محمود الربيعي البطل في الظل

 محمود الربيعي البطل في الظل
        

          هأنذا أتأهب وأكتب شيئًا تسعه رقة الربيعي. فبمثل ما نكون تعاملنا الحياة .. والحياة تعامله في اعتدال وتهبه راحة البال.

          قابلت د. محمود الربيعي مصادفة وعلى غير موعد, مرتين, أولاهما في نهايات التسعينيات, يوم قدّم الشاعر أدونيس محاضرة دارت حول معنى الثقافة. كنا في الجامعة الأمريكية بالقاهرة, بالضبط في القاعة الشرقية, وبيننا منظمو اللقاء أساتذة الأدب العربي بالجامعة, فتن أدونيس الحاضرين من خصومه ومحبيه عندما قرأ قصيدته (أول الكلام) بمزاج داخليّ عال, وفصاحة أصبحت نادرة بين الشعراء, فاكتشفنا نحن الحضور أننا نقف ونجلس متجاورين تحت شجرة الحب, وافترقنا غابة أحزان على حافة الأرض, وكان الربيعي بنحوله وارتفاعه إحدى أشجار الصف الأول من الغابة. قابلت الربيعي ثانية في ساقية عبدالمنعم الصاوي, والساقية مكان يقع على نيل أبي الفدا, (في رواية قديمة نيل أم كلثوم), وسقف المكان أرضية الكوبري المعلّق هناك, كانت الساقية ذلك اليوم تحتفل بصديقي السوداني المصري النمساوي المغترب طارق الطيب, وذلك اليوم يعني يومًا من أيام بدايات العام 2005, عقب كل لقاء من اللقاءين, وصلتني من الدكتور الربيعي رسالة, في المرة الأولى حملت الرسالة كتاب (في الخمسين عرفت طريقي) وفي المرة الثانية حملت رسالته الكتاب ذاته, وبرفقته كتاب (بعد الخمسين) والكتابان معًا يكوّنان سيرة ذاتية غير كاملة, آمل أن أقرأ في مستقبل الأيام كتابه (ما بعد البعد).

          أذكر أن كتاب (في الخمسين عرفت طريقي) رحل عني الآن, أحد الأصدقاء طمع في قراءته, وها هو الدكتور يعوضني عما فقدته, وبعد أن شرعت في قراءة ذلك الجزء, بدأت تتسرب إلى نفسي روائح وطعوم, أدركت أنها روائح الهدية وطعومها, حلاوة التجلي الأول, ثم حلاوة تجلي ما بعد الخمسين, وعليه فإنه يجوز لي الآن أن أتذكر سنوات الجامعة أوائل السبعينيات, أتذكرها بريقا حلوا, ولعابا غزيرا, كان اليسار أيامها نشطًا, ويملأ هواء الثقافة ببخار أنفاسه المتلاحقة, ويعكف نقاده الأدبيون على قراءة الشعر وتفسيره وتوظيفه, ويعكف أكثرهم ذيوعًا وأشدهم ستالينية على إفساده, كذلك كان يفعل مع الرواية, ولم يستطع رشاد رشدي أحد دعاة النقد الجديد - فيما بعد سوف يسمي مجلته (الجديد), وسوف يقول له الشاعر أحمد حجازي (قديمة يا دكتور), وسوف يصبح تلاميذه حكّامًا للثقافة الرسمية يفسدونها ويفسدون معها صورة النقد الجديد, أقول: لم يستطع رشاد رشدي أن يحظى بالتقدير, مما جعل مدرسته النقدية محجوزة في زاوية صغيرة.

البطل في الظل

          في سنة 1974 تحديدًا, لجأنا أنا وصديقي الشاعر المغبون محمد خلاف إلى كتاب أصدرته دار المعارف, كانت طبعته الثانية أقرب إلى الملاذ, وقرأنا معًا مقدمته التي فتنتنا وساعدتنا على أن نرى روايات نجيب محفوظ تتحول من ساقية تديرها بعض الثيران لحسابها, إلى عالم فسيح أليف يسكنه كل البشر. كنا نهرب من ذلك الجحيم اللافح, جحيم التأملات في عالم نجيب محفوظ الذي يتعنت ويشوي الأسماء والأماكن, قد يتركها على النيران حتى تتفحم, فيسهل تأويلها, تأويلاً أيديولوجيا ضيق الأفق واسع الانتشار, المشربية والشباك والسطح ونور وزهرة وصابر الرحيمي. كنا نهرب من ذلك الجحيم إلى لوكاندة الفردوس المسماة عمدًا (قراءة الرواية) وخاصة المقدمة, الاسم لم يكن معتادًا بعد, والقراءة كانت لستّ روايات هي اللص والكلاب, والسمان والخريف, والطريق, والشحاذ, وثرثرة فوق النيل, وميرامار. وتسهيلاً على عشاق المراحل, كانت روايات ما بعد مرحلة الثلاثية, ليس باعتبارها وحدة واحدة, ولكن باعتبارها ست روايات. فتشت ووجدت المؤلف, كان محمد خلاف يعشق الظل, ولا يحب أن يخرج منه, وكنت مثله أعشق الظل, وأسعى كي أخرج منه, ووجدنا في مؤلف قراءة الرواية مثالاً جديدًا للبطل في الظل, يحبه أعني الظل حتى أنه لا يخشى الجلوس تحت نخلة نجيب محفوظ, ولا يهمه ماذا سيحدث بعد سقوط حجارة صيّادي البلح فوق رأسه, وماذا سيحدث بعد سقوط البلح, وماذا بعد إغفال من يطوفون بالمكان له, أو اهتمامهم به.

          كانت مقدمة قراءة الرواية, فاتحة تحاول أن تخلص أدب نجيب من ضرر الأحكام العامة, ومن ضرر المواقف المتطرفة, إنها منحت الأولوية لمحاولة التعرف على هذا الأدب قبل كل شيء, التعرف على خصائصه والعلاقات التي تربط بين عناصره وتصميمه الفني, حتى لو انتهى كل ذلك إلى أحكام ليست في مصلحة هذا الأدب. كانت المقدمة فاتحة تحاول أن تتخلص مما يعانيه أدب نجيب محفوظ, أن تتخلص من النظر إليه كثيرًا باعتباره أفكارًا وآراء ووجهات نظر, لا باعتباره قوالب فنية, شغلتنا المقدمة وزهونا بها, كنا أنا ومحمد خلاف نستعيدها.

          صحيح أن مجموع مؤلفات محمود الربيعي قد لا يتجاوز خمسة عشر كتابًا, ونحن قد لا نعرف سبب هذا الإقلال, يقول هشام شرابي في (صور الماضي) ما يعلل قلة نتاجه: (أفكاري تنتقل من موضوع إلى موضوع, تقفز كالعصافير من غصن إلى غصن دون كلل أو تعب, فأحاول اللحاق بها, ولأني أكتب ببطء لا أستطيع الإمساك بها أحيانًا, لا أعرف كاتبًا أبطأ مني فيما أكتبه إلا صديقي ياسين, فإنتاجه لا يتعدى بضعة أسطر في اليوم, غير أني لا أحسد الذين يكتبون بسرعة, هؤلاء لا يأتيهم الوحي إلا باحتساء القهوة المرّة وتدخين السيجارة تلو السيجارة, السريع في الكتابة هو الذي يمتطي الكلمات كما يمتطي حصانًا جامحًا يسير به في الاتجاه الذي لا يختاره, أما الذي يكتب ببطء مثلي, فيصارع الكلمات وهي تصارعه إلى أن يخضعها أو يترجّل عنها, ويجد غيرها, فيلجمها أو يتوقف عن الكتابة). انتهى كلام شرابي, أحسب أنني قبلته كتفسير لحالة محمود الربيعي, ومع انقضاء فترة الجامعة وحقبة السبعينيات, وسقوطنا في حمأة الصراعات الشعرية والعقائدية, وسقوطنا في حمأة ذواتها, وهي حمأة اكتشفت أن غبارها لا تسيغه سليقة وفطرة الدكتور الربيعي. إن الرجل الذي يعشق الظل, احتضنه الظل, فغاب عني, أخذتني الصراعات في طرق أخرى, وابتعدت عنه ما يقرب من عقدين, كانت آنذاك منارات تقوم ومنارات تسقط, وشعارات تتبدد, وأخرى تتجدد, وأسماء تبزغ ومعها أدوات جديدة تبزغ, وأسماء تصدأ ومعها أدوات تصدأ. لقد رأينا أكثر من موت, ورأينا أكثر من قيامة, وبعد اشتداد الصخب والعنف, وبعد انفضاضهما دائمًا قابلت نفسي, وتعرفت على أنها كانت تطلب الإقامة في الظل, وأن تلك السنوات كانت سنوات خروج لأبتعد عنها, وأفارقها مؤقتًا, وأتذوق حكمة المتصوفة (ابتعد لتقترب), أثناء هذه الحالة وقفت سيرة الربيعي - جزؤها الأول - في طريقي, وأهملتها, كنت مشغولاً بالعودة إلى نفسي, وبعد أن تضامنت وغمرتني الأشواق, وقفت في طريقي سيرة الربيعي بجزأيها. كانت السيرة تطلب أمن الداخل, وكنت أطلب أمن الداخل, وكان ما يطلبه الربيعي, فوق المعرفة وفوق المال وفوق الحياة, وكنت كذلك. كان يحب محمد عبدالوهاب ومصطفى إسماعيل والمتنبي, وأنا أحبهم, كنت أقرأ السيرة فتطفو على سطح ذاكرتي كلمات العقّاد عن طه حسين, الأصح عن كتابه المدعو (في الصيف). أعلم أن الربيعي لم يأنس إلى العقاد, ولم يألفه ولم يشأ أن يقترب من ظلاله, يقول العقاد: (وطه حسين كاتب مستقيم الفطرة وإن لم يكن في فطرته عمق وخيال, قوي الرأي وإن لم يكن رأيه بالواسع المتعدد الجوانب, نشأته أزهرية وهي نشأة يستفيد منها صاحب الطبع القويم جدًا وصرامة لأن التعلم في الأزهر مشقة لا يسهل فيها اللعب والاستخفاف, والعلوم في الأزهر علوم تحوطها قداسة الدين فلا يقاربها التلميذ إلا وفي نفسه خشوع وتوقير) ما قاله العقاد عن طه حسين ينطبق بعضه على الربيعي, كما لا ينطبق بعضه الآخر, ولكنه رأي يطفو على سطح ذاكرتي, فيعينني على الرحلة.

تفاصيل السيرة

          حرص الربيعي على ألا يدخل صفحات السيرة قبل أن تدخل قريته كلها, قرية الدميرة محافظة سوهاج, والدميرة اسم لقرى كثيرة مشتق من الدمار, وصغر هذه القرى ظاهر في صيغة التصغير. دخلت الدميرة بفصولها الأربعة وأفراحها وألعابها وموالدها وشيوخها وبعض بعض نسائها خاصة المحارم منهن. مازلت أذكر كيف قذف د.باسم خطيبته ليتخلص من عبء الخجل والحيرة بين النطق والصمت, هكذا يقول: (عُينت معيدًا بقسم الأدب, وتقدمت لخطبة نبوية الترزي) بعد هذه الجملة سمعت تنهيدة ارتياح الربيعي ولمحت عرقًا يرفرف فوق وجهه, وسوف يحرص في الجزء الثاني على ألا يدخل صفحات السيرة قبل أن يدخل معهده العلمي (كلية دار العلوم), ستكون وكالة الكلية حقيقة مثل وهم يحتلّه وتتحالف ضده الطبائع وصراعات الطبائع, محمولة على الأساتذة والطلاب والمكائد الساخنة والباردة. الدكتور الربيعي عاشق الظل يحب دخول كل مكان بغير أجراس ترن, سوف يرى في الدميرة وسوهاج وبعض أسيوط المثال الأول, أو قل المثال القريب من المثال. الذي لن يفتر وجوده أبدًًا, أو قل مثال الفطرة. وكما كانت الفطرة فاتحة السيرة, سوف تكون خاتمة الجزء الثاني منها, على هيئة شخصيات في الظل, زهري جبالي, محمد جمعة, عبداللطيف هرون, محمد عبدالمتعال, أحمد فرغلي, محمد علي الصغير, علي الرمكي, فتحي عبدالمنعم, كلها أسماء تختم السيرة لكي تكون الكريشندو الذي يعزف موسيقى المثال القريب من المثال, موسيقى الفطرة, هناك مثال ثان قريب أيضًا من المثال سوف يخترق حياة صاحب السيرة ومعه تصبح الأماكن الأخرى إما أعرافًا وإما شبه جحيم, إنه مثال التحول الكبير في الحياة, إنها لندن يا عزيزي, القرار الدائم لموسيقى يتكرر عزفها, مثال الحضارة, بندول الربيعي يتأرجح بين المثالين, الفطرة والحضارة, ويشتهيها, الأصح يحبهما. لا يمكن أن نغفل ما قاله العقاد في معرض كلامه عن طه حسين, وعن أنه ليس كل كاتب بقادر على أن يلتزم الصدق والسهولة والإطراء المطبوع في وصف ما يقع له وتدور عليه حياته فليس هذا بالمطلب اليسير على من لم يتعوده ويطبع عليه, والصدق والسهولة والاطراد المطبوع تظهر كلها في كتاب الربيعي أحسن ظهور, وكأنها تذكّرني بكتابه (قراءة الرواية), خاصة المقدمة.

بعد الخمسين

          إن الجزء الثاني من السيرة (بعد الخمسين) بدا لي وكأنه أدنى مرتبة من سابقه, هل لأن الأول هو الجزء المخصوص بالطفولة والصبا والشباب, وأول الرجولة ومنتصفها, وهي بطبيعتها مراحل عمرية أجمل من المراحل التي تليها, ربما أكثر حيوية وتقلبًا ونشاطًا. لم أستطع أن أطمئن إلى هذا السبب, هل لأن الجزء الأول هو الجزء الذي يخضع فيه البطل لسلطة ينوي الخروج عليها, أو يتعوّد أن يألفها, أو يألفها, فيما يظهر بطل الجزء الثاني مرتديًا بالرغم من أنفه لباس السلطة ذاتها. ونحن مجبولون على كراهة السلطات, مجبولون على الشك فيها, وعلى منازعتها البقاء, هل لون السلطة الرمادي هو ما جعل الجزء الثاني رماديًا, أم العمر, أم الدفاع عن الذات وكثرة التفسير والتبرير. كان اللون في الجزء الأول أزرق سماويًا, أو أخضر حشيشيًا, أوقوس قزح, لم أستطع أن أطمئن كليًا إلى هذا السبب, هل لأن الجزء الأول يتناول تكوين الراوي, يتناوله بطرائق لم تخضع لموضوعية فاقدة الذمة, خضعت فقط للهواء الخاص, باعتباره الذمة البديلة الموثوق فيها, أي أنه جزء يغلبه الصوت الخاص, الصوت الشخصي, بينما الجزء الثاني يتناول تطبيق القواعد العامة. والدكتور الربيعي يخرج من بحيرته الهادئة إذا جلس على تلك المقهى, مقهى القواعد العامة, والفساد الجامعي والثقافي, لأن الفساد يستحق منا أن نذكر أسماء أبطاله, فالأسماء تجسيد لما هو مجرد, وتشهير ضروري. إن عفّة قلم الدكتور جعلت الفساد فسادًا على جدار من ريح, فسادًا افتراضيًا, فسادًا دون أشخاص نعرفهم جميعًا, أعرف الأسانيد الظاهرة والخفية, التي تفند مسألة ذكر الأسماء, وهي أسانيد بروتوكولية غالبًا, المهم أنه عند خروج الدكتور من بحيرته الهادئة بدا وكأنه مصاب بالبرد, صوته تحشرج, وسقطت الصوفية العذبة عن أعماق كلماته, لأنه داخل البحيرة يكون الدكتور على ثقة من الإجادة, مادام لم يعرض لتطبيق القواعد العامة, التي يطرقها الخطأ الكثير, والتي تمتلك حصانة لا تسمح باختراقها, ولا تكفي الآمال الطيبة والنظرات الخاصة في تحقيق ذلك. الفارس الذي يذهب إلى الحرب دون أسلحة الحرب, بالتأكيد سينهزم, وغالبًا سيُقتل, والربيعي ونظراؤه يعصمون أنفسهم بمقدرة أكبر من مقدرتهم على كسر صدفة القواعد العامة, إنه ونظراءه يقبضون على عصمتهم فيما يقبضون على الجمر.

          هكذا يكشف الجزء الأول (في الخمسين عرفت طريقي) عن انتسابه الحميم والعميق لفن السيرة, سألت نفسي: لماذا يكتب إنسان ما سيرته, هل لأنه عاش حياة استثنائية فذّة تفرض عليه أن يعرضها? هل لأنه يريد أن يجعل من تجاربه ونجاحاته وخيباته نموذجًا يمكن الاقتداء به? هل لأنه يحتاج  إلى أن يدافع عن نفسه, هل لأنه بلغ سن الحكمة فلم يعد قادرًا على الفعل, وأصبح قادرًا أكثر على التذكر وإعادة السرد? هل لأنه يرغب في كتابة رواية واتخذ حياته مادة خامًا لها? هل لأن حياته تمتلئ بالشاذ الذي لم يصادفه الآخرون, ولأن حجرات بيته تخلو من صالون واحد, كلها دورات مياه? هل كل هذه الأسباب معًا, أم أنها أسباب غليظة تصبح الكتابة معها فعلاً نفعيًا بشكل ما, في حين تزهر الكتابة عندما لا يكون النفع عضوها البارز? قلت لنفسي إن كتابة السيرة محاولة جمالية لحماية حياة كاتبها من زحام الضياع. ينظر الكاتب إلى حياته, فيراها في حال سيولة, يراها كمعجم, يراها ماء تتعدد مجاريه وفي كل اتجاه, ويفكر في تحويل هذه الحياة من حال سيولة سيولتها, إلى حال الصلابة. إنه ذلك الكيميائي, يفكر أن يجعل لحياته شكلاً, كنت أظن أن الذي يظل بلا شكل, يظل بلا وجود, ولكنني الآن وفي حمأة اعتدال, أقول: إن الذي يظل بلا شكل, يظل مائع الوجود, والبحث عن كتابة سيرة, هو هو البحث عن شكل, بل يكاد يكون البحث عن شكل دون مثال سابق, شكل يشبه صاحب السيرة ويخصه. و(في الخمسين عرفت طريقي) سيرة رجل دنا فأدرك, وعرف هذه الملكة, فهو يجيد أحسن إجاداته حين يتناول ما تناوله في هذا الجزء, وحين يختار من الأصوات ذلك الصوت الخفيض الدافئ المتواضع, فينساب الصوت كأنه عجينة من بيان, وعرفان وبرهان, وإذ يتركك تكتشف أنك تريد أن تغني أغنيتك, تريد أن تصاحب ظلك, تريد أن تنصرف وحيدًا.

رماني الدهر بالأرزاءِ حتى فؤادي في غشاء من نبال
فصرتُ إذا أصابتني سهامٌ تكسرت النصالُ على النصال


(المتنبي)

 

عبدالمنعم رمضان