صلاح أبوسيف ومحمد خان

صلاح أبوسيف ومحمد خان

  • رأيت في مخيلة نجيب محفوظ صورة صالحة للعمل في السينما
  • أعبر عن الفقراء لأني بدأت حياتي طفلا فقيراً

في الثمانين من عمره يوشك المخرج العربي الشهير صلاح أبوسيف أن يقارب تاريخ فن السينما التي وهب لها عمره. لقد اشتهر هذا المخرج الرائد بنزعته الواقعية ولكنه طوال مسيرته الفنية مارس إبداعه في كل الأنواع الفنية السينمائية. فقد أخرج الفيلم الغنائي والتاريخي والبوليسي والكوميدي وكان في كل هذه الأنواع رائدا ومجددا. وأبو سيف المولود في 10 مايو 1915 في بولاق أبو العلا درس السينما في فرنسا، وعمل موظفا في ستديو مصر، ثم عمل مساعداً للإخراج مع كمال سليم في فيلم العزيمة، وكان أحد الذين أتقنوا فن المونتاج باعتباره المدرسة الأساسية لكل مخرج متميز، ثم كان فليمه الأول "دايما في قلبي" عام 1946 و"الصقر" عام 1949. ثم بدأت المرحلة الواقعية عام 1951 بفيلمه "لك يوم يا ظالم"، التي ضمت أفلاما من طراز، "الأسطى حسن"، "الفتوة"، "ريا وسكينة". ثم كان أول من قدم روايات أدبية إلى السينما فأخرج العديد من روايات إحسان عبدالقدوس، ونجيب محفوظ، ثم يوسف إدريس، وحصلت أفلامه على جوائز سينمائية كبرى في مصر، والوطن العربي، وفي المهرجانات الدولية. وعلى الرغم من أن أبوسيف دخل العقد التاسع من عمره إلا أنه لا يكف عن العمل. حيث يستعد الآن لفيلمه القادم.

وحول هذا التاريخ الطويل من العطاء للمخرج صلاح أبوسيف، يحاوره المخرج وكاتب السيناريو محمد خان.

* صلاح أبو سيف، كنت أول من أحس بقيمة السيناريو في تكوين سينما عربية جديدة، ولذا قمت بتأسيس أول معهد لتعليم السيناريو. بعد أن كانت كتابته مجرد اجتهادات من كتاب سواء كانوا موهوبين، أو أقل كفاءة

- كان همي عندما توليت إدارة المؤسسة المصرية العامة للسينما في منتصف الستينيات هو إيجاد جيل جديد يكتب السيناريو الجيد، فلا شك أن نجاح السينما يكمن في نجاح السيناريوهات المكتوبة. فالسيناريو الجيد يمكنه أن يصنع فيلما جيداً، حتى وأن كان المخرج أقل جودة، ولا يمكن للسيناريو المتواضع أن يكون فيلما عظيما مهما تولى إخراجه فنان متميز. ومن أجل هذا أنشأت معهد السيناريو. وعلى سبيل المثال، فعندما قرأت روايات نجيب محفوظ عام 1945، قبل أن أتعرف عليه، اكتشفت أن له مخيلة خصبة لصناعة الصورة السينمائية. فاقترحت عليه أن يعمل في كتابة السيناريو. ولم تكن لديه أي فكرة، فرحت أشرح له كيف يكتب السيناريو، وأتيت له بكتب حول هذا الأمر باللغة الإنجليزية، وكانت النتيجة أننا كسبنا مؤلفا كان من أحسن كتاب السيناريو العرب.

هذه التجربة دفعتني لتأسيس معهد السيناريو، لتعليم جيل جديد كيفية الكتابة، وتعليم اللغة السينمائية. وقد تخرج في هذا المعهد على سبيل المثال كل من رأفت الميهي، ومصطفى محرم، وممدوح الليثي ووفية خيري وغيرهم. وهم من أهم كتاب السيناريو في مصر.

* من أين تجيء أهمية السيناريو بالضبط، برغم أن الفيلم عبارة عن مجموعة من الفنون والتقنيات المترابطة؟

- أي عمل فني يحتاج إلي ثلاثة عناصر أساسية: أولا أن يكون لدى الكاتب أو المخرج فكر، أي أن يكون له رأي معين في الحياة، والسياسة، والاقتصاد، وما شابه، فالسينما عمل فني له مقولة، وإذا لم يكن للمخرج، والسينمائي بشكل عام، رأيه أيا كانت اتجاهاته السياسية، فإنه يفتقد الكثير، وبالتالي يكون العمل غير ذي قيمة، وأنا أعرف بعض المخرجين، من القدامى والشباب، لديهم تقنيات فنية متميزة، لكن ليس لديهم فكر، ولا توجد لهم هموم عامة، مما يفقد أعمالهم الروح الحقيقية للاتصال بالحياة.

أما العنصر الثاني فهو اللغة السينمائية، وهذه يجب دراستها، والتعرف على أبجدياتها، مثل أي لغة أخرى. فإذا أتقنت لغتك يمكنك أن تتفلسف بها، وأن تطورها. وعلى كل إنسان أن يفهم لغته، وبالتالي سوف يختار ألفاظه. وكذلك اللغة الفنية يجب امتلاكها على أحسن ما يكون.

والصنعة هي العنصر الثالث، فعلى السينمائي أن يفهم صنعته، وإلا بدا عمله سخيفا، فيمكن مثلا للمخرج غير الملم جيداً بتقنيات السينما أن يتعرض لمواقف غير لطيفة ممن حوله، وأنا أعرف فنيين كم سخروا من المخرجين الذين يبدون أقل استيعابا لتقنيات السينما. وهذه العناصر الثلاثة يجب أن تكون متساوية ومتكافئة، وهذا هو الفارق بين مخرج وآخر.

الكاتب والوسيلة

* عندما كان هناك معهد للسيناريو، انضم إليه أدباء متميزون، وتعلموا أدوات جديدة، ثم راحوا يطبقونها في أعمالهم الأدبية والسينمائية، الآن هناك قسم للسيناريو بمعهد السينما والملتحقون به يهوون أن يكونوا مخرجين، أي أن أغلب المشتغلين بالفروع السينمائية يضعون أعينهم على الإخراج. وكم أشعر بافتقاد أن يبقى كاتب السيناريو وفيا لعمله دون أن يتحول إلى مخرج. كما أن بعض المخرجين يكتبون السيناريو، وهناك مخرجون لديهم حرفية عالية جدا في الإخراج ولكنهم يفتقدون حرفية كتابة السيناريو، ويكتبونه.

- لا شك أن عدد كتاب السيناريو قليل في السينما العربية، لكن هناك كتاب سيناريو متميزين، مثل وحيد حامد. يجب أن نخلق كتاب سيناريو جيدين، لديهم أفكار محددة لان العدد الكبير الذي ننتجه من الأفلام، يحتاج إلى كتاب جدد.

* ليس المهم فقط هو أن يكون لدينا كاتب، بل المهم أيضا الوسيلة التي نقدمه بها إلى الناس.

- المهم هو أن يتعلم الكاتب، علينا أن نخلق معهد سيناريو جديدا، وأن نصنع أجواء جديدة من أجل المساهمة، والمساعدة في خلق إبداع جديد.

* هناك الكثير من الأدباء الذي يتساءلون: لماذا لا تتعاملون مع الأدب. لا شك أن هناك فجوة بين الأدب والسينما اليوم. فالأديب والسينمائي كل في واد. فأحدهما يتعالى على الآخر، برغم وجود الهم المشترك لدى كل منهما.

- لا شك أن إخراج نص سينمائي عن رواية يعد مسئولية لا يستهان بها فلو أخرجت رواية لكاتب معروف فعليّ أن أتفاهم معه. ومن الخطأ، مثلما يفعل بعض المخرجين، إبعاد الرواية عن خطها العام. ولذا فإن البعض قام بتسطيح الأحداث. ويجب أن يكون هناك تفاهم بين المخرج والمؤلف، كي يكون هناك اتفاق، فنجيب محفوظ الذي لا يتدخل في الأفلام المأخوذة عن رواياته مع المخرجين، كان يجدني أرجع إليه، وأستشيره، لأن رواياته مليئة بأحداث يجب معرفة تفاصيلها منه. وذلك من أجل عدم تفريغ الرواية من قيمتها. فإذا نظرنا إلى فيلم "الطريق" المأخوذ عن رواية لمحفوظ فإن صابر يمر بمرحلة البحث عن المطلق، وهو يعتنق أفكاراً من الصعب تحويلها إلى فيلم، ولكن عندما تحولت الرواية إلى فيلم مرتين أخذت أبعاداً أخرى.

* ربما لأنه ليست هناك وجهة نظر؟

- نعم. لأنه ليس هناك اتفاق في وجهتي النظر.

