الروائي ومدينته

الروائي ومدينته

يرتبط الفن السردي عموماً بالمكان ارتباطاً عضوياً، والمقصود هنا: المكان في مفهوميته وعموميته، لا من حيث هو لفظ مجردٌ فحسب، بل وأيضاً من حيث هو مختص أو متفرد بتفرد وخصوصية ما يحتويه السرد، وكأن لا وجود له خارج الإطار السردي، حتى وإن كان موجوداً في الواقع العملي المحسوس «افتراضاً».

من هنا مدخل علاقة الروائي بمدينته من حيث هي فضاء حقيقي / افتراضي، لإطاره السردي.

على هذا النحو بمكن أن أقارب في جوانب من تجربتي، ومن منظوري الخاص، علاقتي بالمكان وبالمدينة خصوصاً، أو بمدينة بعينها على وجه أخص.

سمعت في إحدى المناسبات الثقافية، من يقول عني مستنتجاً شبه هامس أو ملمح: ما أكثر ما كتبت عن الدار البيضاء، وقد انتبهت فعلا إلى أنني قد كتبت الكثير عن هذه المدينة، أو بالأحرى أنني كتبتها، بما يعني أنها ارتسمت مكاناً لكتابتي الروائية والقصصية، وهذا لا يعني تعميماً لحضورها في كل الكتابات، كما لا يعني أن غيرها من المدن المغربية وغير المغربية من عربية وأجنبية، لم ترسم في كثير من كتاباتي، لكنه يعني أن الدار البيضاء حازت نصيبا مهماً أو أكبر، وهذا صحيح إلى حد كبير، ولعله تكرس أكثر وعلى نحو يبدو مباشراً بكتابة ثلاثية «درب السلطان»، وهو ما كان موضوع برنامج ثقافي تلفزي، دعيت له في إحدى المناسبات.

مدينة حداثية

والدار البيضاء ليست مدينة قديمة من المنظور التاريخي، إلا من حيث بعض أسوارها وملامح معدودة من معالمها، والتي لا تضرب عميقاً ولا كثيراً في القدم، فهي مدينة حديثة، لكن حداثتها نسبية، أو لنقل إن هذه السمة تصدق على بعض مكوناتها الأساسية، ولا تصدق على غيرها، ومن منظور خارجي محض، تبدو الدار البيضاء من خلال «درب السلطان» بالذات، ومن خلال روايات أخرى، ماثلة في مكوناتها المعمارية الأساسية، التي تفاعلت وظلت تتفاعل، بنحو خاص إلى ما يقارب منتصف القرن الماضي، في تآلف أو على الخصوص في تجاور وتواز ممثلة في ثلاثة عناصر:

ــ «المدينة القديمة» داخل السور بوجه خاص، وهي ذات حمولة تاريخية حضارية اجتماعية، منها المشترك مع مختلف المدن القديمة المغربية والعربية، ومنها ما تختص به في ذاتها، وبخاصة مكوناتها البشرية منذ بداية القرن الماضي.

ــ «المدينة العصرية» «الأوربية» والتي أنشئت خصوصاً بعد دخول الاستعمار الفرنسي، وهي تجاور بل تلاصق المدينة القديمة وتوازيها، قاسمهما المشترك مجاورة الميناء الذي هو مصدر الفاعلية الاقتصادية.

ـــ «المدينة الجديدة» «الأهلية»، وهي التي نشأت بعاملين، عامل نزول السلطان «الملك» بقصره المعروف بها، وما يجاوره من منشآت دينية ثقافية تجارية وسكنية، يشكلها درب الأحباس، كما أنها نشأت بفعل التخطيط الحضري إبان الاستعمار، لتكون منطقة استقطاب للساكنة المغربية، سواء منها الأصلية من سكان الجوار القروي للدار البيضاء، أو من قبل الساكنة المهاجرة سواء من العالم القروي، أو من المدن الأخرى لأغراض التجارة والعمل بالمصانع، وهي جملة ما أصبح يشكل منطقة ما يسمى درب السلطان؛ علماً بأن مناطق هامشية أخرى ذات أهمية قصوى، خصصت للقاطنة المهاجرة والفقيرة في المناطق الصناعية المتطرفة في جوانب المدينة، علاوة طبعاً على الضواحي الراقية للساكنة الثرية وذات الوجاهة.

وهكذا تبقى المكونات الأساسية للدار البيضاء بادية فيما هو تقليدي أو عتيق، وما هو أهلي جديد، يفصل بينهما الجزء الأوربي المعاصر، وهذا التجاور قائم على منظور إنساني تفاعلي غني بكل إيجابياته وسلبياته.

الدار البيضاء روائياً

ربما يستدعي الأمر سؤالا من قبيل: ماذا تعني الدار البيضاء بالنسبة لي، ومن خلال ما كتبته وعرضته كفضاء روائي؟

أستعيد هنا موقفاً قلت فيه مرة، لصديقنا وأستاذنا الكبير عبد الكريم غلاب : إنها مدينة بلا قلب، وأعني الدار البيضاء التي كانت مدار حديثنا، فكان رأيه بالعكس من ذلك، وبدأ يفيض في حديثه عنها من حيث الإيجابيات؛ لم أعقب على كلام الأستاذ غلاب، إذ كان في ذهني شيء غير واضح، أو أنه من الوضوح والخصوصية بحيث لا يستحق الشرح والتفصيل، كنت أعني أولا أنها في وضعها الجغرافي، تبدو لي كما لو كانت من دون قلب، أي من دون مركز في الموقع الطبيعي لكل قلب، بحيث تبدو وكأن قلبها في جنبها متطرف جهة البحر، وليس في وسطها، كما يقتضي الحال في قلب ومركز لمدينة ما، ربما يكون هذا الوضع مشتركاً بين المدن الواقعة على السواحل، ولكن هذا في حال صحته، إنما يؤكد تصوري أو مشاعري بالأحرى، فلو رُسمت المدن، أو بزغت عفوياً حسب تصوري، لكان قلبها أو مركزها في نقطة الوسط لدائرة أو مربع أو حتى مثلث أو مستطيل، على النحو المنتظم المنسجم الذي تعلمناه في المدرسة.

مدينة بلا قلب

بيد أن الجانب الأهم أو المسكوت عنه من قبلي، في عبارتي وتصوري عن « مدينة بلا قلب» هو الجانب المعنوي الروحي أو الاجتماعي، وأنا هنا «في حديثي مع الأستاذ غلاب إذ ذاك» أتحدث من موقع ارتباط اجتماعي ثقافي على الأقل بهذه المدينة، باعتبارها احتوت شطراً من حياتي إن لم يكن الأهم، وهو المتمثل قي الطفولة وبداية الشباب، ومن هنا فلست محايداً ولا يمكنني ذلك؛ وعندما أقول عن الدار البيضاء وكأنها بلا روح أو بلا مشاعر، فهذا الموقف أو التصور من جانبي، لا ينسحب على كونها كذلك بسبب أنها عاصمة اقتصادية، وأن الصوت المسموع فيها بالتالي، هو صوت الأرقام والحسابات والمعاملات والصفقات، رغم أن هذا قد يكون وارداً، لكنه لا يعني أن مدناً أخرى غير مالية ولا تجارية على هذا النحو، لا يمكن وصفها بأنها بلا مشاعر؛ ومهما يكن فتصوري لم يكن منصرفاً إلى ذم أو قدح في حق المدينة، بل ربما على العكس من ذلك كان الأمر، وهو على كل حال خال من كل ذلك وفي غاية التعقيد؛ أتدري حال التذمر من شيء تحبه ويملأ عليك الجوانح، تتذمر منه لفرط ما تحبه وتشعر أنه يبادلك الشعور؟ ثم أنت تغار على موضوع حبك الذي تتذمر منه، تغار منه وتغار عليه؛ ربما كان الأمر كذلك بالنسبة لي، أو أقرب إلى شيء من هذا القبيل، تصوري في الواقع ينصرف إلى أن هذه المدينة تبدو لي من دون قلب وبلا مشاعر، لأنها سلبت ذلك كله أو بعضه، وهي تبدو قاسية على نفسها بقسوة الغير عليها.

مآثر العمارة

لا بأس من التذكير بأنني فيما كتبته في إطار هذه المدينة، حسب الفترات الاجتماعية الواردة روائياً، ولم يكن ذلك قطعا ًبنية التاريخ المعماري لها، يمكن أن يكون دالا على مراحل ونماذج عمرانية ومعمارية، وقد أصبحت له هذه الأهمية، بعد زوال معالم لم يعد لها من أثر في غالب الحالات، أو لم يبق لها من أهمية على الأقل في حالات أخرى؛ ويجب التأكيد هنا على أي معلمة معمارية، لا تمثل مجرد ركام مادي يمكن كشطه بجرة قلم وضربة فأس، بمعنى أن ذلك وإن كان ممكناً بحكم القدرة، فهو غير ممكن من حيث الجواز، باعتبار أن المأثرة المعمارية هي عمل فكري فني قبل كل شيء، هي إنجاز عملي تجسيدي لمهارات وفنون صناعية، مهما تكن «بدائيتها» إن صح التعبير، أو درجتها الحضارية بتعبير أصح، فهي ذات قيمة إنسانية، وتراثية كونية، بل إننا نرى اليوم تلك الأهمية الكبرى التي تكتسيها العودة إلى المآثر العالمية في جميع المجالات، وكيف أنها بالإضافة إلى قيمتها الذاتية، تمثل مرجعية إلهامية للمعارف والفنون الإنسانية كافة.

عاشق المدينة

وإنها لمناسبة تفتح القابلية للحديث عن مثل هذه المشاعر التي تعتري عاشق مدينته، الكاتب الروائي، الذي يصبح أحياناً كالباحث عن أطلال كيانه الذاتي بين المفقودات المعمارية، وكأن عليه أن يبحث لشخصياته عن «مسارح» جديدة في فضاءات أخرى لا مشاعر تربطه بها ، أو يكون عليه أن «يسعى» للتفاعل مع شخصيات جديدة، يمكنها أن تتحرك بدلالة ومعنى، في جديد المدينة ومتحولها.

وفي مجرى التحول هذا، يمكن مقارنة العديد من مشاهد السرد الروائي لمعمار الدار البيضاء بما هو ماثل حالياً، لينبثق التساؤل: أإلى هذا الحد ــ كبائس كائنات بشرية ــ تقضي مآثر معمارية في صمت وهدوء؟ وباستثناء بناية فندق « لنكولن» الوشيكة الانهيار، والتي أثارت ولا تزال تثير ضجة للحفاظ عليها، بل ولإعادة تشييدها على النمط المعماري الفريد نفسه الذي كانت عليه، فإن معالم أخرى مهمة ضاع أثرها ولا يمكن أن يعوضها شيء، حتى ولو أعيد بناؤها على النحو الذي كانت عليه معمارياً وهو أقل الواجب، والإشارة هنا إلى ما هو معروف من بناية «المسرح البلدي» التليد، الذي هدم من دون مبرر إلا ما يستشعره الروائي جناية، والذي لم يكن يمثل تحفة معمارية فحسب، بل إنه كان متحفاً إنسانياً، بلائحة الأعلام من شتى بقاع العالم ومن مختلف الفنون والمعارف، الذين أتحفوا خشبته عزفاً وغناء، رقصاً وتشخيصاً، استعراضاً وتشكيلا، علاوة على قمم المعارف من المحاضرين العالميين الذين قدموا الأطروحات الفكرية في فضائه ومن على منصته؛ وأقل ما يجب في حق هذه التحفة المعمارية الثقافية الحضارية المفتقدة تعسفاً، هو أن يعاد تشييدها على نحو ما كانت عليه، وفي المكان نفسه الذي كانت تحتله سابقاً؛ وعلى الرغم من أن هذا لا يفي، فإنه ما يمكن فعله أمام الأمر الواقع؛ على نحو ما أمكن تحقيقه بخصوص معلمة «المكانة/ المجانة» - أي الساعة - المتمثلة في البرج القصير الأشبه بالصومعة الصغيرة، بارتفاع لا يتجاوز أمتاراً معدودة، تتوج هامته ساعة عمومية، عند مدخل المدينة القديمة ومقابل المدينة العصرية، وقد طاله العسف وافتقد لعقود من سنوات، قبل أن يعاد بناؤه على النمط الهندسي المفتقد نفسه، وفي المكان الذي كان يحتله.

معالم مفقودة

ربما تكون بعض كتابتي عن الدار البيضاء، وبروح المسكوت عنه أو فصيح ما بين السطور من الأسى البالغ على اندثار بعض الأشياء المهمة من معالمها، يرجع عندي إلى واقع الخروج منها والحياة بانفصال عنها بعد اتصال، مما قد يكون من حيث المشاعر، خلاف من استمر بها، ورافق مجرياتها يوماً بيوم ما بين تحول وتحويل، عبر تغير وتغيير؛ بيد أن الأجيال الناشئة والتالية المتتالية، لا يمكنها أن تستشعر افتقاد معالم من قبيل عمارة سينما فوكس، والتي كانت رئيسية في موقعها، فخمة من حيث المبني الذي كان بالإضافة إلى قاعة العرض السينمائي، يضم في الطابق الأرضي متاجر مهمة «أروقة» على النمط الأوربي من قبيل «لافاييت»، وحتى لو استشعرت بعض الفقدان الحيادي عبر تذكارات فوتوغرافيا بالأبيض والأسود، فإنها لن تستشعر الحياة التي يمكن أن يحملها الفضاء سردباً، عبر شخصيات ومشاهد فكرية حية، لنوعية عوالم الرواد الذين كانت تكتظ بهم «لوجات» سينما فوكس، من جمهور أفلام «الحركة» والمغامرات التي تجتذب إلى جنباتها وتشد إلى شاشتها، أفواج الشباب واليافعين في غالب الأحيان، في شبه تناقض مع جدية انتصاب العمارة المركزية في متانة وشموخ؛ وهذا لا يمنع من أنها كانت تستقبل بين الحين والآخر، عروضاً فنية حية على خشبتها.

إن ضياع هذه المآثر أو بعضها على الأقل، مما يمكن أن يخلده السرد الروائي أو يغفل عنه بدوره، لا ينتمي إلى منظور يولي أهمية لذاكرة المدينة، وبخاصة عندما نشاهد أن ذلك وقع تعويضه بضخامة بنيان من قبيل فندق «الدار البيضاء» الذي لا ينتمي معماره لشيء ولايوحي بشيء، وربما كان أقرب إلى النشاز المعماري في نقطة توسطه بين مدينتين، لكل منهما شخصيتها وهويتها المعمارية والعمرانية؛ ويمكن التساؤل بهذا الخصوص، إن لم يكن من الأجدى المحافظة على الطابع الذي كانت عليه نماذج المعمار في هذا المركز، وبناء الجديد من معمار، بما في ذلك الفنادق الفخمة، في مواقع خارج المركز أو حتى داخله إن أمكن، ولكن لا على حساب مآثر ذات قيمة اجتماعية حضارية، أصبحت بذلك مكوناً من مكونات شخصية المدينة المعمارية والعمرانية.

درب السلطان

لا يمكن لشخصيات روائية تلتحف فضاء الدار البيضاء أو تتحرك في إطاره، أن تفلت من إسار شارع المحطة «محمد الخامس حالياً» في فتنة معماره ومؤسساته، ومن حسن الأحوال أنه لا يزال محافظاً في جزئه الأهم القريب إلى المركز على أهم معالمه، رغم ما يشكو من قتامة، ورغم رحيل أو ترحيل الكثير من أنشطته التجارية العصرية، التي كانت دائبة فيه بنكهتها العصرية التقليدية على مدار اليوم، إلى مناطق أخرى أكثر حداثة. ربما تبدو ثلاثية «درب السلطان» ممثلة لجماع ما تفاعلت به مع مدينة الدار البيضاء كمكان إبداعي، تتحرك على أديمه عرائس الشخصيات الروائية، وقد يعود ذلك لسببين: أحدهما أن هذا العمل يأتي متأخراَ نسبياً في مساري الروائي، وثانيهما أن عنوان الرواية يستغرق المكان البيضاوي نفسه، بكل أصالته وسعته وإيحاءاته؛ بيد أن فضاء الدار البيضاء لم يكن غريباً ولا مفارقاَ لشخصياتي الروائية والقصصية في أعمال أخرى، دون أن يعني ذلك عدم اشتراكها مع أمكنة مدن أخرى، وأشير هنا إلى رواية «رفقة السلاح... والقمر» التي تجري أحداثها في مدن أخرى تشترك في الحدث الروائي، منها الدار البيضاء بالطبع، ومنها الرباط والقصيبة وغيرهما، تبعاً للعلاقة بالأحداث والشخصيات، ومنها أيضاً مدن عربية : دمشق، بيروت، القاهرة... والأمر نفسه في هذا الطابع المشترك، يعم مدناً أخرى من قبيل فاس ومراكش وغيرهما.

بيد أن الدار البيضاء تحوز نصيبا أكبر، سواء في انفرادها بالمكان كما في الثلاثية، و«الريح الشتوية» وغيرهما، أو في اشتراكها المشار إليه مع مدن أخرى، وبخاصة في روايات المقاومة مثل «من جبالنا» و«طريق الحرية»، حيث يبدو المجتمع الروائي من خلال علاقاته وتحركاته، شاملا للعديد من الأمكنة الحضرية والقروية أيضاً. أوضحت بأكثر من عبارة ما هو بدهي، من أن المكان والمدينة بالتالي، ليس محايداً ولايعرض في حياد أثناء السرد، علاوة على أن معادلة التطابق غير واردة، فيما يتعلق بالتوصيف السردي في حيويته الفائقة، مع الواقع «المفترض» الذي قد يكون في ذلك أقل أو أكثر، ولكن الطبيعة بينهما تبقى أبداً مخالفة ومختلفة؛ وأضيف أن ذلك يصدق على الموضوع، سواء كان محاكاة مفترضة أو تخيلياً خالصاً. فهل نستنتج من ذلك أن فرسان السرد، ريشات وأقلاماً، فكراً ووجداناً، هم الأولى بهندسة المدن، تدبير معالمها ورعاية مآثرها، على نحو ما رآه السلف الأفلاطوني، من أن الحكماء «الفلاسفة» هم الأولى بتدبير المدينة؟ ربما لا، وربما.

 

 

مبارك ربيع





 





وجه تقليدي وآخر معاصر، تلك هي الدار البيضاء، قدمها من بعض ملامح معدودة، بحمولة تاريخية حضارية، وجديدها أهلي، وأروبي





 





أسواق الدار البيضاء التقليدية تعدُّ دروبا لحرفها اليدوية، والصورتان للسجاد بضاعة، والنحاس صناعة، حيث تمتد أجيال تمارس المهن التقليدية، وتخلق عالمها الخاص





المعالم المعمارية ليست مجرد ركام مادي، بل هي عمل فكري وفني، يجسد إنجازًا لمهارات وفنون صناعية