هل الحياة تدمر نفسها؟.. د. أحمد أبوزيد

هل الحياة تدمر نفسها؟.. د. أحمد أبوزيد

تثور في الوقت الحالي تساؤلات كثيرة عن الأسباب التي تبدو معها الطبيعة التي اشتهرت في الآداب الشعبية بأنها «أمنا الطيبة» أو «أمنا الرحيمة» غاضبة وثائرة على أبنائها البشر، بحيث تسلط عليهم من حين لآخر الأمراض والعواصف والصواعق المدمرة والمجاعات والفيضانات وأخيرا هذه النقمة الداهمة المتمثلة في ارتفاع درجة حرارة الأرض، بحيث يضطر المجتمع الدولي إلى عقد عدد من المؤتمرات لبحث المشكلة التي تهدد الحياة ذاتها بالفناء.

تعرض الكثيرون من العلماء في الخارج للإجابة عن هذه التساؤلات، ولم تخل بعض إجاباتهم من الطرافة مع التمسك في الوقت ذاته بالمعايير العلمية الرصينة، سواء من حيث دقة المعلومات وغزارتها أم اتباع مناهج، االبحث الدقيقة، مع اتساع الخيال الذي يتجاوز حدود التخصص الضيقة إلى ميادين أخرى من المعرفة بما في ذلك الاستعانة بالآداب الشعبية والأساطير التي تدور حول الكون والطبيعة بوجه عام. وربما كان أشهر هذه المحاولات وأطرفها في الوقت ذاته ماذهب إليه عالم البيولوجيا البريطاني جيمس لفلوك James Lovelock الذي وضع ماأسماه «فرض جايا Gaia Hypothesis» وذلك في الستينيات من القرن الماضي أثناء عمله مع ناسا NASA في الولايات المتحدة في مشروع عن الحياة فوق سطح المريخ. ويذهب ذلك الفرض إلى أن كل أنحاء كوكب الأرض سواء في تلك الأجزاء الصالحة أو غير الصالحة للإقامة والعيش، تؤلف نظاما واحدا معقدا ومتفاعلا بعضه مع بعض كما هو الحال بالنسبة لأي كائن عضوي حي له القدرة على التحكم في نفسه وتنظيم عملياته والمحافظة على استمراره في الحياة رغم مايواجهه من أخطار. وقد أطلق لفلوك على هذا النظام اسم إلهة الأرض في الأساطير اليونانية (جايا) وهي الإلهة الأم للطبيعة التي ترعى شئون الأرض وسكانها في رحمة وحنان. ويقول لفلوك إن الروائي الشهير وليام جولدنج هو الذي اقترح عليه تلك التسمية للإشارة إلى دور جايا في حفظ الحياة والتوازن في الأرض رغم كل ماتتعرض له من مخاطر. وهذه هي الفكرة التي استراح إليها الجنس البشري طيلة تاريخه لأنها تبرز الطبيعة على أنها هي الأم الرحيمة التي تعمل على بقاء الجنس البشري وسعادته. وقد عرض لفلوك ذلك الفرض في أول الأمر في شكل مقالات في عدد من الدوريات العلمية في الستينيات واوائل السبعينيات، ثم صاغ ذلك كله بعد ذلك في كتابه الواسع الانتشار بعنوان : جايا : نظرة جديدة إلى الحياة فوق الأرض Gaia: A New Look at Life on Earth الذي صدر عام 1979.

علاقة تكافل

وتذهب افتراضية جايا إلى أن كل الكائنات الحيّة على هذا الكوكب ترتبط بعضها ببعض في علاقات تكافل وتساند، مثل خلايا الجسم الواحد حتى وإن كانت تلك الكائنات تقتات بعضها على بعض كي تستمر الحياة للجميع. فالعالم له قدرة فائقة على توفير نوع من التغذية والتغذية المرتدة التي تضع قيودا على التغيرات الخطيرة، كما هو الحال في الدور الذي يلعبه النبات في المحافظة على درجة حرارة الكون من أشعة الشمس المحرقة. بل إن كوكب الأرض له قدرة فائقة أيضا على حفظ التوازن عن طريق اندثار وانقراض الكائنات الحية الخطيرة التي تهدد بتفوقها الفيزيقي مثلا بقية الكائنات الحية إذا هي تجاوزت حدودا معينة في استخدام تلك القوة العددية أو الفيزيقية. ففرضية جايا ترى إذن أن الحياة تنظم نفسها بنفسها، وأن كوكب الأرض في الماضي والحاضر والمستقبل كان - وسوف تظل - له القدرة على توفير شروط الإقامة والعيش عن طريق تأثيرات البيئة الخارجية المحيطة وتعديل بعض العوامل الطبيعية من خلال المحيط الحيوي والارتقاء بالظروف الملائمة والمساعدة على استمرار الحياة.

بيد أن «أمنا الطبيعة» Mother Nature قد تقف في بعض الأحيان موقف العداء من أبنائها البشر. ولكن هذا العداء يظهر فقط كرد فعل على تجاوز هؤلاء الأبناء من البشر لحدودهم التي رسمتها لهم تلك الأم الرحيمة للمحافظة عليهم، من أنفسهم أولاً، ثم من القوى الأخرى، واضطرارها إلى أن تعيد ترتيب وتنظيم نفسها باعتبارها نظاما يتولى ترتيب وتنظيم نفسه بنفسه إزاء التصرفات المتطرفة والخارجة على قوانين الطبيعة. وقد عبر لفلوك عن ذلك في كتاب أصدره في أواخر عام 2008 تحت عنوان كاشف هو The Vanishing Face of Gaia وفيه يشير إلى أن البشر هم أنفسهم علة الأرض وآفتها وأن غضب جايا الأم الرحيمة لن ينتهي إلا إذا تحكم البشر في تزايد أعدادهم المتطرف من ناحية، وضبط سلوكهم وموقفهم من الطبيعة من الناحية الأخرى، مع الأخذ في الاعتبار طيلة الوقت أن هذه الزيادة غير المحكومة هي نوع من الوباء الذي يهدد استمرار الحياة.

بيد أن المأساة الحقيقية التي سوف تحل في وقت غير بعيد نسبيا والتي بدأت بوادرها تظهر بالفعل هي ارتفاع حرارة كوكب الأرض أو الانحباس الحراري نتيجة التصرفات الخاطئة التي يرتكبها البشر في حق تلك الأم الرحيمة. وسوف تتمثل هذه المأساة في انقراض بلايين الناس خلال العقود القليلة الآتية واضطرار الأعداد الباقية إلى النزوح إلى الشمال والإقامة في المناطق القطبية (الحالية)، حيث سيكون المناخ ملائما نسبيا للعيش. ويتنبأ لفلوك بأنه بنهاية هذا القرن سوف يكون حوالي 80% من البشر قد اندثروا واختفوا من الوجود، وأن التغير المناخي الناتج عن سوء التصرف وعدم مراعاة حقوق الأم سوف يستمر لحوالي مائة ألف سنة بسبب ارتفاع درجات الحرارة في المناطق المعتدلة بما يتراوح بين 5-8 درجات، كما أن أجزاء كبيرة جدا من أوربا نفسها ستتحول إلى صحراء ، ولذا يتعين على المجتمع الدولي أن يتخذ الإجراءات الحاسمة والسريعة التي تكفل تجنب ذلك المصير والمحافظة لأطول فترة ممكنة على التراث الإنساني المتنوع. ومع ذلك فإن الطبيعة الأم لن تسمح بالقضاء التام والكامل على الحياة التي لها على أية حال القدرة على تغيير مواقفها وتوجيه إمكاناتها، بحيث تبدأ مرحلة جديدة من الاستقرار أغلب الظن أنها سوف تكون مختلفة تماما عن كل ماعهدناه حتى الآن.

وعلى الرغم من وجاهة نظرية جايا التي تداعب وتتفق بغير شك مع خيال وآمال البشر فإن هناك من علماء الحفريات القديمة وأنثروبولوجيا ماقبل التاريخ من يعارضها بشدة، مستندين في ذلك أيضا على ثورات الطبيعة نفسها ويرون فيها دليلا على أن الأرض لاتأبه بإقرار الانسجام والتجانس بقدر ماتعمل على التدمير والخراب، وأنه ليس هناك مايدل بشكل قاطع على أن التكافل بين الكائنات المتنوعة واغتذاء بعضها على بعض يساعد بالضرورة على تحقيق التوازن واستمرار الوجود، وأن الفكرة السائدة لدى الكثيرين عن أن الأشياء تتعاون وتتماسك بعضها مع بعض فكرة خاطئة، لأن الكائنات العضوية الحية يمكن أن تخلق ظروفا وأوضاعا تجعل الحياة صعبة أمام كثير من الأنواع الأخرى.

ضد نظرية جايا

وربما كان من أشد المعارضين لنظرية جايا الأستاذ بيتر وارد Peter Ward أستاذ الحفريات القديمة بجامعة واشنطن، الذي يكرس جانبا كبيرا من جهوده لدراسة ظاهرة انقراض الكائنات الحية والإبادة الجماعية أو الشاملة منذ أقدم عصور التاريخ استنادا إلى الشواهد الحفرية. والطريف في الأمر هو إنه في الوقت الذي لجأ فيه جيمس لفلوك إلى الآداب اليونانية القديمة واستمد منها أسطورة جايا إلهة الأرض كرمز على موقف الطبيعة الإيجابي من الحياة لجأ، بيتر وارد أيضا لنفس المصدر اليوناني ليستعين بأسطورة ميديا Medea - وهي الإلهة المقابلة والمناقضة تماما لجايا لكي يبين أن الحياة شريرة وقاسية ومدمرة بالضرورة وأنه كما قتلت ميديا في الأسطورة أطفالها في ثورة غضبها فإن الأرض لاتتردد هي الأخرى عن أن تقضي على أطفالها من البشر بما تسلطه عليهم من أمراض وأوبئة وعواصف وأعاصير وصواعق وفيضانات ومجاعات وزلازل وبراكين وما إليها من كوارث.

الطبيعة الوحشية

ففي مايو الماضي (2009) أصدر الأستاذ وارد كتابه الذي يعرض فيه نظريته أو فرضيته حسب العنوان - The Medea Hypothesis وأردفه بعنوان فرعي شارح هو«هل الحياة على الأرض تدمر نفسها»؟ ويذهب الكتاب إلى أنه بدلا من فكرة التطور والتوافق على سطح الأرض من أجل المصلحة العامة المشتركة فإن الحياة بطبيعتها (الوحشية) تعمل على تدمير كل شيء بما في ذلك نفسها هي ذاتها, ولذا فإنه بدلا من الحديث عن الأم الرحيمة الطيبة- التي ليس لها وجود في واقع الأمر- فقد يكون من الأفضل والأنسب أن نتكلم عن الأم الشيطانية البشعة Monster Mom الذي قد يقابله تعبير «أمنا الغولة» الوارد في الأدب الشعبي لدى بعض البلاد العربية.. فالحياة هي أسوأ عدو لنفسها. فالأرض هي التي تتولى قتل الحياة، والبشر هم أول ضحايا القتل الجماعي الذي ترتكبه البيئة من حين لآخر في ثوراتها الغاضبة العارمة، التي تشبه ثورة ميديا في الأسطورة اليونانية دون أن يكون للبشر ذنب في ذلك. ولذا فإن هذه الأم كانت ولاتزال وسوف تظل أبدا أمّا غير رحيمة بأولادها الذين يؤلفون أعدادا كبيرة جدا من الأنواع الحية المتطورة، أو التي هي بسبيل التطور. ويواجه الجنس البشري وغيره من الكائنات الحية أزمات متزايدة الخطورة تتمثل في الظروف المناخية المتغيرة والمتقلبة وازدياد ارتفاع حرارة كوكب الأرض حتى من دون تدخل العنصر البشري مع ارتفاع مستوى البحر الذي سوف يؤدي إلى تدمير واختفاء المناطق الساحلية في كثير من أنحاء العالم. وهذا مثال واحد لغدر الأم التي يصفونها بأنها طيبة ورحيمة.

فالتهديد الحقيقي للحياة هو الحياة ذاتها. فالحياة - أيا ما يكون معناها - سامّة بطبيعتها وهي ثنفث سمومها في كل شيء وهي سبب كل المشاكل المأساوية التي يعاني منها الأحياء على اختلاف أنواعهم. وليست الحياة في حاجة - إلى من - أو لما يساعدها ويعينها على هدم نفسها، فهي تتولى هذه العملية بكفاءة من تلقاء نفسها وبقوتها الذاتية وعناصرها المكونة وربما كان ما تحتاج إليه في حقيقة الأمر هو أن تجد من ينقذها من شر نفسها ويحافظ عليها من تدمير ذاتها، وهنا يأتي في رأي بيتر وارد دور الإبداع البشري المتمثل في استحداث تكنولوجيات متطورة ومتجددة دائما وتوجيهها الوجهة الصحيحة التي تساعد على بقاء الحياة. وحتى إذا كان البشر مسئولين جزئيا عن بعض الأوضاع المأساوية الفادحة مثل زيادة انبعاث الأبخرة والغازات الضارة نتيجة ازدياد التصنيع، فإنهم قادرون على علاج الموقف وإصلاح الخطأ. فالبشر هم الحل وليسوا المشكلة، أو كما يقول هو نفسه: «في رأيي أن العناصر الطيبة الوحيدة التي ينطبق عليها اسم جايا هم البشر، وكل ماعدا ذلك على هذا الكوكب هو كارثي أو ميديا ». فالحياة في حالة غليان وفوران دائمين، وهذا الغليان والفوران يجعلان الأرض غير صالحة للعيش في أمان واستقرار، والأداة التي تختارها الحياة لطرح بذور تدمير نفسها هي التفاعل بين الغلاف الجوي والمحيطات والأرض. والأمثلة على التدمير الجماعي الذي يؤدي إلى الانقراض الكامل لبعض الأنواع الحية كثيرة، كما يستدل على ذلك من الحفريات التي ترجع إلى ملايين السنين. ففيما عدا حالة إبادة جماعية واحدة هي التي أدت إلى انقراض الديناصورات بفعل بعض النيازك فإن كل حالات الإبادة الجماعية الأخرى خلال تاريخ الكون الطويل كانت نتيجة لثورات الأرض ذاتها.

والسؤال الذي يثور حوله النقاش الآن هو لو صدقت فرضية - أو نظرية - ميديا التي أدلى بها الأستاذ وارد فكيف يمكن إنقاذ الحياة من عداوتها لنفسها؟ الإجابة عن هذا السؤال تتطلب إعادة النظر في علاقة الإنسان بالطبيعة وتغيير هذه العلاقة على أسس أخرى تحقق التوازن بين الطرفين وهو أمر قد يكون صعبا وشائكا وعسير التنفيذ، وإن كانت فرضية جايا تتيح فرصة للأمل لأنها ترى أنه حين تتأزم الأمور فإن الجنس البشري يمكنه في بعض الحالات على الأقل - أن يعدّل من سلوكه، حتى يتحقق ذلك التوازن كما هو الشأن مثلا في التحكم في انبعاث الأبخرة والغازات السامة التي ترفع درجة حرارة كوكب الأرض - وهي المشكلة التي عقد حولها مؤتمر كوبنهاجن بالدنمارك في ديسمبر الماضي ( 2009).

على شطري المبالغة

وعلى أية حال فإن الفرضين أو النظريتين حسب ما يطلق عليهما الآن فيهما كثير من المبالغة حسب مايرى الكثيرون وأنهما يحتاجان للتعديل، كما أنه ليس ثمة مايدعو إلى الاختيار بينهما لأن كوكب الأرض هو في آخر الأمر كيان معقد لايخضع للتبسيط النظري، فهو يجمع بين النقيضين، أي أنه مزيج منهما معا. ومع أن الدلائل والشواهد المستمدة من السجل الجيولوجي تساند رأي وارد وقراءته الكارثية التي ترمز لها وحشية ميديا وأن قدرة كوكب الأرض على التحمل بلغت كما يقول - ذروتها حتى قبل عصر الانفجار الكامبري الذي شهد التنوع والزيادة الرهيبة في كل الأنواع الحية، فإن قدرات الإنسان الإبداعية كفيلة بالتغلب على المآزق على مايقول لفلوك.. وعلى أية حال فسواء أكانت الحياة هي جايا أو ميديا فليس ثمة مفر أمام الجنس البشري من أن يتعايش مع الظروف التي تحيط به، والتي سوف تنشأ في المستقبل مثلما فعل خلال كل مراحل التاريخ، وذلك على فرض أنه سوف يستمر في الوجود (وهو أمر مشكوك فيه إلى حد كبير)، كما أن على الإنسانية أن تكتشف أساليب وطرقا وآليات جديدة تمكنها من التعامل مع تلك الأم «المجنونة» وتطويعها، ولكن ذلك يحتاج إلى وقت طويل يقاس بالأحقاب الجيولوجية والأركيولوجية وليس بالفترات الزمنية المألوفة.

هذا معناه ان المستقبل ليس مضيئا تماما أمام الإنسانية والحياة بمعناها المتعارف عليه الآن.. فمع أن البشر يدركون الخطر ويعرفون مصادره فإنهم لايعملون بما فيه الكفاية لدرئه ولا يتعلمون من الدروس السابقة ومن أحداث التاريخ وكوارثه ومن ثورات ميديا المدمرة. وأغلب الظن أنهم لن يفيقوا من غفوتهم قبل أن تفنى البشرية تماما، وليس ثمة مايمنع من فنائها واندثارها، كما حدث لأنواع أخرى كثيرة خلال التاريخ الجيولوجي للأرض. ولكن مع ذلك فالحياة نفسها سوف تظل قائمة و«حيّة»، كما يستدل على ذلك من اسمها نفسه ولكن مع نوع آخر من البشر غير الجنس الذي ننتمي نحن إليه وسوف تبدأ دورة أخرى جديدة تماما بالرغم من كل مايقال عن تدمير الحياة لنفسها، كما سوف تظهر أنواع حية جديدة بمواصفات جديدة تماما بعد أن نختفي نحن من الوجود ونكون مجرد ذكرى «قد يتذكرنا التاريح بعد ملايين أخرى من السنين».

فالوضع لايدعو إلى التفاؤل بالنسبة للجنس البشري الحالى. ولكن الحياة سوف تستمر من دونه مثلما حدث دائما بعد كل حالة من حالات الإبادة الجماعية أو انقراض أحد الأنواع. وربما تأتي بعدنا شعوب وأجناس وأعراق أخرى أكثر منا عقلانية وتفهما واستيعابا للدروس، واستفادة من البقايا الحفرية والخرائب والأطلال لتي سوف نخلفها وراءنا. والاتجاه العام السائد الآن بين كثير من العلماء هو أن الكون الذي ظل يتغير خلال ثلاثة عشر بليونا - او أكثر من السنين، سوف يستمر في التغير وإعادة تشكيل نفسه، بصرف النظر عن وجود أو انقراض الجنس البشري والكائنات العضوية الأخرى، ونشأة أنواع وأجناس بديلة، ولذا فانشغال العلماء الآن بحكاية التعارض بين جايا وميديا ليس له مايبرره على ما يرى بعض العلماء، وإنه مجرد نوع من الترف العقلي الأكاديمي الذي لا معنى له، وإن كان يعكس في الوقت ذاته حالة الإحباط واليأس التي يشعر بها الكثيرون إزاء المستقبل غير الواعد.

 

 

أحمد أبوزيد