الكويت.. بلاد العرب.. منارة الحريات والتعايش

الكويت.. بلاد العرب.. منارة الحريات والتعايش

عُرفت الكويت منذ نهضتها الحديثة باسم «بلاد العرب»، بسبب حرص قيادتها وشعبها على تأكيد انتمائها لأمتها العربية. ولم تكتف الكويت بذلك بل استقطبت أبرز الأكاديميين والصحافيين والمثقفين والكتاب والفنانين العرب ليعملوا فيها ويتفاعلوا بإنتاجاتهم الفكرية وإبداعاتهم الفنية بكل حرية، مع الحركة الأدبية والفنية الكويتية، ونشرت العشرات من الكتب الثقافية البارزة التي جعلت منها مصدرا مهما للإنتاج الثقافي والفكري في المنطقة العربية، يخرج منها أهم إبداعات العالم العربي والغربي على السواء.

وقد كان لهذا التوجه دور كبير في تحول المجتمع الكويتي إلى مجتمع منفتح على الآخر، يحتضن المقيمين فيه، كمثقفين، أو كمقيمين، يعملون في مجالات شتى، فالمجتمع الكويتي عرف دائما بقبوله وتسامحه مع الآخر، ولم يسجل عنه يوماً أي سلوك معاد أو مضايق لأي فئة أو قومية أخرى، بل عرف عنه احتضانه للجاليات العربية التي عاشت ولاتزال في ربوع الكويت بكل أمن وحرية. وفي مجتمع مفتوح، كهذا، فإن عوامل استقرار الجاليات تتجسد في قدرتها على ممارسة حياتها اليومية بشكل طبيعي، وحريتها في ممارسة طقوسها الدينية، أيا كانت عقيدتها أو ديانتها، وفي التفاعل مع الأنشطة الثقافية والفنية المختلفة التي توفرها المؤسسات الثقافية الرسمية في الكويت أو السفارات الأجنبية أو حتى في بعض المؤسسات الأهلية.

في هذا التحقيق المصور محاولة لنقل صورة مصغرة للحياة التي تعيشها الجاليات في الكويت، وانطباعاتها عن المجتمع الكويتي، وطبيعة النشاط الثقافي والفني المتوافر في الكويت ومدى حرية المبدعين والإعلاميين العرب والأجانب في إنتاج إبداعاتهم وتفاعلهم مع المجتمع.

وبالرغم من ضيق المساحة حاولنا قدر الإمكان أن نتناول أهم وأبرز الجاليات سواء عبر الجاليات مباشرة، أو السفارات أو اختيار نماذج من الجاليات، بحيث يمثل كل منها جنسية من الجنسيات المختلفة. يتوزع هذا التحقيق إلى أربعة محاور: النشاط الفني والثقافي يكتبه إبراهيم فرغلي، والجانب الديني والعقائدي، يكتبه إبراهيم المليفي، والجانب الاجتماعي تكتبه منيرة سالمين، والإعلامي وتكتبه هذايل الحوقل.

المثقفون في الكويت بين الاندماج والغربة!

حين يتناول أي مثقف كويتي من الرواد ذكرياته، فإنه عادة ما يطعم حديثه بعدد وافر من أسماء الكتاب والمثقفين العرب، ممن كان لهم حضور في المشهد الثقافي العربي، أو ممن كانوا قد حضروا للكويت وعاشوا بها وبين أهلها لفترة، أسماء مثل الشيخ حافظ وهبة، والعلامة التونسي الشنقيطي، وصاحب مجلة المنار محمد رشيد رضا، وأحمد زكي، زكي طليمات، علي الراعي، نازك الملائكة، أحمد بهاء الدين، محمود ابو السمرة، عزالدين التازي، فؤاد زكريا، جابر عصفور، زكي نجيب محمود، عبد الهادي أبو ريده عبد الوهاب البياتي، غسان كنفاني، أحمد أبوزيد، فهمي هويدي، وسواهم عشرات من الأسماء اللامعة في الفكر والثقافة والعلوم.

كانت الكويت، قبل استقلالها وبعده، حريصة على التأكيد على أنها بلاد العرب، وأن خصوصيتها تتحقق بالدور الثقافي، في مناخ قومي عروبي ساد المنطقة كلها آنذاك، واستطاعت أن تبرز فيه، في سنوات قليلة، عبر العديد من جهود الدعم الثقافي والمادي التي وجهتها الكويت لدول عربية شقيقة لدعم مؤسسات تعليمية وثقافية مهمة، وعبر إصدارات مثل مجلة العربي، وعالم الفكر، وسلسلة عالم المعرفة، ثم لاحقا بفضل مهرجانها الثقافي السنوي مهرجان القرين، وبجهد المخلصين من المثقفين الكويتيين ورواد العمل الثقافي والإعلامي، من أجيال تعاقبت على تنفيذ الرؤية الحكيمة لأصحاب السمو أمراء الكويت، الذين رأوا في الثقافة القيمة التي يمكن أن تجتمع بها روابط العرب، وأن تجد بها الكويت لنفسها مركزا متميزا على خارطة الإبداع والثقافة العربيين، بحيث استطاعت أن تصبح حلقة الوصل بين ما ينتجه المثقفون العرب إبداعا وفكرا وترجمة وفلسفة وعلما وغيرها، كما استقطبت الجاليات العربية والأجنبية، ليعملوا جميعا، في ميادين الثقافة والفكر.

لكن كيف حال هذه الظاهرة اليوم، وهل ما زال المثقفون العرب والأجانب يقيمون أنشطتهم بحرية، وما مدى تفاعل الجاليات العربية مع الأنشطة الثقافية الكويتية التي تقام في الملتقيات الثقافية، ومدى تفاعل الكويتيين مع الأنشطة الثقافية العربية والأجنبية؟

بداية تجدر الإشارة إلى ان الموسم الثقافي والفني في الكويت عادة ما يبدأ بحلول شهر سبتمبر، وحتى شهر مايو أو يونيو على أقصى تقدير، وتتراوح الأنشطة في الموسم بين الفعاليات التي يقيمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، مثل معرض الكويت للكتاب، وما يقام على هامشه من فعاليات، ثم مهرجان القرين، الذي يشهد العديد من الفعاليات ذات الطابع الدولي والعربي.

وتستقطب هذه الفعاليات العديد من أفراد الجاليات، العربية والأجنبية الأوربية، وتلك التي تنتمي لآسيا مثل الهند وإيران، والمواطنين الكويتيين على السواء، بالإضافة إلى مهرجانات المسرح ذات الطابع العربي السنوية التي أصبحت معلماً ثقافياً سنوياً، ثم الندوات ذات الطابع الدولي التي تقيمها مكتبة البابطين، وندوة مجلة العربي السنوية التي أصبحت معلما ثقافيا سنويا، والتي تستقطب العديد من رموز الثقافة والفكر العرب والأجانب، وبعض الفعاليات التي تقام في متحف الكويت وبعض المؤسسات الثقافية.

أما على مستوى النشاط الدوري فإن أبرز تلك الفعاليات هي ما تقوم به كل من رابطة الأدباء الكويتيين، ودار الآثار الإسلامية، وملتقى الثلاثاء الذي يشرف عليه الروائي الكويتي إسماعيل فهد إسماعيل، ويدخل في عضويته العديد من الكتاب الكويتيين الشباب والكتاب العرب، والذي يعد أبرز الملتقيات استقلالا، وتفاعلا مع الحضور العربي والجاليات المختلفة في الكويت.

والتقت «العربي» عددا من المثقفين العرب من المقيمين في الكويت ممن يعملون في حقول الإعلام والثقافة، كشهود، ومتفاعلين، يشاركون في الندوات كمحاضرين أو كمتلقين، وهم في الوقت نفسه يمارسون الإبداع والكتابة مما يعطي لشهاداتهم المصداقية.

الكاتب العراقي حسن الفرطوس يقول: ثمة روابط كثيرة تجمع المثقف العربي المقيم على أرض الكويت مع المحيط الأدبي والثقافي الكويتي، بعضها ما تركته آثار التجربة القومية وبعضها ما هو متأصل وما هو أبعد من ذلك، ولو تفحصنا تأثير مجلة العربي وسلسلة عالم المعرفة - مثلاً- على المحيط العربي، لوجدنا أن هذه الإصدارات قد غرست الكثير من المفاهيم الثقافية وساهمت في تقارب الرؤى الثقافية، كذلك غرست ما يغري المثقف العربي على استيعاب ثقافة الآخر - العربي والاطلاع على منتجه وتجاربه، مع اتساع تلك الرقعة الجغرافية. ولهذا نجد أن المثقف العربي - وإن كان يحمل غربته معه في حلّه وترحاله - لا يشعر بالغربة وهو يتنقل بين تلك العواصم، الرغم من أن العلاقة نالها شيء من التصدّع الذي أصاب المشروع القومي.

هذا النوع من العلاقة بالرغم من حميميتها ومشتركاتها ومتانتها في بعض المفاصل، لكنها متأثرة بالعامل الخارجي - السياسي والديني والاجتماعي - والتأثير شمل طرفيها بشكل جعل الأول متردداً في الإفصاح عن كل آرائه، بالرغم من تمتعه بظل بحبوحة الحرية التي يمتلكها المثقف الكويتي، كما جعلت «المثقف الكويتي» ينظر إلى هموم وإرهاصات المثقف العربي «الوافد» بشيء من الازدواجية، فهو تارة يراها عقدا مكانية وطبقية، وتارة أخرى يراها هموما ثقافية نبيلة تستحق التبني بجدية.

ومقابل هذا المشهد، فإن الساحة الثقافية الكويتية أفرزت الكثير من الشخوص والرموز الثقافية التي أخذت على عاتقها تدعيم تلك العلاقة، فليس من شاعر أو كاتب أو فنان عراقي تطأ قدمه أرض الكويت دون أن يكون لإسماعيل فهد إسماعيل أو كريم الهزاع دور في ضيافته وغيرها.

الشاعر المصري «مهاب نصر» يرى رأيا قريبا، مع تحليل إضافي يقسم المسألة إلى حقبتين زمنيتين إذ يقول:

من اللافت أن اسم «رابطة الأدباء في الكويت» هو نفسه يتضمن عدم قصر التعريف على كويتيي الجنسية، ليشمل كل أديب مقيم «في الكويت». ومن المعروف أن أدباء عربا انضموا إلى مجلس إدارة الرابطة يوما ما منهم الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني. ولا يبدو ذلك مستغربا في حالة الكويت التي شهدت طفرة تحديثية مع الوفرة النفطية، تساوقت في الخمسينيات مع حركات للتحرر والمد القومي ذي المرجعيات الفكرية والمذهبية.

لكن يبدو أن غزو الكويت شكل تاريخا محوريا عكسيا، فمعه وبعده تصاعد المد المحلي الذي يعلي من شأن الذات، وينطوي على أسئلته الخاصة أو ما يظنه كذلك، وهي ظاهرة - للمصادفة - برزت في مطلع تسعينيات القرن الماضي بصفة عالمية، يضاف إليها تراجع الانشغال بالأسئلة ذات الطابع الثقافي الكلي، وازدياد الحساسية تجاه ما هو «أجنبي». مع هذا ظلت رابطة الأدباء تقيم أنشطة تدعو إليها عربا أو تستضيف فيها بعض أبناء الجاليات، وقد شاركت في هذه الأنشطة شخصيا أكثر من مرة، لكن يصعب أن نرى الرابطة ناديا يؤمه المغتربون.

هناك بالطبع تجمعات أخرى تشهد حضورا للجاليات مثل «ملتقى الثلاثاء» الذي تضم إدارته مجموعة من الكويتيين والعرب المقيمين، ويحاول في أنشطته أن يفسح المجال للتفاعل بين أبناء الجاليات العربية. ولا أنسى بعض الأماكن التي حاولت القيام بنشاط شبيه مثل «منظمة حقوق الجاليات» التي أقامت ندوة سردية ذات طابع عربي.

بالإضافة إلى الدور البارز الذي تؤديه مؤسسة البابطين على مستوى برنامجها الموسمي الذي كثيرا ما يستضيف فعاليات عربية وعالمية، ويقيم ندوات وحلقات نقاش تنافس المؤسسات الثقافية للدولة.

في سبيل الاندماج

على مستوى آخر تعبر الكاتبة السورية سوزان خواتمي عن وجهة نظرها عن الموضوع بالقول:

على رغم المهرجانات التي تقام على مدار العام ضمن برنامج يرعاه عادة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ويتكلف الكثير من الإمكانات، فإنها تبقى مهرجانات موسمية أولا ومحدودة ضمن أطرها وتوجهاتها تالياً، وتبدو بعض تلك الفعاليات ضعيفة التأثير في الشارع العام، حيث يبدو أن المثقفين أنفسهم بعيدون عن الوجود، وهي ملاحظة لا تخص الكويت فحسب.

لكن احتكاكي الفعلي بدائرة المثقفين لم يتم إلا من خلال عملي في المجال الصحفي، وربما بسببه. أما فرصتي الأولى في الإطلالة من على منبر، فكانت ضمن نشاط ثقافي نسق له مجلس الجالية السورية، كانت فكرة إيجابية وجميلة ومحرضة. ولم يكتب لها الاستمرار إلا لموسمين متتالين فقط.

بعد ذلك دعتني رابطة الأدباء ضمن أحد مواسمها، من خلال فكرة غنية أيضا استثمرت فيها المبدعين من الجاليات، لتقديم أمسيات تضمنت كتاباً وشعراء يعيشون منذ سنين فوق أرض الكويت، ولم تتح لهم فرصة تقديم أسمائهم، أوالمشاركة في صنع مشهد ثقافي متجانس ومتعاون بغض النظر عن الجنسية، وفي الوقت الذي لا تنقطع زيارات الوفود والمدعوين القادمين من الدول العربية للمشاركة في المناسبات الثقافية الموسمية التي تجري هنا، فكثيراً ما يتم نسيان المثقفين العرب المقيمين هنا!

وبشكل سريع يبدو «ملتقى الثلاثاء» ناشطا في هذا الاتجاه.

غربة المثقف المقيم

هناك آراء أخرى لبعض الكتاب العرب من المقيمين التي تشعر بالغربة أكثر من شعورها بالتفاعل، لأسباب يذكرها على سبيل المثال الكاتب التشادي آدم يوسف قائلا:

تسألني ما إذا كان متاحاً للجاليات المقيمة هنا المشاركة في الأنشطة الثقافية المحلية. الإجابة قد لا تكون قاطعة بالنفي أو الإثبات، الأمر رهن بالمؤسسات الثقافية المحلية.

تمنح الكويت للمبدعين من أبناء الجاليات أجواء ديمقراطية وصحافة حرة قد لا تتوافر في كثير من الأوطان العربية، إلا أن هذه الأجواء الجميلة تصطدم بعقلية «بعض» المثقفين في المؤسسات المحلية، ممن لا يريدون الانفتاح على الآخر، أو تطوير تجربتهم عبر الاحتكاك، وتبادل الأفكار. لذا فإنني أتصور حتى وإن وجد من يكتب إبداعاً جيداً من أبناء الجاليات، سينعزل بعيداً، أو يهاجر إلى أوطان أخرى.

المثقف الوافد بين التهميش والحضور

وفي سياق آخر يستعرض الكاتب السوري عبد الرحمن حلاق رؤيته للتفاعل بين الجاليات مع النشاط الثقافي في الكويت قائلا:

الباحث في الشأن الثقافي الكويتي لن يجد أدنى صعوبة في الكشف عن الدور المهم والجوهري للجاليات العربية فيما يمكن تسميته الصناعة الثقافية. فعلى صعيد الإنتاج الثقافي لايزال الأخوة العرب يسهمون وبصمت في إنتاج غالبية المشهد، فصغر مساحة الكويت وقلة عدد سكانها بالتالي يجعل عدد المشتغلين فيها بالثقافة قليلاً بالضرورة، ولا يكفي بأي حال حاجة الإصدارات الكثيرة والمتنوعة من الأقلام.

أما على صعيد تقدير الجهود والاحتفاء بهؤلاء الجنود المجهولين فهنا الأمر مختلف تماماً.

في مقابل هذا الغياب للمثقفين العرب عن النشاطات التفاعلية الكويتية، نجد بعض الاهتمام بهم وبشكل موسمي من قبل بعض السفارات العربية الموجودة على أرض الكويت وكلنا يذكر بعض الأمسيات الاستثنائية التي قامت بها السفارة السورية والسفير الشاعر علي عبدالكريم قبل انتقاله، حيث أجمع كل من حضر على ثرائها، فقد احتفت أكثر من مرة بأدباء من سورية ومصر والكويت، وكذلك بنسبة أقل (عددياً) في السفارتين المصرية والتونسية.

ويظهر «ملتقى الثلاثاء» كأهم نافذة للجاليات العربية في الكويت، فقد تأسس هذا الملتقى في الأصل على احتضان الأدب والفكر والثقافة بغض النظر عن هوية المثقف لذلك نراه يضم بين جنباته مختلف الجنسيات ويقدم مختلف الفعاليات والأنشطة الثقافية بشكل أسبوعي، يديره عدد من المثقفين الكويتيين والعرب جنباً إلى جنب.

مرحلة «التكويت»

الشاعر محمد النبهان، أحد مؤسسي ملتقى الثلاثاء في إطلاقه الثاني، يقدم رؤية خاصة للتفاعل الكويتي مع الجاليات العربية ثقافيا بقوله:

فيما قبل تسعينيات القرن الماضي، كانت الجاليات لا تشعر بأنها منفصلة عن حالة اجتماعية أو ثقافية في الكويت لأسباب عديدة، من بينها أن الكويت كان لها موقف ريادي في الثقافة والفن، كانت ترى من خلاله أهمية أن يكون لها دور مؤثر في احتضان الثقافة العربية، واستطاعت أن تستقطب العديد من أبرز الأسماء في عالم الثقافة والفكر والفنون العربية، وهو ما أنعش من حالة الاندماج بين الجاليات العربية وأهل الكويت اجتماعيا وثقافيا. كان الفلسطيني المقيم على سبيل المثال - يشعر بأنه ابن البلد، وهو شعور أغلب المقيمين من الجاليات العربية المختلفة، حتى أن المؤسسات الثقافية كانت تتعامل مع المثقف العربي بالقدر نفسه الذي تتعامل فيه مع المثقف الكويتي، كفاعل في الحراك الثقافي في الكويت.

لكن الكويت مرت بحالة زعزعة، واضطراب عقب الغزو، وساد في المناخ الكويتي ما عرف باسم «التكويت»، ومنح الأولوية للكويتيين في مجالات عديدة، صاحبه تركيز الإعلام على الأسماء مقابل النصوص، والصورة مقابل القيمة، فانحسر الاهتمام نوعا ما باستقطاب الرموز والمفكرين العرب كما كان الأمر سابقا، أو قل إنه أعطى الإحساس لمن يعمل في هذه الحقول بأنه يقف دائما على هامش المشهد، وربما أدى ذلك إلى إحساس الكثير من المقيمين بنوع من الشعور بالاغتراب عن المجتمع.

والسبب يعود في ذلك، كما يضيف النبهان، إلى ان الكثير من المؤسسات والجهات الثقافية تحول فيها القائمون على الثقافة إلى موظفين، يديرون النشاط بعقلية (صادر- وارد)، دون وعي بأهمية الدور الثقافي ومعناه، وتاريخه في الكويت. بالتالي فهذا الموظف لم يعد فاعلا ومبادرا ومتفاعلا مع الوسط الثقافي العربي كما كان شأن سابقيه، وغير قادر على قراءة الراهن الثقافي أو عارف بالأسماء الموجودة في البلد أو تجاربهم الإبداعية التي لو استغلت لحركت كثيرا من الراكد، فثمة هنا طاقات كثيرة (كويتيون وعرب) لا تقل أهمية عن أسماء سابقة أخذوا فرصتهم أيام كويت الثقافة والتنوير. ولست أدري إلى أين سيؤدي بنا هذا الطريق؟

من جهة أخرى، يرى النبهان أنه في الجانب المقابل، أيضا، وبسبب هذه الظروف أصبح أغلب أعضاء الجاليات يشعرون بأنهم يعيشون في الكويت بشكل مؤقت، لأسباب تعود إلى ظروف محددة، أو لتحسين ظروف المعيشة، أو غير ذلك من أسباب، وبالتالي لا يدخلون في النسيج الثقافي والاجتماعي للبلد، لأنهم لا يجدون من يسمح لهم بهذا التداخل للأسباب السابق ذكرها.

وهذا ما كنا نفكر فيه حين فكرنا في إعادة نشاط ملتقى الثلاثاء الذي استقطب عددا كبيرا من أبرز الاسماء العربية في الكويت وخارجها، من البحرين والعراق والسعودية ومصر وسورية وغيرها من الدول، كما حرصنا على أن يكون المثقفون العرب أصحاب عضوية في الملتقى (ومنهم من شارك في تأسيسه) يشاركون في التخطيط للفعاليات وفي تنفيذها، ونأمل ان تتسع هذه الدائرة تدريجيا.

أن تكون فنانا في الكويت

هذا على المستوى الثقافي، أما على مستوى الفنون، فيمكن أن تكون شهادة الفنان والصحفي اللبناني عبد الرازق القادري لها مدلولها في رصد وجود الفنان المغترب في الكويت، ومدى تفاعله مع المشهد الفني التشكيلي، حيث يقول:

يمكنك بالتأكيد أن تكوّن صورة مشرقة عن الحياة الثقافية والتشكيلية في الكويت، إذا كان تفاعلك معها كمتلق يتم عن بعد. وأقصد بذلك أن تكون مقيماً في دولة أخرى واحتكاكك غير المباشر لا يتم إلا عن طريق الإصدارات التي تصلك كقارئ ليس أكثر.

أن تكون فناناً في الكويت ليس اليوم بالمهمة السهلة، وأن تكون ناقداُ تشكيلياً فتلك مهمة أصعب، لأن ذلك يحتم عليك أن تقترب.

وهذا القرب يتطلب منك نوعاً من الاندماج أو التماهي وتعزيز حس المسئولية تجاه هذا المجتمع ولو ولد هذا أحياناً نوعاً من التصادم مع الفنانين المحليين شأني في ذلك شأن أي ناقد في أي مجتمع كان. المهم عندي أن أحافظ على مهنيتي في التعاطي وعدم الانحياز وتوخي الموضوعية في معالجتي دائماً، وبالتالي اكتشاف العيوب والأخطاء والتحدث عنها لا من باب التجريح بل لما يستوجبه الدور التوعوي الذي أؤمن به وأحاول تقديمه.

ويبدو أن المشكلة في واقع الفن التشكيلي ليست في البيئة نفسها ولا في تقبل الناس للفنون، بل على العكس فالمجتمع الكويتي محب للفن وذواق من الدرجة الأولى.

لكن هناك بعض المعوقات منها: قلة الجاليريهات الخاصة وعدم وجود كليات متخصصة للفنون الجميلة فضلا عن تبني البعض فكرة تحريم الفن وهو أمر عليه خلاف تشريعي كبير ولكنه يؤثر بطبيعة الحال في سلوكيات البعض وإقدام الكثيرين على الفن عموماً، أو ربما اختلاف طريقة التعاطي معه.

أنشطة ثقافية للجاليات الأجنبية

تتعدد في الكويت مظاهر النشاط الثقافي التي تقوم به سفارات الدول الأجنبية المختلفة، سواء كانت ندوات أو أمسيات موسيقية، أو عروض فن تشكيلي للفنانين الأجانب. فيما يلي سنستعرض رأي أكاديمية أمريكية تعيش في الكويت منذ أحد عشر عاما، وتعمل في جامعة الخليج، وهي باميلا أليجريتو ديوليو.

تقول باميلا: حضرت إلى الكويت منذ العام 1998، وفور وصولي حاولت الاندماج مع المجتمع، ولاحظت أن الاندماج مع الجاليات العربية الموجودة اسهل كثيرا من الاندماج مع الكويتيين، حيث تتطلب العلاقة بهم بعض الوقت.

فيما يتعلق بالنشاط الثقافي كان لدار الآثار الإسلامية دور كبير في استقطابي للعديد من الأنشطة التي تقيمها الدار بانتظام، مثل حفلات العزف الموسيقية، والأمسيات الشعرية والسردية، والمحاضرات، والعديد من الأنشطة الاستثنائية المميزة المجانية التي تقدمها الدار. كما أنني أحضر العديد من الأنشطة المشابهة التي تقيمها هيئات أخرى، وبينها السفارات الأجنبية، وغيرها.

وفي الكويت بإمكانك، إذا كنت تتمتع بالإيجابية أن تجد الكثير لتفعله أكثر من الشكوى، أو التقوقع، وقد أقمت في منزلي، على سبيل المثال، ولسنوات ناديا للقراءة، كان يحضره بانتظام عدد من الصديقات المهتمات بالقراءة، وأغلبهن أوربيات، وعربيات، وبعضهن باكستانيات وإسبانيات، وبالرغم من دعوتي لعدد من الصديقات الكويتيات للحضور فإنهن نادرا ما كن يحضرن.

ومن خلال زياراتي لمعارض الفن التشكيلي، ألاحظ أن هناك العديد من الوجوه الشابة من الفنانين الذين تتجاور أعمالهم الفنية مع أعمال الرواد، وقد لاحظت شغفا كبيرا من بعض الشباب الكويتيين من الطلبة بدراسة الفنون وتقاليدها الأساسية.

والحقيقة أن الرواد الكويتيين في مجالات الفنون والأدب، قد قدموا الكثير من الجهد المميز، الذي حقق للكويت سمعة أدبية وثقافية مميزة.

الجاليات والفن التشكيلي في الكويت

بالرغم من قلة عدد قاعات الفن التشكيلي في الكويت، فإنها تشهد نشاطا كبيرا، وتستقطب عددا كبيرا من أهم الفنانين العرب والأجانب على مدار العام، إضافة إلى نشاط الفنانين الكويتيين من الأجيال كافة، الذين يعرضون أعمالهم في بعض القاعات، أو في الجمعية الكويتية للفن التشكيلي التي يرأسها الآن الفنان عبدالرسول سلمان والتي تلعب دوراً مهماً في عرض أعمال الفنانين العرب في المناسبات الخاصة، وخلال الموسم السنوي منها بشكل عام.

وتتسم الحركة الفنية الكويتية بظاهرة المقتنين. وكما يقول الناقد التشكيلي المصري يحيى سويلم يتميز المناخ الكويتي للفن التشكيلي بوجود المقتنين الذين يحرصون على اقتناء الأعمال الفنية للفنانين العرب، وهي سمة خاصة، يتسم بها الكويتيون، ما يؤكد على الطابع العروبي للكويت التي عرفت منذ الاستقلال بأنها الكويت بلاد العرب، وعلى تقديرهم لفنون العرب بلا استثناء، وعلى انفتاحهم على كل الفنون العربية والغربية بلا استثناء.

وقد كان هذا دافعا لقاعة بوشهري أن تقيم معرضا بعنوان «لوحات عربية في بيوت كويتية» كشف مدى ما تتمتع به فنون الفنانين العرب من شعبية لدى محبي الفنون والمقتنين الكويتيين. وهو مادة أساسية الآن في القاعة، يقام بين آن وآخر.

والحقيقة أن الجانب العروبي هذا قد برز في سياسة الكويت العامة، والسياسة الثقافية على نحو خاص منذ استقلالها، وقبل الاستقلال، وهو ما يظهر بجلاء في رسالة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، حينما يقيم معارض فنية أو من خلال إصداراته مثل سلسلة عالم المعرفة وسواها، وفي رسالة مجلة العربي، منذ تأسيسها، وحتى الآن.

ولعبت القاعات الخاصة مثل قاعة بوشهري، وجاليري سلطان، وقاعة الفنون ودار الفنون، وجاليري ألف، بالإضافة إلى قاعات جمعية الفنون التشكيلية، لعبت دورا كبيرا في تقديم الفن العربي لكبار الفنانين العرب في الكويت منذ سنوات، مثل المصريين: صلاح طاهر، عمر النجدي، فاروق حسني، أحمد نوار، رباب نمر، مصطفى عبد المعطي، وغيرهم، والفنانين السوريين نذير نبعة، فاتح المدرس، يوسف عبدلكي، أحمد المعلا، وسواهم، إضافة للعراقيين ضياء العزاوي ورافع النصري، وشاكر حسن آل سعيد، وسعاد العطار، ومن لبنان أمين الباشا وحسن جوني وفاطمة الحاج ونزار ظاهر ومن السودان أحمد عبد العال وابراهيم الصلحي وراشد دياب. وكذلك عدد من الفنانين العرب من المغرب والجزائر وتونس واليمن والبحرين والسعودية.

ويقول ضياء العزاوي متذكرا الفنان الكويتي الراحل غازي سلطان قوله:

«تتميز الكويت منذ نهاية الستينيات وبداية السبعينيات باهتمامها بالفن العربي عبر صالة سلطان، التي كان يديرها غازي السلطان وتعاونه شقيقته السيدة نجاة، قدمت هذه الصالة فنانين عربا متنوعي التاريخ والتجربة والعمر، عكس قبول هذا التنوع نظرة مستقبلية أثبت التاريخ أهميتها. كنت أحد الأسماء الذين اهتم غازي بتقديمها، وكانت صالة سلطان أقرب إلى ناد معنيّ ببناء مجموعات فنية لأعضائه عبر المعارض التي أقامتها، كانت فكرة هائلة أعطت الفرصة للعديد من الأشخاص لجمع أعمال أصبحت لها أهمية في تاريخ الحركة التشكيلية العربية».

وأتذكر بعض الفنانين العرب الذين سعدت بمشاهدة أعمالهم بقاعة سلطان إضافة للفنان ضياء العزاوي، عرض الفنانون شاكر حسن آل سعيد رافع الناصري إسماعيل فتاح الترك هاشم السمرجي صالح الجميعي عصام السعيد ونهي الراضي من العراق، وفيصل سمرا من السعودية، وأمين الباشا وفريد حداد من لبنان، وفاتح المدرس وغياث الأخرس من سورية، وآدم حنين وعمر النجدي وحمدي خميس من مصر، وفريد بلكاهية وآخرون من فناني المغرب العربي، وهم جميعا أصبحوا فنانين معروفين تركوا بصماتهم على وجه الحركة الفنية المعاصرة في أقطارهم».

كما كانت صالة بوشهري قد أقامت قبل فترة معرضا لفنانين عرب من الأجيال كافة وهم نحو 24 فنانا من بينهم وجوه شابة مثل محمود المغربي وجيهان حسن من مصر، من المقيمين في الكويت، وعبد الرزاق القادري من لبنان وغيرهم.

دار الآثار الإسلامية.. صالون أسبوعي يستقطب المقيمين والمواطنين

تعد دار الآثار الإسلامية واحدة من أنشط المؤسسات التي تستقطب المثقفين والأفراد من الجاليات العربية والأجنبية، بسبب نشاطها الأسبوعي المكثف سواء في محاضرات لمفكرين وباحثين وأكاديميين مهمين من أرجاء العالم، أو الحفلات الموسيقية، والغنائية، لفرق وعازفين من أرجاء العالم، وغيرها من الأنشطة المماثلة.

فدار الآثار الإسلامية، والتي افتتحت في مثل هذا الشهر، فبراير من العام 1983، لتضم بين جنباتها مجموعة نادرة متنوعة من القطع الأثرية الإسلامية في أغلبها، كما يوضح لنا الدكتور محمد المهدي، مستشار الدار، ويضيف: يمتلك مجموعة دار الآثار الإسلامية سمو الشيخ ناصر صباح الأحمد الصباح، وتديرها عقيلته الشيخة حصة الصباح، وهي المشرف العام على دار الآثار الإسلامية، وقد بدأ اقتناؤهما للتحف عام 1975، وخلال عشر سنوات فقط تمكنا من اقتناء عشرين ألف تحفة جمعت رقعة هائلة بين تنوع الفنون الإسلامية وتوزعها مكانا من الهند إلى الأندلس، وبين العصور زمنيا من القرن الثامن الميلادي وحتى القرن التاسع عشر.

ومنذ العام 1988 بدأت فعاليات الدار الممثلة في المعارض الفنية، مثل معرض العلوم عند المسلمين، والمعارض المتخصصة في الآثار الإسلامية، وواكبها محاضرات متخصصة في الفنون الإسلامية لمحاضرين عالميين، وبمرور الوقت تطور النشاط وتنوعت المحاضرات، وصاحبتها أنشطة موسيقية وفنية، وبينها على سبيل المثال، حفل عزف موسيقي للبيانيست سودي برايد، وعازفة البيانو إيطالية الأصل كريستيانا بيجورارو, وفريق مهربانو للموسيقى الفارسية والكردية، وفريق جماعة الفيلهارمونيكا المصرية، وفرقة بروموس بوزوكي اليونانية، وحفل موسيقي للموسيقار الكويتي سليمان الديكان، والموسيقار المصري العالمي رمزي يس، وغيرهم عشرات من العازفين والفرق الكلاسيكية والتقليدية والحديثة.

أما المحاضرات فقد تنوعت بين علوم الآثار، والمخطوطات، والتاريخ، والعمارة التاريخية، والعمارة الإسلامية، والعلوم العربية الإسلامية، والآثار الفارسية، وفنون الخط العربي، والفكر، والفلسفة، واستقطبت الدار العديد من أبرز أسماء الأكاديميين في العالم العربي والأجنبي، ومنهم على سبيل المثال: المفكر الفرنسي جيل كيبل، والمؤرخ الفرنسي المهتم بالشرق أندريه ريمون، والبروفيسور جيزا فهرفاري المتخصص في الدراسات الإفريقية والشرقية وتولى منصب سفير المجر في دولة الكويت، والباحثة والمستشرقة الإيطالية فالانتينا كولومبو، ومايكل روجرز، وجوناثان بلووم، وكلارا سامبل، وكريستيد فاسيليوس، وغيرهم.

ومن العرب هناك الكثير من المحاضرين منهم د. عماد أبو غازي أستاذ التاريخ والأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة في القاهرة، ود. محب إبراهيم، ويوسف زيدان، ود. نجاح العطار، ود.صالح لمعي مصطفى، ود. جمعة شيخة من تونس، وعلي رضوان وتامر الليثي وغيرهم.

أبناء الله في الكويت
حرية الاعتقاد مكفولة

انتقلت الكويت بعد تحولها إلى بلد مهم في تصدير النفط في خمسينيات القرن الماضي، من مجتمع بسيط متجانس بين سكانه إلى دولة مشاريع كبرى وفرص عمل مغرية تستهدف بناء دولة عصرية مكتملة البنى التحية سواء في مشاريع البناء والتعمير أو في وضع القوانين التي تنظم العلاقات بين الناس والسلطات والتي توجت بوضع دستور الكويت عام 1963.

هذه الفورة الكويتية الطموح تطلبت توافد مئات الآلاف من الأيدي العاملة والعقول الخلاقة في مختلف المجالات من مختلف بلدان العالم، الأمر الذي خلق أوضاعا اجتماعية وثقافية جديدة، وبقدر ما كان الكويتيون يعتبرون منفتحين على العالم من خلال التجارة مع الهند شرقا وزنجبار غربا فإن عملية التنمية الشاملة وسعت حدقة ذلك الانفتاح بشكل كبير، سواء من خلال ابتعاث الشباب للدراسة في الخارج أو استقبال مئات الجنسيات وهي ذات ديانات مختلفة للعمل والاستقرار في الكويت.

مليونا مقيم

تجاوز عدد المقيمين في الكويت المليونين يمثلون ما يفوق المائة جنسية، ويعملون في شتى المجالات، وقد نجحت بعض الجاليات مثل الجالية الهندية - وهي من أقدم الجاليات وجوداً في الكويت - في خلق عالم مميز خاص بها كسرت من خلاله الشعور بالغربة والبعد عن الوطن الأم. وتذكر الموسوعة الكويتية لحمد السعيدان أن مسجد السوق الكبير الذي أسس عام 1794م قد تم تجديده عام 1839م من قبل يوسف أحمد الصقر، وبمعاونة من قبل بعض مسلمي الهند، ما يعني أن الهنود في الكويت موجودون منذ أكثر من قرن ونصف القرن. ويناهز تعداد الجالية الهندية النصف مليون نسمة ولديهم عشر مدارس من مرحلة رياض الأطفال حتى الثانوية العامة، وهناك تجهيز لإقامة جامعة هندية، كما أن الهنود في الكويت ليسوا على هيئة واحدة ففيهم المسلمون والمسيحيون وأتباع الديانات غير السماوية كما أنهم قدموا من مناطق وأعراق مختلفة ثقافيا في الهند.

المسيحيون في الكويت

يبلغ عدد المسيحيين من كل الجنسيات في الكويت نصف مليون مسيحي من مختلف الطوائف المسيحية ولديهم مجموعة من الكنائس الرسمية والخاصة التي تتركز في أماكن وجودهم، وفي عام 1930 أنشئت أول كنيسة في الكويت بجانب المستشفى الأمريكي المطل على شارع الخليج العربي، وفي عام 1947 أنشئت كنيسة في منطقة الأحمدي جنوب الكويت لتلبية حاجات المهندسين وعمال شركات النفط من الإنجليز والهنود.

قس كويتي

القس الكويتي عمانويل غريب وهو حاصل على بكالوريوس العلوم اللاهوتية 1989 من القاهرة وتم انتخابه شيخا للكنيسة الإنجيلية الوطنية، كما أصبح راعيا لها في عام 1999 قال في لقاء مع مجلة العربي: «إن المجتمع الكويتي منذ نشأته وهو مجتمع منفتح متسامح، والسبب طريقة تكوينه وأهله الذين هم أهل سفر إلى الهند وشرق إفريقيا وهو ما أتاح لهم فرصة الاطلاع على الثقافات الأخرى واكتسابها فضلا عن عاداتهم المتأصلة في استقبال الغريب والاهتمام به وتوفير الحماية له أيضا». ويشير غريب إلى أن لقب الوطنية المصاحب لمسمى الكنيسة الإنجيلية الوطنية وضع للتأكيد على هويتها بأن في الكويت مسيحيين كويتيين من الطائفة البروتستانتية وهي أحد المذاهب الرئيسية في المسيحية، والكويتيون المسيحيون يعتبرون أنفسهم جزءا من نسيج المجتمع الكويتي، فمنهم كبار رجال الدولة والسفراء والإعلاميون والعاملون في مجال التربية والتعليم.

ويثني القس عمانويل غريب على حرية العبادة في الكويت قائلا: لا نعاني من أي تدخل من أي جهة رسمية بل على العكس ما نراه هو أن الجهات الحكومية تسهل مهمتنا ككنائس عندما نستضيف متحدثين من الخارج أو إقامات رجال الدين، أو استيراد الكتب المقدسة باللغات المختلفة التي زادت عن 50 لغة نظرا لوجود أكثر من 120 جالية تعيش في الكويت منهم نصف مليون مسيحي تقريبا، وهذه الأمور تخص ثلاث وزارات هي الإعلام والداخلية والشئون. ويكفل الدستور الكويتي حرية الاعتقاد كما تنص المادة (35) على أن «حرية الاعتقاد مكفولة، وتحمي الدولة حرية القيام بشعائر الأديان طبقا للعادات المرعية، على ألا يخل ذلك بالنظام العام أو ينافي الآداب». والمقصود بالأديان كما جاء في المذكرة التفسيرية هي الأديان السماوية الثلاثة وهي الإسلام والمسيحية واليهودية. وبالنسبة للديانات الأخرى فقد ترك أمر ممارستها لشعائرها لتقدير السلطة العامة في الدولة.

الجاليات الأجنبية في الكويت
نعيش حياتنا الاجتماعية في حرية

منذ فتحت الكويت ذراعيها لاستقبال القادمين للعمل فيها وهي تعيش شعارها «الكويت بلاد العرب» كحقيقة واقعة، وكمدينة استقبلت كل الأجناس منفتحة على ثقافات العالم، تعيش فيها الجاليات، وتندمج في أنشطتها الاجتماعية والتجارية والاقتصادية بكل حرية، كما أن الكثير من أفراد الجاليات العربية يتناغمون في حياتهم اليومية مع أخوتهم من المواطنين الكويتيين. بالإضافة إلى الجاليات غير العربية من آسيا وإفريقيا وأوربا التي تمارس أنشطتها بشكل مستمر عبر سفاراتها أو عبر هيئات الجاليات، وهو ما يلقي هذا التحقيق المصور عليه الضوء:

بعد أن يرحب السفير عبدالأحد إمباكي بمبادرة مجلة العربي ينوه بأن المجلة قامت بزيارة للسنغال قبل سنوات وأجرت استطلاعا جيدا فيها مع المسئولين بالسنغال آملاً أن تتكرر هذه الزيارة في السنوات القادمة.

والسفير هو أحد أقدم السفراء الأجانب في الكويت، لذلك هو عميد السلك الدبلوماسي في الكويت، ويوضح أن الجالية السنغالية في الكويت ليست كبيرة مثل باقي الجاليات إذ لا يتجاوز عدد أعضاء الجالية 150 شخصا ما بين العاملين في السفارة والموظفين في بعض الإدارات الحكومية وطلبة وطالبات لديهم بعثات دراسية من حكومة الكويت والحكومة السنغالية في المعهد الديني أو الهيئة العامة للتعليم التطبيقي أو في جامعة الكويت، إضافة إلى بعض المدرسين السنغاليين في المدارس الكويتية.

ويقول السفير إمباكي: طبعاً الكويت بالمقارنة مع باقي الدول في المنطقة نجدها بلدا مفتوحا بالنسبة للجاليات، والفرصة متاحة للجالية بممارسة أنشطتها الاجتماعية بحرية للجالية مع السفير بالسفارة السنغالية، حيث تلتقي الجالية وتستمتع بسماع الموسيقى السنغالية واسترجاع فنون بلدهم، وتزاول الجالية الرحلات والقيام بأنشطة رياضية تقام بين الجاليات الإفريقية في الكويت، على شرف عميد السلك الدبلوماسي بالكويت ويكون أعضاؤها من الجاليات الإفريقية المختلفة.

هذا وفي الاحتفالات بالأعياد الوطنية تتشارك الجاليات في إحياء هذه الاحتفالات التي تمثل فرصة للقاء والتعارف وتبادل المعلومات.

الجالية المصرية
أكبر الجاليات العربية تعداداً في الكويت

يعيش في الكويت نحو 450 ألف مواطن مصري يعملون في كل المجالات، وتقوم إدارة الجالية بتقديم الكثير من الخدمات الاجتماعية للجالية، كما توضح سهير القاضي نائب الأمين العام لمجلس الجالية المصرية وتقول: نحن كمجلس للجالية نتكون من 70 عضواً، ويترأس هذا المجلس المهندس علي العلمي كأمين عام لمجلس الجالية، وأعضاء المجلس، يتم اختيارهم بالانتخاب، ولدينا لجنة تنفيذية من 7 أشخاص تختص بأعمال 12 لجنة تتوزع على عدد من الأنشطة ما بين لجنة المساعدات الإنسانية، واللجنة العمالية، ولجنة التكافل، واللجنة الثقافية، ولجنة المرأة ولجنة المساعدات القضائية، واللجنة الرياضية واللجنة الاجتماعية، واللجنة التعليمية، واللجنة الإعلامية، وأخيراً اللجنة المالية والاقتصادية.

وتتوزع أنشطة اللجان في المجالات حسب تخصصها حيث يتم الاحتفال بالأم المثالية، ويوم اليتيم إضافة إلى وجود صندوق للمساعدات الإنسانية للجاليات ولجنة التكافل، بصدد إصدار بوليصة تأمين لجميع العاملين المصريين في دولة الكويت، فهناك بعض العاملين غير مقتدرين، وليس لديهم تأمين، نحن نقوم بعمل تأمين لهم حسب السن والعمل، وفي حالة حدوث وفاة البوليصة هي التي تغطي هذا الجانب الخاص بهم.

إضافة إلى الأنشطة الثقافية من حفلات موسيقية وندوات فكرية وشعرية أيضاً.

إضافة إلى الدورات الرياضية بين أبناء الجالية والجاليات العربية الأخرى، وأكثرها شعبية كرة القدم. ولجنة التعليم، أهم أنشطتها تكريم أوائل الثانوية العامة من أبناء الجالية.

هذا بصورة عامة، ولكن لدينا أيضاً نشاطات كبيرة نقوم بها بالاشتراك مع القنصلية المصرية، بما لا يتعارض مع عمل القنصلية.

ونحن كمجلس للجالية المصرية نعمل عملا تطوعيا لخدمة أبناء جاليتنا المصرية، سواء على المستوى العلمي أو الثقافي أو الترفيهي.

والجدير بالذكر أيضاً هناك جائزة يقدمها أمين عام الجالية المصرية باسمه وتسمى «جائزة العلمي للتفوق العلمي» ويكرّم فيها الثلاثة الأوائل من التخصص العلمي والأدبي بمنح مالية للطلبة سنويا، وأيضاً نقدم جوائز وهدايا باسم الجائزة للطلبة الكويتيين.

كل هذه الأنشطة المختلفة تهدف إلى التواصل والتفاعل مع أبناء الجالية والشعب الكويتي لتفعيل الروابط الأخوية بين البلدين والمحافظة على التفاعل الكبير بين الشعبين.

الجالية اليمنية تتناغم مع المجتمع الكويتي

يعيش في الكويت نحو 10 آلاف مواطن يمني كما توضح السيدة انتصار نعمان المستشارة الإعلامية والثقافية في السفارة اليمنية، وقد تشارك الجالية اليمنية في العديد من النشاطات الاجتماعية أو الثقافية كالمعارض والأعياد الوطنية وعيد التحرير لدولة الكويت من خلال الفرق اليمنية الشعبية، خاصة أن هناك انسجاماً ثقافيا وفنيا واجتماعيا يمنيا كويتيا قديما وهناك عدة فرق منها ثلاث للرقص الشعبي تقدم التنوع الموسيقي وهي «اللون الصنعاني اللحدي (عدني) والحضرمي واليافعي والتعزي والتهامي» وهي ألوان الفن اليمني المختلفة وأكثر هذه الفرق تشارك في إحياء حفلات الأعياد الوطنية الكويتية وحفلات تسوّق «هلا فبراير».

كما تقوم الجالية بنشاطاتها الرياضية والمساهمة في النشاطات الثقافية الكويتية على هيئة أسابيع ثقافية يمنية.

وتوضح نعمان أن كل تلك الأنشطة تمارس بحرية تامة، مؤكدة على مدى قوة الترابط والتفاعل الدائم بين اليمني والكويتي.

بنجلاديش: ربع مليون مقيم يتمتعون بالحرية

في بداية حوارنا مع القنصل العام بسفارة بنجلاديشي محمد نور الإسلام أوضح لنا أن عدد الجالية يصل إلى نحو 240 ألف مقيم بنجلاديشي في الكويت وهم لا يقتصرون على العمال، بل هناك الكثير من المهندسين والأطباء والأساتذة في جامعة الكويت ورجال الأعمال والمدرسين، وكتيبة عسكرية بنجلاديشية في الكويت تبلغ حوالي خمسة آلاف جندي أسهموا في أعمال لها علاقة بحرب تحرير الكويت وهو ما أكده لنا الملحق العسكري بالسفارة العميد جنرال محمد أمين الحسن، حيث قال: بدأنا في الكويت في مايو 1991م للمشاركة في إزالة الألغام الأرضية. وهنا فقدنا حوالي 600 جندي ونحن كعسكريين نشعر بالفخر لأننا شاركنا الكويت في هذا المجهود لأن الكويت بلد تربطنا به روابط الأخوة، وهناك العديد من الضباط والجنود يعيشون مع أسرهم وأطفالهم في الكويت ويؤدون الكثير من النشاطات الاجتماعية.

كذلك نقوم ببعض النشاطات الثقافية ضمن جاليتنا، ولدينا احتفال بالسنة البنجلاديشية الجديدة الخاصة بهم، بإقامة مسرح وأداء رقصات تعبيرية وتقليدية مع العائلات والأطفال وهو في 14 أبريل من كل سنة.

وتتميز هذه الاحتفالية بأنها مناسبة عزيزة وخاصة على البنجلاديشيين. كما نحتفل أيضا بيوم النصر في 16 ديسمبر الخاص بنا وعيد الاستقلال في 26 مارس وهناك يوم آخر نحتفل فيه على مستوى بنجلاديش وهو «يوم اللغة» وهذه اللغة من أجلها بذلوا من أجلها الكثير للمحافظة عليها كلغة أم وأساسية في بنجلاديش وهي «البنجلا» الوطنية في 21 فبراير من كل سنة.

في يوم 17 و18 من شهر ديسمبر تقوم الكتيبة البنجلادشية وهو برنامج عائلي يتم فيه الرقص والغناء التقليدي البنجلاديشي.

ويقول القنصل البنجلاديشي: نحتفل بأفراح أبناء الجالية وإقامة الأعراس لهم ودعمهم في الكويت، وهذا يدل على تقبّل حريّة الآخرين في البلاد مع وجود جو التسامح والعطاء بين الشعبين الكويتي والبنجلاديشي.

المركز الكويتي لحقوق الجاليات
نتواصل مع مليونين ونصف المليون مقيم في الكويت

من بين شواهد احتضان الكويت للجاليات التي تعيش فيها وجود المركز الكويتي لحقوق الجاليات الذي أنشئ قبل عامين تقريبا والذي يهدف إلى الحفاظ على حقوق الجاليات التي تعيش في الكويت.

ويوضح لنا عمر العتيبي طبيعة عمل هذا المركز قائلا: هي جمعية نفع عام ومركز أهلي يهتم بحقوق كل الجاليات الموجودة في الكويت بلا تفرقة، سواء كانت عربية أو أجنبية، وقد أنشئ قبل نحو عامين وله فعاليات ومشاركات محلية ودولية ويهدف إلى الاهتمام بحقوق الإنسان المتصلة بالجاليات، وخلق روح التواصل وكسر الحاجز بين الجاليات المقيمة في الكويت والكويتيين في المجال التعليمي ومجالات التنمية والخدمات الطبية وغيرها، كما يعزز نشر الوعي وفقا للمعايير الدولية في جميع المجالات.

ويوضح العتيبي أن تفاعل الجاليات مع المركز يتم من خلال أنشطة المركز وفعالياته الثقافية والاجتماعية للمزيد من تواصل الثقافات المستقبلية بين البلدين خاصة الندوات الثقافية الفكرية التي يحاضر فيها مفكرون ومهتمون من الجاليات بالثقافة.

من جهة أخرى، يعمل المركز على حل المشكلات التي تعاني منها الجاليات أبرزها موضوع الإقامات والمخالفات المرورية والضمان الصحي، ومشكلة العمالة الوافدة بهدف المحافظة على الأمن القومي والاجتماعي للبلاد، ويتم التعامل معهم من خلال لجنة تسمى «لجنة الشكاوى» ونقوم ببحثها، لإصلاح السلبيات، خاصة أن هذه الشكوى تقدم من الأجنبي المقيم بنفسه وتكون علاقتنا مباشرة معه. ويضيف العتيبي: إن علاقة المركز بالسفارات علاقة ودية جداً وتعاونية ويتم الآن العمل على إجراء لقاءات أكثر توسعاً من أجل دراسة الجوانب الاجتماعية والثقافية وتدعيم روح التواصل.

ومن ضمن أهدافنا أننا نعمل على إنشاء صندوق مخصص لرعاية المرضى والمعاقين وكفالة الأيتام من أبناء الجاليات خاصة أن هناك حالات إنسانية كثيرة.

ولدينا موقع إلكتروني للتواصل مع هذه الجاليات التي يصل عددها ما يقارب مليونين ونصف المليون نسمة.

ويدير المركز خمسة أعضاء يرأسهم الأستاذ مطلق الحميدي ونائب الرئيس دابس العجمي ومن منيرة الحربي رئيسة اللجنة النسائية واللجنة القانونية التي ترأسها آمنة الملا وأمين عام المركز جمال العتيبي.

ويشير العتيبي إلى أن أكثر الجاليات المشاركة في فعاليات المركز هي الجاليات المصرية والسورية والإيرانية واليمنية والأسترالية والأمريكية والبريطانية.

وهناك أنشطة فنون تشكيلية وأدبية لكتابة القصة ويشرف عليها مفكرون وكتّاب من الجاليات نفسها، وهذا يولد طبعاً علاقات مختلفة بين أهل البلد والجاليات.

بث إذاعي بأربع لغات للجاليات الأجنبية في الكويت

وزارة الإعلام، من المؤسسات الحكومية التي أكدت على أن دولة الكويت تكفل التعايش السلمي والتواصل الثقافي لكل من يعيش على أرضها، وذلك بإنشائها لإدارة مختصة للبث الإذاعي بلغات أجنبية مختلفة تعمل جاهدة لتغطية أكبر عدد من المستعمين.

وللتعرف عن كثب على مايعد ويقدم في هذه الإدارة، كان لنا حديث مع السيدة فوزية الفلاح مدير عام المحطات الأجنبية في الإذاعة الكويتية التي بينت أن «فكرة بث البرامج الأجنبية عبر وسائل الإعلام الكويتية فكرة قديمة، تمحورت مع بدايات النهضة الإعلامية الكويتية، وخصوصا في القطاع الإذاعي حيث الهدف في إيصال الخبر والحدث المحلي لكل من يستمع إلى صوت الكويت من غير الكويتيين والعرب من خلال لغته. لقد أخذنا على عاتقنا مهمة التعريف بحضارة وتاريخ دولة الكويت وتغطية مختلف النشاطات والفعاليات التي تقام في الدولة، كما حرصنا على التواصل مع مستمعينا عبر رسائل ومشاركات، كثيرا ما تطرح فيها موضوعات للتوضيح والتنويه».

هدفنا إيصال صوت الكويت للمقيمين غير العرب

ولأن العمل الإعلامي لايخلو من الصعوبات الفنية والإدارية فقد استعرضت لنا الفلاح أهم العثرات التي تخطتها بتفاؤل كبير بقدرات وإمكانات العاملين معها «وإن كانت كثيرة فإنها تتضاءل شيئا فشيئا، لدينا كوادر كويتية قادرة على إعداد برامج بلغات البث المختلفة، وحاليا أستعنا بكوادر شبابية مقيمة على أرض الكويت من مواطني تلك اللغات من أجل تطويرالعمل وحفظ خصوصية كل لغة، مع إشراف وتخطيط ومراقبة من الإدارة العامة للبرامج الأجنبية في الإذاعة».

وفي هذا الشأن قد تستعين الإدارة بمختصين في إعداد برامج خاصة تواكب طبيعة الحدث سواء كان سياسيا أو اقتصاديا أو ثقافيا، كما قد تستضيف شخصيات من بلدان الجاليات للحديث عن قضاياهم، وما قد يعترضهم من أحداث أو أخبار في بلدانهم أو في دولة الكويت.

وحول مايعد للمستقبل نوهت الفلاح بأنه «في ظل تزايد أعداد الجاليات الأجنبية في الكويت من الطبيعي أن نتوجه إلى أن يكون صوت الكويت حاضرا وبارزا. واللغات التي نبث بها الآن تخاطب أكبر الشرائح الأجنبية المقيمة على أرض الكويت. والتفكير وارد في خطط مستقبلية تؤذي الغرض الموجود من البرامج الأجنبية الموجهة». من الحيز الصغير وبالكوادر الشبابية المجتهدة ومن خلال الإدارة الفاعلة تترجم وزارة الإعلام الكويتية رسالة دولة الكويت في التواصل مع الآخر أينما كان، وتواصل المحطات الأجنبية عملها في البث ومخاطبة الجاليات غير العربية عبر أثير دولة الكويت.

الصحافة الكويتية والجاليات

تتسم الصحافة الكويتية بصفة خاصة تميّزها عن الكثير من وسائل الصحافة العربية الأخرى وهي اهتمامها الشديد بقضايا الجاليات التي تعيش على أرض الكويت من خلال الصحف الكويتية التي تصدر باللغات الأجنبية مثل: «كويت تايمز»، و«الوطن دايلي» وغيرهما.

أما الصحف المحلية الكويتية، فهي تولي الجاليات اهتماماً كبيراً من خلال فرد صفحات لمناقشة قضايا الجاليات العربية وحقوقهم في الكويت، وهناك صحف مثل «السياسة» و«الوطن» تنشر صفحتين يوميتين عن الشئون المصرية - على سبيل المثال - حرصاً على ربط القارئ المصري بشئون بلاده، وتنشر صحيفة «أوان» العديد من الصفحات الخاصة بقضايا الجاليات العربية والأجنبية وجريدة «الرؤية» التي تنشر صفحات عن مصر، وكذلك الأغلبية العظمى من صحف الكويت.

 

 

إبراهيم فرغلي - إبراهيم المليفي - منيرة سالمين - هذايل الحوقل 




صورة الغلاف





 





إسماعيل فهد إسماعيل وبجواره مهاب نصر، وليلى العثمان في أمسية من أمسيات ملتقى الثلاثاء





حلمي التوني (مصر)، آمنة النصيري (اليمن)، شوقي عبدالأمير (العراق)، محمد طالب، أسعد عرابي (سورية)، محمد أبو طالب (مصر) ضيوف ندوة مجلة العربي





مكتبة البابطين استضافت رئيس مجلس الرئاسة البوسني حارث سيلازيتش في ندوة أدارها د. سليمان العسكري





سوزان خواتمي توقع نسخاً من مجموعتها القصصية





آدم يوسف





مكرمون عرب وكويتيون في إحدى حفلات الملتقى الإعلامي العربي السادس في الكويت





د. باميلا اليجريتو





الأوربيون والآسيويون وجوه مألوفة في قاعات الفن التشكيلي بالكويت





سفير الهند لدى الكويت أجاي مالهوتر في افتتاح معرض الفنانة الهندية شبنم حسين





الفن التشكيلي له جمهوره من الجاليات المختلفة





 





الشيخة حصة الصباح مع المستشرقة الألمانية الراحلة أنا ماري شيميل





القس عمانويل غريب





المسيحيون في الكويت يؤدون إحدى الصلوات





 





سفير الجمهورية السنغالية: الكويت بلد سمح ومفتوح لكل الجاليات.. الشيخ د. محمد الصباح وزير خارجية الكويت يشارك السفير السنغالي عبدالأمير إمباكي في العيد الوطني للسنغال





أمين عام مجلس الجالية المصرية علي العلمي يتوسط أعضاء الجالية





انتصار نعمان





من الحفلات الراقصة التي تقيمها الجالية البنغالية في الكويت





القنصل العام لسفارة بنجلاديش ويجاوره الملحق العسكري للسفارة





عمر العتيبي أمين سر المركز





الجاليات العربية تشارك الكويتيين احتفالاتهم بعيد التحرير والعيد الوطني





الإعلامية والكاتبة نسرين طرابلسي والقاصّة هبة بوخمسين والكاتب إبراهيم دشتي والكاتب مختار عيسى في إحدى أمسيات المركز الكويتي لحقوق الجاليات





فوزية الفلاح





المتنزهات الكويتية توفر للجاليات الأجنبية والعربية مناخاً جيداً للترفيه