عزيزي القارئ المحرر

عزيزي القارئ

السينما .. احتفالية مستمرة

عزيزي القارئ..
في هذا العدد لنا وقفة خاصة. وهي وقفة أمام الحركة بأبرز دلالاتها وأكثر إيحاءاتها انعكاسا علي الفن في عصرنا. فمن الكلمة اللاتينية "كينيما" - التي تعني الحركة - أخذت السينما اسمها، وكانت الجدة الأقدم لآلات التصوير السينمائي الحديثة تسمى: "مسدس التصوير"، أو"بندقية التصوير"، وقد كرسها مخترعوها الأوائل لتسجيل الحركة تصويراً.. سواء كانت حركة كوكب يمر أمام الشمس، أو حصان يعدو مسرعاً، أو نورس يواصل تحليقه فوق الماء. هذا، قبل أن يقفز بها الأخوان "لوميير" في خضم الحركة البشرية، وهي القفزة التي أرخت لبداية فن السينما الذي يكمل هذا العام مئويته الأولى الزاخرة. مائة سنة من تصوير الحركة وعرض صورها، وبعبارة أخرى: مائة سنة من تصوير وعرض صور الحياة، فلا دليل على وجود الحياة أسطع من الحركة، ابتداء من حركة الجزيئات في أصغر خلية حية، وحتى حركة البشر والأحياء العملاقة. مائة سنة من الرغبة في تخليد الحركة وحفظ سيرتها في صور نابضة قابلة للاستعادة، فكأن السينما هي محاولة أخرى من الإنسان للخلود في مواجهة إدراكه اليقيني بحتمية الموت. مائة سنة من الحياة تشربها واختزنها ويقدر على بثها، هذا الفن الأخطر بين فنون عصرنا جميعا. لهذا لم يكن غريبا أن يحتفل العالم بمرور مائة سنة على بدء فن السينما. والاحتفال يكاد لا تتجاهله وسيلة إعلام على كوكبنا كله. ولقد أردنا منذ البداية أن نشارك في هذه الاحتفالية، بأقصى طاقتنا، وبما يليق بفن القرن العشرين الأشهر والأشمل. وكان ثمة اقتراح بتخصيص عدد كامل - من الغلاف إلى الغلاف - للاحتفال بمئوية السينما في هذا العام. وبرز اقتراح آخر يقول إن في هذا التخصيص غبناً للمناسبة وللقارئ العام معاً. فالمناسبة تحتمل مواد تتجاوز حدود العدد الواحد. والقارئ قد تضجره مطالعة مادة ترتبط بموضوع واحد مهما تنوعت روافده. وكاختيار وسط، رأت أسرة التحرير أن يكون الاحتفال بمئوية السينما مستمراً حتى نهاية هذا العام، في شكل احتفاء خاص بما يتعلق بفن السينما ونورده في كل عدد من أعدادنا القادمة. خاصة أنه تدفق على المجلة فيض من المقالات والشهادات والحوارات تتعلق كلها بفن السينما، كتبها نجوم وخبراء وعارفون بهذا الفن الجميل الشامل، فن تخليد الحركة، فن تسجيل الحياة

فإلى لقاء جديد.. مفعم بالحياة، والحركة.

 

المحرر

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات