طرائف عربية

طرائف عربية

سيد الشهداء
"كرب بلاء"

قتل الحسين يوم الجمعة، يوم عاشوراء، سنة إحدى وستين بالطف من شاطئ الفرات، بموضع يدعى كربلاء (كرب بلاء)، وولد لخمس ليال من شعبان سنة أربع من الهجرة، وقتل وهو ابن ست وخمسين سنة، وهو صابغ بالسواد، قتله "سنان بن أنس" وأجهز عليه "خولة بن يزيد الأصبحي" وحز رأسه، وأتى به "عبيدالله" وهو يقول:

أوقر ركابي فضة وذهبا

إني قتلت الملك المحجبا

خير عباد الله أما وأبا

فقال له "عبيد الله بن زياد": إذا كان خير الناس أما وأبا، وخير عباد الله فلم قتلته؟ قدموه فاضربوا عنقه، فضرب عنقه.

قباب الموت

قال "الفرزدق": خرجت أريد مكة، فإذا بقباب مضروبة وفساطيط، فقلت: لمن هذه؟

قالوا: للحسين، فعدلت إليه فسلمت عليه، فقال: من أين أقبلت؟ قلت: من العراق قال: كيف تركت أهل العراق؟ قلت: القلوب معك، والسيوف عليك، والنصر من السماء.

حديث جبريل:

قال "عبدالله بن عمر": لحقت "الحسين" وهو في طريقة إلى العراق فقلت: أين تريد؟ فقال: أريد العراق. وأخرج كتب القوم، ثم قال: هذه بيعتهم وكتبهم. فناشدته الله أن يرجع، فأبى. فقلت: أحدثك بحديث ما حدثت به أحداً قبلك: إن جبريل أتى النبي صلى الله وعليه وسلم يخيره بين الدنيا والآخرة، فاختار الآخرة، وإنكم بضعة منه، فو الله لا يليها أحد من أهل بيته أبداً، وما صرفها الله عنكم إلا لما هو خير لكم، فارجع، فأنت تعرف غدر أهل العراق، وما كان يلقى أبوك فيهم. فأبى، فاعتنقته وقلت: استودعك الله من قتيل.

رواية القتلة:

وقف "زخر بن قيس الجعفي" بين يدي "يزيد" فقال: ما وراءك يا زحر؟ فقال: أبشرك يا أمير المؤمنين بفتح الله ونصره، قدم علينا "الحسين" في سبعة عشر رجلا من أهل بيته وستين رجلا من شيعته، فبرزنا إليهم وسألناهم أن يستسلموا وينزلوا على حكم الأمير أو القتال، فأبوا إلا القتال، فغدونا عليهم مع شروق الشمس، فأحطنا بهم من كل ناحية، حتى أخذت السيوف مأخذها من هامات الرجال، فلم يكن إلا نحر جزور أو موت قائم حتى أتينا على آخرهم، فهاتيك أجسامهم مجزرة، وهاماتهم مزملة، وخدودهم معفرة، يصهرهم الشمس، وتسفي عليهم الريح بقاع سبسب، زوارهم العقبان والرخم.

دمعت عينا "يزيد" وقال: لقد كنت أقنع من طاعتكم دون قتل "الحسين" لعن الله "ابن سمية" أما والله لو كنت صاحبه لتركته، رحم الله أبا عبدالله وغفر له.

رجال الله:

قال "الحسن البصري" قتل مع الحسين ستة عشر في أهل بيته. والله ما كان على الأرض يومئذ أهل بيت يشبهون بهم.

وحمل أهل الشام بنات رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا على أحقاب الإبل. فلما أدخلن على يزيد، قالت "فاطمة بنت الحسين":
يا يزيد، أبنات رسول الله صلى الله عليه وسلم سبايا! قال: بل حرائر كرام، أدخلي على بنات عمك تجديهن قد فعلن ما فعلت.

قالت "فاطمة": فدخلت إليهن فما وجدت فيهن سفيانية الا تضرب صدرها نائحة. وقالت بنت عقيل ابن أبي طالب ترثي الحسين ومن أصيب معه:

عيني أبك بعبرة وعويل

واندبي إن ندبت آل الرسول

ستة كلهم لصلب علي

قد أصيبوا وخمسة لعقيـل

ما قاله "الجالوت":

قال "محمد بن عبدالرحمن بن نوفل": لقيت رأس "الجالوت" (الجالية من اليهود، ورأس اليهود رئيسهم وكان من ولد داود عليه السلام) فقال لي رأس اليهود: إن بيني وبين داود سبعين أبا، وإن اليهود إذا رأوني عظموني وعرفوا حقي وأوجبوا حفظي، وانه ليس بينكم وبين نبيكم إلا أب واحد قتلتم ابنه.

ما روته "أم سلمة":

قالت "أم سلمة" زوج النبي صلى الله عليه وسلم: كان عندي النبي صلى الله عليه وسلم ومعي الحسين فدنا من النبي فأخذته فبكى، فتركته فقال له جبريل: أتحبه يا محمد؟ قال: نعم. قال: أما إن أمتك ستقتله وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها. فبسط جناحيه، فأراه منها. فبكى النبي صلى الله عليه وسلم بحرقة القلب، ولوعة النفس.

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات