"صهيل مؤجل"

"صهيل مؤجل"

شعر

يجتاحني
شغب إلى أرجوحة المنفى،
ويجرحني الرحيل.
أرنو إلى مدن الضباب
- ميمماً حُلُمِي -
يومئ لي النخيل
لي فوق أهداب التراب
فراشتان
طفولة بزغت هنا
حلم غريرُ، يابسُ،
- مل السؤال -
ولي حكايات تطولُ...
ماذا أقولُ؟
مَلّتْ خُطايَ،
ولستُ أعرفُ ما تُخبّئهُ فناجين الغروب
فهذه - أبداً - محطات انتحار،
كل من فيها غريب عن ملامحه،
- تَشَتَّتَ -
كل من فيها ذليلُ.
لا نَجْمَةُ في الليل
تُنعشني بضحكتها،
ولا عنوان من أفلوا،
يضيء دروب من ظلوا
ولارحُبَ السّبيلُ.
إني قتيلُكِ،
تشربينَ دَمي،
فأنهضُ باحثاً عني!!
وقد ضاع الدَّليلُ.
................
أبكي
وعشقك، قبرُ أجدادي،
وطعم الذكريات يقولُ لي:
ياعاشق الرّمْل الذي
لْم يحتمل رجليك لحظة خَطْوها،
صبرُ جميلُ.
............
عذراً لهذا البحر،
شاطئُه بدا وطنا من الفوضى،
من الأحزان،
بل عذراً إليكَ حمامةً غجريةً،
ماعَادَ يغُريني الهديلُ.
هذي عيونٌ
لا تخبئ في ستائرها سوى
بردٍ/ فحيح
ثم لعبِة سابعٍ،
ونموتُ....
لاكفنٌ سوى ضحِكاتها
وتصيحُ:
ياموتى الهوى هذا قليلُ.
ياهذه الغيداء،
يارئة المغول البربريّ
ترفقي،
الشمس فوق ملاعب الدُّفلى
يغازلها الأفول.
أدْريك مثل حبيبةٍ،
تحنو
وتمسح دمع عاشقها
ولكن الخريف المرّ
سرّبه بنا
قال وقيل..
نبكي،
لأنك كل مافينا:
من الحُبّ المقدس،
من عذابات الكلام،
من السقوط بنارِ صدك،
من مواعيد الرياء
من الخضوع لزائر تحت الظلام،
فأنت أول من رضعنا ثديها شغفاً،
وداسَتْنا الخيولُ،
وأنت آخر ما يخُلّفهُ حصارُ الشَّمس
في أفواهنا،
فُكّي خيولا رُوضَت فينا
لينْطَلقَ الصَّهيلُ.
سَنَواتُنا، سَفَرٌ الى مدنٍ
يطوفُ الليلُ فيها
لا نوافذ - في زواياها - تداعبُها خيوطُ الضوء
هذا العُمْرُ بابُ مغلقُ/ حَقْلُ بلا ماءٍ يُقَبّلهُ
تناسَتْهُ الفصولُ.
جئْناكِ نَسْقي وَرْدك الضّامي
رحيق قلوبنا/ دمَنا
عُصارة عمرنا،
عَرقَا يسيلُ.
نأتيك من ولهٍ
لى أهدابنا نجري
وتجرفنا السيول.
نأتيك فلاحينَ ماتَعبوا،
يُضَمّدُ جُرْحَهُمْ عِطرُ التّرابِ
ويغرسونَ عروقَهُمْ
بحنان قلبك،
- آهِ -
كيف أناملُ الفلاح تُنكرها الحقولُ.
أبداً سنبقى،
رغم هذا الصدّ
هذا الجرح
هذا الليل/ هذا الجوع
تَعْشقُ رَمْلك الجافي،
وَندرِكُ مانقول....

 

دخيل الخليفة

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات