بطاقتك الشخصية.. داخل فمك

بطاقتك الشخصية.. داخل فمك

هذه بطاقة شخصية لاتحملها في جيبك, أو تضعها في حافظة نقودك أو حقيبة يدك, بل تحفظها في فمك وتثبت في إحدى أسنانك بواسطة طبيب الأسنان.

مهمة جديدة أسندت حديثاً إلى طب الأسنان وهي هذه البطاقة الشخصية التي توضع في الفم, وهي عبارة عن قرص صغير يثبت في إحدى الأسنان, وعليه رقم يرمز إلى حامله, وهذا الرقم هو بمنزلة المفتاح الذي يمكن بواسطته الحصول على بيانات حامله المختزنة في محطة حاسوب مركزية.

ومن الخطأ أن نستخف بمثل هذه الأمور عند عرضها لأول مرة, لأننا سرعان ما نتبين أهميتها وضرورتها ومبرراتها.

ومن هنا, فقد تولت هذا الأمر جمعية طب الأسنان الأمريكية, وأنشأت له محطة حاسوب مركزية لاختزان معلومات الأفراد الراغبين في استعماله.

دواعي الاستخدام

يبدو ـ على الأرجح ـ أن الجيش الأمريكي أول من فطن إلى إمكان الاستفادة من هذه البطاقات الفموية, وذلك للتعرف على الجنود بدلا من اللوحات المعدنية المألوفة, وقد أبدى ذلك الجيش رغبة كبيرة في تجربة هذه الطريقة في ترميز المعلومات الشخصية.

على أن استخدام هذا النوع من البطاقات لايقتصر على السبب السابق وحده, بل يتعداه إلى أسباب أخرى كثيرة, من أظهرها:

ـ التعرف على أصحاب الجثث المشوهة والتي من العسير التعرف عليها نتيجة الحوادث التي تزيل البصمات, كحوادث الطائرات والغارات والحرائق الضخمة وانفجار الغازات.

ـ إمكان التعرف على الأطفال الذين ضلوا طريقهم أو تركوا البيت ولم يعودوا إليه.

ـ سهولة التعرف على المختلين عقلياً.

ـ المساعدة في كشف الحوادث الجنائية.

ـ استخدامها في أطقم الأسنان الصناعية, فكثيراً ما يفقد العجزة والمسنون أطقم أسنانهم, وتعويض هذه البدائل الصناعية المفقودة يشكل عبئاً مادياً كبيراً على الأفراد أو الحكومات.

والبطاقة الفموية

هي عبارة عن قرص صغير لايزيد قطره على بضعة ملليمترات يلصق بشكل مستديم على إحدى الأسنان, وهذه السن هي في العادة الطاحن العلوي الأول من الناحية اليمنى. والقرص مصنوع من طبقة رقيقة من البلاستيك, ويوجد عليه رقم يرمز إلى حامله, ورقم آخر هو رقم هاتف محطة الحاسوب المركزية المختزنة فيها المعلومات اللازمة عن الشخص, حيث يمكن بواسطته الحصول على تلك المعلومات هاتفياً وفي دقائق محدودة, مثل: الاسم, مكان الإقامة, تاريخ الميلاد, فصيلة الدم, وغيرها.

بتخير طبيب الأسنان سناً من الأسنان يثبت عليها القرص, وهذه السن ـ كما أسلفنا ـ عادة الطاحن الأول العلوي من الناحية اليمنى.

يعالج سطح السن "المواجه للخد" بمادة كاوية, ثم يغسل بعدها غسلاً جيداً ويجفف تماماً, بعد ذلك, تطلى المنطقة التي تم علاجها بالمادة الكاوية بمادة مثبتة مصنوعة من اللدائن التي تتجمد بالضوء الهالوجيني, يمسك القرص بملقط مبلل بنفس المادة المثبتة, ويوضع على سطح السن في المكان المخصص له, تسلط أشعة الضوء الهالوجيني فتتجمد المادة المثبتة, ويلصق القرص بهذه السن التصاقاً مستديماً ومتيناً.

هذا, وليست الطريقة السابقة مقصورة على الأسنان الطبيعية فقط, بل يمكن إجراء نفس العملية على أطقم الأسنان الصناعية, إذا كان الشخص يحمل في فمه طاقم أسنان صناعية.

 

صبري أحمد نصرة

 
  




البطاقة الجديدة.. قرص بيانات على السن





قرص التعريف على السن لا يكاد يُلاحظ





صورة مكبرة لقرص البيانات