إلى أن نلتقي

إلى أن نلتقي

الجلد بين القفا و.. الرأس

مايكل فاي، طالب أمريكي عمره 18 عاما، ضبطته شرطة سنغافورة وهو يقوم بتخريب عدد من السيارات، وسرقة أدوات من سواها، فحكمت عليه بغرامة مالية صغيرة و 6 جلدات بالخيزرانة.. وزلزلت أمريكا من أدناها إلى أقصاها، الرئيس بيل كلينتون كتب شخصيا للرئيس السنغافوري ملتمسا رفع عقوبة الجلد عن الطالب المشاكس.ولكن المفاجأة جاءت من بلدة الطالب نفسه التي قالت أغلبيتها بصوت مرتفع "اجلدوه"!!، وفي الاستفتاء الذي نظمته صحيفة البلدة قالت إحدى السيدات: "لو أن الجلد يطبق هنا، فعندئذ كنا نضمن أن صوت "الخيزرانة" يجعل صوتنا مسموعا لدى.. الشبان".

وبالتأكيد فإن الطالب الأمريكي مايكل فاي سوف يدخل موسوعة جينز باعتباره أول "مجلود" في التاريخ ينال هذه الشهرة الواسعة بحيث يتحول إلى بطل المجلودين (!).

وسائل إعلام سنغافورة تصدت للهجمة بكل ما تملك من خيزرانات، وأعلنت أن "الجلاد" ليس هاويا بل هو محترف، وقالت إن الحكومة سوف تدفع له مبلغ 3 دولارات عن كل جلدة.

ولكن وسائل الإعلام الأمريكية استغاثت بمنظمات حقوق الإنسان، وأشفعت استغاثتها بدراسات وضعها أطباء ومحللون نفسانيون تؤكد أن الجلد على القفا قد يؤدي إلى أن يفقد المجلود رجولته ويتحول إلى "النوع الثالث" فلا هو ذكر ولا هو أنثى.

صحف اليمين المتطرف في أمريكا قالت إن كرامة الأنكل سام في الميزان، وأن يجلد أمريكي في العالم الثالث، فالجلد يطال جميع اليانكيين، واقترح بعضهم أن يقوم الطالب نفسه بجلد قفاه حفاظا على الكبرياء القومي.

وبالطبع، ليست هناك أية شبهة حول أهمية "القفا الأمريكي"، ولكن في هذا السياق يمكن لكثيرين من شعوب العالم الثالث الذين يجلدون على رءوسهم ليل نهار، بل إن بعض حكوماتهم لا توفر حتى جلدة رءوسهم، فتسلخها!! يمكن لهؤلاء أن يطالبوا بدورهم منظمات حقوق الإنسان بأن تساوي بين رءوسهم وبين ذلك القفا المحظوظ، وعندئذ سوف يعرفون كيف يوفرون الحماية لأقفيتهم.. ومن دون مساعدة خارجية.

.. والمعذرة لهذا التشبيه، وشكرا لأمريكا التي تحترم أقفية مواطنيها أكثر مما تحترم حكومات أخرى رءوس أبنائها، واللعنة على من قال: لا صوت يعلو فوق صوت الخيزرانة.. أو بيت المال.

 

أنور الياسين

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات