المفكرة الثقافية

المفكرة الثقافية

  • جوائز

إعلان جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية للعام 2009م في الكويت

اختارت الكويت نخبة من مثقفيها ومبدعيها وفنانيها للحصول على جوائز الدولة التقيديرية والتشجيعية للعام 2009، وذلك في سياق إلقاء الضوء على شخصيات وطنية شاركت في مواكب التطور الفكري والعلمي والثقافي عبر مجهودات حثيثة ومثمرة.

وذهبت جائزة الدولة التقديرية في دورتها الأخيرة لرئيس تحرير مجلة «العربي» د.سليمان العسكري الذي قدم من جهده ووقته الكثير من أجل إظهار الوجه الحضاري والثقافي للكويت داخلياً وخارجياً، كما حصل على التقديرية رئيس تحرير جريدة «أوان» الكويتية د.محمد الرميحي، والإعلامي أحمد عبدالعال.. وذلك بفضل ما قدماه من إنجازات مهمة على الصعيدين الثقافي والإعلامي.

كما اعتمدت اللجنة العليا لجائزة الدولة التشجيعية الفائزين بها في مجال الفنون، ليحصل عليها مناصفة في مجال النحت والحفر الفنان حميد خزعل عن عمله «مشروع بورتريه» والفنان علي العوض عن عمله «حوار خزفي». وفي الإخراج السينمائي حصل عليها مناصفة المخرج حبيب حسين حسن عن عمله «قصيد.. سيمفوني»، والمخرج حسن عبدال عن عمله «فرصة أخرى». وفي مجال الآداب حصلت عليها في موضوع الترجمة إلى اللغة العربية الكاتبة ليلى الموسوي عن عملها «جنوسة الدفاع»، وفي مجال العلوم الاجتماعية والإنسانية حصل عليها د.عثمان الخضر في موضوع علم النفس عن مؤلفه «الكفاءات القيادية كما يراها القادة في القطاعين الحكومي والخاص»، وفي الاقتصاد ذهبت إلى د.رمضان علي الشراح عن كتابه «الاقتصاد الكويتي.. التطور الاقتصادي والأدبي واستشراف المستقبل»، وفي العلوم السياسية حصل عليها الدكتور فهد يوسف الفضالة عن مؤلفه «خطاب الإصلاح والتنمية في فكر صاحب السمو الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح.. رؤية تحليلية استشرافية للإصلاح».

كما حجبت الجائزة في مجالات الإخراج التلفزيوني، والدراسات التاريخية والأثرية في الكويت، والقصة القصيرة، وعلم الاجتماع.

وكان وزير النفط وزير الإعلام رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الشيخ أحمد العبدالله الصباح قد اعتمد تقرير اللجنة العليا لجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية للعام 2009، والتي اجتمعت برئاسة الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدر الرفاعي، من أجل مراجعة واعتماد تقارير المحكمين لجائزة الدولة التشجيعية في مجالات الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي هذا الخصوص، أوضح بدر الرفاعي أن اللجنة العليا للجوائز عقدت اجتماعات عدة، وشكلت لجان التحكيم، وتابعت أعمالها، ثم ناقشت التقارير المختلفة من المتخصصين في مجالات الجائزة من داخل وخارج الكويت، وذلك بسرية تامة، وبالتالي اعتماد تقارير المحكمين.

وأقيم حفل تكريم الحاصلين على جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية في احتفالية مهرجان القرين الأخير بحضور وزير الإعلام الشيخ أحمد العبدالله الصباح، كي تُعرض مشاهد مرئية للسير الذاتية للفائزين بالجوائز، تشير إلى أهم المحطات في حياتهم.

ويسعى المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب منذ استحداث هذه الجوائز، إلى التركيز على الشخصيات الفاعلة في المجالات المختلفة من أجل تكريمها، ومنحها جوائز تقديرية، وأخرى تشجيعية من خلال لجنة عليا يترأسها وزير الإعلام، على سبيل إبراز مجهودات وإنجازات أبناء الكويت الذين بذلوا كل ما في وسعهم كي تظل في مصاف الدول التي تضع العلم والثقافة في أولويات اهتماماتها.

ورئيس تحرير مجلة «العربي» د. سليمان العسكري مارس العمل الثقافي منذ أن كان طالباً في المرحلة الجامعية بالقاهرة، وذلك بعد حصوله على الثانوية العامة في مدارس الكويت عام 1958، كي يصبح من المؤسسين للاتحاد العام لطلبة الكويت في القاهرة، وبعد حصوله على الشهادة الجامعية من كلية دار العلوم، حصل على الماجستير في تاريخ الخليج والجزيرة العربية، والتحق بعدها بجامعة مانشستر قسم الدراسات الشرقية ليحصل فيها على الدكتوراه في تاريخ الخليج والجزيرة العربية في العصر الإسلامي.

وكان العسكري قد ترأس مكتب مقاطعة إسرائيل في الكويت، وهي فترة النضال العربي ضد دولة الاحتلال الإسرائيلي، وشغل منصب الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب. بعد تحرير الكويت من العدوان الصدامي.. وكانت هذه الفترة مهمة جداً في إعادة بناء هذه المؤسسة الثقافية بعد الذي طالها من هدم لبنيتها التحتية على يد المحتل، ونتيجة للمثابرة والاستمرار الدؤوب في العمل تمكن العسكري من إعادة بناء المجلس الوطني من جديد. وإعادة هيكلة إداراته، ومن ثم ضمت بعض القطاعات إلى إدارة المجلس الوطني مثل المسرح والآثار والمتاحف وغيرها، ثم صدر مرسوم بإنشاء بعض الإصدارات، وكذلك إنشاء مهرجان القرين الثقافي السنوي، الذي مازال يقام حتى الآن، ويهتم بالثقافة والفكر والفن في الكويت والدول العربية.

ومنذ أن تسلّم العسكري مهام عمله رئيساً لتحرير مجلة «العربي» في عام1999، وهاجسه الأساسي المحافظة على مستوى هذه المجلة التي تخاطب كل العرب، وكذلك تطويرها بما يتناسب مع لغة العصر، ليُدخل عليها أبواباً جديدة، وكذلك ملاحق مهمة مثل الملحق العلمي، ولقد أشرف العسكري على سلسلة كتاب «عالم المعرفة» الصادرة عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وهو عضو في هيئة تحرير العديد من إصدارات المجلس الوطني وترأس تحرير بعضها لسنوات طويلة، وهو ما تسبب في تلقيه العديد من التكريمات والجوائز العربية والدولية.

أما د. محمد الرميحي فقد حصل على الدكتوراة في العلوم الاجتماعية من إنجلترا، وشغل منصب الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب سابقاً، والآن يترأس تحرير الجريدة الكويتية اليومية «أوان»، وكان رئيس تحرير مجلة «العربي» سابقاً وحصل على العديد من الجوائز من بعض البلدان العربية والأجنبية.

ويشغل الإعلامي أحمد عبدالعال العديد من المناصب في وزارة الإعلام، وهو الآن مستشار إدارة الأخبار والبرامج السياسية، كما عمل محرراً ومذيعاً في إذاعة الكويت منذ عام 1959، كما غطى العديد من المؤتمرات الخليجية والوطنية لإذاعة وتلفزيون الكويت.

الكويت - مدحت علاّم

  • إصدار.. البحث عن العتق

يبدو موضوع المجموعة القصصية «عتق» للكاتبة الكويتية سعداء الدعاس واضحاً للقارئ العادي فليس ثمة غموض أو إبهام بها.

الثيمة الأساسية للموضوع هي الصراخ من خلف قضبان ما أو من داخل دائرة ما مغلقة حيث الحصار الاجتماعي / أو الأمني البوليسي / المحكم، وبطل القصة أو بطلتها أسرى لذلك الواقع الكابوسي. فأم العيال في القصة الأولى في زنزانة اجتماعية وسجانها زوجها المثقف اللامع، وسارة في القصة الثانية مسجونة داخل «كتلة من الدهون» يراها الناس من خلالها أو بالأحرى لا يراها الناس من خلالها. والأسير الروائي في «عشر سنوات من العزلة» في زنزانة انفرادية منذ عامين وهو أصلاً سجين منذ عشر سنوات، ووداد في قصة «تك تك تك» إما أن «تصمت أو أن تُمسخ» ص 43، ونائل في قصة «انسلاخ» ليس مسجوناً فقط في جسد ملتبس الهوية ولكن أيضاً بالدائرة الحمراء التي يرسمها رجال العائلة حوله بالسكين. وسوسن في «ستة وجوه» مسجونة في زواج عرفي مع رجل يرفض جنينها، وبطلة قصة «عزرائيل وأنا» مسجونة بمطاردة الموت، وبطل قصة «اشتباك» في سجن مزدوج: الاعتقال من ناحية وانتظار الطلقة المعتادة بعد السؤال المعتاد من ناحية أخرى. وبطل قصة «نبش» سجين ذكرياته عن أذنيه الضائعتين بعد أن كان سجين سخرية الآخرين منه بسببهما. وربما كانت قصة «أسطورة حسون» هي القصة الوحيدة الخارجة عن ثيمة السجن والحصار القهري.

عنوان المجموعة نفسه «عتق»، وبالرغم من أنه عنوان النص التمهيدي الذي تُقدِّم به الكاتبة كتابها إلا أنه يشير لفعل تحرير خارجي (ولو بنصيحة قاسية كما أوردت) وليس تحرُّرا داخليا بثورة على ما حول الذات «لم تختر مثلا عنوان «انعتاق»). مشكلة الخارج والداخل لا تقتصر على انتظار الحل الخارجي (هل أقول الحل الأمريكي أيضاً) ولكن على تناول الأشياء في أحيان كثيرة من الخارج اعتماداً على قليل من البلاغة المريحة التي نهرب بها من التوحد مع الشخصية بكل تفاصيلها «لأنك يجب أن تغتسل بالقذارة أولاً» ص 24، فحتى أم العيال كانت ثورتها وغضبها لأن زوجها في برنامج تلفزيوني يقول «نعم أكيد لأم العيال دور» يا الله! كأنه لو فعل كأي مثقف محترف وتفنن في مدح زوجته سيكون هذا كافياً مقابل وضعها في قمقم الزواج والبيت فقط ومنعها من العمل. وهناك سمة تجمع الفنون السردية مع السينما تتعلق بالتفاصيل، فلو تذكرنا فيلما مثل «لما حكيت مريم» للمخرج اللبناني أسد فولادكار فبالتأكيد لن نتذكر سوى بعض مشاهد مؤثرة منه كرقص مريم في فرح زوجها أو مشهد غُسلها، لكن كلمات الحوار تجدها ضاعت من ذاكرتك وبسهولة. على الكاتب إذن والكاتب القصصي بالذات أن يجتهد في البحث عن تفاصيل صغيرة تبقى في الذاكرة وهو ما فعلته سعداء الدعاسي في أكثر من قصة بالمجموعة, أو كما قال تشيكوف «لنجعل كل شيء على المسرح يبدو معقداً كما هو في الحياة وبسيطاً كما هو في الحياة، فالناس وهم يتناولون العشاء إنما يتناولون العشاء بالفعل ولكن هذا لا يمنع أنهم طوال الوقت يبنون سعادتهم أو يحطمون حياتهم».

عبدالمنعم الباز

  • كتاب.. زنجبار: شخصيات وأحداث

ضمن فعاليات ونشاطات الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بالتعاون مع النادي الثقافي،أقيم أخيرا حفل تدشين واحتفاء بكتاب «زنجبار: شخصيات وأحداث (1828-1972م)» للكاتب ناصر بن عبدالله الريامي الصادر عن دار الحكمة بلندن للعام 2009م ويقع في 682 صفحة من القطع الكبيرة. وقال الكاتب ناصر الريامي في هذه الاحتفائية عن الكتاب، إن هذه الدراسة تستعرض صفحات عن قصص وأخبار أهل عمان في الديار الزنجبارية، حيث وجد الكاتب أنه من «المفيد» و«الملح» توثيق هذه الأخبار حفظًا لها من الضياع والاندثار، واستعرض الريامي في البداية خطة بحثه فقال: «قسمت هذه الدراسة المتواضعة، فصلٍ تمهيدي، وستة فصولٍ متلاحقة، «الفصل التمهيدي، يمكن تسميته بالكيان العماني الزنجباري، وكيفية تكوينه. استهللت هذا الجانب الهام بالإشارة إلى بدايات الوجود العماني في شرقي القارة الإفريقية، ثم انتقلت إلى تبيان دور الطبيعة الجغرافية في تعزيز الهجرة إلى تلك البقاع التي تبعد عن الوطن الأم بحوالي 2200 ميل، كونها أرضًا عربية! ثم أوردت جدلا تاريخيًا، يشير إلى أن زنجبار وبحكم أن العرب هم أول من سكنوها، فهي بالتالي، تستحق الإشارة، ورغم أن اللغة العربية، هي التي استخدمت قبل ميلاد السواحيلية، في تلك البقاع، إلا أن الأولى، سرعان ما أخذت في الاضمحلال على حساب الثانية.. عليه، فلقد سلطت الضوء على هذا الجانب، ثم انتقلت إلى تصحيح اللغط الذي طالما تلقيناه، إلى أن ترسب وترسخ في عقولنا وراء اضمحلال اللغة، مؤكدين، في هذا الصدد، أن الأمر جله من فعل المستعمر وحيله للقضاء على الإسلام. تطرقت بعدئذٍ إلى موضوعٍ، غاية في الأهمية، والمتمثل في التكامل الذي ساد بين شطري عمان الآسيوي والإفريقي، ثم انتقلت إلى ما أسميته بالاشتراكية الإسلامية التي شاعت في زنجبار، والقائمة على نظام رضائي بين الأفراد».

وفي ندوة آخرى استضافت جمعية الصحفيين أيضا الكاتب ناصر بن عبدالله الريامي حيث تناول الموضوع نفسه والمتعلق بالوجود العماني في زنجبار الذي تناوله في كتابه «زنجبار.. شخصيات وأحداث»، وتحدث المؤلف عن الخلفية التاريخية للكيان العماني الزنجباري، وعن تراجم 25 شخصية من زنجبار تناولها في كتابه.

وتوقف عند أهمّ الأحداث التي مرّت بها زنجبار، مُبتدئاً ذلك بحادثة دخول الإسلام إلى شرقيّ القارة الإفريقية عامة. موضحا دور العُمانيين في نشر الإسلام؛ ثمّ الدّوافع التي دفعت بالسيّد سعيد بن سلطان، إلى نقل عاصمة ملكه إلى زنجبار؛ ثم الصّراع على السّلطة، بين السيدين ماجد وبرغش، بعد وفاة والدهما، السيّد سعيد بن سلطان كما يقدم الكتاب فصولا أخرى بمحاورها وتفرعاتها.

مسقط - عبدالله العليان

  • معرض.. التشكيلي زكي المبورن‏ في السودان

بحضور كبير من صفوة الفنانين التشكيليين والمثقفين افتتح سفير دولة ألمانيا بالسودان راينر كارل إيبرلا أخيرا معرض الفنان التشكيلي العالمي زكي أحمد المبورن السوداني الأصل الألماني الجنسية، تحت عنوان «أشكال وألوان» وذلك بصالة العرض بمركز راشد دياب للفنون بالخرطوم.

وفي كلمته بمناسبة الافتتاح أعرب السفير راينر كارل إيبرلا عن سعادته بوجوده بالسودان وأنه مرتاح نفسيا لهذا التواصل مع المجتمع السوداني، مشيدا بتجربة الفنان زكي المبورن، وقال بأنها تستحق أن يهتم بها الإنسان.

وثمن السفير الألماني بالخرطوم دور الفنون فى تحقيق التواصل بين الشعوب، مشيرا إلى أن الشعب الألماني يحترم الثقافة السودانية ويقدر أعمال الفنانين المتميزين مثل الفنان زكي المبورن الذى يمثل بالنسبة للعلاقات بين البلدين ثمرة ناضجة سوف نعمل على ان تستمر فى الازدهار لمصلحة شعبينا فى التفاهم والتعاون الدائم .

وقد رحب الدكتور راشد دياب، بالحضور معربا عن شكره للسفراء والدبلوماسيين وقبيلة التشكيليين والمثقفين وخص بشكره وتقديره الفنان زكي الذي ظل يعمل طويلاً فى تحضير هذا المعرض، مشيرا إلى أن الافتتاح جاء رائعا وجميلا عكس مدى تطور الاهتمام بالفن التشكيلي السوداني.

وقال إن مركز راشد دياب للفنون يستقطب الخبرات السودانية المتميزة فى حركة التشكيل العالمى والتي تمثل امتداداً لحركة الرواد الاوائل من الفنانين السودانين التشكيليين الذين قدموا السودان والفنون منذ الخمسينيات وعرضت أعمالهم فى أهم صالات العرض واقتنت أعمالهم المتاحف وأثروا بتاريخهم العريض وثقافتهم العميقة وجدان المجتمع الغربى، مشيرا إلى أن هذا المعرض هو بداية حقيقية لرجوع تلك العقول المبدعة والمفكرة لطرح تجربتها وقدراتها الفنية الى اجيال التشكيليين المعاصرين فى السودان والمجتمع السودانى بصفه خاصة.

وفي تعليقه على المعرض قال عبدالرحمن نور الدين مدني الأمين العام للاتحاد العام للفنانين التشكيليين السودانيين إن الفنان زكى المبورن مزج الثقافتين السودانية والألمانية بتقنية عالية، كما أشادت الفنانة رندة عبدالمطلب بروح الأسطورة فى أعمال زكي، مشيرة إلى أن المبورن يعتبر من الفنانين الذين يمتازون برؤية تشكيلية وفلسفية خاصة.

ويُعد هذا المعرض هو الأول له بالسودان منذ عام 1986 حيث نظم معرضا بفندق المريديان بالخرطوم، وقد عرض المبورن من قبل المجموعة التصويرية له في قاعة Suhl بألمانيا وقد وصفت لوحاته بأنها إبحار عبر مدارات ثقافية إفريقية، من خلالها يستشف الناظر الأثر العميق لبصمات هذه الثقافة في بعد آلاف السنين من حضارة شمال السودان النوبية الفرعونية، فالإشارة والرموز التي أنتجها العصر الفرعوني لا يمكن فك محاورها في عزلة عن هذه الثقافات الافريقية، ورسوم المبورن تقتحم هذه الرموز والدلالات، لعلاماتها البصرية ومن خلال أدوات انسجام جمالي، يجمعها التعبير الموحد.

ويرى نقاد تشكيليون أن لوحات الفنان السوداني المبورن، تفصح عن التأثر المتناغم بلغة الرموز في دنيا الثقافات المتباينة في غياهب التاريخ وكذا عبر ثنايا الذاكرة المعادة في نسيج الخرافات المقارنة بين الماضي والحاضر، لخلق أسس مشتركة لثقافة مستقبلية عالمية، حيث إن رسوم المبورن جميلة حتى في حديثها السردي وأسلوبها القصصي الطافح بصور الألم والعذاب والتنافر.

وتقول البروفيسورة الألمانية برغيتا بنتسك التي افتتحت معرضا للمبورن بمنطقة «امرسيك اين» في ألمانيا الذي حمل عنوان «انعكاسات»: «من يدخل عالم صور زكي المبورن، يجد نفسه مساقاً الى رحلة اكتشاف تقوده وباستمرار إلى أعماق طبقات الوعي الذاتي»، وأضافت: «للون والحركة في أعمال المبورن، علاقة جدلية، ديناميكية وعلاقة تناقض بصري، فهو يستعمل الألوان القوية وذلك ما يميز إبداعاته عن غيره، فالألوان هي دلالة البوح ولغة الإفصاح عن أفكاره». وزكي المبورن من مواليد ارتولي بشمال السودان سنة 1959م، وهو خريج كلية الفنون الجميلة قسم التصميم الإيضاحى 1983م، تابع دراسته الفنية والتطبيقية بالخرطوم. وعمل بعد تخرجه بالمركز الثقافي الأمريكي في قسم الخدمات الإعلامية بالعاصمة السودانية. وفي نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات عمل مصمماً في عدد من الصحف الصادرة بالسودان كما عمل في منتصف الثمانينيات مصمما معمارياً بمدينة القصيم السعودية. حصل سنة 1993 على شهادة الدكتوراة في العلوم السياسية، مادة الإعلام التلفزيوني من المعهد العالي بمدينة كاسل الألمانية، حيث يعيش ويعمل حاليا.يقول المبورن عن نفسه: «إنني جزء من الثقافة العربية، جزء من الثقافة الإسلامية، ومن الثقافة الفرعونية القديمة. لقد ولدت في السودان أي في إفريقيا، والسودان قبل كل شيء بلد شعوب وثقافات مختلفة ومتعددة. لذلك ومن دون امتلاك هذا الحس بالتنوع والتجاوب لا يمكن للإنسان التوصل الى إمكانية التعايش».

الخرطوم - محمد خليفة صديق

  • مهرجان.. موسيقى العالم في البحرين للاحتفال بالحياة والحب والسلام

نظمت وزارة الثقافة والإعلام فعاليات مهرجان البحرين الدولي للموسيقى الثامن عشر. سافر جمهور الفعاليات في مناخات موسيقية خصبة التنوع بما تعكس من تراث عالمي غني بمفرداته الفنية، تحقيقاً لفكرة منظمة «اليونسكو» في أن تسهم الموسيقى في إذكاء الذوق وإشاعة قيم الخير والمحبة والتسامح والسلام والصداقة والتعاون بين الشعوب وتطوير ثقافاتهم.

فقد عزف «سيمون شاهين» هذا الفنان العربي الأمريكي، تقاسيمه على العود، ليمزج ما بين روحه الشرقية والجاز الأمريكي، ضمن توليفة فنية تقتحم أغوار الروح لتثير الأسئلة والمتعة الجمالية للإيقاع تخلق عوالمها الإبداعية التي تحمل بصمة هذا الفنان الجميل، الذي ولد في قرية ترشيحا عام 1955م في كنف أسرة مفعمة بالفن. بدأ العزف على آلة العود وهو في الخامسة مع والده المربي والمؤلف الراحل حكمت شاهين.

في عام 1978م حصل على بكالوريوس في الموسيقى والأدب المقارن من جامعة تل أبيب، وفي العام 1980م غادر سيمون إلى نيويورك والتحق هناك بجامعة كولومبيا حيث استكمل دراسته العليا، حيث شكل سيمون شاهين فرقته الموسيقية العربية «قنطرة».

وفي فضاء ليلة أخرى تدفق سحر النغم، هذه المرة من فرقة «كاميرتا دوكالي» فقد نشأت فرقة العزف المنفرد التابعة لأوركسترا الغرفة الدوقية في أحضان الأوركسترا الأم وتتكون من ثلة من الموسيقيين الموهوبين الذين يجمعهم شغفهم الكبير بإعادة إحياء الموسيقى الكلاسيكية للقرن الثامن عشر. وقد تأسست هذه الفرقة الإيطالية عام 1992م بفضل جهود الفنانين غيدو ريُمندا وكريستينا كنزياني.

قدمت الفرقة طائقة متنوعة من التراث الموسيقي الأوربي.

هي إذن روح الموسيقى، تتداخل بأعماق الشعور الإنساني، تتجسد كذكريات نائمة تستيقظ فينا بغض النظر عن جنسية اللحن، فنحن أمام لغة عالمية سهلة القراءة في تجلياتها تبث نورها الجميل يتصاعد كنفحات عطرٍ باذخ الحضور مثل «رودولفو ميديروس» عازف «الأكورديون».

قدم «رودولفو» العديد من المقطوعات الموسيقية أمام الجمهور، فتدفقت أسراب الألحان الشعبية الآتية من خضرة الريف الأوربي، مفعمة بالإحساس المرهف.. قدم مع فريقه الثلاثي فن التانغو بإحساس رائع وعميق من خلال مجموعة من الأعمال الموسيقية المثيرة، تجمع بين مقطوعات كلاسيكية وحديثة للتانغو. تضمن العرض أيضاً ثنائياً راقصاً خرج من وسط الجمهور وأبدع رقصاً فنياً أنطق غواية الجسد، عندما تصاعد جنون اللحن مع لغة الإضاءة.

استمرت فعاليات مهرجان البحرين الدولي للموسيقى في تقديم الجديد حتى موعدها الأخير، تجولت في منحنيات اللحن وخلقت حواراً موسيقياً عالمياً جذب العديد من الجاليات الأجنبية وعموم المواطنين المهتمين بالخطاب الموسيقي، كل ذلك في نهاية المطاف يعد نجاحاً جميلاً، المرء لا يجد نفسه في زحام خطابات المؤتمرات حينما تجتمع الأمم، إنما هنا وحدها لغة الموسيقى، نتمشى في سحر دروبها لنهرب من بؤس هذا العالم المشحون بالطحن والهرولة.

المنامة - أحمد المؤذن

  • تشكيل.. التشكيلي العبيدي يحتفي بالأساطير الموصلية

أقام الفنان التشكيلي باسل العبيدي معرضه الفني الشخصي السادس في قاعة المتحف بجامعة الموصل تحت عنوان «خدوش الرمز». وتضمن المعرض الذي استمر أربعة أيام متتالية اثنتين وعشرين لوحة فنية جسدت في تنويعاتها، الإنسان، الأسطورة، الملحمة، الخرافة، والحلم. وقال العبيدي على هامش افتتاح معرضه: «هذا معرضي الشخصي السادس، وأقمته تحت عنوان «خدوش الرمز» وضم 22 لوحة فنية». وأضاف العبيدي: «حاولت أن أجسد في هذا المعرض قيمة الرمز، مشيراً إلى أن المعرض نتيجة إرهاصات فنية داخلية حاول فيها ان يقول إن للفكر خاصية ذاتية للعمل يستطيع ان ينتج أعمالاً غير مرئية في العمل. واستخدم العبيدي المفردة الواقعية التي كانت حالة من التداعيات النفسية في داخله حسب قوله. موضحاً أنه استخدم اكثر من مدرسة فنية في لوحاته موزعة ما بين السريالية والفنتازيا والواقعية. والفنان باسل العبيدي من مواليد مدينة الموصل عام 1967، حاصل على شهادة الدبلوم في الفنون الجميلة عام 1991، وبكالوريوس من كلية الفنون الجميلة عام 2004، وهو عضو نقابة الفنانين العراقيين، وعضو جمعية التشكيليين العراقيين وعضو جماعة أبسو التشكيلية، أقام عدة معارض فنية داخل العراق.

العراق - وليد مال الله

  • تكريم.. «الأركانة العالمية» تحية لشاعر التفاصيل الصغيرة الأول

انطلاقا من إيمانه الدائم بالشعر كفعل إنساني خلاق، وإنصاته العميق للشعرية العربية منذ جاهليتها إلى الآن، يواصل «بيت الشعر بالمغرب» أنشطته الثقافية، وهذه المرة مع تنظيم دورة جديدة لـ «جائزة الأركانة العالمية للشعر». و«الأركانة»، شجرة فريدة لا تنبت إلا في المغرب، وتحديدا في منطقة محصورة من جنوب المغرب، تشبه من بعيد شجرة الزيتون، لكننا عندما نقترب منها، تظهر كونا غامضا مستقلا بذاته. ونظرا لتفردها، اختيرت كاسم لجائزة تمنح على المستوى العالمي لشاعر، يتميز بتجربة في الحقل الشعري الإنساني، ويدافع عن قيم الاختلاف والحرية والسلم.

بعد الشاعر الصيني بي ضاو، والشاعر المغربي محمد السرغيني، والشاعر الفلسطيني محمود درويش، تم تسليم يوم السبت الرابع والعشرين من شهر أكتوبر الماضي بمسرح محمد الخامس جائزة الأركانة العالمية للشعر، للشاعر العراقي سعدي يوسف. وإضافة إلى عبق الشعر الذي كان يفوح بين أرجاء مسرح محمد الخامس، كان همس موسيقى الفنان العراقي نصير شمة عذبا رقيقا، يسمو بنا في حالة من النيرفانا، بحثا عن كينونة مشتهاة.

افتتح هذا الحفل الذي قدمته الشاعرة المغربية وداد بنموسى، بكلمة رئيس بيت الشعر، الشاعر نجيب خداري، الذي أشاد بالنجاح الذي حالف الاحتفاء بأركانة الراحل محمود درويش السنة الماضية، التي غدت بتنسيق مع وزارة الثقافة ومؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير، تقليدا سنويا، بعدما كانت تمنح كل ثلاث سنوات، وعبر عن اعتزازه لكون الجائزة منحت لشاعر عراقي، صديق للمغرب، شاعر التفاصيل الذي فتح الشعرية العربية على العالمية، ورافق تأسيس بيت الشعر بالمغرب في بداياته.

بعد ذلك، قدم الأديب والمفكر بنسالم حميش، وزير الثقافة المغربي، كلمة من وحي اللحظة ووهجها، أشاد فيها بشعرية «سعدي يوسف» التي تمكنت من خلخلة الجاهز والمألوف، واختتم كلمته بكونه يريد أن يكون الشعر خبز الناس جميعا، مثلما هو الخبز اليومي للشاعر سعدي يوسف. ثم تسلم الكلمة امحمد كرين، رئيس مؤسسة الرعاية لصندوق الإيداع والتدبير راعي الجائزة، مؤكدا فيها أن هذه الاحتفالية هي احتفال بنبل الكلمة، وأن جائزة الأركانة 2009 أغنت رصيدها بشاعر محنك، فطن ومبتكر، بمثل قامة الشاعر سعدي يوسف. كما أشاد الناقد السوري صبحي حديدي رئيس لجنة تحكيم جائزة الأركانة العالمية، بكون قامة سعدي يوسف الشامخة والشاخصة، تعلو على كل اتفاق مسبق بين أعضاء اللجنة، حيث كان هناك إجماع كلي للشاعرين التونسيين منصف الوهايبي ومحمد الغزي والناقد المغربي بنعيسى بوحمالة، والشاعرين المغربيين حسن نجمي ونجيب خذاري، ببصمة الشاعر سعدي يوسف في الوعي الشعري العربي المعاصر، وفي الذائقة القرائية بالعالم العربي.

الرباط - عبد الرحيم العلام

  • نحت.. «السدرة» تنطق في دبي

في الكويت لطالما تغنينا مع الفنان الراحل شادي الخليج أغنيته «يا سدرة العشاق ياحلوة الأوراق»، وفي الإمارات العربية المتحدة ترجمها الفنان الكويتي النحات سامي محمد تمثالا أصيلا في ساحة برج دبي. إنه مجسم برونزي تظهر فيه بعض الوريقات على بعض جوانبه ليعطي الشكل العام للسدرة التي كانت ولاتزال العلاقة الوطيدة بتراث منطقة الخليج العربي من حيث صلابتها في تحمل قسوة المناخ الصحراوي وتعمق جذورها في باطن الأرض لتروي نفسها وتثمر لغيرها، وكذلك هي إمارة دبي. كما يستوحي الفنان سامي محمد من تمثال السدرة رمزا للمرأة الخليجية التي هي أيضا أعطت الكثير للآخرين وأنجبت أجيالا عمرت وأثرت منطقة الخليج العربي على مر السنين.

يقف تمثال السدرة بارتفاع 320 سنتيمتراً بطول 200 سنتيمتر وعرض 130 سنتيمتراً، ويتوضع على قاعدة مصنوعة من الإسمنت والرخام. وانطلقت فكرة إنشائه من شركة إعمار العقارية التي بصدد تنفيذ مشروع السدرة. ويعد الفنان سامي محمد واحداً من ابرز الفنانين التشكيليين الكويتيين تميزت أعماله بالطابع الإنساني حيث معاناته وصراعه للعيش والبقاء في مواجهة القوى الأخرى. وأبدع في مجال النحت فكان الإنسان مادته، منجزا تماثيل لطالما جسدت مأساة الإنسان المقهور من مشاهداته في بيئته المحيطة وذلك بحرفية فنية واعية. ومن أعماله الفنية الجدار وأمومة.

حصل سامي محمد على العديد من الجوائز داخل دولة الكويت وخارجها تقديرا لفنه.

الكويت - هذايل الحوقل





د. سليمان العسكري





د. محمد الرميحي





أحمد عبدالعال





 





الريامي متحدثا عن كتابه في النادي الثقافي بمسقط





حضور ألماني في افتتاح معرض الفنان العالمي زكي المبورن





العازف الفلسطيني الأمريكي سيمون شاهين





من أجواء المعرض





سعدي يوسف





منحوتة السدرة لسامي محمد