الرمد الصديدي عند الأطفال محمد مصطفى السمري

الرمد الصديدي عند الأطفال

تعد الأرماد من أخطر أمراض. العيون وأكثرها انتشارا بين الأطفال، ويعرف الرمد بأنه التهاب يصيب ملتحمة العين، وهي الغشاء المخاطي الذي يغطي بياض العين ويبطن الجفون من الداخل فماذا عن هذا الرمد؟ وكيف نحمى عيون أطفالنا منه؟

الرمد الصديدي أخطر أنواع الأرماد، وأهم أسباب فقد البصر أو العمى في الأطفال، وهو مرض شديد العدوى، عبارة عن التهاب حاد، يصيب ملتحمة العينين أو العين تلو الأخرى، نتيجة العدوى بميكروبات خاصة أهمها ميكروب السيلان والدفتيريا والبكتيريا العنقودية والسبحية، ويكثر حدوثه في الأطفال خاصة في المناطق التي تفتقر إلى- الشروط الصحية العامة وقواعد النظافة الشخصية.

وتنتقل العدوى عن طريق انتقال الإفرازات التي يطلق عليها العامة "العماص" من طفل مريض إلى آخر سليم، ويعد الذباب المسبب أكبر في انتشار العدوى بالمرض، إذ يحمل الإفرازات المرضية وينقلها من عين طفل مريض إلى عين آخر سليم، كما تنتقل العدوى عن طريق استعمال أدوات المريض الشخصية خاصة الفوط أو المناديل أو أقمشة الفراش الملوثة بالإفرازات، وفي بعض الأحيان تنتقل العدوى عن طريق حمامات السباحة الملوثة بإفرازات طفل مريض.

وبعد فترة حضانة تتراوح بين عدة ساعات إلى ثلاثة أيام، يبدأ المرض باحتقان شديد في العين المصابة فتصبح حمراء قانية، ويكثر إفرازها للدموع، ويتورم الجفنان، ولا يلبث الإفراز أن يتحول من إفراز مائي إلى إفراز صديدي غزير ينساب من الجفون ويتساقط على خد الطفل، ويزداد تورم الجفنين خصوصا الجفن العلوي مع ألم شديد في العين خاصة عند لمسها أو تحريكها، وعادة يصاحب المرض ارتفاع في درجة الحرارة وتضخم الغدد اللمفاوية النكفية الواقعة أمام الأذن.

وترجع خطورة الرمد الصديدي إلى زيادة نسبة مضاعفاته، فإذا أهمل علاجه أو لم يعالج علاجا سريعا وكافيا فإنه في معظم الحالات يؤدي إلى "قرحية القرنية"، والقرنية هي الغشاء الأمامي الشفاف من جدار العين، وتؤدي قرحة القرنية إلى عتامة القرنية ومن ثم إلى ضعف مستديم في قوة الإبصار أو فقد البصر كلية لا قدر الله.

وللوقاية من الرمد الصديدي يجب اتباع الآتي:

1- رفع الوعي الصحي بين الأمهات.

2- رفع المستوى الصحي للمجتمع بتوفير المياه النقية والصرف الصحي، والإسكان المناسب، وإزالة القمامة والفضلات، وغير ذلك.

3- الاهتمام بالنظافة الشخصية للطفل، وغسل وجهه ويديه عدة مرات يوميا بالماء والصابون خاصة في فصل الصيف.

4- القضاء على الذباب الناقل للعدوى.

5- ضرورة تغطية وجه الطفل الرضيع بقطعة من الشاش الخفيف والنظيف خاصة أثناء النوم.

6- نهي الطفل عن دعك عينيه براحة يده، فعادة ما تكون اليد ملوثة بالميكروبات.

7- يجب تخصيص فوط ومناديل لكل فرد في الأسرة مع عدم استعمال مناديل أو فوط الآخرين.

8- يجب غلي المناديل والفوط وأكياس الوسادات وملابس المريض لقتل ما يكون قد علق بها من ميكروبات.

9- يجب على القائم بالعناية بالمريض غسل يديه جيدا حتى لا ينقل العدوى من عين المريض إلى عينه أو إلى عين فرد آخر من أفراد الأسرة.

10- يجب الإسراع بعرض الطفل على طبيب العيون عند إصابته بأي احتقان أو وجود إفرازات بعينه.

وقد أصبح علاج الرمد الصديدي الآن سهلا ميسورا، ويتلخص في نظافة العين، وغسلها عدة مرات يوميا بمحلول "حمض البوريك 4% " لإزالة الإفرازات، واستعمال قطرة مضاد حيوي مثل "مفينوكول 5.%"، بالجرعة التي يحددها الطبيب- المعالج، مع مرهم مضاد حيوي مثل "التيراميسين" قبل النوم، حيث يعمل المرهم على عدم التصاق الجفون فضلا عن قتل الميكروبات طوال الليل.

وننصح الأم بعدم ربط العين لأن ذلك يؤدي إلى تجميع الإفرازات بما تحمله من ميكروبات في العين، ومن ثم يزداد احتمال حدوث المضاعفات، وفي حالة تقرح القرنية يجب أن يتم العلاج تحت إشراف طبيب عيون أخصائي منعا لحدوث المضاعفات الخطيرة التي تنجم عن إهمال العلاج.

الرمد الصديدي

في الأطفال حديثي الولادة وثمة نوع آخر من الرمد الصديدي يصيب الأطفال حديثي الولادة، وتسببه عدة ميكروبات أهمها: ميكروب السيلان والكلاميديا والبكتيريا السبحية، ويحدث نتيجة لعدوى تناسلية بهذه الميكروبات عن طريق الإفرازات الموجودة بمهبل الأم أو عنق الرحم أو مجرى البول أثناء ولادة الطفل، وقبل سنوات قليلة كان هذا الرمد هو المسئول وحده عن 50% من حالات العمى بين الأطفال، ولكن الآن ونتيجة لندرة مرض السيلان وتحسن طرق الوقاية والعلاج بالمضادات الحيوية الحديثة فلقد تناقص عدد حالات هذا المرض تناقصا كبيراً، كما قلّت حدته وخطورته عن ذي قبل.

ويعد الرمد الصديدي الناتج عن ميكروب السيلان أخطر أنواع الرمد الصديدي قاطبة، ويتميز بإفراز مخاطي صديدي سرعان ما يتحول إلى إفراز صديدي، وتصبح ملتحمة العين ملتهبة وحمراء لامعة ومتورمة، ويتدفق منها إفراز صديدي أصفر اللون سميك القوام، كما تتورم الجفون، وفي معظم الحالات تصاب العينان معا بالمرض وإن كانت إحداهما أسوأ من الأخرى.

ويظهر الرمد الصديدي في الأطفال حديثي الولادة- عادة- خلال الأسبوع الأول بعد الولادة على هيئة إفراز مخاطي صديدي، أو صديدي، أي على هيئة إفرازات سائلة تظنها الأم دموعا، والمعروف أن عيون الأطفال حديثي الولادة لا تدمع قبل مرور أسبوع من الولادة، وعلى ذلك فإن أي إفراز من العين- حتى ولو كان مائيا- خلال الأسبوع الأول من الولادة يعتبر رمدا صديديا، يستلزم عرض الطفل فورا على أخصائي العيون لمباشرة العلاج ومنع المضاعفات السابق ذكرها.

وتتلخص طرق الوقاية من هذا الرمد فيما يلي:

1- علاج أي إفرازات مهبلية عند الأم قبل الولادة علاجا كافيا.

2- مراعاة الوسائل الصحية والنظافة التامة وقت الولادة.

3- وضع قطرة مطهرة في عيني الطفل فور ولادته على سبيل الوقاية ولتكن قطرة نترات الفضة ا%، مع مسح العين من الخارج بقطن نظيف مبلل بماء سبق غليه.

4- متابعة عين الطفل الوليد خلال الأسبوع الأول من الولادة، وضرورة عرض الطفل الوليد فورا على الطبيب عند إصابته أو الاشتباه في حدوث عدوى له. ويتم العلاج باستعمال بعض الغسولات المطهرة للتخلص من الإفرازات، واستعمال قطرات أو مراهم معينة يصفها الطبيب المعالج، والجدير بالذكر أن نتيجة العلاج لهذا المرض- إذا لم تتأخر الأم في عرض طفلها المصاب على الطبيب- تظهر خلال ساعات قليلة، ومن هنا ندعو الأم- مرة أخرى- إلى سرعة عرض طفلها على الطبيب في حالة ظهور أي إفراز بعينه.

 

محمد مصطفى السمري

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




الرمد الصديدي عند الأطفال





رمد مخاطي صديدي





رمد بزاوية العين زاوي





رمد صديدي نتيجة الإصابة بميكروب السيلان





رمد صديدي غشائي نتيجة الإصابة بميكروب الدفتريا





الرمد الصديدي عند الأطفال