"الكوميديا دي لارتي" فن إيطاليا العريق

"الكوميديا دي لارتي" فن إيطاليا العريق

المؤلف: آدم داريوس

قد لا يعرف الإنسان غير المتخصص الفروق بين (الكوميديا دي لارتي) وباقي أنواع الكوميديا أو (الملهاة) بالعربية لكنها, في الواقع, عديدة. فهناك (كوميديا السلوك) و(كوميديا الطباع), وهناك (كوميديا الموقف) التي درجت خاصة من خلال المسلسلات التلفزيونية الفكهة القصيرة, وأيضا هناك (الفارس) (أو المسرح التهريجي), ولو مضينا أبعد من ذلك لوجدنا كوميديا مهرجي السيرك, وكوميديا السينما الصامتة, وكوميديا أفلام الكارتون, (من ينكر على توم وجيري وباباي وباجز بني, بطولتهم الكوميدية التي تنافس شابلن وكيتون ولوريل وهاردي والإخوة ماركس) برغم ذلك, تتصدر (الكوميديا دي لارتي) فنون الكوميديا قاطبة منذ العصور الوسطى وحتى أيامنا هذه, بحيث لا يوجد معهد مسرحي في العالم كله يتجاهل ضرورة تدريسها لطلابه. ولعل محبي المسرح يذكرون هذا الفن من خلال مسرحية كارلو غولدوني الشهيرة (خادم سيدين), فهي نموذج راق ومدون ـ دون ارتجال ـ للكوميديا دي لارتى. ثم تأتي أعمال موليير لتجسد تأثير تلك الكوميديا على المسرح الفرنسي, تليها مسرحيتا بومارشيه المعروفتان (حلاق أشبيلية) و(زواج فيجارو). ومن بعد, تتوالى المسرحيات التي أخذت هذا الجانب أو ذاك من النمط القديم وطورته, حتى نصل إلى أعمال داريو فو السياسية اللاذعة. لذلك فإن صدور كتاب جديد باللغة الإنجليزية في فنلندا عن هذا النمط التراثي العريق يعتبر حدثا مسرحيا مهما, والكتاب الذي ظهر بطباعة أنيقة في منتصف عام 1996 تحت عنوان (الكوميديا دي لارتي) من تأليف الفنان الإيمائي الأمريكي الذي غزا سبعين بلدا في العالم بعروضه المثيرة آدم داريوس. ولكن, قبل أن نبدأ باستعراض الكتاب, لابد أن نتوقف قليلا مع (الضحك) نفسه.

فلسفة الضحك

يقول الفيلسوف الفرنسي هنري لويس برجسون (1859 - 1941) في كتابه الشهير, وربما الوحيد في هذا المجال, وعنوانه "الضحك":

"حتى في المسرح, فإن متعة الضحك ليست متعة خالصة أعني أنها ليست متعة جمالية بحتة, منزهة تماما ـ إذ تختلط بها أفكار مبطنة توجد في المجتمع, إذا لم تكن موجودة لدينا أيضا. بل تدخل فيها نية غير مصرح بها على الإذلال, ومن ثم الإصلاح, خارجيا على الأقل. لذا, تقترب الكوميديا من الحياة الواقعية أكثر مما تفعل التراجيديا. فكلما ازدادت عظمة المسرحية, ازداد عمق الاعداد الذي أخضع الشاعر الواقع له ليستخلص منه اللون المأساوي الخاص. أما الكوميديا, فعدا عن أشكالها الدنيا فقط (الفودفيل) و(الفارس), نجدها تسمو كلما مالت إلى الامتزاج بالحياة. وهناك مشاهد كثيرة من الحياة الواقعية تقترب من الملهاة الراقية, بحيث يمكن للمسرح أن يستعيرها دون أن يغير فيها كلمة واحدة".

كيف عبرت الكوميديا المحيط?

من المعروف أن الولايات المتحدة لا تملك تراثا ثقافيا عريقا عراقة التراث الأوربي, ولكنها استقدمت من كل بلد أوربي أفضل ما فيه بقوة المال, وكدست كل ذلك في تراكم كمي ما لبث أن أفرز إبداعا نوعيا. وكما طور الأمريكيون نظريات المعلم الروسي العظيم كونستنانتين ستانيلافسكي في فن تدريب الممثل, وكما جلبوا الخبراء من أوربا حتى أصبحت له فرق أوبرا وباليه ـ ومن ثم طوروا هذا إلى (الميوزيكال) وإلى (الرقص الحديث), وغزوا العالم بالجاز موسيقيا ـ وكما فعلوا باستقطابهم سينمائيي ألمانيا المهاجرين حتى هيمنت السينما الأمريكية على العالم أجمع, كذلك فعلوا مع المسرح ـ وخاصة الكوميديا ـ فاستعاروا من إيطاليا أولا, ثم من فرنسا وبريطانيا, فنونها الضاحكة, وفي مقدمتها فن (الكوميديا دي لارتي).

يعيد كتاب داريوس أصول فن (الكوميديا دي لارتي) إلى عام 1550 على وجه التقريب, كما ينوه بأن هذا الفن ـ بالرغم من استحواذه على إعجاب البلاطات الملكية والطبقات الأرستقراطية ـ لم يكن فنا نخبويا, بل فنا لمسرح جماهيري وشعبي بكل ما في هذا من معنى. فالجمهور الإيطالي من الطبقة المتوسطة والفقيرة يرى على المسرح سخرية تنفس عن كربه من البيروقراطية وكبار القوم. ولكن المؤلف يعود ليعثر على أصول لهذا الفن في القرن الثالث في (آتيلا) بالقرب من روما, حيث دأب الممثلون على ارتداء الأقنعة التي تجسد شخصيات معينة, وتعتمد على الكوميديا لاجتذاب الجمهور عبر حبكات متفق على أسسها, وإن تم الارتجال في الحوار والتفاصيل. ولكن يوجد فارق زمني بين (هارلكان) (مهرج) تلك الأيام في (آتيلا) الرومانية, وشخصيات (الكوميديا دي لارتي) يصل الى 1300 سنة, إذ إن الطراز الإيطالي المعروف لدينا اليوم لم يظهر إلا في أواسط القرن السادس عشر.

ويحكى آدم داريوس بإعجاب عن المهارات التي يمتلكها مؤدو (الكوميديا دي لارتي) بالضرورة, والتي تتراوح بين الإيماء والأكروبات وعزف عدد من الآلات الموسيقية, فضلا عن سرعة البديهة للاستجابة إلى تعليمات المتفرجين والرد عليها. ويشيد الكاتب أيضا بكون ممثلي هذا الطراز المسرحي هم أنفسهم, مؤلفين حتى ولو لم يحتفظوا إلا بهياكل من نصوص مكتوبة فقط. كما يشير إلى أن رجالا ظلوا يمثلون أدوار النساء في كل من إنجلترا وفرنسا حتى عام 1762, لكن النساء شاركن قبل هذا التاريخ بمائتي سنة في (الكوميديا دي لارتي). والمثال الأجلى لذلك يتجسد في إيزابيلا أندريني (1562 ـ 1604) وزوجها فرانشيسكو.

ينتقل الكتاب إلى رصد تكنيك التمثيل الكوميدي المرتجل من خلال ممثلي النمط العظماء عبرالتاريخ. أول هؤلاء إيفاريستو غيراردي (1663 ـ 1700), ثم لويجي روكوبوني (1675 ـ 1753) ثانيا. كلاهما تحدث كتابة عن مهارات مؤدي هذا الطراز المسرحي الشعبي, وكيف يلقى ثقل العرض بأكمله على ما يفعله الممثل, بحيث يشبه التمثيل هنا أداء لاعبي السيرك من البهلوانات الذين يسيرون على الحبال, إذ إن أية غلطة تودي إلى فشل العرض. ويورد الكتاب أسماء وتعليقات مزيد من الكوميديين الطليان الأوائل, مثل نيكولو باربيري (الذي توفي في عام 1640), ليخلص إلى أن جميع هؤلاء كانوا يتمتعون بموهبة مسرحية فذة وذخيرة وافرة من الحيل والمشاهد القصيرة المتفق عليها سلفا لإنقاذ الموقف وإزالة الملل. والأهم من كل هذا هو تمتعهم بحضور قوي وواثق, وبديهة يقظة دائما, وخفة ظل نادرة المثال. وكانت الفرق الجوالة تتألف عادة من عشرة إلى عشرين ممثلا. وهكذا كان شأن الفرق الفرنسية التي انتقلت إليها العدوى, فإذا بواحدة منها تنجب أبرز كاتب مسرحي كوميدي على مر العصور, وهو موليير (1622 ـ 1673). والجدير بالذكر, وأنه ليست كل الكوميديا الإيطالية مرتجلة, ففي القرنين السادس عشر والسابع عشر كانت هناك مسرحيات كوميدية مدونة يطلق عليها اسم (كوميدا سوستينوتا), أما المونولوجات الفردية التي كان ممثلو (الكوميديا دي لارتي) يحفظونها سلفا على سبيل الاحتياط إذا ما هبط الإيقاع, فكان يطلق عليها اسم (السينسيتي).

كان أول أولئك المهرجين شخصية "بييرو" وكانت بدايتها المعروفة منذ ديبارو (1796 - 1846), برغم أن أصولها بالطبع تعود إلى أقدم من هذا بكثير. وعلى قبر ديبارو في باريس في مقبرة (بير لاشيز) كتبت هذه العبارة: (هنا يرقد الرجل الذي قال كل شيء دون أن ينطق بكلمة). وحول حياة ديبارو وفنه ظهر فيلم كلاسيكي شهير جدا في السينما الفرنسية والعالمية هو فيلم (أطفال الجنة), الذي يجسد فيه شخصية ديبارو الإيمائي جان لوي بارو. كلاهما, قبل داريوس, تناقلا شخصية (بييرو), تلك الشخصية التي ترتحل مثل الهولندي الطائر دون أن تجد مرفأ أمان, محتفظا بروحه المعنوية العالية بالرغم من اضطهاد وفساد البشر. وشخصية (بييرو) انبثقت, في الواقع, من شخصية أقدم منها في (الكوميديا دي لارتي), هي شخصية (بدرولينو) الخادم الفتان الساذج. ثم نأتي إلى شخصية (باغيلياشيو), العامية الفظة والبذيئة, التي أحبها الإنجليز بوجه خاص, واستقوا منها شخصية (المهرج). وأشهر أقدم المهرجين في لندن هو جوي غريمالدي (1779 ـ 1837), الذي لم يعش سوى 48 عاما, ووصفه الأديب الكبير تشارلز ديكنز بأنه لا يقارن بأي فنان إيمائي في عصره, وليس من مستوى يقيم به. ثالث الشخصيات الشهيرة, هي شخصية (هارلكان) بزيها المكون من قماش ذي معينات ملونة, ومكياجه الذي غالبا ما يكون وجها نصفه أبيض ونصفه الآخر أسود. و(هارلكان) يشبه (مهرج البلاط), ويتقافز هنا وهناك بحيوية فائقة مثل كرة مطاطية. إنه خادم أمين يسحر السيدات بخفته وليقاته, وهو يتكلم كأنه يغني, ويمشي كأنه يرقص.

النساء الكوميديات

برغم أن الكنيسة ـ كما يشير الكتاب ـ منعت النساء من التمثيل طيلة ستة عشر قرنا, فإن النساء تألقن في (الكوميديا دي لارتي) بشخصيات جميلة, وظهرن دون أقنعة, على عكس الرجال. والمرأة الوحيدة غير الجميلة بينهن هي شخصية (لاروفيانا), تلك الثرثارة العجوز, وهي امرأة تدس أنفها في كل شيء, ولكنها طيبة القلب بوجه عام. هناك أيضا شخصيتان طريفتان: (كانتا رينا) (أي المغنية), و(بالارينا) (أي الراقصة). هاتان الشخصيتان تظهران مثل المقبلات للوجبة الرئيسية فيما بعد. ونصل إلى نمط المرأة (آناموراتا) (أي المعشوقة), وهي تمثل الفتيات الجميلات النبيلات, وكانت الممثلات الشهيرات يمنحن أسماءهن الخاصة للمعشوقة, كما في حال إيزابيلا أندريني. ومن طراز (آناموراتا) نجد عدة شخصيات: (فيورينيتا) التي تجمع ما بين العقل والعاطفة, و(إيزابيلا) الرقيقة المحبة, و(كولومبين) أشهر الشخصيات الثلاث وأكثرهن دلعا وفتنة, والتي صارت المفضلة لدى الفرنسيين, مع أختيها (ديا منتينا) و(أوليفيتا). و(كولومبين) هي الصديقة الدائمة للبطل (هارلكان) , مفضلة إياه على أولئك العشاق الراغبين الذين يحومون حولها ملوحين بإغواءاتهم المادية.

أشرار الكوميديا

إنهم كثيرون نسبيا, فالكوميديا دي لارتي تميل إلي الهجاء. أولهم وأكثرهم عنفا وشرا (برغيللا) هو قاتل مأجور يجسد القسوة الممزوجة بسحر ذكوري خاص. ثانيهم (سكابينو) وهو عاشق مخادع يلاحق الفتيات الخادمات ليس بدافع الحب, بل بدافع المطاردة نفسها. وعندما يتورط, فإنه ينسل هاربا. ثالث الشخصيات (سكاراموش), الذي يلبس السواد من رأسه حتى أخمص قدميه, وهو شهواني وسكير معا. أشهر من أدى الدور تيبيريو فيوريللي (1604 أو 1608 ـ 1694). الرابع هو (الكابتن), تلك الشخصية التي يحب الجمهور أن يكرهها. و(الكابتن) جندي محترف ومأجور, يقترف القتل لأجل المال وليس لأجل المبادىء. خامسا يأتي (بولسينيللا), وهو مشوه جسديا مما يشعره بالمرارة ويملأ روحه بالحقد والكراهية.

وقد تغير اسم هذه الشخصية مع انتقالها إلى إنجلترا, فأصبح (بولشينيللو), وأحيانا يطلق الإنكليز عليها اختصارا اسم (باتش). سادسا, نأتي إلى أشهر الشخصيات السلبية قاطبة, وهي شخصية (بانتالون) العجوز القذر المبلي بزوجة تصغره بكثير وتركب له قرونا, أؤ كارثة مالية, أو ابنة متمردة ناقمة. وهو طويل اللسان, حريص على ماله, متصاب, وعدواني, لكنه في الحقيقة جبان, يهدد أكثر مما يفعل ويهزم حتما في الختام. إنه (شايلوك) مسيحي. أما سابع الشخصيات السلبية وآخرها فهو (الدكتور), إنه موسوعة تمشي على ساقين, شخصية تتشدق بحديث لا يستسيغه من حولها, دون أن تأبه بذلك. فالدكتور متفلسف دون طائل, يتبجح بغزارة علمه, حتى ولو أدى إلى إصابة الآخرين بملل قاتل.

عشاق الكوميديا

إنهم كثر, فالحب والغرام محور من محاور (الكوميديا دي لارتي). نذكر منهم (السيلفيو), (أوتافيو), (لياندرو), (فيدريكو), (ليليو), (وماريو). جميعهم يتمتع بالوسامة والاهتمام بالنساء, وهم رغم رومانسيتهم يثيرون الضحك. أغلب عشاق الكوميديا هم من الخدم, ولكن ثروة ما تدعم خططهم الغرامية. وعشاق الكوميديا مثل فاتناتها, يمثلون عادة دون أقنعة, ويرتدون ثيابا (على الموضة).

آخر المهرجين

إنها شخصية (ستينتا ريللو), أهبل القرية, والرجل الناضج الذي يملك عقل طفل, ولكن تعليقاته السياسية والاجتماعية اللاذعة تصيب مقتلا, وتلامس هموم الناس اليومية. لذا, فدوره دائما أن يتدخل بسهامه النارية تلك كلما تباطأ الحدث, وفقدت المسرحية المرتجلة زخمها, ليعيد الجمهور إلى حالة اليقظة والاستمتاع من خلال انتقاداته التهكمية المدروسة.

ويعد أسلوب آدم داريوس في الكتابة أسلوباً صعباً ومعقداً, فهو يختار الكلمات بعناية شاعر, ويصف شخصيات الكوميديا دي لارتي وصفا يقربها من عصرنا ومفاهيم جيلنا. وكثيرا ما يجري مقارنات بينها وبين نجوم هوليوود في زماننا, فيشبه (هارلكان) بجون ترافولتا. ولكن يعيب آدم داريوس أحيانا أنه يكثر الإشارة إلى ذاته وأعماله, خالطا ما بين دور الباحث المؤرخ وبين دور الفنان المبدع. من ناحية أخري, فان آخر الكتاب يتضمن سيناريوهات لمشاهد ابتدعها داريوس لتلائم شخصيات (الكوميديا دي لارتي), ولكن السيناريوهات التي انتقلت إلينا عبرالتاريخ تفوقها طرافة ومرحا. ماعدا هاتين الملاحظتين, فإن كتاب آدم داريوس عن(الكوميديا دي لارتي) يضع النقاط على الحروف بأناقة وسلاسة حول هذا النمط العريق. ويكفي أن نورد مثالا على أسلوب المؤلف من خلال هذين المقطعين.

"فليكن شكسبير, أو الكاثاكالي, أو الكابوكي, أو الكوميديا دي لارتي, فإن المفسر الصادق يبحث في سقيفة روحه, ليشارك الآخرين كنوزها المخبأة. يستقي الممثل من فعل العطاء هذا متعته الخالصة. يستقيها مما يمنحه من موهبة ثمينة, ألا وهي ذاته التي يشعر من خلالها أنه أكثر حياة. هذه هي الخمرة التي تثمل كل هاملت أو هارلكان جديد".

"كلما تبخر الزمن, وتلاشت الذاكرة, يتغيرما يفضله الإسنان, ولكن طبيعته لا تتغير. كان هناك دائما, وسيكون, المخادعون والظالمون, الشعراء والطغاة, كانت هناك البراءة الحلوة التي يدمرها شر مجسد, وكان هناك شباب متمرد ضد الكهولة المحافظة, وكانت هناك النعمة المؤقتة مقابل التعاسة طويلة الأمد".

إن انتقال شعلة (الكوميديا دي لارتي) من جيل إلى جيل, ومن عصر إلى عصر, يثبت لنا صحة مقولة آدم داريوس في أن هذا الطراز المسرحي الإيطالي العريق أصبح من أساليب الفن الخالدة في كل زمان ومكان.

 

رياض عصمت

 
  




غلاف كتاب آدم داريوس عن الكوميديا دي لارتي





شخصيات متعددة اعتمد عليها مسرح الكوميديا





شخصيات متعددة اعتمد عليها مسرح الكوميديا





شخصيات متعددة اعتمد عليها مسرح الكوميديا





شخصيات متعددة اعتمد عليها مسرح الكوميديا





شخصية الفنان الإيمتئي دي بارو





شخصيات المسرح الرئيسية





شخصيات المسرح الرئيسية





شخصيات المسرح الرئيسية





شخصيات المسرح الرئيسية





الابتسامة خلف الأقنعة اسلوب تقليدي للفن الإيطالي