إلي أن نلتقي

إلى أن نلتقي

لا أريد أن أكون مليونيرا

جابر محمد إسماعيل، مواطن باكستاني عمره 30 عاما، والده يعمل "دهانا" في بلدية العين، في دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو يساعد والده في إعالة أسرة تضم ثمانية إخوة وشقيقات.

وبين يوم وليلة انقض الحظ على جابر، فكسب مبلغ مائة مليون دولار دفعة واحدة.

وظهرت صورة جابر مع ما تيسر من أفراد العائلة في معظم صحف الإمارات، عبر مقابلات روى فيها كيف أنه كسب جائزة "اللوتري" التي تنظمها شركة أمريكية في ولاية فلوريدا. وظهرت مع صورة جابر صورة الدفعة الأولى من الجائزة على شيك يحمل الرقم 17 مليون دولار.

الحظ يبتسم أحيانا، ولكنه مع جابر كان يقهقه (!) وانقلبت حياة جابر رأسا على عقب..

عملاء البنوك، سماسرة شركات التأمين، شركات السيارات، رجال مال وأعمال، نواب في البرلمان الباكستاني.. أهل بلدته وعشيرته كلهم يتصل أو يحضر شخصيا لمقابلته.

قال والده: لقد اضطررنا إلى تغيير أرقام الهاتف، وجابر لا يستعمل إلا "البيجر".

وكنت أتابع أخبار جابر عبر صحف الإمارات، وأستخدم الحاسبة الآلية لمعرفة كم تساوي 100 مليون دولار، إذا تم تحويلها إلى الروبية الباكستانية، وأتابع أخبار اللوتري في الصحف الأمريكية.

.. وبعد شهرين تقريبا، حدثت الصدمة.. وتبدد الحلم، فقد نشرت صحف الإمارات أن عشرات آخرين قد فازوا باللوتري، وقد وصلتهم شيكات بأسمائهم شخصيا، وقد كتب على كل شيك "هذا نموذج.. لا تصدقه الآن"، وبعد التحقيق تبين أن شركة اللوتري الأمريكية هي شركة وهمية، وأن فروعها في أوربا غير مسجلة حكوميا، كما أن صناديق بريدها محجوزة في المطارات تحت أسماء شخصية.. مستعارة، وبالتأكيد فإن أصحابها هم من كسب "اللوتري" من فقراء الأرض الحالمين بالثروة.

والد جابر لم يصدق، وقال: مستحيل!! إن جائزتنا حقيقية، وسوف نقبضها، إن ابني سوف يغادر إلى فلوريدا و.. سوف يقبض 17 مليون دولار!!

هل يمكن للحظ أن يضحك ويقهقه ثم يبكي وينوح مع أحد الناس إلى هذا الحد؟ وماذا تفعل لو أن هذا الحلم - الكابوس - قد وقع معك؟

أعرف صديقا ربح باليانصيب مبلغا أقل بكثير من لوتري جابر، وكان أول ما فعله هو أنه استبدل زوجته. ونأمل أن جابر قد تزوج مليونيرة إذا كان أعزب، أو احتفظ بزوجته الفقيرة على الأقل، إذا كان متزوجا.. وأبعد الله عنا أرباح اللوتري.. المزيفة.

 

أنور الياسين

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات