عزيزي القارئ

عزيزي القارئ

الكويت.. بلاد العرب

الكويت هي بلادُ العرب، منذ قررت أن تكون منارة ثقافية تدشن مشروعًا إثر الآخر فتدخل في تشكيل الوجدان العربي، وهي بلادُ العرب منذ آمنت بأنها ساحة حوار للثقافة والفنون العربية، وهي بلادُ العرب يحلون بها ضيوفا أعزاء ومقيمين يتمتعون بسماء سحابها أمن ومطرها خير.

وبرعاية حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، بدأت هذه الرسالة العربية للكويت، قبل أن تصبح دولة لها مؤسسات ترعى هذه الرسالة النبيلة.

هكذا يوضح تحقيق العدد التذكاري بعدد فبراير (شباط) الذي يأتي متزامنا مع مناسبتي استعادة الاستقلال والتحرير والذي يبسط طرفا من سيرة المبدعين العرب والأجانب في الكويت، وليس جميعهم، فليس بمقدور الصفحات الميسرة أن تكون موسوعة مفسرة.

لكن الأهم في تلك العجالة، الإيضاح بأن الكويت بلاد العرب ومن يقيمون على أرضها، فالتسامح الذي توفره للملل والألسن كافة، يسمح لها بأن تكون نموذجًا عليه، هذا التسامح الذي تدعو إليه الدولة، ويتمناه الكويتيون، ويبشر به العالم الإنساني. التسامح وحده القادر على صناعة المستقبل.

وهكذا هي «العربي» تفتح صفحاتها للعرب جميعًا، فيقدم رئيس التحرير في حديثه الشهري رؤيته لرواية أثارت الجدل، لكنها فتحت النقاش واسعًا عن هذا التسامح الغائب بين أطياف من العرب. وها هو المفكر هاني فحص يبحث في رماد الحيرة ونار الحرية عن الحريات الدينية في لبنان.

«العربي» في هذا الشهر ساحة لأطياف العرب وغير العرب، فتقدم شاعرًا وأديبة من الكويت، وتعرض لمجدد ومصلح من تونس، وتوثق لمعجمي من لبنان، وتناقش مفكرا من المغرب، وتسرد لملحمة روائية من مصر، لكنها أيضا تقدم كاتبًا قصصيًا نيجيريًا، وتواجه مستعربًا إسبانيًا، وتعرض لأعمال تشكيلي فرنسي، وتنقد أفلامًا قدمها مخرجون مستقلون في السينما التركية.

بالحوار وحده، بين الأفكار، وبإتاحة سماء تتسع لفضاءات مختلفة، يمكن أن يكون مستقبلنا أفضل، وهو ما يتناوله هذا العدد في محاوره ومقالاته التي أشرنا إليها، وسواها.

 

 

 

المحرر