إلي أن نلتقي

عام (3000)! الألف الثالثة..!

باق من الزمن ثماني سنوات، حتى نصل إلى عام (2000)، وبعدها، ندخل الألفية الثالثة.

ترى، كيف كانت الألف الثانية، وكيف تكون الألف الجديدة؟ أي قدر من الاتصال، وأي قدر من الدخول في عالم جديد غير مسبوق؟

النظرة التاريخية تقول إن ألف عام ليست شيئا كبير(في عمر الأرض أو عمر الإنسان، فها هي كلمات العلماء تقول إن بداية الكون قد تعود إلى زمن بعيد (12- 20) مليارا من السنوات، وإن بداية الكائنات الحية التي تقترب من الإنسان، ترى وتسمع وتسير على قدمين قد عرفها العالم منذ (60) مليون سنة.

والعالم منذ ألف عام مازال يعيش معنا، القاهرة القديمة- على سبيل المثال- والتي أسسها الفاطميون عام 969 م مازالت تحتفظ بآثارها الأولى، وما زال جامع عمرو بن العاص الذي أنشئ في القرن السابع مرتفعا فوق أعمدته المميزة مسجلا فن بناء المساجد والمساحات المعمارية الواسعة والذي ما زال قائما حتى اليوم في علوم الهندسة والبناء. الشيء نفسه في الجامع الأزهر والذي كان جامعا وجامعة، ومركزا للقاضي والمحتسب ومجالس الخليفة. والزائر لقاهرة المعز يدرك أن العادات الاجتماعية قد اختلفت، لكن الكثير من بصمات ألف عام مازال قائما: في نظام المدينة وشوارعها ومبانيها ومرافقها وفنونها.

هل تسير الألف عام الجديدة على الوتيرة نفسها؟

مقدمات الألف الثالثة تنفي ذلك، فوتيرة العلم المتسارعة قلبت كل شيء، وخلال المائة عام الماضية تضاعف متوسط الأعمار، وتراجعت نسبة الوفيات بفضل تعامل العلماء مع الجراثيم والمناعة والمضادات الحيوية واكتشاف التحصين. وخلال إلى (150) عاما الماضية عرف الإنسان البرق والهاتف والإذاعة والتلفزيون والكمبيوتر والتوابع المستخدمة في الاتصالات والألياف الضوئية والبصرية، والهندسة الوراثية وبدائل المواد الأولية، كما عرف القفزة في مواد الطاقة والمحركات والآلات.

لقد حدث الانقلاب، وصعد الإنسان إلى الفضاء، وفتت الذرة، وصارت توقعات الألف الثالثة شيئا آخر.

نحلم فنقول إن عالم سنة (3000) سوف يضم عوالم مختلفة تكون الأرض جزءا منها، وتكون الكواكب الأخرى هي الضاحية والمنتجع والمتنفس. أو نحلم فنقول: وسوف يكون الإنسان أكثر إنسانية، فيحب السلام وينبذ القتل والدماء والكذب والنفاق. نحلم- ولألف عام قادمة- أن يسود العدل والخير، أن يعود الإنسان إنسانا.

لكن بيننا لا يوجد " نوح " عليه السلام، ليعيش ألف عام ويشهد ما نحلم به.