أَورَاقٌ تَحتَ جِدَارِ التَّارِيخ

أَورَاقٌ تَحتَ جِدَارِ التَّارِيخ

شعر

في شوارع المدينة:
.. وكَانَ الحَيُّ كَالحَيَاهْ..
ضَفِيرَةٌ تَمتَدُّ في عُمقِ الأَمَاكِنِ المُغبّرهْ ...
أَرَى التُرَابَ يُشبِهُ عُرُوقَ
الدَّمِ في اليَدَينِ
في وُجُوهِ النّاسِ
مثلَ وشْمٍ رسَمَتْ تِلاَلُ البَرِّ
صِفتَهْ...
وكُلّمَا نَظَرتُ في وَجهِ الجُدرَانْ
رَأَيتنِي أُحَاكِي ظِلّهَا
وَأَرتَوِي مِن نَبعِ مَائِهَا
وأَستَلذُّ قَمحَهَا...
هُنَا حَكَى الجَدُّ الكَبِيرُ
كَيفَ أَيقَظَ الخِرافَ في وَضحِ النَّهَارْ
ثمَّ حَارَبَ الغِيلاَنَ في الصّحوِِ
الذِي قَد غَادَرَ الحَيَّ القَدِيمَ
مُذْ أَضحَى رُكَامْ ..
كَانَ ذَاك يَومَ أَيقَظَ اليَهُودُ وَهمَهُم
بِأنَّ الأَرضَ ظِلّهُم
وأَنّهُم سَيُرجِعُونَ أَصلَهُم لِلَونِهِم
فَكُلّما يُغَربِلُونَ،
شَمسُ قُدسِنا تُضِيءْ ..
أوراق البنايات القديمة:
... ولَيتَهَا تَحكِي تِلكَ الِحجَارةُ العَرِيقَهْ ...
لَيتَهَا تَقُصُّ مَنْ أًوحًى البِنَاءَ
حَتّى يُدرِكَ المُستَعمِرُونَ
عُريهُمْ، ومَسخَهُم،
ويُدرِكُونَ أنَّ الصّخرَ
يُشبِهُ الجِبَاهْ ..
ويُشبِهُ الدّمَ المُراقَ في اتسَاعِ
تُربةٍ عَذرَاءْ ...
ويُدرِكُونَ أنَّ الماءَ
يَرجِعُ إلى إِنائِهِ القديمْ ...
وأنَّ الأرضَ مُرغَمَهْ
إذا اشتَرَاهَا عَابرٌ بِسَهمِهِ
أَو سَيفهِ، أو دعوةٍ مزَوَّرهْ.

 

 

ميلود حميدة

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات