امرأة بلون البحر والصحراء حسن النجار

امرأة بلون البحر والصحراء

شعر

-1-
العصافير تمضي إلى البحر عارية
وأنا أبتني وطني في انتصاف المسافة
بين القصيدة والبحر،
أعطي يدي فرصة كي تدير خرائطها
في الظلام، وأبتدئ الفتح..

أعدو إلى حيث يهتز في جسدي
شجر لا يرى
ما لهذي البرية لا يشتهى نومها
فأحدق في النورس الحجري المباغت
يطلع من جهة البحر،
يسمعني خشخشات الطلوع
يحدثني جسدي أن أراود غرناطة
المستحيل
فأضرب في ليلها خيمة
وأقيم الصلاة إلى مطلع الفجر،
نادى المؤذن:...
لم يك غير دم في الشوارع
يسأل عن طارق بن زياد
وعن شارع ليس يفضي إلى البحر،
والأرض متسع للفرار...
-2-
ظلال مدينة تمحى، وعين لا ترى غير انتصاف
الليل،
خيل عافها الشعراء، والأصوات بعض صدى،
ونجم خارج في الليل يكشف عن قوافل تقطع
الصحراء،
لا يروى لها ظمأ

وتموت الأرض لو تلد
تباع المرأة الأبدية الخضراء في الأسواق جارية
يباع الجند: والرايات أصلح ما تكون وسادة
للنوم،
والشعراء قد ذهبوا
-3-
أضع القميص على الشجر
وأطل من باب التجلد
"لو تصير الأرض مائدة
فأطعم نسلها الأيتام"
أبدأ وقفتى بين الصبابة وانكسار
القلب،
أدخل في دم امرأة الخرائط
هذه امرأة يطول لها انتظار الواقفين
فأرتدي عريي
وأعبر فيك قنطرة البلاد إلى البلاد،
أفاتح الأرض التي أكلت صباها
فى انتظار الجند..

أدخل في دم امرأة الخنادق
-4-
متى تخرج الأرض
عن صمتها
وتدير الكلام
على القلب،
تبني لنا صرحها
العربي الذي يستضاء
به، وفضاء..

فنشهر أسماءنا
في الفضاء المراوغ،
نمتشق الخيل
حتى احتراق القصيدة
أو ندخل
الموت كالفاتحين
-5-
معي الآن لسيفي
القديم وراية
ومخلاة ليل
طويل المفاوز،
ظل بلاد تأبطت فيها الهواء
الذي يقتنى،
وكتابا تهجيت
فيه قصيدة ليل
الفتوحات:
غرناطة تدخل الآن مجلسنا
تطرح الثوب عن لحمها
وتقوم إلى الرقص
فاتنة الروح،
تشبهنا في ليالي الهرب

 

حسن النجار

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات