نذيرُ الفراق

نذيرُ الفراق

شعر

أُحِسُّ أنّها دَنَتْ حقيقةُ الفِرَاقْ
أُحِسُّ بالأسى عَميقْ
يَسِيرُ في دَمي.. يَسيرُ في الطّريقْ
يُحِيطُ بالوجودِ في ذُرَى الطِباقْ
يَضِجُّ في العُيُونِ: إنّني غَرِيقْ
أَهذِهِ نهايةُ الهَوَى يَضيعُ في العُبَابْ؟
وكان مَجْدُنا لذلك الهَوَى
وكانَ عِزُّنا لذلك الهَوى
وكان شِعْرُنا وكان نَثْرُنا وكان خَمرُنا الرُّضَابْ
أَقولُ: هَلْ سَقَيْتنِي زِيادةً؟ تقولُ: أَمْرُنا مُجَابْ
شَرَخْتِهِ أَضَعْتِهِ وكان في يَدي أَكان مِن سَرَابْ؟!
وَشَعَّ مِنْ رَمادِنا وَمِيضُ جَمْرٍ ثارَ في مَدَى الضُّلُوعْ
نَقول: هلْ لَنا رُجُوعْ
وَنَذْرُفُ الأَسَى ونَذْرُفُ الدُّمُوعْ
نَقُولُ: إنّهُ اشْتياقْ
نقولُ: إنّنا نَعُودْ
نَعُودُ للوعودِ مَرّةً وَمرّةً ونكتبُ العُهودْ
ويَبْسُمُ الأسى يقولُ ساخِراً: كَفَى عَذَابْ
فَبَعْضُ وَقْتِنا سُدًى وبَعْضُ وقْتِنا عِتَابْ
وكُلُّ هَمْسَةٍ تُشيرُ أَنَّها دَنَتْ حقيقةُ الفِرَاقْ

 

 

عبدالعزيز محيي الدين خوجة