المرأة التي تزوجت كلارك جيبل عبدالكريم محفوظ

المرأة التي تزوجت كلارك جيبل

قصة للكاتب الايرلندي: سين. آو. كاولين
عيشة هذه المرأة كان يجب أن تكون في موسكو. لو كانت روسية لقالت: "رحماك يا رب، ها هي الحياة تمضي وما زال أمامي متسع من الوقت علي أن أعيشه. عيد الفصح الماضي بطوله، حين كانت بوادر السحب تمر فوق غابات البتولا والجداول الرقراقة تبشر بمقدم الصيف، وحين كانت النواقيس تتراقص وتغني في بروج الأديرة، جلست وحيدة في البيت وشربت الفودكا وكنت تواقة للحب. أنا لا أعلم أن كانت الحياة غاضبة مني لأنني لا أعيشها، أو أن كنت أنا غاضبة من الحياة لأنها لا تسمح لي أن أعيشها.

يا إيفان إيفانوفيتش، كرمى لله، هيا قابلني الليلة قرب بركة الضفادع وقل لي عن هذا الألم الذي يعتصر لي فؤادي". وكان لا بد لإيفان أن يقابلها ويفسر لها سر ذلك الألم بعبارات بسيطة جدا. ولكنها بدلا من ذلك كانت تعيش في دبلن (الطريق الدائرية الجنوبية بيت صغير أحمر، مصطبة حمراء، حديقة صغيرة، على مقربة من المنزل النسائي العتيق - المليء - وسجن كيلمينهام - المهجور). كانت تنق على زوجها نقيق الضفادع بالحديث عن العفة في الوقت الذي كان عليها فيه أن تحسو الخمر معه وتقذف بعفتها في مجاري القاذورات. كانت كل أسبوع تذهب إلى دور السينما مرتين، تكنس البيت بالمكنسة الكهربائية إلى أن تبتلع المكنسة كل النفايات من فوق السجاجيد وتشتري حلية جديدة لرف موقد التدفئة، وتغسل الكلب وتمسح النوافذ، وتأخذ قيلولة بعد الغداء، وتقرأ (القيل والقال) وأسبوعية (وينيفرد)، وتقضي مشوارها في المدينة، ومن ثم تجلس في انتظار عودة زوجها من عمله.

كانت المحادثة تتكرر نفسها كل ليلة.
"أكان يومك شاقا يا حبيبي؟"- منها.
"ليس سيئا جدا يا عزيزتي" - منه.
"ماذا تناولت في وجبة الغداء؟"
"غداء لذيذ جدا. شريحة من اللحم، سبانخ، رقائق مقلية من البطاطس، فطيرة رواندا، قهوة. غداء شهي جدا".

"أنا غسلت هيربي انظر إليه كان عملا شنيعا. ولكنه أليف. ألست كذلك يا هيربي".

"إربي العجوز اللطيف. هل أحببت الاستحمام، هل استمتعت بالصابون؟ أفلم تتعبي يا عزيزتي".

ودائما كانت تقول له إنها تعبت، تعبت جدا، أو أن وخزة قد أصابت خاصرتها، أو أن صداعا قد ألم برأسها، ومن ثم كان يتجهم وجهها، وكان هو يقول لها إنه ما كان عليها أن تقوم بكل ذلك، لا أبدا أبدا، وفي النهاية كانت تعقد حاجبيها وتسأل عن جريدة المساء بمسحة اكتئاب. كان يقترح عليها القيام بمشوار، أو الذهاب إلى السينما، أو تدخين غليون، أو أن يروي لها حكاية بذيئة، وبعدئذ إلى المخدع، وكانت هذه المعزوفة نفسها تتكرر في اليوم التالي وفي اليوم الذي يليه وهكذا دواليك. وقبل أن تهوي إلى المخدع كانت دائما تتلو الابتهالات، وبعدها تستلقي إلى جانبه وتنتظره حتى يشخر. لقد كانت تأنس إليه لأنه كان رجلا شريفا كادحا مستقيما كريما ولكنها لم تكن تحبه، تجدر الإضافة في هذا السياق أنه لم يكن عندها أي أولاد الشيء الذي كانت تقلق منه. ويجب أن يكون مفهوما أيضا أنه كان ميثوديا وكان يذهب بانتظام إلى كنيسة الصفيح الصغيرة القائمة على قارعة الطريق، وكانت تقلق من ذلك أيضا. لقد كانت دائما تبتهل إلى الله لعله يهديه ويتحزب لشيعتها، ولكنها ما أخبرته عن ذلك قط. لقد كان إنسانا إنجليزيا متزمتا بعض الشيء حيال المسائل الدينية.

في صبيحة أحد الأيام بينما كانت تقبله قبلة الوداع عند بوابة حديقتها الصغيرة تراجعت مسرعة إلى الخلف وحدقت في وجهه.

"يا حبيبي ألم تحلق لحيتك؟"
كشر بابتسامة عريضة بلهاء، رفع قبعته المستديرة السوداء وقال: "أنوي إطلاق شاربي" وهرول راكضا. طيلة أسابيع بعد ذلك أضيفت خمسة أسطر جديدة إلى محادثتهما الليلية.

"إنني لا أحب ذلك الشارب فيك يا حبيبي".

إنه يتطاول. الشباب في المعمل يثيرون حنقي كثيرا من جرائه. لكنني لا أعيرهم التفاتا. إنهم غيورون، أقول فيما بيني وبين نفسي.
"ولكنه يخز يا حبيبي"
"أليس ذلك الوخز لطيفا يا عزيزتي؟"

في ليلة من الليالي ذهبا إلى السينما لمشاهدة فيلم "سان فرانسيسكو" من تمثيل جانيت ماكدونالد وكلارك جيبل. هذا الفيلم كان يدور عن العلاقة بين إنسان خليع ورجل طيب وبطلة مغنية، وقد كانوا أصدقاء على الرغم من كل شيء، على الرغم من الغناء وعلى الرغم من حقيقه كون الرجل الطيب (سبنسر تراسي) راهبا. حدث شجار ذات مرة بين الخليع والراهب، ومع أن الراهب - الذي كان قسيسا ملاكما - كان بمقدوره أن يصرع الخليع على حلبة الملاكمة ويتركه بلا حراك حتى بعد العد إلى العشرين، فإنه ما فعل أكثر من مسح الدم من على زاوية فمه والنظر إلى الخليع نظرة ملؤها الأسى. وفي النهاية تحدث هزة أرضية وتنشق الأرض وتغور كل أنواع الأشياء في وهاد في باطن الأرض، وهنا يركع الخليع ويدخل الإيمان إلى قلبه. وفي نهاية الفيلم لا يرى المشاهدون إلا نعلي حذاء السيد جيبل وذلك لأنه لم يكن بمقدور أي إنسان أن ينظر إلى وجهه ويصدق ما حل به. وبعدئذ تتشابك أيديهم كلهم وينحدرون عن الهضبة في الفيلم وهم يغنون مع انسدال الستائر الشفافة القزحية اللون للسينما، اللحن الرئيسي "سا - آ - ن - فرانسيسكو، افتحي بواباتك العاجية" .... (إلخ) وبمضي كل إنسان إلى بيته سعيدا.

سارت إلى البيت تلك الليلة في صمت حالم. لم تكن تسمع أي تعليق من تعليقاته عن الفيلم، وعندما أصبحا في البيت ظلت تنظر إليه بطريقة غربية بعيدة عن الود. كانت تدخل وتخرج من ردهة الاستقبال والقلق ظاهر عليها، وتلقي عليه نظرات جانبية آثمة، ولم تكن تبدو عليها الرغبة في المضي إلى المخدع، وقلما كانت تنبس ببنت شفة ردا على هذره، ونسيت أن تصلي أملا في هدايته، واستلقت يقظى طيلة ساعات وهي تنظر إلى الخارج على شجرة الدلب اللندني الذي كان يتمايل قليلا بالمقارنة مع التوهج الكئيب المضطرب للمدينة.

ذهبت إلى السينما نفسها، وحيدة، في نهار اليوم التالي، وفي تلك الليلة جعلته يأخذها إليها مرة ثانية، الشيء الذي كان مسورا للاستجابة إليه لأنه أراد أن يعرف كيف كان بمقدورهم أن يجعلوا كل تلك الأشياء تغور في وهاد في باطن الأرض. طيلة الفيلم كانت تتشبث بيده وتختلس نظرات جانبية إلى الخط الأسود لشاربه الجيبلي. في تلك الليلة لبست ثوب نومها الشفاف - الثوب الذي اشترته يوم ظنت أنها حبلى ولكن ما كان لها بالنتيجة غير الحسرة علي ذلك، والثوب الذي لبسته مرة أخرى يوم استخرجت لها بعض الحصيات من المرارة، ويوم استئصلت لها الزائدة الدودية، وفي الوقت الذي دخلت فيه أحد المشافي الخاصة بعد تعثرها على درجات السلم وسقوطها عليها. وضعت شيئا من العطر خلف أذنيها ونظرت إلى نفسها في المرآة وقالت:

"عزيزي، هل صادف وقلت لك إن صوتي كان رخيما تقريبا عندما كنت...... أعني قبل زواجي منك؟". وطفقت تتمايل وتدندن "سان فرانسيسكو، افتحي بواباتك العاجية!".

"يبدو كالضغط الهيدروليكي" أستغرق مفكرا، ثم قال: "أتعلمين، إنه كصوت مصعد يشق طريقه نزولا إلى تحت". وحين استلقت بجانبه نظرت إلى صورته الجانبية وهمست: "افترض يا عزيزي أن هذه المدينة هي سان فرانسيسكيو، وأنت وأنا فيها، وتبدأ الأرض بالاهتزاز!".

"رباه" صاح "أهكذا؟" وبدأ يثب على النوابض صعودا وهبوطا.

زعقت زعقة مشحونة بالذعر: "ما الأمر يا حبيبتي، ما المخيف بذلك؟"

"إنك فظ جدا" قالت بغنج.

"مم تخافين يا فلتي الصغيرة المسكينة؟". أطفأت النور.

أمضيا زهاء أسبوعين وهما أسعد حالا من أي وقت مضى منذ شهر العسل في ذلك البيت القرميدي الصغير القائم عن الطريق الدائرية الجنوبية. ابتاعت أسطوانة لأغنية (افتحي بوابتك العاجية).

بدأت تطرح عليه أسئلة عن الهزات الأرضية وبدأ يتعمق بدراساته عنها. في سبت ما سمعت أن الفيلم كان في (براي)، وتحت ستار تمضية يوم خارج البيت على شاطئ البحث جعلته يأخذها إليه من أخرى. هذه المرة وجد في الأمر شيئا من الإزعاج، ولكنه تساهل معها لكونه شابا طيب القلب.

وحينما انتقل إلى (مالاهايد) وأرادت اللحاق به اعترض على ذلك، فانهارت مباشرة لهول هذه الصدمة وقالت أنها لن تلومه حتى لو صفعها، وأنها ربما تستحق ذلك. وفي اليوم التالي لم يكن أكثر من برم بها حيث وجد صورة للسيد جيبل، بثياب حلبة الملاكمة، معلقة في ردهة الاستقبال. ولكن القلق بدأ يساوره فعلا حين اشترت له ربطة عنق وقبة مثلثة الزوايا من الطراز العتيق، وطلبت منه أن يشرع بتعلم الدروس في فن الملاكمة كما طلبت منه أن يقابل كاهنها ويصبحا صديقين حميمين، اعترض على الكاهن والملاكمة لكنه لبس ربطة العنق والقبة اللتين بدا بهما كحصان شبه مسروج.

لاحظت نظرة القلق على وجهه في أول صباح لبس فيه هذه البدعة، وتيقن أن السعادة قد هجرته لأنه خمن بأنها تخونه مع السيد جيبل. خرجت لاستشارة كاهنها.

أصغى لمشكلتها بصمت مطبق ثم قال: "إنها مسألة لطيفة جدا، وأتصور أن من الأفضل إعطائي مهلة أسبوعا للتفكير فيها". وهكذا زارته ثانية في نهاية الأسبوع، ولكنها هذه المرة كانت تتخمر بخمار أسود، وشرح لها أن الغاية الأساسية للزواج هي طبعا إنجاب الأطفال وأن ما نسميه حبا هو، بشكل طبيعي، ثانوي بالنسبة لهذه الغاية الأساسية وأخيرا قال: "ما هو الحب؟ ما هي فعلا كل تلك مظاهر البشرية العجيبة التي تفضي إلى تلك الغاية العظيمة (التي كان قد حددها من قبل)؟ بالنسبة لعازب محض هذه الأشياء غريبة تماما عليه. ولكنه أضاف بعدئذ على عجل، من نحن حتى نعترض على مشيئة العناية الإلهية التي، كما قد نرى بالفعل، ليست في غالب الأحيان محيرة وحسب بل ومربكة أيضا؟. وبعد ذلك أسرع قائلا، وقد كان يتحدث من منطلق لاهوتي ومسلما بأنها كانت دائما تحافظ في ذهنها على تلك الغاية العظيمة، وليست لديها أية غاية أخرى في أي وقت من الأوقات - وشدد على كلمات في أي وقت من الأوقات - بأن الأمر، كائنا ما يكون، يبدو له خاليا من أي اعتراض على قرارها بأنها تعيش مع هذا الإنسان المدعو (مارك كيبل). وبالفعل، أضاف بشيء من النزق، كان بمقدورها - باعتبار أن الأمر سبب له قلقا كبيرا ودفعه لقراءة العديد من الكتب اللاتينية المملة - أن تثابر على الاعتقاد (آخذا بعين الاعتبار أنها تحافظ في ذهنها على تلك الغاية العظيمة) بأنها تعيش مع جدها، وصرفها على حين غرة. تركته وفى نفسها شيء من الامتعاض من إشارته إلى جدها، ولكنها كانت أكثر رضا عن احتشام سلوكها من أي وقت مضى عليها ليلة زواجها.

بهجتها كانت قصيرة الأجل. في طريقها إلى البيت اشترت مجلة الفيلم التي كانت تنشر صورة كبيرة للسيد كلارك جيبل وتتحدث عن رواج إشاعات في نيويورك مفادها أن "صاحبنا كلارك" قد شوهد أخيرا في أمكنة لهو بصحبة مليونيرة شهيرة من مليونيرات البترول.

لسرعان ما لاحظت تلك الليلة أن زوجها، (جورج) كان يلقي عليها نظرات مضطربة، ولربما كان يلقي عليها مثل هذه النظرات منذ أن بدأت هو تنظر إليه بطريقة غربية جدا.

"أمتعبة أنت يا عزيزتي؟" سألها.
"ما أشد اهتمامك بي" قالت بلهجة مفعمة بالآسى.
"ولكنني أهتم بك فعلا يا عزيزتي!"
"أنت" اتهمته بانفعال "لا تعيرني أدنى اهتمام. ماذا كان غداؤك اليوم؟"
"عجبا" جمجم متقوقعا على نفسه قليلا من هذا الاستطراد، "تناولت قليلا من شرائح لحم البقر والكلى، الراوند وأشياء صغيرة أخرى والقهوة السوداء، كله شهي جدا". ضحكت ضحكة تنضح بالاحتقار على هذا الجواب.

"أوحيدا؟" قالت بلهجة تنم عن الارتياب.
"ماذا تقصدين بكلمة وحيد؟"
"أكنت - أنت- وحيدا؟"
"حسنا، لم أكن وحيدا تماما، مع اثنين من الشباب كالعادة".!" "أشباب!" وأطلقت ما اعتبرتها زفرة مخنوقة، نشجت وانتهت بأنة تنم عن اليأس، وبذلت جهدا جهيدا وهي تطوح بنفسها خارج الغرفة. أما هو، محدقا في الكلب الذي كان يهز ذيله بأمل ما، فقد بدأ يتفحص سريرته التي وجد فيها ما يجده أي إنسان في سريرته حتى لو كان مجرد انقباض في قرارة نفسه، وأدخل أصبعه تحت القبة مرات ومرات عديدة قبل أن يمضي إلى السرير. لم تتحدث معه ولا بكلمة واحدة.

سألها ما إذا كان قد أصابها زكام لأنها كانت تنتحب على وسادتها، فتأوهت من هذا السؤال وكأن قلبها الصغير المسكين يكاد أن ينفطر، الأمر الذي دفعه إلى التوسل إليها بأن تخبره ما إذا كانت سن من أسنانها تسبب لها الألم. عيل صبره حين رفضت أن تنهض في الصباح وتعد له إفطاره، لأن الرجل الإنجليزي يتغاضى عن الكثير إلا إهمال فطوره من الحليب البارد والبسكوت القاسي. شرب قدحا من الويسكي الصرف عند الغداء، وشرب عدة أقداح من الويسكي الصرف وهو في طريقه إلى البيت في المساء، ومزق قبته الخيلية وقذف بها في القنال، وعرج في طريقه إلى الحلاق الذي قص له شعره وحلق له لحيته، لا بل وطلب أن يحلق له حتى شاربيه، وعندما فتح بوابة الحديقة كان على أهبة الاستعداد للشجار. لم تكن هناك عصر ذلك اليوم اشترت مجلة أفلام أخرى كانت تفند بكل استهزاء قصة العلاقة بين السيد كلارك جيبل وبين المليونيرة، كما تضيف بأن السيد جيبل كان في حقيقة الأمر ممتعضا جدا من هذا الموضوع. في مزاج عصبي حاد كانت تنتظر عودته كما كانت ترتجف وهي تفتح باب ردهة الاستقبال. ألقت نظرة واحدة علي الوجه الحليق وعلى العنق الخالي من القبة، وتيقنت أن من يواجهها هو زوجها، كما تيقنت في الوقت ذاته أن السيد جيبل قد هجرها إلى الأبد، والشيء التالي الذي حل بها كان الوقوع على الحصيرة مغشيا عليها مما سبب لها خبطة عنيفة على قذال رأسها وهي تتهاوى مع الشمع المفروش على الأرض.

جورج المسكين استنفد ساعة بكاملها حتى أفلح في إعادتها إلى رشدها وتهدئة روعها، وخلال ذلك الوقت كانت نزعة الشر والشجار قد تلاشت منه. وعلاوة على ذلك شعر بالعزاء الكبير حين وجد أن هذه المرأة هي زوجته القديمة ذاتها مرة ثانية - تئن وتطن إليه بكل ما يطيب خاطره. وعندما طلبت جريدة المساء سألت عنها (يا لبهجته الكبيرة) بنزق شديد. وعندما كاد الليل أن يجن عليه وجازف بحكاية قصة بذيئة لها ضحكت ملء شدقيها، ومن ثم اكفهر وجهها وقالت إن عليه أن يخجل من نفسه، فغمز لها.

عاشا بعد ذلك معا بعيدين عن السعادة وفي قناعة زوجية مطلقة مائة في المائة.

 

عبدالكريم محفوظ

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات