ عدد سكان جزيرة جوزو ثلاثين ألف نسمة، منهم سبعة آلاف يعيشون في عاصمة الجزيرة فيكتوريا الواقعة وسطها تماما، ولم نعرف على وجه الدقة أسباب عدم ربط مالطا بجزيرة جوزو على الرغم من الفوائد الكبيرة، التي ستتحقق نتيجة الربط بينهما مثل سهولة انتقال البضائع وجميع المعدات التي تحتاج إليها الجزيرة والناس فيها. هل هي الرغبة في الحفاظ على هدوء جزيرة الصيادين والمزارعين؟ أم نتيجة ضعف الإمكانات؟ إن مالطا تؤخر تطوير جوزو كما تفوت على نفسها فرصة تخفيف الكثافة السكانية.

نزلنا في ميناء جوزو لتبدأ رحلتنا في الجزيرة مع فريق ملون تجمع لأجل هذا الغرض ومعنا قائد يحسب الوقت مثل حكام المباريات، بينما كنا نعبر في ممر الخروج من الميناء، مر بجانبنا طابور ينتظر دوره ليركب نفس السفينة التي وصلنا بها لتبدأ رحلة العودة لحقول خضراء هادئة، وكنائس مبنية في الخلاء اللامتناهي لانعرف من يرتادها في هذه النواحي الخالية من بني الإنسان، ولكن لا عجب إذا ما تذكرنا أن مالطا هي بلد الكنائس في أوربا قياسا لحجمها الصغير.

بينما كنت أدون هذه الملاحظة توقف بنا الباص لربع الساعة أمام واجهة كاتدرائية ضخمة تضاهي ما هو موجود في روما تسورها أشجار النخيل الممتلئة، ويعد شاطئ خليج إكسليندي الهادئ - وهو ميناء لقوارب صيد الأسماك - مكاناً رائعاً للسياحة الداخلية بعد أن تم تطويره بالفنادق والمطاعم والمقاهي ليستقبل من يريدون قضاء عدة أيام بالقرب منه. وأجمل ما رأينا في جزيرة جوزو هي المنطقة المعروفة بالنافذة الزرقاء وهي عبارة عن تجويف طبيعي شبه مستطيل داخل جبل صخري، ويقبل الكثيرون على هذه المنطقة لأسباب كثيرة فمنهم الرسامون الذين لا يكفون عن رسم هذا المنظر الطبيعي، والغواصون الذين وجدوا ضالتهم في هذا المكان المناسب لممارسة هوايتهم، والسياح ومن يرغبون في السباحة في الحفر الكبيرة الممتلئة بمياه البحر، وكأنها حمامات سباحة صنعتها الطبيعة.

مالطا في عالم الأقوياء

من رافق الأقوياء قوي بهم ومن صاحب الضعفاء زاد همه هما، ومالطا خير من رافق الأقوياء فقويت بهم فهي كما ذكرنا من قبل أقرب إلى إفريقيا منها إلى قارة أوربا، ولكنها لم تضيع فرصة الانتساب لمحافل الأقوياء، وفي عام 2004 احتفلت مالطا بانضمامها إلى الاتحاد الأوربي وفي عام 2008 دخلت رسميا في فضاء اتفاقية الشينغن، وهو ما يعني انفتاح أسواق كل أعضاء ذلك الاتحاد أمام البضائع المالطية وأصبحت هذه الجزيرة المجهرية قوة عسكرية جبارة. إنها لا تملك عددا وعتادا إلا أنها قويت بحلفائها.

تعتمد مالطا، التي لا تمثل إضافة كبيرة للاتحاد الأوربي، على الزراعة والسياحة وصيد الأسماك، وقد استغلت موقعها البحري لتتحول إلى ورشة تصليح السفن الكبيرة المارة في عرض البحر الأبيض المتوسط، وكذلك محطة مهمة لإعادة شحن البضائع، فضلا عن كونها المرسى المثالي ليخوت أوربا نظرا لكثرة المرافئ ورخص تكاليف التوقف فيها. إن مالطا دولة محظوظة لأنها استطاعت الحفاظ على كيانها طوال الحقب الاستعمارية السابقة، ولم تبتلعها إحدى الدول القوية المتاخمة لها وأولاها ايطاليا، فهل يا ترى مالطا أقوى من سردينا أو كورسيكا التابعة لفرنسا? أو حتى صقلية التابعة لإيطاليا? حقا إنها دولة محظوظة!.

 

 

 

 

إبراهيم المليفي 




صورة الغلاف





لا يستغني المالطيون عن مراكب الصيد فهي تشكل مورد رزق أساسياً لأهلها كما يستفاد منها في التنقل بين جزرها المتباعدة





كاتدرائية ضخمة بنيت وسط الحقول المخضرة في جزيرة جوزو





نسخة من صحيفة اليوم المالطية التي يحمل عنوانها نفس المعنى العربي ولكنه يكتب بالحروف اللاتينية





ما زالت شواطئ فاليتا تحتفظ ببقايا التحصينات العسكرية التي خلفها الغزاة المتعاقبون على مالطا





سوق مفتوح لبيع السيارات القديمة بالقرب من شارع الجمهورية المكتظ بحركة الناس في فاليتا





فتاة مالطية باللباس التراثي المميز لمدينة «مدينة» التي كانت عاصمة مالطا القديمة





بلد عتيق شوارعه ضيقه تنحدر الى أسفل الأرض ثم تعود للصعود من جديد وفي أيام المطر تتحول هذه الشوارع الى منزلقات خطيرة





«مدينة» هي إحدى المدن المالطية التي حافظت على اسمها العربي وهي مدينة حصينة ذات طابع معماري مميز وتضم الكثير من قصور العائلات الأرستقراطية





خريطة أرخبيل جزر مالطا





بدر زينا رئيس الجمعية الإسلامية في مالطا





صورة عامة لمسجد العقيد الليبي معمر القذافي في فاليتا





ظلت أشجار النخيل في مالطا كما في صقلية شاهدا على الوجود العربي الإسلامي في تلك الجزر التي تعرف تلك الشجرة قبل وصول العرب إليها





تجتذب مراسي اليخوت المالطية مئات المراكب من مختلف الدول الأوربية المطلة على البحر الأبيض المتوسط نظرا لجودتها وعمقها





شاطئ خليج إكسليندي وهو ميناء لقوارب صيد الأسماك ومكان مفضل للمالطيين الذين يريدون قضاء الأوقات السعيدة بالقرب منه





بتاريخ 9 ابريل 1942 أي خلال الحرب العالمية الثانية أخترقت هذه القذيفة الألمانية جدار كنيسة القديسة ماري في جزيرة جوزو دون أن تنفجر وبسبب هذه الحادثة تحولت تلك الكنيسة الى أسطورة في سمعتها





أكثر الساحات اتساعا في العاصمة فاليتا بعد تجاوز بوابتها الضيقة ومن هنا يبدأ شارع الجمهورية الشهير الذي يخترق العاصمة وصولا الى القلاع المطلة على البحر





أحد المدافع التي استخدمت في الدفاع عن العاصمة فاليتا وقد تم الإبقاء على مجموعة منها في نفس المكان الذي نصبت فيه لاستخدامها في الأغراض الجمالية وإضفاء مسحة تاريخية على المدينة العتيقة





مشربيات مطلية بألوان مختلفة لتزيين واجهات المنازل المالطية التي يحرص سكانها على المحافظة على طرازها القديم وعدم ادخال أية تعديلات جوهرية على هيئتها الخارجية





تعتمد مالطا على الحافلات بشكل أساسي في شبكة مواصلاتها العامة نظرا لخلوها من القطارات وتتميز الباصات المالطية بهيئتها وألوانها التي لا يوجد مثلها في العالم





اطلالة ساحرة على ميناء جزيرة جوزو التي لا تزيد كثافتها عن ثلاثين ألف نسمة وعاصمتها هي فيكتوريا التي تقع تماما في قلب الجزيرة وتبلغ كثافتها سبعة آلاف نسمة ويذكر أن جزيرة كومينو الصغيرة تقع بين مالطا وغوزو وهي مأهولة بالسكان





عبارة تستعد لرحلة جديدة بين جزيرتي مالطا وجوزو حيث تسير رحلة منتظمة بينهما كل ساعة لا تستغرق أكثر من خمس وأربعين دقيقة





تبلغ مساحة مالطا 316 كيلو مترا مربعا وكل شوارعها تنتهي في البحر وكل ما فيها من معالم يلف من حولك ولا تحتاج إلى الالتفاف حوله





النافذة الزرقاء من أجمل ما رأينا في غوزو وهي عبارة عن تجويف طبيعي شبه مستطيل داخل جبل صخري ويقبل الكثيرون على هذه المنطقة لجمالها ولا يكف الرسامون عن رسمها وكأنهم يرونها لأول مرة





عندما تكثر حركة الأقدام ويقبل الزوار من كل مكان في العالم تنفتح أبواب رزق كثيرة لمن يريدون الكسب الحلال مهما كان ضئيلا أو مرهقا ومستنزفا لطاقة الإنسان البدنية أو الإبداعية وتعتمد مالطا على السياحة كمورد أساسي في مداخليها





عندما تكثر حركة الأقدام ويقبل الزوار من كل مكان في العالم تنفتح أبواب رزق كثيرة لمن يريدون الكسب الحلال مهما كان ضئيلا أو مرهقا ومستنزفا لطاقة الإنسان البدنية أو الإبداعية وتعتمد مالطا على السياحة كمورد أساسي في مداخليها





لايزال الحنطور في مالطا مستخدما على نطاق واسع والى أجل غير مسمى في جزيرة صغيرة لن تتسع مساحتها أو تتساوى أرضها المنبعجة





تزدهر الصناعات اليدوية بمختلف أشكالها في مالطا وتعتبر صناعة الزجاجيات واحدة من المهن التي تعمل بها أسر كاملة وتعمل بها كفريق واحد وقد زرنا منزلا تحول مصنعا ومعرضا ومتجرا لبيع المصنوعات الزجاجية الفاخرة





تزدهر الصناعات اليدوية بمختلف أشكالها في مالطا وتعتبر صناعة الزجاجيات واحدة من المهن التي تعمل بها أسر كاملة وتعمل بها كفريق واحد وقد زرنا منزلا تحول مصنعا ومعرضا ومتجرا لبيع المصنوعات الزجاجية الفاخرة





تزدهر الصناعات اليدوية بمختلف أشكالها في مالطا وتعتبر صناعة الزجاجيات واحدة من المهن التي تعمل بها أسر كاملة وتعمل بها كفريق واحد وقد زرنا منزلا تحول مصنعا ومعرضا ومتجرا لبيع المصنوعات الزجاجية الفاخرة





تزدهر الصناعات اليدوية بمختلف أشكالها في مالطا وتعتبر صناعة الزجاجيات واحدة من المهن التي تعمل بها أسر كاملة وتعمل بها كفريق واحد وقد زرنا منزلا تحول مصنعا ومعرضا ومتجرا لبيع المصنوعات الزجاجية الفاخرة