المفكرة الثقافية

المفكرة الثقافية

  • شهادات.. اعترافات شعراء أقاليم مصر

على الرغم من أن بعض المدارس النقدية الحديثة لا تؤمن إلا بالنص ولا تعير اهتماما بصاحبه إلا أن هناك رأيا آخر يعطي لشهادات المبدعين وتجاربهم الشخصية أهمية جوهرية في تمهيد الطريق إلى قصائدهم، ومنحنا فرصة فريدة للتوغل بشكل أعمق في تجاربهم.

وكأن الشاعر عندما يضع يدنا على المخزون الذي يستمد منه تجربته بما يحويه من أماكن أو بشر يقودنا إلى الهوية المركزية في شعره فيشير فتحي عبدالسميع إلى أن شهادات الشعراء تكتسب أهمية أكبر عندما ترتبط بتجارب غير مألوفة، أو ناجزة عن المرجعية المستقرة للشعر، أو صادمة للذائقة المستقرة، خاصة في ظل ممارسة نقدية منغلقة، لا تعرف المغامرة، ولا تقدر أسبقية الإبداع على النظرية حق قدرها.

أما الشاعر حسين القباحي فيروي سر شجرة زيتون عتيقة على ساحل رملي ممتد إلى ما لا نهاية ينتشر عليه زبد البحر، حيث تتكسر الأمواج المتتالية بلا هوادة، وأطفال دون الخامسة يبنون بيوتهم الرملية التي سرعان ما تجرفها مياه البحر.. صورة باهتة تبين له بعد سنوات طويلة أنها لشاطئ مدينة العريش، حيث كان يعمل والده، رحمه الله، وعاش معه قبل انتقال الأسرة إلى نجع القباحي في الأقصر الموطن الأصلي للعائلة حيث البيوت الطينية المتلاصقة فوق الرديم الترابي على جانبي ترعة قديمة، هي في حقيقتها مصرف لمياه فيضان النيل المتكرر كل صيف، الذي يتحول بعده النجع إلى جزيرة صغيرة تحيطها اللجة من كل جانب، وهو بين الصبية الصغار يقضي يومه بين السباحة عاريا، أو تسلق النخيل، وسرقة كيزان الذرة أو ثمار البطيخ من الحقول التي غرقت أو أوشكت، ولعب الحجلة على الجسر الترابي، الذي يكافح الأهل ويحرسونه ليل نهار ليظل متماسكاً ولا ينهار فجأة أمام سطوة الماء فتغرق معه البيوت ويرتفع صراخ النسوة وولولاتهن وينهد حيلهن وهن يكبحن جموح الماء. وبينما هو مع الصبية الصغار يذهب منصرفاً إلى لهوه ومطاردة الثعابين التي تخرج من شقوقها كلما تسرب إليها، واستغلال غفلة الكبار ليظفر مع أقرانه برحلة مائية مجنونة على طوف البراميل، التي يقومون بحل حبالها من أمام أحد البيوت.. ليكتشف بعدها أهل الدار أنهم فقدوا وسيلة اتصالهم الوحيدة بعالم النجع وما يحيط به من أطراف المدينة.

ويعترف الشاعر عبدالرحيم طايع بأنه نادرا ما يحتفظ بكتاب، تماما كما كان يفعل توفيق الحكيم، ويضيف: أشتريها وأبيعها وأجامل بها أيضا، وعلى ذلك فليس لدي ما يمكن وصفه بالمكتبة ولست حريصا إلا على القراءة نفسها، ولقد عرفت كثيرين ممن يملكون مكتبات عامرة وعند مجالستهم لا تشعر بأنهم قرأوا كتابا واحدا(!) ومن النادر أن أعيد قراءة كتاب قرأته؛ ربما لأنني لا أنهي كتابا في العادة إلا بعد أن أكون أخذت ما فيه حفظا وفهما على قدر الطاقة اللهم إلا كتب التصوف والماورائيات فقد أعدت قراءة بعضها أكثر من مرتين! وقد أمتلك، في الأحايين، كتبا نادرة لمجموعة من العلوم الإنسانية من تلك التي يُبَاهى بها لكنني لا أفعل ولا أفاخر أحدا. ويسألنا فجأة: هل نسيت أن أقول إنني مولع بالغناء وبالإنشاد الديني والمدائح والشعبيات وأقصد أنني أغني فضلا عن أن أتابع وأستمع وأن كثيرا من الناس، ومنهم دارسون متخصصون في الموسيقى والمقامات وذوو أذواق رفيعة، أثنوا على أدائي وبعضهم بالغ وطلب مني التفكير الجدي في احتراف المسألة! بل إن صديقا لي يقيم بالقاهرة، كان يعمل فى مسرحية تعرض مغنيها إلى وعكة طلبني للوقوف بدلا من ذلك المغني إلا أنني، لكي لا أقتل الهواية بالاحتراف ولا أجعل للشاعر في روحي جيرانا قد يؤذونه أو يؤثرون عليه، تعللت أيامها بظرف ما واعتذرت إليه. ويقول الشاعر مصطفى الجزار: تحت نخلة مثمرة من نخيل قريتنا، سَقَط فوق رأسي أولُ بيتٍ من الشعر.. تذوقتُه بغرابة! وجدتُ فيه طعماً جديداً للأحاسيس الخضراء الغضة التي لم تنضج بعد، ولكنه كان يبشّر بمرحلة آتية ينضج فيها عطاء هذا النخيل الشعريّ، الذي امتدت جذورُه في شخصيتي إلى اليوم، وتعلّمت منه الكثير.

يقول الشاعر مؤمن سمير في شهادته «أكتب بيقين أنني أقارب ذاتي، أحاورها، أحبها وأكرهها.. ثم سرعان ما ينزاح الشاعر الإنسان لحساب الشاعر الشاعر، الأكثر تعقيداً والذي يتعامل مع العالم ومفرداته بنفعية.. الأكثر بساطة أيضاً..» ويستطرد: أحذف وأضيف وأمزق وأتحول إلى مجرد شاهد على المسافة العجيبة، الملتبسة، بيني وبين ذاك المشنوق على الورق.. كنتُ قديماً أظن أنني أكتب لأتطهر، لتنضبط الشذرات التي تسبح داخلي بنزق وبلا شاطئ، وهكذا أستمتع بلذة اكتشاف أمور لم أكن أظنها موجودة أو على هذه الشاكلة بالذات، لكنها بانت وانكشفت عند طلوعها ككتابة، وكأن القلم إزميل يزيح الأحجار عن التمثال المخبوء.. كان هذا قديماً، ثم جاء وقت كنتُ أكتب ويقين الإرادة والتغيير هو الذي يحمل الأجنحة إلى ذراعي والرصاص إلى قلبي.. لم تطل هذه الفترات، للأسف أو للحظ السعيد، لا أدري.. شُفيت من نور الكتابة، من قوة دورها في إحياء القيم والضبط الروحي أسرع من اللازم، مات الروائي المتأنق وعاش العادي الجميل والأعمى

القاهرة: مصطفى عبدالله

  • شخصيات.. أبو الأنثروبولوجيا يرحل عن عمر يناهز 100 عام

قبل الثورة التي أحدثها كلود ليفي - شتروس Claude Lévi-Strauss في علم الأنثروبولجيا، كان هذا الفرع المعرفي في فرنسا، وفي كل مكانٍ آخر في العالم، يقتصر على مجرد محاضرات قلَّما شهدت نسبة حضور مرتفعة، وتُقام في قاعات صغيرة وباردة، مع وجود مجموعة من ريش السهام والعصي المعقوفة المستخدمة في صيد الأسماك، كإشارة إلى الاختلافات الغريبة الكائنة بين القبائل «البدائية» للجنس البشري. جعل ليفي-شتروس من الأنثروبولوجيا مجالاً معروفًا ومشهورًا كالفلسفة والشعر، اللَّذين ظهرا معًا في نسيجٍ واحد في جميع دراساته الاثنولوجية على غرار ما كان مشهودًا ربما للمفكرين الفرنسيين وحدهم دون غيرهم. فالدراسة السليمة للجنس البشري تكمن في دراسة الإنسان نفسه: ليس في ممارساته في حقول السياسة أو الحروب أو المعاملات البنكية، وإنما في حالته عندما يخرج عاريا، ملونًا جسده، يصيد الدِّببة وينصب الشباك للطيور. هنا تكمن الحقائق العامة حول آلية عمل العقل البشري وهوية الإنسان الحقة.

وكأحد أنصار روسو Rousseau، الذي كان يثير حماسه دائمًا، درس ليفي-شتروس الإنسان عن بعد. فلم يقترب أبدًا أكثر من اللازم ولم ينشغل طويلاً بإسهاماته القليلة في العمل الميداني. وفي فترة الثلاثينيات من القرن العشرين التي قضاها على الأرجح في البرازيل، درس ليفي-شتروس بضع كلمات قليلة من اللغات، ولم يشغل نفسه كثيرًا بالاختلافات «البغيضة» بين الأحرف بعضها بعضا، وعلى غرار أسلوب جان بول سارتر Jean-Paul Sartre اللاذع، الذي دخل معه في جدال استمر سنوات، فضّل ليفي - شتروس تشبيه البشر بالنمل. فلم يركز على الاختلافات القائمة بينهم وإنما على الأنظمة والأنماط الأكثر عمقًا في كل ما يفعلونه. واستمر الحال هكذا إلى أن صرَّح بأن كل الأساطير القَبلية يمكن اختزالها في صيغة واحدة، وأن الفكر الإنساني برمته، «متوحشًا» كان أم لا، قد انبثق من مجموعة من المتضادات الثنائية مثل ساخن وبارد، ليل ونهار، نيئ ومطهو، جيد ورديء. وفي فُلك هذه المفاهيم تدور المجتمعات والقصص كافة.

وفي محاولته لفك طلاسم العصور الوسطى في كتابه «العقل المتوحش» La Pensée Sauvage الصادر عام 1962، ذهب ليفي - شتروس إلى نفي صفة البدائية عن جميع القبائل التي قام بدراستها. فالطوطمية، على سبيل المثال، نظامٌ لا يقل تعقيدًا عن تصنيف كارل لينيه Carl Lennis للكائنات الحية. وفي الأساطير القَبْلية، يتبين فجأة أن العناصر الاعتباطية المختلفة في ظاهرها كالسحالي وطيور نقَّار الخشب أو الدلالات التي تحملها الأسهم السوداء أو نبات الأَرْطُماسيا، تجمعها جميعًا وحدةٌ عامة في باطنها، وهي السعي وراء المعرفة الموضوعية والأصول القوية. فالعقول الكامنة وراء هذه الأمور ليست همجية، وإنما فقط «غير مستأنسة». لكنَّ الاختلاف الواضح هو أن رجال القبيلة لديه ظلوا قابعين في حدودهم ولم يبرحوها، فقاموا ببساطة بوضع المواد التي يستخدمونها بأساليب جديدة، كما يفعل أي عامل حرفي. بينما حاول الإنسان «المتحضر»، على الجانب الآخر، أن يواجه قيوده ويغير وجه العالم باختراعات جديدة، كما يفعل أي مهندس.

وكما جاء على لسان ليفي -شتروس، فإنَّ العالم يحتاج إلى كلا النوعين معًا. وبالفعل، فقد قام بتجسيد النوعين في شخصه. فكان ينتقل من موضوع لآخر مثل أي عامل حرفي؛ فيهجر الفلسفة لتعاليمها الأخلاقية العقيمة المجدبة، وينبذ القانون لرتابته المُطبِقة، ويظل يتشدق بالاشتراكية حتى يصيبه العناء منها، ثم يتجه إلى الأنثروبولوجيا كما لو كان لايزال صبيًّا متيّمًا يقف في محلٍ للتحف. لقد هجر النظريات كالأرض القاحلة وسط الغابة. ومع ذلك، فقد نجح المهندس نافذ البصيرة داخله في أن يحُمِله على إنشاء «مختبر» في جامعة فرنسا Collége de France، حيث تقلدَّ منصبه الجديد كأستاذ للأنثروبولوجيا الاجتماعية في الفترة من 1959 إلى 1989، وقام بتأليف المجلدات الأربعة الكبرى لمؤلَفه «أسطوريات» أو «ميثيولوجيات» Mythologiques (1964-1971)، الذي درس فيه 813 أسطورة في طول القارة الأمريكية. وكان سعيدًا بأن أطلق على نفسه لقب «الإنسان الحجري الحديثي» ورجل العلم. على مدار أجيال متلاحقة، اعتبره الطلبة أبا البنيوية Structuralism تلك النظرية التي تقضي بوجود نظام عام يحكم كل الأشياء. ولقد أغضبه هذا الأمر كثيرًا. ففي فترة الخمسينيات من القرن العشرين، في مناصرةٍ واضحة لعلماء اللغة أمثال رومان جاكوبسون Roman Jakobson الذي رصد عددًا من المتناقضات الثنائية (العناصر الجهورية والصامتة)، ذهب ليفي - شتروس إلى أن الألفاظ هي الوحدات البنيوية للغة. ومنذ ذلك الحين فصاعدًا، كما يرى ليفي-شتروس، أصبحت البنيوية «غامضة» و«مُنيت» بتطبيقات خاطئة. فذهب البعض على نحو غريب إلى الربط بينه وبين المفكرين أمثال جاك لاكان Jacques Lacan ومايكل فوكولت Michel Foucault - ممن ليس بينهم وبينه أي قاسم مشترك.

وكالعهد به دائمًا خجولاً ومنسحبًا على ذاته، فقد كان شتروس يأمل أن يتذكره الناس فقط لمجهوداته «البسيطة في مجال الفكر الأنثروبولوجي»؛ تلك المحاولة التي سعى فيها إلى تصنيف الثقافات وتحليلها بعمق، على غرار ما فعل ماركس Marx بالنسبة للأيديولوجيات العامة، أو كما فعل فرويد Freud بالنسبة للأحلام. لم يكن هناك الكثير من أنصار شتروس بسبب صعوبة كتبه، التي غالبا ما اتسمت بالجمال، وصفحات كتاباته في L'Homme. وقد هاجمه الوجوديون بشدة فضلا عن كل من كان يعتقد بوجود دراسة الإنسان كفرد وليس كمجموعة. كان شتروس يرفض مهاتراتهم الميتافيزيقية الواهية.

وصف مدير عام اليونسكو، كويشيرو ماتسورا، عالم الأنتروبولوجيا الفرنسي الشهير كلود ليفي شتروس، بأنه واحد من أعظم المفكرين في القرن العشرين. وقالت عنه المديرة العامة المنتخبة لليونسكو إيرينا بوكوفا: «لقد فقدنا مفكرا عظيما وإنسانيا كبيرا استطاع أن يقود وعينا نحو فهم أكثر عدالة للعالم، أي نحو الإنسانية».

أبوظبي: طارق راشد

  • كتب جديدة.. ثلاثة كتب من «كلمة»

أصدر مشروع «كلمة» للترجمة في «هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث» ثلاثة كتب جديدة، في الأدب والفكر والرياضة، ضمن جهوده لترجمة كلاسيكيات الأدب الغربي، والأعمال المعاصرة التي تضيف المزيد من المعرفة إلى القارئ العربي.

أفكار ليوباردي

يبدو كتاب «أفكار» للشاعر والمفكر الإيطالي جياكومو ليوباردي Giacomo Leopardi أشبه بتجربة حياتية لخص من خلالها السمات المشتركة في شخصية الإنسان أينما وجد في العالم.

وهي تتشابه مع مواضيع شعره التي تناولت انمحاء الفرد في المكان والزمان، وضياع أوهام الشباب، والبحث اللامجدي عن المتعة، والحدس الكونيّ الفائق.

وقد حرص ليوباردي على طرح أفكاره عبر تجريب أجناس مختلفة من الشعر وأجناس مختلفة من النثر، بأسلوب يتسم بالأصالة والفرادة، وهذا ما بدا واضحاً حتى في ترجمات كتبه. وعن ذلك يقول مترجم هذا الكتاب، الشاعر السوري أمارجي، إن التجربة الشعرية لليوباردي، لا يمكن إلحاقها بنزعة محددة، فهو يزاوج بعض مضامين الكلاسيكية، من حيث استخدام إيقاع وشكل القصيدة الإغريقية واللاتينية ببعض مضامين الرومانسية الأوربية (برغم انتقاداته لها) من حيث: النزوع نحو المطلق، فقدان الفرد، البحث عن روحانية فلسفية وليست نفسية، الألم الكوني.. أما على صعيد الشكل، فلم تكن لتعوزه الصنعة الأصيلة لخلق مفردة شعرية تكون الحامل لكثير من المعاني المحتملة، وتعبر عن السمة اللامحدودة للمشاعر والصور. بالنسبة إلى ليوباردي، تمثل القصيدة الغنائية الجنس الشعري الأكثر أصالة، لأنها الأقرب إلى العاطفة والى الموسيقى، هي الأكثر تقادماً والأكثر حداثة في آن. الكتاب يقدم رؤىً وأفكاراً مازالت تشكل أعمدة تساؤلاتنا الوجودية، ويسعى ليوباردي إلى الإجابة عليها أو على الأقل مساعدة القارئ في العثور على تفسيرات منطقية لها.

الكرة ضد العدو

«الكرة ضد العدو - كيف تساهم اللعبة الرياضية الأكثر شعبية في العالم بإطلاق الثورات وشحنها؟».. عنوان كتاب زار مؤلفه 22 بلداً في مختلف قارات العالم لكي يكتشف العلاقة بين كرة القدم والسياسة، كما استطلع آراء قادة دول ووزراء وسياسيين معروفين حول تأثير هذه اللعبة على حياتهم ومستقبل شعوبهم.

يقول المؤلف، سايمون كوبر Simon Kuper، في مقدمة كتابه: «بناءً على التجارب، فإن البلد كلما ازداد بؤساً ويأساً، زاد اهتمامه بكرة القدم، ولذلك فهي ضرورية جداً في البلدان التي تفتقر إلى الحرية!». يكشف كوبر عن تعلّق أسامة بن لادن بنادي «أرسنال» الإنجليزي، أثناء إقامته في لندن مدة ثلاثة أشهر في عام 1994. وعن حب عائلة الرئيس العراقي صدام حسين لكرة القدم، والاهتمام المتزايد بالرياضة في ليبيا خلال السنوات الأخيرة، و«ثورة كرة القدم» في إيران. ويعرض في فصل مطوّل أسباب العداء بين النوادي والفرق الألمانية والهولندية، والتي ترجع أساساً إلى معاناة هولندا من الاحتلال الألماني خلال الحرب العالمية الثانية. ويعتقد أن كرة القدم النسائية هي واحدة من أسرع الألعاب تقدماً في العالم، مع وجود أكثر من 30 مليون لاعبة حالياً. كما يؤيد قول بيليه بأن كرة القدم «تتسبب في إطلاق الحروب وإيقافها، وكانت سبب الثورات وشرارتها الأولى، وأيضاً السبب في بقاء الديكتاتوريين في السلطة».

أيرلندا الأم

في عملها الروائي «أيرلندا الأم» Mother Ireland، الذي صدر في عام 1976، تسعى إدنا أوبراين Edna O'Brien إلى التقاط روح مسقط رأسها (أيرلندا) وشعبها وتاريخه العريق، من خلال المذكرات الشخصية التي تنسج خيطاً روائياً وتسجيلياً في آن معاً، أشبه بأنشودة طويلة من السرد الجارح والحنين الأليم والبقاء العنيد في ذاكرة قد يغادرها المرء، طائعاً أو مكرهاً، ولكن لا يمكن له أن ينتزعها نهائياً من قرارة نفسه. ففي الكتاب، تنسج أوبراين قصة حياتها الشخصية مع العادات والتقاليد المحلية والمعرفة المكتسبة لأيرلندا. ترقب من خلال عينيّ فتاة صغيرة سلوكيات مجتمعها، وتسرد مزاياه وعيوبه بقلب محب وبعتاب العاشق لوطنه. ورغم خروجها من وطنها الأم قسراً، إلى إنجلترا، بسبب آرائها التقليدية في مجتمع «مغلق» كما وصفته، فإن ذلك لم ينل من اعتزازها بأيرلندا ومحبتها لها ولتاريخها وأساطيرها.

يعتبر هذا الكتاب واحداً من أنصع نماذج كتابة المذكرات التي تنحو منحى السرد، دون أن تنتهك فنّ الرواية، ودون أن تخلّ بحقوق التسجيل والوثيقة أيضاً.

دبي: حسام فتحي أبو جبارة

  • قصص.. «خاتون والنسوة وما يشتهون»

القاص البحريني «حسن بو حسن» ينطلق بنتاجه الإبداعي الجديد.. «خاتون والنسوة وما يشتهون قصص» المكون من ستة وعشرين نصاً، توزع على حدود خمس وأربعين صفحة، صادر عن دار نينوى للدراسات والنشر والتوزيع دمشق/ 2009م.

حيث يفتح القاص أبواب ونوافذ عالمه القصصي، مؤكداً حضوره في المشهد الثقافي البحريني من بعد إصداره الأول «عواطف في أحضان الغول» 2000م الذي عالج قصصاً من جو القرية ببراءتها الأولى وبساطة سكانها.. أما اليوم في الإصدار الجديد فها هو

حسن بوحسن يمضي بنا إلى تعقيدات المدينة بكل إشكالياتها واختناقاتها الإنسانية، مفجراً ثقافته المختزنة التي تجد تشظياتها ضمن النصوص وهي تعري هواجس البسطاء الذين تنهشهم أنياب الحياة والغريزة والورطة أو تجدهم يتجرعون الصبر من أجل حب الوطن برغم كل المنغصات.

غربة

«من بعيد لمحت رجلاً جافاً كالصحراء يقترب مني وينهرني، تعجبت من اسلوبه البدائي وطريقة تعامله معي، صبرت على تطاوله كثيراً، كظمتُ غيظي وحاولتُ بكل ما أملك من صبر أن أمتص غباءه وحمقه، زوجاته البلهاوات يشعلن فيه النار ويدفعنه نحوي، ويستجيب لنزعتهن، وأولاده الذين يحشرون المراكز الصحية والمدارس يضيفون جمراً على حمقه بحركاتهم الاستفزازية، ويظل هو يتقدم خطوات في اتجاهي مباشرة ويرعبني بقامته الرفيعة حين يأخذ مكاني الذي أقف عليه ويحتله» ص 29.

اخترت هنا الحديث عن هذا النص في بداية قراءتي للمجموعة وذلك للدلالات المهمة التي يحفل بها، بداية من العنوان «غربة» وهي هنا يقصد بها القاص بوحسن، غربة المواطن الذي يقع ضحية اللعبة السياسية المرتكزة على قنبلة التجنيس العشوائي، حيث يتوحد القاص مع المواطن العادي في همه اليومي من خلال المعالجة الأدبية، يؤكد فيها انحيازه إلى وطنه وخوفه عليه من لعبة السياسة ومغامراتها التي تزج بمستقبله نحو هاوية المجهول.

دلالة أخرى لا تقل أهمية عن سابقتها، السؤال الذي يثيره هذا النص عن مغزى الهوية الوطنية وما تشكله في وجدان المواطن الملتحم بتراب أرضه أحقاً بإمكان «الغريب» فهم سيكولوجيتها وتشربها بالإكثار من التناسل للإخلال بالتركيبة الديموغرافية؟

مجموعة «خاتون والنسوة وما يشتهون» تنتهج لنفسها خطاً درامياً، يعتمد التكثيف كأسلوب فني يعالج العقدة والحدث ضمن مساحة رمزية، يلعب من خلالها بوحسن ولا يصرح في أحيان كثيرة بما يريد معتمداً على المتلقي وذكائه في تعرية أحجية الصورة ومدلولاتها وهو ما نراه واضحاً في قصة «انتظار آخر»، القصة تتوغل في فضح أمرٍ سياسي يتعلق بالاقتصاد وتقاسم الثروة وعدالة المشاركة السياسية ما بين الحاكم والمحكوم، فالقاص هنا يرسل إيحاءاته ويرسم مشهدية جريئة وجميلة تجعلنا نتوقع أكثر التساؤلات تفجراً وإشكالية حول هذه

القضية التي يتبناها القاص ويرفعها كلافتة احتجاج ضد كل ما هو مسكوت عنه ومحظور الكلام بشأنه.

العلاقة ما بين الشخصيات والمكان في المجموعة تلتحم بالهم اليومي، فقصة «ابتلاع الجسد» المكان فيها وهو «البحر» يندرج كفضاء مواز لحالة «الحلم = الوهم» وفي قصة «غربة» هوية المكان تتبدى كوطن يتسرب من بين أصابع أصحاب الأرض ويشخص في الواقع كوجع لا فرار منه، فيظهر الأثر المباشر وغير المباشر على كينونة هذا الإنسان ضمن سياق السرد وموضع صهر القصة وصولاً إلى غايتها التي تبلغ حد كشف فجاجة الوضع الراهن.

«خاتون والنسوة وما يشتهون»

صوت الراوي يتحدث عن امرأة مميزة تجمع نساء المنامة والمحرق في نزهتها إلى جنان الخضرة والجداول، امرأة تُحسن إهداء الفرح إلى غيرها وتبقي نفسها في حزن عطش الرغبة إلى رجلٍ ما يكون حليلها، رجل.. رغم تأخره في القدوم إلا أنه يأتي ولكن من ضفةٍ أخرى.

لكن هذه المرأة «خاتون» يسيطر عليها الحزن المتمثل في «الرجل / الزوج» وهو الذي حلمت به عُشاً يحتوي حبها، لكنه تحول إلى سجن معنوي، غير أن «خاتون» تبدأ بممارسة رحلاتها وتجمع النساء من جديد هناك عند الضفة الأخرى، توزع الفرح على النسوة وتغرق هي في مساحات الحزن والغربة، هكذا هي الحياة كما يصورها لنا بوحسن في أحيانٍ كثيرة تكون غير عادلة ولا تهبنا كل ما نشتهيه ونتوقع حدوثه، «خاتون» تحولت إلى أنثى مهجورة وخيراتها تكتنز في مساحات العدم والعطش، لم تصل إلى المحطات «الحلم» التي تصورتها أو أرادتها حقاً..

المرأة ثيمة رئيسة في المجموعة، يفرش لها بوحسن مساحة واسعة من البوح والضجيج والفرح والحزن والكآبة.

البحرين: أحمد المؤذن

  • سيرة ذاتية.. الهجرة نحو الأمس

...كل ما أملكه الآن أنني رأيت.... هكذا يقدم عبدالستار ناصر القاص العراقي، كتابه الثاني من سلسلة «الهجرة نحو الأمس» والتي يعود بنا من خلالها إلى ذكرياته ومحطات مهمة في حياته التي انطلقت أواخر الستينيات بمجموعته القصصية «الرغبة في وقت متأخر».

الكتاب الثاني من «الهجرة نحو الأمس» صادر عن دار فضاءات في عمّان وقد صنفه المؤلف تحت عنوان «سيرة أدبية - كولاج».

يعود الكاتب إلى طفولته، وبالتحديد إلى حي الطاطران الشعبي الذي شهد مولده وذكرياته الأولى والتي ضمّن كتبه السابقة الكثير منها لاسيما كتابه «حياتي في قصصي»... «الطاطران» لا يغادر عبدالستار ناصر حتى في قصصه ورواياته ومثلما خلّد نجيب محفوظ «السكرية» و«بين القصرين» و«زقاق المدق» وغيرها من أحياء القاهرة الشعبية فإن عبدالستار ناصر عرّف كل من قرأ كتاباته بذلك الحي البغدادي الذي اندثر ربما وذهب أدراج الرياح مع الكثير من معالم بغداد التي حولها الزمن إلى رماد، بينما بقيت في الذاكرة الجمعية للمثقفين العراقيين مادة أدبية خصبة.

يقول مؤلف «الطاطران» و«نصف الأحزان» في مقدمة الكتاب: «هي فكرة خطفت مثل نيزك ذات ليل، أن أجمع النصوص وأربطها بما جرى في حياتي، وربما كانت لعبة خطيرة أعترف معها بما حلّ بي طوال أربعين سنة من زمن الكتابة وما حلّ بأقراني أيضا من هجرة وأوجاع وموت ومسرات وشتات وأسرار وكتابات، ولا شأن للخيال أو المخيلة بين الأوراق، وكل ما جاء في هذه الصفحات هو الحياة نفسها كما عشتها منذ ولادتي، ومن أول قصة كتبتها».

في كتابه يتخطى صاحب «الحب رميا بالرصاص» الكثير من الخطوط التي يخشى الكثير من الكتاب الاقتراب منها في سردهم لسيرهم الذاتية والأدبية، وفيه كما يقول المؤلف نفسه في المقدمة الكثير من الكشف الجارح للمستور وخفايا لم تطرح في كتاب سابق، وربما اقترب عبدالستار ناصر في ذلك من الكاتب المغربي الراحل محمد شكري، لاسيما في كتابيه «الخبز الحافي» و«الشطار» فأن يعترف عبدالستار ناصر بتعرضه لتحرش جنسي في صغره من قبل معلمه أمر لا يمكن أن يبوح به أي رجل شرقي سواء كان من فئة المثقفين أو غيرهم، وأن ينشر كاتب عربي قراءات نقدية جارحة ومهينة لمنجزه الإبداعي بموازاة قراءات أخرى تثمن تلك التجربة وأن يعلن عن فخره بالقراءتين حادثة أدبية غير مسبوقة في أدب السيرة لدى الكتاب العرب..

في «الهجرة إلى الأمس» يتحدث عبدالستار ناصر دون مواربة أو خجل عن علاقته بالنظام العراقي السابق ويعترف بتعامله مع ذلك النظام مرغما، حيث ترأس الدائرة الثقافية في جريدة بابل لصاحبها عدي صدام حسين كما يسرد الكثير من القصص والحكايا حول تعاطي النظام معه ومن ثم خروجه إلى الأردن نهاية التسعينيات وغيرها الكثير من التفاصيل التي يستحضرها الكاتب بكثير من الحرقة والألم.

في الكتاب شهادات حول تجربة عبدالستار ناصر للعديد من الكتاب العرب وأبرزهم الراحل الكبير غسان كنفاني وعبدالرحمن مجيد الربيعي والشاعر أمل دنقل وغيرهم.

الأردن: سمير أحمد الشريف

  • معرض.. الجمال في ألوان مائية منسابة

حرارة الإحساس وصفاء الرؤى ودقة التنفيذ هي القواسم المشتركة التي اجتمعت في المعرض الفني الذي أقامته جمعية التشكيليين العراقيين فرع نينوى، وشارك فيه أربعة من فناني الموصل التشكيليين، خليف محمود، لوثر أيشو، نزار يونس، ورائد فرحان، وتضمن أربعين لوحة تشكيلية مائية على قاعة المتحف بجامعة الموصل تحت عنوان «نبض عراقي».

وحسب رأي الفنان التشكيلي عضيد طارق فإن «الطبيعة كان لها حضورها من خلال الاسلوب الانطباعي الذي اعتمده الفنانون المشاركون في هذا المعرض»، فنجد الشناشيل الموصلية والأزقة الموصلية العتيقة.

ودوافق الجمال في هذه الألوان المائية المنسابة كانت الأكثر جاذبية، واستطاع الفنانون المشاركون من خلال هذا المعرض ان يكونوا في وضع أفضل على المستوى التقني وفي اختيار المواضيع.

وهذا النوع من المعارض تحتاج إليه المدينة لتأسيس تجربة ووعي فني تشكيلي يحتاج إليه الفن في هذه المدينة.

فيما أشار الفنان التشكيلي خليف محمود إلى «ان المعرض ساهم فيه أربعة فنانين تشكيليين محترفين بالرسم بالألوان المائية في محاولة منهم لتأسيس جماعة لرسامي الألوان المائية ابتداءً من محافظة نينوى، جمعتنا الخامة الواحدة وهي الألوان المائية ولكننا اختلفنا في أساليب تعبيرنا ومدارسنا التعبيرية».

من جانبه أشار الفنان لوثر أيشو الى ان أهمية هذا المعرض تأتي لكونه يختص بنمط مهم وصعب في تناول مجال الرسم وهو تقنية الألوان المائية، ولندرة هذه التقنية على المستوى العراقي والعربي وحتى الإقليمي مع قلة الرسامين، تأتي هذه الأهمية الأولى، أما الأهمية الثانية فهي التواصل الجميل الذي تنتجه هذه المدينة العريقة في كل فترة في ان تجدد تقاليد كانت راسخة في الرسم العراقي، ولكن مع الأسف غابت في فترات غير قليلة وهي التواصل مع المجموعات أي تواصل مجموعات خاصة تتبنى سياقات جديدة وتحاول أن تعيد الألق والجمال الى التنويعات التي يزخر بها الفن العراقي على مدى تاريخه الطويل والجميل.

وتناول التشكيلي رائد فرحان إسماعيل تجربة خوض معرض الألوان المائية «لكون الكثير من فناني محافظة نينوى يتميزون بالرسم المائي، ولذلك حاولنا ان نستجمع أفكارنا ونرسل للعالم الفني نوعا من الأعمال الفنية التي تعبر عن بيئة المدينة بالإضافة الى الموروث التراثي الموجود في المدينة والخزين الفكري لكل فنان والأسلوبية التي ينتقيها».

فيما أشار التشكيلي نزار يونس محمد الى ان «التشكيليين الأربعة استمدوا الجانب الشعبي من طبيعة الموصل في أعمالهم، إضافة الى ان أعمالهم تتفاوت في الأحجام لكنها قريبة بعضها من بعض من حيث الطرح».

العراق: وليد مال الله

  • أمسية.. مخترع خط البُردة العربي

أقام مركز راشد دياب للثقافة والفنون بالخرطوم لمسة وفاء وعرفان للفنان التشكيلي الراحل د.احمد عبدالعال صاحب مدرسة «الواحد» التشكيلية بمناسبة مرور عام على رحيله وجاءت الأمسية تحت عنوان «سحر الإبداع السرمدي» وصاحب الأمسية معرض تشكيلي استعادي لأعمال الراحل أحمد عبدالعال، وسط حضور حاشد تقدمه الأمين العام للمجلس القومي للآداب والفنون صديق المجتبى وعدد من التشكيليين وأصدقاء الراحل وأفراد أسرته.

استهل الأمسية الأستاذ صديق المجتبى قائلاً: إن الراحل جمع علم المعرفة بالله ووصل ذلك في فنه بإنتاجه مدرسة الواحد والمدرسة التوحيدية (لاإله إلا الله) متسقاً ومتحداً مع نفسه وتراثه وهو يظل وحيداً فلن يستطيع أن يقلده أحد فهو الكاتب والمفكر والشاعر وصاحب المدرسة الأصيلة والفن.

وقال عميد كلية الفنون الجميلة والتطبيقية د.عمر درمة: ان الجانب الإداري للراحل لا يعرفه سوى عدد قليل من الناس لأنه معروف للعامة كفنان تشكيلي غزير الانتاج عمل في المجلس القومي للثقافة والفنون فأبدع وعمل في التعليم العالي في كلية الدراما والموسيقى تسعة أعوام وفي كلية الفنون الجميلة أربعة أعوام وله اضافات واضحة في هاتين الكليتين، واستطاع أن يجعل للدراما مكاناً ومنهجاً وعمل على تأهيل أساتذتها بابتعاثهم للخارج وعند مجيئه لكلية الفنون الجميلة قام بجوانب ادارية كبيرة منها هيكلة الكلية وصيانتها والتي لم تصن منذ زمن طويل كما طور منهج الكلية وهو الذي أسس كلية الدراسات العليا في كلية الفنون الجميلة (الماجستير التطبيقي والدكتوراة) وفلسفته ان يكون هناك مشروع مصاحب للرسالة وان تكون مهارات خريجي الفنون على درجة عالية من الكفاءة، وأردف قائلاً: عندما تسلمت عمادة الكلية رأى مجلس الترقيات أن عبدالعال يستحق الترقية لأنه البروفيسور الوحيد وإنجازاته كبيرة وأعماله كافية لترقيته لكن يد المنون كانت أسرع.

وذكر د. مالك ياسين: لقد تعرفت على الراحل قبل ثلاثين عاماً في مسجد للشيخ الطيب المرين ثم قابلته مع الراحل الشاعر فراج الطيب وكان دائمًا ما يقدم نفسه في طلاوة عربية افريقية اسلامية لا يتغيب منها عنصر واحد، وكان يجمع بين تلك كل الأشياء جمعا محكما، ومضى قائلاً: عندما شاركت في مؤتمر التفرقة العنصرية عام 2001م وكانت هناك محاولة لنزع الافريقية عن السودان وتذكرت حينها كيف كان يجمع عبدالعال بين الافريقية والعربية والاسلامية فاسترشد بها في حديثه ولقي اعجاباً شديداً في المؤتمر.

وتحدث الفنان التشكيلي والاستاذ بكلية الفنون الجميلة حسين جمعان حديثاً طيباً معبراً عن الفقيد احمد عبدالعال وذكرياته معه مستشهداً ببعض الامثال التي تتناسب ومقام الفقيد.

وفي ذكرياته مع الراحل قال الأستاذ عصام أبوحسبو: ربما اكون اقدمكم معرفة بالراحل عبدالعال حيث تعرفت عليه في العام 1964م وسكنا معاً ودرسنا معاً، واضاف: ان عبدالعال هو أول من عرّفنا بالقراءة خارج المناهج الدراسية فقرأنا كتباً كان زملاؤنا لا يعرفونها، وكان عبدالعال يحثنا على النظرة الجمالية للكون قبل ان نتوغل في مادياته، ومن ثم ألقى أبوحسبو بيتين من الشعر وقال انهما من تأليفه هو والراحل عبدالعال قبل اكثر من اربعين عاماً.

وقال أبو حسبو : «كنا على يقين ان عبدالعال سيكون فناناً تشكيلياً وسيتربع على عرش الفنون في السودان، وعندما دخل كلية الفنون كنت جازما بأنه سيُنافس على مستوى العالم».

وفي ختام الأمسية قدمت آلاء ابنة الراحل كلمة الاسرة حيث شكرت القائمين على أمر مركز راشد دياب للفنون في اقامته حفل تأبين لوالدهم، كما شكرت الحضور وزملاء الفقيد ومن ثم عددت مآثره، واشارت الى بعض المحطات الدراسية والعملية للفقيد، وعن نبوغه منذ ان كان طالباً، وكشفت عن آخر أعمال والدها وهو ابتداعه خطاً عربياً جديداً سماه «خط البُردة» انتصاراً ثقافياً للرسول صلى الله عليه وسلم بإزاء الاسفاف الذي صدر فيما عرف بأزمة الرسوم المسيئة.

وأعربت آلاء عن أملها بأن يكون هذا الابتكار الجديد للخط العربي هو النص التشكيلي والمرئي الذي يخلد ذكري والدها، بالاضافة الى اعمال تشكيلية خاصة قام بها والدها انتصاراً للرسول الكريم.

وقال مدير مركز راشد دياب للفنون التشكيلية راشد دياب إن إحياء ذكرى د.أحمد عبدالعال ضرورية لما قدمه من عطاء إبداعي في مختلف المجالات، وأضاف: «حاولنا جمع من كان لهم تجارب خاصة مع الفقيد للحديث في ذكراه الاولى».

وتحدث دياب عن مدرسة الواحد التي أنشأها عبدالعال وقدرة الرجل في العمل الفني، داعيا المجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون لتخليد ذكرى الفنان الراحل عبدالعال بإنشاء قاعة ومتحف فني، وتبني جائزة للفنون التشكيلية باسم الفقيد.

الخرطوم: محمد خليفة صديق





حسين القباحي





فتحي عبد السميع





عبد الرحيم طايع





كلود ليفي شتروس





 





 





 





حسن بو حسن





 





 





أحمد عبدالعال