الحركة الأدبية في مصر الأيوبية والمملوكية

الحركة الأدبية في مصر الأيوبية والمملوكية

ما بين البداية التي يمثلها بحث الخولي سنة 1934، عن أثر الوسط الطبيعي لمصر في الدرس البلاغي الذي أنتجته، والذروة التي وصل إليها اجتهاده سنة 1943 مع صدور كتابه «في الأدب المصري»، كانت نظرية كاملة عن حضور الشخصية القومية في الأدب قد اكتملت وتأسست وسواء أطلقنا على هذه النظرية «النظرية الإقليمية» في دراسة الأدب، أو رددناها إلى الأصل الذي تولدت منه، وهو مفهوم الأدب القومي على النحو الذي أكده الرعيل الأول، فإن النتيجة واحدة من حيث تحديد المنطلق الذي بدأ منه عبداللطيف حمزة (1907-1970) محاولته في تأصيل معنى «الشخصية المصرية»، في كتابه «الحركة الأدبية في مصر الأيوبية والمملوكية» الذي صدر سنة 1947، أي بعد أربع سنوات من ظهور كتاب أستاذه أمين الخولي، الذي تأثر حمزة كل التأثر بما ذهب إليه «في الأدب المصري»، ولذلك انطلق حمزة في محاولته الحماسية، منهجيا، ساعيا إلى تأكيد حضور الشخصية المصرية في الأدب خلال العصرين الأيوبي والمملوكي، سواء من حيث تاريخها أو معالمها المرتبطة بالبيئة والموقع وامتزاج الأجناس الذي لا يبعدنا كثيرا عن «عبقرية المكان»، لو استخدمنا المصطلح المتأخر لجمال حمدان، أو «الوسط الطبيعي» لو استخدمنا مصطلح هيبوليت تين الذي أشاعه أمثال محمد حسين هيكل وأحمد ضيف وطه حسين وأقرانهم من أبناء الرعيل الجامعي الأول.

ولذلك كان صدور كتاب عبداللطيف حمزة حلقة من حلقات سلسلة متكاملة، متصلة، متصاعدة، في عملية تأصيل «مفهوم الأدب القومي» الذي تحوّل مع الممارسة إلى «النظرية الإقليمية في دراسة الأدب» وهي النظرية التي يعد هذا الكتاب إنجازا مهما من إنجازاتها، إنجازا يبدأ من حيث انتهى أحمد ضيف ومحمد حسين هيكل وأمين الخولي، ليمضي بعدهم إلى مناطق أخرى لم تكن قد استكشفت بعد من منظور النظرية الإقليمية، عارضا المزيد من الاجتهادات، وكاشفا عن المزيد من الأدلة والبراهين التي تثبت صحة النظرية، ومن ثم خصوصية الحياة الفكرية في مصر من حيث هي استجابة للوسط الطبيعي أو عبقرية المكان في الوقت نفسه.

ويعالج عبداللطيف حمزة في كتابه تاريخ الحياة العقلية والأدبية في عصرين مهمين من عصور الأدب في مصر، هما عصر بني أيوب وعصر المماليك، وذلك من منطلق أن لكل إقليم من أقاليم الأدب العربي شخصية خلقتها الظروف الطبيعية والاجتماعية، وأن هذه الشخصية تتجلى فيما تبدعه من فكر وفنون والبداية المنطقية لهذا السعي العلمي هي دراسة الشخصية المصرية، من حيث عناصرها ومظاهرها ومميزاتها، من منظور مؤداه أن تحديد هذه الشخصية تحديد للإطار المرجعي الذي تقاس عليه تجليات الإبداع الفني ومظاهر الإنتاج الفكري، وذلك في نوع من الحركة المنهجية التي ترد النتائج إلى أسبابها، والمعلولات إلى علتها الأولى أو مركزها الأصلي الذي هو الشخصية التي أبدعت على هذا النحو وفكرت بهذه الكيفية وتتناقل الحركة المنهجية ما بين النتائج التي ترد إلى أصلها وهو الشخصية المصرية من ناحية، وما بين الشخصية نفسها والعوامل التي عملت على تشكلها في خصوصيتها من ناحية مقابلة.

جذور إسلامية

ويرجع الجذر الأول لهذه الشخصية إلى الإسلام الذي أنسى المصريين ماضيهم القديم ودفعهم إلى الانصهار في رسالته والتشكل الثقافي الجديد على هديه، هذا التشكل الثقافي كان يعني بفعل الإنسان في الحياة الدنيا وإسهامه فيها، الأمر الذي أدى إلى ازدهار علوم الدنيا، لكن بما لم يكن بعيدا عن الاهتمام بمصير الإنسان في الحياة الأخرى إنه تشكل مرتبط بمفهوم إنسان يعمل لدنياه كأنه يعيش أبدا، ويعمل لآخرته كأنه يموت غدا، فكان الاهتمام بالحياة الأخرى موازيا للاهتمام بالحياة الدنيا، والتركيز على الروح الوجه الآخر من التركيز على الجسد، الأمر الذي أدى إلى نشأة التصوف.

هذا التشكل الذي ارتبط بالإسلام من حيث هو نظام روحي ومدني كان الأصل الذي جمع الشخصية المصرية مع غيرها في الرابطة الإسلامية لكن هذه الرابطة الإسلامية، بدورها، لم تمنع الخصوصية التي ترتبت على الوسط الطبيعي والتاريخ الاجتماعي السياسي، وكلاهما أدى إلى أن تتبلور سمات الشخصية المصرية في القرون الوسطى في عشرة ملامح أساسية هي:

1- الميل إلى الدين على نحو جعل من حضارة المصريين حضارة دينية في جملتها على امتداد تاريخها القديم والوسيط

2- الميل إلى المحافظة على القديم، والحنين إلى عصر ذهبي، وعدم الزهد في المألوف إلا بعد أن يثبت تماما أنه لم يعد صالحا للبقاء.

3- الترحيب بالجديد الذي لايتناقض مع القديم الثابت فيما يحقق التوازن والوسطية.

4- الاعتماد على حاسة الذوق المرتبطة بالعيان المباشر والميل إلى المرح.

5- إيثار الاستقرار والثبات والميل إلى النظام المركزي الذي تفرضه طبيعة المجتمعات النهرية.

6- الاستجابة إلى الوجدان والشعور أكثر من النزوع العقلي أو المنطقي، ومن ثم عدم الغوص في التأملات العميقة التي تؤدي إلى ازدهار الفلسفة.

7- الميل إلى النظام وطاعة الحكام وتمثل الحضور المستمر للدولة المركزية.

8- الميل إلى الانسجام نتيجة الوحدة التي ينبني بها الوسط الطبيعي الذي يبدأ وينتهي من حضور النهر.

9- إيثار السهولة والبساطة والوضوح على التقليد والغرابة والالتواء، سواء في الكتابة الإبداعية أو التنظير البلاغي لهذه الكتابة.

10- الإحساس بالزعامة السياسية والزعامة الدينية منذ الانتصار على الصليبيين والتتار، ومنذ أن أصبحت القاهرة مقرا للخلافة العباسية بدلا من بغداد.

ويترتب على اجتماع هذه العناصر معا صفات أخرى للشخصية المصرية، ترتبط بالقدرة على المقاومة والتحمل والاستمرار، الأمر الذي أدى إلى الحفاظ على كيان هذه الشخصية عبر العصور، وتأكيد قدرتها على تمثل ما يتصل بها من أجناس أجنبية سرعان ما ذابت فيها وانصهرت في كيانها، واكتسبت من ثم صفة المصرية التي تنسيها الأصل الأول.

ولكي يردف عبداللطيف حمزة ما انتهى إليه بالأدلة الوافية فإنه يدرس المظاهر المختلفة للحياة المصرية في العصرين اللذين اختارهما، واللذين بدأ بهما لشعوره بأنهما البداية الفعلية الواضحة للبحث عن هذه الشخصية، خصوصا بعد أن لاحظ أستاذه أحمد أمين عندما بدأ درس الأدب المصري في كلية الآداب صعوبة العثور على ملامح هذه الشخصية في العصور الأولى لهذا الأدب، قبل انفصال مصر على يد الدولة الطولونية، وهي الفترة التي قل ما رأى فيها أحمد أمين أدبا مصريا متميزا، وأعياه العثور فيها على شخصية مصرية في هذا العهد مع طول البحث.

وأتصور أن وعي عبداللطيف حمزة بما انتهى إليه أستاذه هو ما جعله يبدأ بالعصر الأيوبي، بعد أن كانت ملامح الخصوصية قد اكتملت، وانصهرت الثقافة الإسلامية الانصهار الذي أعاد إنتاجها بما أبرز ملامح شخصية الإقليم الذي تأثر بها، مثلما تأثرت به. ويجلي عبداللطيف حمزة هذه الملامح في ثلاثة أقسام، يتوقف أولها عند مصر ما بين عهدين، دارسا الأداة الحكومية والتحمس الديني والحياة الاقتصادية والاجتماعية، خاتما بالمذهب الديني الغالب والاتجاه السائد في الحياة الثقافية ويأتي القسم الثاني ليفرغ للحركة الروحية، ابتداء من عقيدة الأشاعرة وانتهاء بالصوفية من الفقهاء والدراويش ويخصص القسم الثالث للحركة العلمية، مبرزا خصوصية البيئات العلمية في مصر، ومنتقلا منها إلى دراسات الحديث والتفسير والفقه والنحو والقراءات واللغة والبلاغة وإبداع الأدب، فضلا عن الاهتمام بالتاريخ والموسوعات ومكانة الفلسفة ودور القبط في مصر وينتهي الكتاب بالخاتمة التي تعود إلى الشخصية المصرية مرة أخرى، لكن لكي تجمل أثرها في الحركات الروحية والعلمية والفنية على السواء، ومن ثم تأكيد الفرضية الأساسية عن تأثير الإقليم في تكوين الشخصية العامة التي تطبع بطابعها إنتاج أبنائها في كل المجالات وذلك هو السبب فيما ينتهي المؤلف إلى أن الأدب المصري يتميز بأنه أدب القوة والعاطفة، وأنه أدب الفكاهة والسخرية، وأدب الزينة اللفظية. وبقدر حرص المؤلف على تعليل كل نتائجه فإنه يؤكد في النهاية أن كل ما قام به ليس سوى «مدخل» لدراسة الأدب المصري، وتمهيد لأذهان الناس عامة، والباحثين منهم خاصة، للدخول في هذه المنطقة الجديدة من مناطق البحث العلمي، وهي منطقة الأدب المصري.

جذور الهوية الوطنية

قد يتفق الباحثون، اليوم، مع ما توصل إليه المرحوم عبداللطيف حمزة في هذا الكتاب من النتائج أو يختلفون معه فيما انتهى إليه، لكن لن يستطيع باحث منصف أن ينكر الجهد العلمي الذي بذل في الكتاب، جمعا واستقصاء وتحليلا وتفسيرا وتدليلا واستنتاجا ولا يستطيع القارئ اليقظ سوى الانتباه إلى حماسة الرغبة الصادقة في اكتشاف جذور الهوية الوطنية وأصول شخصيتها المميزة، والإدراك العميق بأن البحث الجامعي في مجال الدرس الأدبي والفكري لايمكن أن ينطلق من فراغ، وأنه لابد أن يؤصل لمنهجه منظورا يرتبط بثقافته الوطنية القومية، ويؤسس لجهده بوعي يبحث عن الخصوصية ولذلك ختم عبداللطيف حمزة كتابه بأنه لا يطمع ممن تتاح لهم قراءة فصول كتابه أكثر من أن ينظروا إليها، باعتبار أنها مثال من أمثلة البحوث الأدبية التي تعرضت لها «المدرسة الأولى» من مدارس البحث في الأدب المصري بجامعة فؤاد بالقاهرة (جامعة القاهرة اليوم) فهكذا بدأ تلاميذ هذه المدرسة بحوثهم في هذه الناحية، وهكذا كان تفكيرهم فيها منذ أن اقتنعوا بوجوب النظر في الأدب الإسلامي من هذه الزاوية، ذلك على الرغم من طائفة المشاكل التي عرضت لهم في أثناء الدرس، فاقتضت نماذج من الطرق التي سلكوها في سبيل الحل.

والعبارات السابقة مع تغيير طفيف، للمرحوم عبداللطيف حمزة تسترجع تقاليد «المدرسة الأولى» للجامعة المصرية، منذ أن اقترن حلم الجامعة المدنية بحلم الاستقلال، ومن ثم تأصيل درس الأدب القومي في موازاة تأسيس الإبداع القومي، بما ينتقل بالأدب ودراسته من تقاليد الاتباع الملازمة للتبعية إلى آفاق الابتداع الملازمة للاستقلال ولذلك فإن علينا، اليوم، عندما نقرأ كتاب عبداللطيف حمزة أن نقرأه قراءة تضعه في سياقه التاريخي، وتنظر إليه بوصفه محاولة جامعية في تأصيل درس الأدب القومي، ومحاولة ثقافية لمثقف وطني حرص على قراءة تاريخ بلاده بطريقة تكشف عن خصوصيتها، ومن ثم تكشف عن عبقريتها الإبداعية التي لا تنفصل عن عبقرية المكان الذي يتعامد عليه تاريخها.

الاستقلال التام أو الموت الزؤام

وقد حقق الكتاب في هذا المجال الكثير، وحتى لو قلنا إن الخاص الإقليمي في الكتاب قد تجاهل العلاقات المعقدة بالعام القومي فإن هذا التجاهل يرجع إلى السياق التاريخي الذي كتب فيه الكتاب، وهو سياق كان يتسم بتصاعد الثورة الطلابية خاصة في الجامعة ضد الاحتلال البريطاني من ناحية، وديكتاتورية صدقي من ناحية موازية. وكان إعلان اتحاد الطلبة مع العمال، قبل عام واحد من صدور الكتاب في سنوات الجمر التي لم يكف فيها الطلاب عن الهتافات من أجل «الاستقلال التام أو الموت الزؤام»، ولذلك كانت الحماسة الوطنية أعلى وأكثر إلحاحا من الحماسة القومية، بالرغم من إنشاء الجامعة العربية سنة 1945 ومن المؤكد أن عبد اللطيف حمزة كان يسمع هتاف الطلاب عن الاستقلال التام أو الموت الزؤام، ويهتز له وجدانيا، وذلك على نحو كان يدفعه لا إلى حماسة الانخراط في دعوة الأدب الإقليمي فحسب، بل إلى إثبات حضور هذا الأدب. وإذا كان أحمد أمين، خلال السنوات التي تولى فيها تدريس الأدب المصري قد لاحظ ضعف الشخصية الأدبية لمصر، في القرون الأولى من الفتح الإسلامي لها، ووازاه أمين الخولي بما ينقض ما ذهب إليه الأستاذ الأول لكرسي أدب مصر الإسلامية، فما أسرع ما لاحظ عبد اللطيف حمزة وأقرانه، أن هذه الشخصية قد بدأت مع استقلال مصر عن السلطة المركزية في بغداد، وأنها وصلت إلى الذروة على وجه الخصوص في العصرين الأيوبي والمملوكي، ويكفي العصر المملوكي أنه العصر الذي انتصرت فيه مصر على جحافل الغزاة من المغول والتتار، وشتت شملهم، كما استطاعت الدولة الأيوبية أن تقضي على الاحتلال الصليبي، وتأسر الملك الفرنسي لويس في بيت ابن لقمان بالمنصورة، وكانت استعادة هذا الوجه من التاريخ المصري الأيوبي المملوكي حافزا على تأجيج الروح الوطنية، وذلك بالقدر الذي كان الكشف عن جوانب الشخصية المصرية الساطعة، في هذه الفترة، واجبا وطنيا للدرس الأدبي، إبرازا لخصوصية الشخصية المصرية بسلبياتها التي يمكن تجنبها بتجنب أسبابها، وإيجابياتها التي لابد من استعادة أمجادها، وإحياء لحظاتها، خصوصا منذ اللحظة التي تبلور فيها الإحساس بالزعامة السياسية والزعامة الدينية وكان ذلك منذ أن أصبحت القاهرة مقرا للخلافة العباسية بدلا من بغداد.

ولا أريد أن أناقش تفاصيل كتاب عبد اللطيف حمزة، في كل مجالاتها، فهي متاحة لمن يريد من ناحية، ولا تدل في تقديري، من ناحية موازية، إلا على ارتباط فكر الكتاب بلحظته التاريخية، ونزعة الوطنية المصرية التي تدافعت موجاتها منذ ثورة 1919، ووصلت إلى ذروة من ذراها الدالة في الأربعينيات التي كانت سنوات الجمر من المنظور الوطني الذي انعكس، بطرائق غير مباشرة، على طرائق فهم الدارسين المصريين لأدبهم الوطني، وتحمسوا في إبراز ما رأوه ملامح دالة على الشخصية المصرية التي كانت استجابة وصدى لما أدّت إليه اللحظة التاريخية، أو «البيئة» التي عاشوا فيها، وأرادوا إحياء ما يحقق نموذجها الأعلى في أذهانهم، فالأمة التي هزمت الفرنسيس وأسرت مليكهم، لن يصعب عليها - إذا استعادت قوتها الدافعة - أن تهزم الإنجليز وتطردهم من أرضها, وهو الأمر الذي حدث قبل أن تنتصف سنوات الخمسينيات بعام، وتنتقل مصر من زمن الاحتلال إلى زمن الاستقلال، ويذوب الشعور الوطني في الشعور القومي الذي وصل إلى ذروته في الزمن الناصري، خصوصا بعد أن حققت القومية العربية انتصارها الساطع في حرب 1956، ودفعت بالأذهان من دائرة التفكير الوطني المحدود إلى الدائرة الواسعة للفكر القومي الذي أعاد النظر في النظرية الإقليمية، ووضعها موضع المساءلة, وكان الفاعل الأبرز لذلك، في مجال النظر إلى التاريخ الأدبي، هو عبدالعزيز الأهواني بما كتب عن النقيضين العقم والابتكار.

------------------------------------

مازلت أذكر كل شيء عن مدينتنا القديمة
عن حارتي الرملية الصفراء والمقل الحزينة
لمّا نُحدق في السماء على السطوح
نضبت جِرارُ الماء، والغدران مثل يد البخيل
مَحلتْ، فأمست كالقبور
مخسوفة سوداء تملؤها الصخور
وعلى الضفاف الغارقات
بالشمس والرمل المندّى والضباب
وقف الصحاب
يترقبون سفينة الماء التي قالوا: تعود
بالماء من نهر الشمال
فالأرض رملٌ والسماء
بيضاء صافية كنهرٍ من جليد
هيهات لم تمطر، ويهتفُ من بعيد
نفرٌ يُبشّرُ: أن صاريةً تلوح
كهلال مئذنة يغلّفها الضباب
عبر العُباب
وعلى ظهور جمالنا الظمأى تحجرت القراب
سوداء فارغة يغطيها التراب
كبطوننا تحت الشراع

محمد الفايز

 

 

 

جابر عصفور