* أشعر دائما أنك كمخرج كبير، لم تأخذ حقك، فعلى الرغم من أن لك تاريخا متدفقا في تاريخ السينما فإن أعمالك تستحق أن تحصل على أضعاف ما نالت من تقدير، على سبيل المثال، أنت فتحت نافذة أعمالك للإطلال على الفقر، فماذا كنت ستفعل لو كنت تعيش في بلاد غنية؟

- لقد ابتدأت حياتي طفلا فقيرا، واكتشفت أن الفقر أساس جميع المشاكل، مثلما قال سيدنا علي بن أبي طالب رضى الله عنه، "لو كان الفقر رجلا لقتلته" ومادام الإنسان فقيراً يمكن الاستيلاء عليه بسهولة. ولذا فان كل أفلامي تدور في عالم الفقراء وتصور الكوارث التي يحدثها لدى الناس. وأنا أحييك أنك لمست هذا الوتر في أفلامي. ولا تسألني ماذا كنت سأفعل في ظروف أنا لم أعشها، فلا شك أن الأمر كان سيتغير كثيراً.

* لاحظت في لقائي الشباب، وهم يتكلمون عن المخرجين، ويقيمون أعمالهم، أن هذه الآراء التقويمية تتغير من مرحلة لأخرى. وبالنسبة لأفلامك فإن بعضهم يشعر أن طموحاتك اللغوية السينمائية لم تكن كافية، فهم يتمنون أن تكون الطموحات الفنية لديك أكثر.

- بالنسبة لي، فأنا أرى أن كل أفلامي تضم فلسفتي السينمائية وارجع إلى حركات الكاميرا والإضاءة، وتحريك الممثلين، وخذ على سبيل المثال علاقتي بالرمز والتشبيه فهي موجودة في كل أفلامي. وخد مثال "القاهرة 30" فقد رحت أستغل شكل التمثال الموجود في أغلب البيوت لقرون غزال في التعبير عن حالة محجوب عبدالدايم بعد أن قام بتسليم زوجته لمسئول كبير. مثل هذه المشاهد في حاجة إلى دراسة جيدة. وبهذه المناسبة فأنا أرى أن أهم عيب في السينما هو النقد.

* البعض منهم قد لا يجيد قراءة الفيلم.

- يجب على الناقد رؤية الفيلم مرتين أو ثلاثا قبل الكتابة عنه فإذا قرأت ما يكتب عن أفلامك فإنك لا بد أن تصاب بالإحباط، فلا شك أن بعض ما كتب عن هذه الأفلام يثير الغيظ. وكأنهم يتحدثون عن فيلم آخر.

* هل هذه الظاهرة موجودة دائما؟

- إنها موجودة دائما، لكن هناك نقادا جيدين جدا، وهناك بعض النقاد يقومون بتعديل آرائهم لصالح الفيلم، بعد فترة من المشاهدة، يحسون خلالها برؤية أفضل للفيلم، وما يعبر عنه مثلما حدث لفيلمي "بين السماء والأرض".

*اذكر ناقداً مثل سامي السلاموني، كان إذا لم يعجبه فيلم، فإنه يكتب عنه بعد نهاية عرضه أما إذا أعجبه، فإنه ينشر عنه أثناء عرضه، وذلك من أجل تنشيط صناعة السينما الجادة.

- طبعا، لان السلاموني كان دارسا للسينما، ولي معه تجربة بالنسبة لفيلم "الزوجة الثانية" فبعد أن هاجم الفيلم أول مرة، تراجع بعد فترة ووقف إلى جانبه. وهناك ظاهرة أخرى لدى بعض النقاد الذين يرفضون الكتابة عن الأفلام الرديئة، وهم بذلك يتركون الجمهور يعبر عن رأيه. وأغلبيته من الأميين، فتزداد البلبلة حول الفن الجيد، والفن الرديء. المسألة تحتاج إلى تقويم بين الناقد والعمل الفني، فالنقد مسئولية، ولذا قمت بالكتابة عن السينما لتوضيح الأمور المبهمة أمام الناس. والسؤال هو: هل ضميرك كفنان مستريح أمام نفسك والناس؟

فعندما أخرجت "بين السماء والأرض".. تصورت أنني أقدم فيلما لم يسبق لصناعة السينما أن عالجته في كل أنحاء الدنيا، ولكن الفيلم فشل تجاريا. وبعد عشر سنوات تم تقديره؟ فهل على المخرج أن ينتظر عشر سنوات بعد كل فيلم إلى أن تتم إعادة اكتشافه.

ولا شك أن الفنان مجموعة من المراحل، فقد بدأت في المونتاج وبعد أن كونت نفسي كمخرج وقدمت خمسة أو ستة أفلام متنوعة، جاءتني عروض عديدة لأفلام لم تتوافق معي. ولو دخلت فيها لسقطت، مثلما حدث للكثير من زملائي، كان علي أن ادخل مرحلة أخرى، فقررت إنتاج فيلم مأخوذ عن رواية "تيريزرا كان" لاميل زولا. ولكن ستديو مصر رفض إنتاج الفيلم، وكذلك كل المنتجين الذين عرضت عليهم السيناريو. مما دفعني للوقوف أمام نفسي، فهل أنا على حق أم لا، وقررت الإنتاج. فبعت سيارتي، ومصاغ زوجتي وأنتجت فيلم "لك يوم يا ظالم"، وقبل عرض الفيلم بأسبوع، لم يكن لديّ قوت يومي، حتى الخادم في المنزل كان يرثى لحالي، ونجح الفيلم تجاريا وفنيا.

وقد دفعني هذا بعد ذلك إلى أن أكون مسئولا عن كل ما قدمته للسينما، فلم أجبر على إخراج فيلم، وحاولت أن أنوع أعمالي، من الرومانسية إلى الواقعية، وكان الصدق هو همي العام، لكن الواقعية هي همي الخاص. وعلى المرء أن يعمل عملا جيدا، فإذا كانت المعالجة صحيحة، والحل صحيحا، يؤمن به الفنان، فإن الفيلم باق إلى الأبد.

* أعتقد أن صلاح أبوسيف قد عالج بعض الموضوعات في فترات سابقة لا تزال تتجدد حتى الآن؟

- يبدو هذا واضحا في فيلم " الفتوة" فقد ناقشت فيه مشكلة من أهم مشاكلنا، لا تزال تتضخم حتى الآن. وهي مشكلة السوق. وإذا أردت دليلا فعليك مراجعة ما حدث في سوق روض الفرج أخيرا، حيث لجأ بعض التجار إلى كل الوسائل لعدم نقل السوق إلى مكان جديد، وذلك لأنهم يتحكمون فيه، وهم وراء ارتفاع أسعار الخضراوات والفاكهة. ومثل هذه المشكلة لا توجد في مصر فقط، بل في كل أنحاء العالم.

* لقد وصلت إلى نقل إلى نقطة مهمة، وهي "البحث". اعتقد أن بعض كتاب السيناريو لا يقومون بعملية البحث الكافي لاستيعاب كل معرفة تتصل بالموضوع الذي يقدمونه، مقارنة بما يحدث في الولايات المتحدة، حيث نجد الكاتب يرجع إلى مصادر المعلومات المتوافرة دوما من أجل التمكن من زيادة المعرفة.

- هناك في الولايات المتحدة هيئة للعمل، فالكاتب يكتب، وهناك متخصصون يضيئون الجانب المراد. أما الكاتب لدينا فهو يود فقط كتابة سيناريو.

* مشكلة "لك يوم يا ظالم" عام 1951، هي نفس مشكلتي في عام 1995 فيما يتعلق بتمويل فيلمي الجديد "نسمة"، حيث أواجه مشكلة منذ أربع سنوات. فالمعاناة هي نفسها لم تتغير فمخرج مثلك قدم 41 فيلما، يعاني وهو يقدم فيلمه الثاني والأربعين، أي أنك تعاني نفس الأمور. أليس في هذا إهدار لقدرات الفنان؟

- المشكلة في أفلامي أنني كنت أجد نفسي أستعين، مع كل فيلم، بثلاثة أو أربعة نجوم، وإذا لم أفعل هذا فإن أحدا لا يقبل تمويل الفيلم، ويحدث هذا أيضا من الهيئات الرسمية. فهل يجب أن تعتمد كل الأفلام على النجوم؟ والآن، بدأت مشكلة أخرى هي السوق الخارجي، فهناك اعتماد على أفلام معينة، لا سوق خاص، تبحث في موضوعات معينة، والفيلم المصري الواحد منها يباع في أمريكا بنصف مليون دولار، ويأخذ الموزع المحلي ثلاثة آلاف دولار فقط، فإذا حصلت على نصف ما يمنح، فان الأمر سوف يتحسن على المستوى الإنتاجي. ومثل هذه الأمور دفعت الولايات المتحدة إلى حفظ حقوق أفلامها في العالم. واذكر أن السفير الأمريكي دخل أحد اجتماعات السينمائيين وطلب 56 مليون دولار كحق لتوزيع الأفلام الأمريكية في مصر عن طريق الفيديو، وإلا تم خصمها من المعونة الأمريكية. نحن الآن في حاجة إلى هيئة لحماية أفلامنا.

* وأنت في الثمانين من عمرك، ما هي همومك وأنت تستعد لفيلمك رقم 42؟

- أنها متاعب كثيرة بحكم السن فقد أصبح الإخراج متعبا جسديا وفكريا. وأنا لدى فكرتان: الأولى عن "القاهرة 90"، أتخيل فيه مصير الشخصيات الرئيسية في رواية نجيب محفوظ، مثل محجوب عبدالدايم الفقير الذي يبيع نفسه مضطرا من أجل أن يعيش فيتزوج عشيقة الوزير، وبعد أن يتم اكتشاف أمره، يقرر الخروج من دائرة المجتمع. ففي التسعينيات، نحن نعيش في عالم قذر الذي يكسب هو الأقذر. لقد تصورته عام 1995 وقد كبر في السن، والمنصب، وهناك أمثاله في المجتمع اختلسوا ستين مليون جنيه.

وهناك نص آخر في الرواية هر شخصية المتعصب مأمون، لا شك أنه في التسعينيات سيصبح إرهابيا، وكذلك شخصية الصحفي الانتهازي، ثم المناضل علي الذي يوزع المنشورات في النهاية، ترى كيف سيكون مصيره؟

* هل سترجع إلى نجيب محفوظ في هذا الفيلم؟

- لقد فاتحته، ولكن صحته لا تساعده لكي أستمع إلى كل آرائه بالتفصيل. أما فيلمي الثاني فهو عن البيئة فنحن نعيش في مجتمع متلاطم من مشاكل البيئة: الضجيج، السكن العشوائي، والإسكان في المقابر. كل هذه الأمور وغيرها تحتاج إلى دراسات قبل أن نقدمها في فيلم جديد. وقد يستغرق هذا وقتا طويلا. فأنا في حاجة إلى معرفة الكثير عن البيئة، قبل دخول الاستديو.

السينما العربية الآن

* تبلغ هذا الشهر عامك الثمانين. وأنا في الثالثة والخمسين، ويقولون إنني مخرج شاب. ما انطباعك عن السينما في هذه السن، مقارنة بك في بداية الطريق؟

- السينما عالم متعب، وخاصة في سن الثمانين. وأنا لا أحب أن اعمل أفلاما لا تحمل فكري، أو أن أعمل لحساب الآخرين. فالبعض يطلب مني أن اعمل أفلاما لحسابه، كأن أكون مستشار، مثلما يحدث في بعض البلاد، وهذه ليست مهمتي. ولا أنسى بهذه المناسبة أن أشكر الجهات التي عملت على تكريمي، مثل مهرجان الأفلام الروائية في شهر إبريل الماضي، والحفلات العديدة التي تقيمها جمعيات مختلفة، واللجنة العليا للسينما، ومؤسسة التضامن الأفريقي الآسيوي، والثقافة الجماهيرية ودار الأوبرا.

* بودي أن يأخذ التكريم إطار رجل الشارع الذي عليه أن يتعرف على أفلامك، بعمل أسابيع أفلام في التجمعات السكنية وقصور الثقافة، أي أن الاحتفال يجب أن يكون مع الناس.

- أود لا نهاية هذه المواجهة أن أتحدث عن رأي الناس في فيلمي "أنا حرة" الذي عرض في التلفزيون المصري منذ عدة أشهر. فقد وجدت أن أفكار بطلة الفيلم عن مكانة المرأة، تحد صداها لدى الناس أي أن نفس القضايا التي طرحناها في نهاية الخمسينيات لاتزال موجودة بنفس الشكل وهذا يدل على أن القضايا الجادة مستمرة، ومتجددة، وأن الفنون لا تموت في ضمائر وعقول الناس.

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




صلاح أبوسيف





محمد خان





مشهد من فيلم المواطن مصري عن رواية للكاتب يوسف القعيد





مشهد من فيلم لا أنام للكاتب إحسان عبدالقدوس