عزيزي العربي.. التفتّت العربي

عزيزي العربي.. التفتّت العربي

الأستاذ الدكتور سليمان العسكري..

أتحفتنا بمقالكم «التفتّت العربي في زمن العولمة» في مجلة «العربي» العدد 614 - يناير 2010.

وأحب أن أقول: إن ما ذهبتم إليه من غياب الشرعية في عالمنا العربي هو بالفعل سبب هذا التفتّت العربي.

عندما يشعر المواطن العربي بوجود سلطة استولت على الحكم بالقوة، أو بالتزوير، أو بالتضليل، وأن هذه السلطة لا نهاية لها، ولا فكاك منها، فإنه يفقد إحساسه بالولاء والانتماء للبلد الذي يعيش فيه.

والأنظمة المستبدة تفرز قيادات مستبدة على كل المستويات.

وبالتالي يضيع الحلم من النفوس، لا أحد يحلم أن يكون حاكماً أو رئيساً، لا أحد يحلم أن يكون وزيراً أو سفيراً، لا أحد يحلم أن يكون مديراً، لا أحد يحلم أن يكون زعيماً أو رئيساً لحزب سياسي، لا أحد يحلم أن يكون عضواً في المجالس النيابية.

والذي يحلم لابد أن يتحول إلى بوق كبير. الذي يحلم يلقي بنفسه في الجحيم، يتحرّك إلى المصير المجهول، إلى عالم الفضائح على صفحات الجرائد والمجلات.

الذي يحلم يضحي بنفسه وأسرته وأهله وأقاربه.

الذي يحلم إما أن يكون أرجوزاً ومنافقاً وجباناً، وإما أن يكون مجنوناً ومارقاً ومجرماً وإرهابياً.

ثم يضيق الخناق على المواطن العربي بسبب «الابن الشرعي» «لعدم الشرعية»، وهو الفساد.

الفساد لا يترك البسطاء الذين لا يحلمون ولا يفكرون ولا يأملون، لا يتركهم لينعموا بحياتهم بعيداً عن الحكم والسلطة والسياسة، بعيداً عن عسكري المرور، والخفير، والمخبر، وأمين الشرطة، وموظف البلدية، بل يصل إليهم يقاسمهم رغيف الخبز، وعود الفجل والبصلة، والجزرة، والملح، وقطعة الجبن، وشربة الماء وكوب الشاي.

الفساد يضع قدميه مع الفقير في حذائه البالي، ويضع جسده العفن مع المسكين في ثوبه المرقّع، يمتص دم اليتيم، ويفسد دواء العليل، ويسحق المواطن العربي جسده وروحه ونفسه وإرادته، ومن المواطن العربي المسحوق المفتت ينشأ التفتت العربي على مستوى الدول والأنظمة.

والأمل الوحيد هو أن تكثر بقع الضوء في هذه العتمة العربية، أن يكثر المصلحون، أن تكثر الأقلام الشريفة، أن يكثر الأغنياء الذين يجودون بأموالهم، أن تكثر الأيدي الحانية، والهمم العالية، أن تكثر الألسن التي تقول الحق ولو كان مراً.

د. يحيى سنبل
الدقهلية - مصر

  • زاد ثقافي ومعرفي

السيد رئيس تحرير مجلة العربي د. سليمان إبراهيم العسكري المحترم ..

في البدء يطيب لي أن أعبّر عن بالغ شكري وتقديري لكم شخصياً، لما تبذلونه من جهود وأعمال مرموقة كرئيس تحرير لمجلة المجلات «العربي» الزاد الثقافي والمعرفي الذي لا غنى عنه، الذي كنت أتمنى وغيري كثّر أن يكون إصدارها أسبوعياً وليس شهرياً، كما جرت عليه العادة، أو نصف شهرية في أكثر الأحوال.

عزيزي رئيس التحرير.. «العربي» كمجلة ليست العربي كإنسان، مع احترامي لهذا الأخير، الذي حطّمته القيود بدلاً من أن يحطّمها، وظل وضعه ميئوساً منه على مر السنين، ومرهوناً بحالة الأمة التي تؤويه. هذه الأمة بطبيعة الحال أمة مجزأة ومنقسمة على نفسها، وواقع حالها الراهن، يعبّر وبكل صدق عمّا يعانيه الإنسان العربي، الذي تتحمل أنظمة حكوماته مسئولية كبيرة في هذه المعاناة.

ومنذ تأسيسها في العام 1958م، دأبت «العربي» كمجلة ثقافية، يكتبها عرب ليقرأها كل العرب، على نشر المعرفة والثقافة والعلوم، إى جانب غرس قيم العروبة والمواطنة الصالحة في نفس العربي الإنسان جيلاً بعد جيل (العربي الصغير، العربي الكبير، إن جاز التعبير) حتى استحقت وبجدارة لقب مجلة المجلات، وهذا ما يفسر تمتعها برونقها الذي عهدناه منذ صدور العدد الأول منها في ديسمبر العام 1958م، إن هذه المفارقة بين «العربي» كمجلة، والعربي كإنسان تتجسد يوماً إثر يوم.

وإن كانت هناك من ملاحظة على «العربي» كمجلة بتحديث صفحتها على الشبكة العنكبوتية، فيلاحظ عند إصدار عدد ورقي جديد مع بداية كل شهر، لا نجده منشوراً على موقع المجلة على شبكة الإنترنت، بالتزامن مع النشر الورقي! ما يعني عدم التزامن في الإصدار والنشر في كلتا الحالتين. وإن كان هناك من استفسار فيتعلق حول الكيفية التي تمكن الفائزين في المسابقات الثقافية، الذين يُعلن عن أسمائهم مع إصدار كل عدد جديد من تسلم مكافآت فوزهم في تلك المسابقات، وتحديداً لمن هم من خارج دولة الكويت الشقيقة، كاليمن على سبيل المثال؟!

توفيق صالح حاجب
تعز - اليمن

  • انقراض العرب

السيد الأستاذ الدكتور سليمان العسكري رئيس تحرير «العربي»..

بداية لا أعرف إن كان موقعي يسمح لي بمحاورة قامة شامخة من حاملي الهم العربي كحضرتكم، وأنا الطالب بعد على مقاعد الدراسة والتحصيل في الصف الثاني في كلية العلوم السياسية بجامعة دمشق، ولكن ما تطرحه «العربي» وبقلمكم بداية كل شهر وما تتطرق له من مواضيع تمس وجدان كل مَن يعيش في الفضاء المسمى «العالم العربي» إن صح التعبير، دفعني إلى أن أخطّ هذه السطور تقديراً مني للمجلة التي تهتم بقرّائها.

في حديث الشهر (سبتمبر 2009 م العدد 610) وتحت عنوان «كوكب الشرق.. وانقراض العرب» يتطرق الدكتور العسكري كما الشاعر الكبير أدونيس إلى اختفاء دور العرب في عصرنا الراهن، واستنفادهم لما في جعبتهم وانتهاء دورهم الحضاري على مستوى العالم وبقائهم كشعب وانتهائهم كحضارة، وأصبحنا «كمن يحرق حقله ليأكل من حقل جاره» على حد قول الدكتور العسكري.

مما لاشك فيه أن الإسلام «الذي أعزّ الله به العرب» كان له الدور الكبير في الانتقال بالعرب إلى الحضارة والخروج من طرف الجزيرة العربية إلى الفضاء الرحب فدخل في الإسلام ما يفوق عدد العرب أضعافاً من الشعوب المجاورة والبعيدة، وبما حمله الإسلام من الحرية، وخاصة حرية المعتقد والفكر والإنتاج العلمي، جعلت الشعوب تتقبّل الإسلام، فدخلت فيه أفواجاً، وطّدت الدولة الإسلامية أركانها، وفّرت مناخ الحرية وتشجيع العلم والعلماء، إلى أن كانت الفترة العباسية في الدولة الإسلامية، فأنارت العالم علماً وحضارة.

في هذه الفترة أو العصر، الذي كان للكل بمجرد أن يكون مسلماً أو غير ذلك، «بمعنى أن يكون مواطناً في الدولة الإسلامية له كل حقوق المواطنة دون النظر إلى دينه أو أصله». إن ذلك فجّر نهضة نفتخر بها وكذلك العالم، ندّعي أنها تشكّل الأساسات القوية التي يمكن لنا أن ننطلق منها إلى بناء نموذج حضاري جديد نصبح به على طريق الفعل والتفاعل. أليست هذه النهضة كانت نتاج المواطنين عموماً في ظل الدولة الواسعة المترامية الأطراف، وهل لأحد أن ينكر دور الأقوام الأخرى «كالكرد والفرس» وغيرهما من الشعوب التي دخلت الإسلام وكانت تملك حضارة تضاهي ما كانت لدى العرب ثم اصطبغ نتاج الكل باللغة العربية، لغة القرآن الكريم، فتكوّنت حضارة إسلامية عربية اللغة أضاءت العالم، واستفادت منها البشرية للانتقال إلى ما نحن عليه الآن. ما الذي تغيّر، وماذا يحصل الآن؟

لم يتغير شيء، الفضاء العربي تسمية تضم ألواناً عدة، أو طيفاً من الألوان، ولكن الذي يحدث الآن هو جعل طيف الألوان هذا لوناً واحداً عربياً صرفاً، أو محاولة ذلك، أي استنساخ صورة النظام العثماني، وخنق الحرية في قوارير ضيقة.

عند هذا الحد، يصبح المواطن الذي هو بداية كل تغير نوعي في ظل فضاءات الحرية، من آخر اهتمامات النظام، الذي يسعى للحفاظ على وجوده على سدّة الحكم واستمراره بأي ثمن «كان»، فصورة النظام العراقي السابق، عراق صدام حسين، مثلاً لا تذكّرنا إلا بصورة جمال باشا السفاح.

ما أريد قوله: إننا نعيش عصر نتاج الأنظمة في العالم العربي، وليس نتاج المواطن الحر، وأي أمة تكون فيها الفكر نتاج الأنظمة الحاكمة فقط دون نتاج المواطن الحر ستفقد دورها بالتأكيد على مستوى العالم.

لذلك لابدّ من أن نعيد النظر في قراءتنا لتاريخنا الإسلامي العربي وثوابتنا التي نريد الانطلاق منها نحو بناء حضاري جديد، ونموذج فعّال على مستوى العالم.

الأمر الذي يتطلب بالتأكيد تغير الكثير من الثوابت الموجودة الآن.

إدريس أحمد حسو - سورية

  • تصويب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ففي أثناء مطالعتي لمقالة الدكتور بركات محمد مراد عن حُنين بن اسحق، في العدد 610 من مجلتكم الفتيّة دائماً سبتمبر 2009م ورد قوله (ص146) عن حنين: «.. ثم انتقل إلى مدينة البصرة بالعراق، حيث التحق بأكبر معهد لعلوم اللغة العربية بها، وتعلّم فيها اللغة العربية على يد الخليل بن أحمد الفراهيدي..». وفي موضع آخر من الصفحة نفسها، يكرر المقولة نفسها بقوله: «.. ثم عاد إلى البصرة فدرس العربية على الخليل بن أحمد الفراهيدي..». ويبدو هنا أن الكاتب ينقل هذه المعلومة دون تحقيق أو إنعام نظر، ولم يذكر مصدره أيضاً، ويبدو كذلك أنه لم يقف على ما بُني على هذا الالتقاء المزعوم، من أن الخليل قد طوّر نقط الإعراب، الذي ابتدعه أبوالأسود الدؤلي، إلى الفتحة والضمة والكسرة بأشكالها المعروفة لدينا الآن، استناداً إلى نماذج سريانية تعلّمها «الخليل» من حنين تلميذه في العربية (انظر: بروكلمان، تاريخ الأدب العربي 1 / 132)، وهو افتراض باطل لأنه مبني على باطل، فلو أعمل الدكتور بركات فكره فيما كتبه حين أراد التعريف بحنين (ص146) فذكر أنه «هو أبو يزيد حنين بن اسحق العبادي (192 - 260هـ - 873م)، لأدرك المغالطة أو الزعم الباطل الذي يفترض أن الرجلين (الخليل واسحق) قد اجتمعا وتلازما وأخذ كل منهما عن الآخر، فالخليل توفي عام 175هـ في قول (انظر: إنباء الرواة 1 / 381، وشذرات الذهب 1 / 442)، وفي قول آخر توفي عام 170هـ (انظر الفهرست 44، ومعجم الأدباء 3 / 303، وسير أعلام النبلاء 7 / 420).

وكانت ولادة حنين حسبما ذكر الدكتور بركات عام 193هـ، أي بعد عشرين سنة ونيف من وفاة الخليل، مما يقطع بعدم التقائهما، ويبطل ما بني على هذا الالتقاء المزعوم من أن الخليل قد نقل الضبط بالحركات عن السريانية. والمسألة تحتاج إلى تفصيل ضاف يضيق به المقام، وكل ما أرجوه هنا هو التصويب، مع خالص الشكر.

وأختتم مداخلتي هذه بالتحية والتقدير لأسرة تحرير مجلة الأجيال العربية، مجلة «العربي»، التي التزمت بالمحافظة على الثقافة العربية ورصانتها، في رحلة عمرها المديد.

د. عبدالكريم مجاهد
الجامعة الهاشمية - الأردن

وتريات

الغريب

- «هذا هو اسمك يا غريبُ فما اتجاهك؟»
ألقتِ الريحُ السؤالَ وغادرت نحو الغيابِ
ولم يعد خلفَ المدى إلا المدى
تعبُ الحقائبِ شدّني
لأريحَ عن كتفي حُمولتها على الجسر القريبِ
وضعتُ آلامي عليه ووحشتي
وأرحتُ نفسي من سؤال العابرين ومن متاهاتِ الخرائطِ
تاركاً وجهي لماءِ النهرِ يركُضُ
حيثُما يبقي الخريرُ أو الصدى
هذا هو اسمي.. رُبّما
لكنني أتأمّلُ الأشياءَ والأسماءَ
تسرقُ وحشتي منّي الهويةَ
حين تأخذني وجوهُ العابرين إلى شتاءات المنافي
شارداً ومُشرّداً!
- «لا وقت للحزنِ المضيّع
ياغريب!»
رمت لي الصفصافة الكلمات حتى أستعيد الوقت من تيهِ الشرود
وأستعيد من ارتياحِ الحلم وجهي المجهد!
«ما وجهتي؟»
مرّت بي الشقراءُ باسمةً مرنّحة جهاتي كُلّها
ومضت كزوبعةِ الحريرِ
فحاصرت جسدي انتحابات الندى!
هذي دروبٌ للغيابِ
وتلك أحلامٌ تبعثرها امتدادات القطارات المضيئة للشمالِ
فيتركُ في مقاعِدها المسافرُ قلبه مستشهداً
لملمتُ حزنَ حقائبي
ومضيتُ فوقَ الجسر قلبي وردةٌ في الريح
والماضون حولي ينبشون ملامحي بزجاجِ أعينهم
لأعبُر في شباكِ العابرين مُراوداً ومراودا!
ما الوقتُ حين تُلملم الغايات وجهتها؟
وما الغايات إن شحبت وجوهُ الأهل في الذكرى
فصارت في مدى النسيانِ منديلاً يلوح للغياب
ونغمة تبكي إذا ارتعش الكمان
وموعداً في المستحيل بغى الغدا؟
دربٌ.. ولا دربٌ هنالك للغريبِ يشدّه
ومدينةٌ ماجت على أسوارِها الأحزان من عهدٍ أثينيّ
تُطاردُ في أساهُ تشرّدا
والكائنات جميعها أسرابُ أطيافٍ تلفُّ طريقه
والوقتُ أجراسٌ تُحلّق في المدى
وتُبدّدا!

حمزة قناوي - مصر

لو يَطلب الروح

هذا الفؤادُ، وطرْفُ العينِ يَرْسُمُهُ
والروحُ تُقْبِلُ والأفكارُ تَعْلَمُهُ
واللَّحْظَ يأْسِرُ والأيدي ومِنْ زَمَنٍ
مازِلْتُ أَبْذِلُ حتى يومَ أُعْلِمُهُ
أَنّي الأسيرُ لِكَفٍّ باتَ يَمْنَعُني
عَنّي إذا مَسَّني العُذّالُ أُكْرِمُهُ
أُحَمِّلُ القلبَ آمالاً وأَمْلَؤُهُ
شَوْقاً إليْه، وعينَ القلبِ أُسْلِمُهُ
كمْ لامني يَبْتغي بُعْداً ويَدْفَعْني
نحو الفراقِ وعُمْري كادَ يَقْرِمُهُ
لو يطْلُبِ الروحَ مِنّي أَوْ أَشَارَ لها
راحتْ إليْهِ، وكُلّي راح يَلْثُمُهُ

علي سويدان

  • إيقاعات سريعة:

الأصدقاء: أيمن محمود عيسى (القليوبية / مصر)، محمود محمد حسن (طنطا / مصر)، عبده الشنهوري (قوص / مصر)، عروبة علي (حلب / سورية) وصلتنا رسائلكم، شكراً لكم ولاقتراحاتكم وأهلاً وسهلاً بكم أصدقاء لمجلة العربي.

الصديق حمان علي (الجزائر).. شكراً على رسالتك وأمنياتك الطيبة، ونرجو أن تعود الشعوب العربية جميعاً وتتمسك بآمال الوحدة والقومية العربية.

الأصدقاء: جهاد الرملي (الإسكندرية / مصر)، محمد عبدالجبار (الجزائر)، فاطمة الزهرة ضحاك (الجزائر)، وليد يوسف حافظ (الكويت)، أمة الحق الشرفي (حجة / اليمن)، خالد حسان باكورة (دمشق / سورية)، محمد العلوي العماري (مراكش / المغرب)، رؤى سلمان (طرطوس - سورية). وصلتنا قصصكم وسوف تحال للمحكّمين في مسابقة «قصص على الهواء».

الصديق أحمد بن إبراهيم خليفي (سوسة - تونس).. لضيق المساحة تنشر «العربي» القصة الأولى فقط في «قصص على الهواء» وأحياناً ننشر قصصاً للكتّاب البارزين في الأدب العربي.

الصديق قصي الشيخ عسكر (توتنجهام - بريطانيا).. وصلتنا قصتك، لكننا لم نتمكن من إرسالها إلى المحكّمين بسبب طولها البالغ، رجاء مراعاة ألا تزيد القصة على 500 كلمة.