في مطار غربي عبده بدوي

في مطار غربي

شعر

عزفت لغات عدة فكأنما
قادت على الأسماع "سيمفونيه"
وكأنها والنور يسبح حولها
إحدى الورود تطل من فسقيه
فإذا ترامى الشعر قلت: لعلها
عصفورة مأسورة بدويه
.. لما أخذنا في الحديث، وثرثرت
عن بلدة تحيا بها فجريه..
وعن الجذور، وكيف مدت ها هنا
حتى غدت تفاحة ذهبية
ساءلتها: لم أهملت لغتي التي
كانت، وتبقي وردة جوريه؟
قالت: لأني - لو علمت عذرتني -
عربية من بلدة عربية
فأني أحب هنا، وجئت بفرحة
من عاشقين استوطنا الحرية
قلت: اذكري لغتي ببعض حروفها
بنقائها، بالنفحة العلوية
فأنا غريب ها هنا، واحني
في موطني من كلمة مصرية
إني أحب الحب عند سماعها
فتذكري.. وتذكرت أغنيه
كانت تبحث عن غريب تائه
وبكاء أم في القرى المنسيه
قد جاء فيها "يا عزيز عينيه"
خذني إلى بلدي، وخذ عينيه
وتهدج الصوت الرقيق بنبرة
لما تزل منه هناك بقية
واستضحك الوجه الحزين ولم يزل
شيء من "الدانوب" في الخلفيه
وبقية من دمع أم بائس
متحدر في جانب الأمسية
وبكت لغربتها، فجاشت في دمي
ثم انطلقنا غربة صوفيه
هي في المطار بغربة محزونة
وأنا إلى تيه أمد يدّيه!

 

عبده بدوي

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات