تحية العربي لصاحب السمو أمير البلاد.. ابتسامة لا تغيب

تحية العربي لصاحب السمو أمير البلاد.. ابتسامة لا تغيب

ابتسامته عريضة، لا تؤثر فيها صروف الزمن، تنير الوجه، وتملأ العينين بتألق دائم، تعكس طبيعته شخصيته وتشي بما في داخلها، لعلها سلاحه الوحيد في مواجهة الصعاب والأحزان الشخصية وهموم المسئوليات الملقاة على عاتقه، وهي مسئوليات لا يمكن التخفف من عبئها مهما استطالت سنوات الحكم. دعونا نتأمل وجه الرجل من خلال صوره المتعددة، فحتى صوره بالأبيض والأسود، لم تستطع أن تخفي ابتسامته، خجولة ولكنها شابة ومليئة بالأمل، وقتها كان يتولى مسئولياته الأولى في دائرة الإرشاد والأنباء ، بجانب مهماته الكبرى في بناء دولة الكويت الحديثة، كانت هذه هي أكبر تجربة حضارية في تاريخ هذا البلد الصغير وهو يتحول إلى دولة عصرية، ذات مؤسسات ديمقراطية راسخة، وكان شعارها «الكويت بلاد العرب» لا يعبر عن حجمها بقدر ما يدلل على طموحها، في هذا الوقت المبكر كانت الأحلام متاحة والنوايا صادقة، كانت الابتسامة عنوان حلم هذا الرجل، حلم وضعه على محك التطبيق عندما تولى مهام وزارة الخارجية، وقد تواصل عطاؤه في هذا المنصب حتى أصبح عميدا لكل وزراء خارجية العالم، لم يكن وقتها يحمل هم السياسة الكويتية وحدها، فلم تكن للكويت هموم جسيمة قبل سنوات التسعينيات، ولكنه يحمل هموم عالم عربي مليء بالتناقضات والصراعات، ويتعامل مع من يملكون مقاليد الأمور فيه، وكان منهم من يبتسمون في الوجه، ويطعنون في الظهر، ولكنه ظل يحاول التقريب والموافقة والمصالحة بين الأطراف المتصارعة في صبر يقارب صبر أيوب، دون أن تخفت هذه الابتسامة، ودون أن يذوي الحلم القومي الذي يسكن قلبه، ولكن سنوات التسعينيات جاءت بكارثة الاحتلال الذي قام به النظام العراقي السابق للكويت، وتلقى الرجل - الذي حاول طوال عمره أن يجنب الآخرين الطعنات - طعنة غادرة من الجار والشقيق. وبالرغم من أن الابتسامة ظلت على وجهه خلال فترة الاحتلال المؤلمة، فإنها كانت متعبة ومليئة بالمرارة، لكنه صمد كما يليق بالرجال، وظل يطوف بدول العالم مدافعا عن حق بلاده في الوجود كأنه يحمل جمرا متقدا، وصمدت الكويت خلف رجالاتها حتى ظفرت بحريتها، وأعادت بناء كل ما خربه الغدر، ومرت السنوات، وتولى الرجل مهمته الجليلة في حكم البلاد، فلم تزده المسئولية إلا جلدا على جلد، استعادت الابتسامة إشراقتها وهو يبدأ عهده الجديد، يقود فيه بلاده وسط عالم مضطرب إلى شاطئ آمن ومستقر، لم تتأثر الكويت بالأزمات الاقتصادية الكبرى، ولم تنسق لفتنة أو مغامرة، ولم تتخل عن التزاماتها القومية والعربية، والأهم من ذلك أنها لم تفقد إنسانيتها ولم تزدد إلا رسوخا في اقتناعاتها بالحرية وإيمانا بالديمقراطية، فقد تعالت على جراحها، ولم تدع الفرصة لنوازع الانتقام تسيطر على علاقاتها بمن حولها، ولم تتوان عن مد يدها لمن يحتاج إلى معونتها، كأنها تشارك أميرها في ابتسامته الصادقة التي لاتنبع إلا من قلب صادق ونفس راضية.

و«العربي» تغتنم المناسبة لتتقدم لأميرها بالتهنئة بذكرى توليه مسند الإمارة، وعيد الاستقلال وعيد التحرير، داعية المولى أن يطيل في عمر سموه، وأن يمده بعون من عنده، لتتحقق على يديه كل الآمال التي يصبو إليها الشعب الكويتي من رخاء وأمن واستقرار. وليحفظ الله الكويت وقائد مسيرتها من كل سوء.

 






بورتريه للفنان نواف الحملي - 2008م