قصيدتان

قصيدتان

شعر

شجيرة الأسف

أنا شجيرة الأسَفْ
رأيتُ أغصاني
على التراب
تنحني وتنقصفْ
سمعتها تصيحُ
يا مُغيث
قبل أن تموت
حسرةً وكَمَداً
وكان عندليب يأسها
يطير فوقها مغرداً
كأنّ «أسمهان»
سلّمت إلى الغراب
صوتها
ولون عينيها
إلى خزانة الخَزَفْ

أراكَ في «الأراك»*

... وحينما
تغيبُ شمس اللّهِ
خلف سترها
وتُجْمعُ الشباكُ
عن ذؤابة
البحار والجبالْ
أعود وحدي
لائذاً بخفّة السنجابِ
في الظلالْ
منتظراً هناكَ
وجهكَ الجميلْ
يلوح لي على
أصابِعِ الشَجَرْ
فأنتَ من يضيئها
من أصلها
كما تضيءُ النار
أضلع الغريبِ
في ليالي البرد
والمعارك الطِوالْ
وأنتَ يا جميلُ
يا مكهربَ الدماء
والأسلاك والأشجار
واعدتني
بأن يكون لي هناك موعد معكْ
فيختلي الحبيبُ بالحبيبِ، قُلتَ لي:
«أراكَ في الأراكْ»

-----------------------------------------
* الأراك: نوع من الشجر، له حمل كحمل عناقيد العنب، هو أفضل ما اشتبك بفرعه من الشجر. (ابن منظور).

 

 

محمد علي شمس الدين