التخدير عبر التاريخ محمد مصطفى السمري

ليتصور إنسان زماننا أنه مقدم على إجراء جراحة ما، وأنه ما أن يخطو إلى باب العيادة حتى تستقبله هراوة على مؤخرة رأسه، تكريما له وتمهيدا لإجراء الجراحة.. كم عانى أسلافنا قبل أن يتطور فن التخدير.

قصة التخدير أو إزالة الآلام قصة طويلة تبدأ مع ميلاد الإنسان، فعندما خلق الله سبحانه وتعالى سيدنا آدم وأراد سبحانه خلق أمنا حواء من ضلعه، أنامه الله نوما عميقا حتى لا يشعر بأي ألم، وعندما أفاق من نومه وجد حواء بجانبه.

وعندما شعر الإنسان القديم بالآلام والأمراض لم يترك وسيلة إلا اتبعها ولا طريقة إلا جربها للخلاص من هذه الآلام، وحاول أن يعثر فيما حوله من ماء ونباتات ومعادن على علاج لتلك الآلام والأوجاع. وبالمصادفة اكتشف أن الماء له أثر واضح على إزالة بعض الآلام، ومن ثم اكتشف ( المكمدات ).

وتكشف بعض الوثائق القديمة أن الإنسان عرف كيف يبطل الشعور بالألم في بعض التدخلات الجراحية. وكانت أغرب وسيلة للتخدير تلك التي استعملها الأشوريون عند ختان أطفالهم، حيث كانوا يعطلون الدورة الدموية للمخ بالضغط على الشريانين السباتيين الموجودين بالرقبة، مما يؤدي إلى حدوث الإغماء .

والجدير بالذكر أن الشريان السباتي هذا يسمى الكاروتيد ( Carotid Artety) ومعناه باللغة اليونانية القديمة ( شريان النوم ).

وكانت هذه الطريقة - الخنق على الرقبة - رغم خطورتها أفضل كثيرا من الطرق الأخرى التي مارسها الأطباء في فجر التاريخ، فكان الأطباء ومساعدوهم يعتمدون على قوتهم العضلية في قيد حركة المريض حتى يتم علاج جراحه أو تجبير كسره . كما لجأت بعض الجماعات إلى وضع قطعة من الخشب على رأس المصاب قبل إجراء العملية الجراحية له، ثم يطرقون عليها بشدة، حتى يفقد الوعى ثم يقومون بإجراء العملية.

أول مخدر موضعي

كان لقدماء المصريين فضل كبير في اكتشاف بعض النباتات الطبية التي ساهمت في تخفيف الآلام وأهمها (الخشخاش) الذي استخرجوا منه الأفيون، وكذلك اليبروج والسيكران والحشيش وغيرها وكانوا أول من عرف (البيرة) وعرفوا تأثيرها المخدر.ليس هذا فحسب بل إنهم أول من اكتشف مخدرا موضعيا للجروح والعمليات، يتكون من مسحوق حجر منفيس المذاب في الخل.

وقد أشار العالم بلين ( القرن الأول الميلادي ) إلى طريقة تتيح إجراء القطع الجراحي أو وخز الإبر بدون ألم، بفضل نبات عشبي اسمه اللفاح (Mandragore ).

كان هذا النبات - الذي يتبع الفصيلة الباذنجانية - أسطورة في تلك العصور القديمة، وهي تنسب إلى هذا النبات القدرة على تسكين الآلام. وقد ذكر اليوناني ( ديوسكوريدس ) - الذي كان طبيبا لنيرون، ومن أعظم الأخصائيين في طب الأعشاب - ذكر طريقة تحضير هذا النبات فقال: " تغلى الجذور في النبيذ إلى أن يتبخر ثلثه ". كما استعمله كمخدر في أثناء عملياته الجراحية.

لقد استحوذ نبات اللفاح على أفكار الناس منذ وقت مبكر. والواقع أنه ذو قوام طويل، متشعب وبشبه بدرجة عجيبة، شكل إنسان واقف على قدميه . ولم يتطلب ذلك وقتا طويلا، لكي يصبح هذا النبات طلسما، تعزى إليه قوى خيالية . بل لقد ذهب بعض الناس إلى حد الاعتقاد بأنه يصرخ عندما يحاول أحد اقتلاعه، ولذلك كانوا يقتلعونه بمنتهى الحذر.

ولقد أورد (شكسبير) خاصية النبات التخديرية في روايته (أنطونيو وكليوباترا) فقد جاء على لسان (كليوباترا) العبارة التالية: " اسقني شراب الماندراجورا لأنام هذه الفترة الطويلة التي يتغيبها أنطونيو عني ".

أبو القاسم الزهراوي..

كان العرب أول من استعمل المخدر في الجراحة، فقد نجح الأطباء المسلمون الأوائل في اكتشاف نباتات لها قوة التخدير. كما أن استخدام ( الإسفنجة المخدرة ) فن عربي الأصل، وقد دخل هذا الكشف العلمي إلى أوربا بطرق كثيرة ومختلفة وظل معمولا به حتى القرن الثامن عشر حين كشف التخدير بواسطة الاستنشاق عام 1842 م. وكان الطبيب العربي المسلم أبو القاسم الزهراوي ( 936- 1013 م ) يستخدم خليطا من نباتات الزوان والشيلم والسيكران، وكانت هذه الخلطة تنيم المريض فترة طويلة تكفي لإجراء العمليات الجراحية الكثيرة التي كان يقوم بإجرائها بنفسه.

ومع استقرار عصر النهضة والتقدم العظيم في العلوم، تحققت اكتشافات كيميائية وطبية كبيرة، وتتابعت غزوات الكيميائيين، فاستخرجوا (الكوكايين) من أوراق الكوكا، و (المورفين) من الأفيون، وتضافرت جهودهم على تنقيتها، وتحسين طرق استخلاصها، كما اكتشف الكثير من الغازات. ولم تمر بضع سنوات على هذه الكشوف العظيمة حتى استخدمت هذه العقاقير والغازات في التخدير والعلاج.

في عام 1799 م، وبينما كان المرضى يئنون تحت وطأة أوجاعهم، ويحتملون الآلام المبرحة في أثناء الجراحات كانت العناية الإلهية قد هيأت الظروف لاكتشاف مركب له قيمته في عملية التخدير.

ففي ذلك العام نشر شاب إنجليزي بحثا عن غاز أكسيد النيتروز ( الغاز المضحك )، وأفاض في شرح تأثيراته المسكنة والمثيرة للضحك.. وكان ذلك الشاب هو السيد ( همفري دافي ) المتوفى عام 1829م، والذي غدا فيما بعد أعظم الكيميائيين في ذلك العهد.

لقد استنشق ( دافي ) غاز أكسيد النيتروز، وإذا به يجد الدنيا تدور من حوله ثم يشعر بميل إلى الضحك، وتطوف بخياله أحلام عجيبة. وأعاد التجربة على أصدقائه، فحالفه النجاح، ومن ثم قرر - في البحث الذي نشره- أن غاز كسيد النيتروز قد يكون ذا فائدة للجراحين.

وبالفعل استخدم هذا المركب في التخدير- حيث اكتشف أنه يقتل الألم ويزيل الإحساس- بواسطة بعض أطباء الأسنان في أثناء خلع الأسنان وفي بعض الجراحات البسيطة.

التنويم المغناطيسي في التخدير

وثمة وسيلة أخرى استخدمها الإنسان في مجال التخدير وتسكين الآلام، فلقد دخل التنويم المغناطيسي هذا المجال عام 1840 م، وإن كان التنويم قد عرف قبل ذلك بآلاف السنين.

ففي عام 1779 م استطاع الطبيب النمساوي فريدرخ مسمر ( 1733- 1815م ) أن ينوم بعض المرضى تنويما مغناطيسيا لإجراء بعض الجراحات لهم، ثم انتشرت هذه الطريقة في أمريكا ومعظم دول أوربا. وفي عام 1840 م حقق الطبيب الألماني ( جيرلنج ) في برلين أول ولادة بدون ألم عن طريق التنويم المغناطيسي، وتلاه الطبيب السويسرى ( لافونتين ) عام 1863م.

ومع زيادة استخدام هذه الطريقة في التخدير خاصة في الولادة، فإنها - مع الوقت - لم تلق نجاحا كبيرا، لما تتطلبه من تدريب شاق، ووقت طويل، وعدم صلاحيتها لكل المرضى.

أول من نام بالكلوروفورم

كان الطبيب الألماني ( جوستس فون ليبج ) المولود في عام 1803 م، والذي أصبح أستاذا للكيمياء وعمره لم يتعد 21 سنة، أول من اكتشف مادة ( الكلورفورم ) عام 1831م.

والغريب أنه عندما اكتشف خواص الكلورفورم المخدرة قرر أن يجري أول تجربة على نفسه، وكانت النتيجة أن حمله تلاميذه وهو في حالة تخدير كاملة ظل فيها لعدة ساعات.

ورغم النجاح الباهر للكلوروفورم كمخدر عام، فإن استعماله عمليا لم يتم إلا بعد مدة طويلة وذلك لأمور دينية حيث حظرت الكنيسة استعماله..حتى كانت سنة 1853 م عندما طلبت الملكة فيكتوريا (1819- 1901 م) ملكة انجلترا أن يستعمل معها في أثناء ولادة الأمير ليوبولد والأميرة بياتريس.

بعدها ذاع استعماله في التخدير خاصة في أثناء الولادة.

التخدير بواسطة ( الأثير)

ويعتبر ( الأثير ) من أكثر العقاقير الحديثة شيوعا في التخدير الجراحي، وقد اكتشفه على الأرجح شاب ألماني يدعى ( فاليريوس كوردس ) حوالي عام 1555 م. فقد كتب ( كوردس ) في مذكراته يقول إنه اكتشف بخارا جديدا بإضافة زيت الزاج إلى الكحول المقطر، وسمى المادة الجديدة: ( زيت الزاج الحلو )، وقرر أنها تسبب الدوار.

ومضت قرون عرف الكيميائيون خلالها أن (كوردس) كان أول من اكتشف (الأثير). أما (كوردس) نفسه فلم يعن باكتشافه، ولم يقدر أهميته، فظل الأثير على رف النسيان، حوالى ثلاثمائة عام، لم يعره أحد أدنى اهتمام.

ويذكر التاريخ بالفخر أسماء ثلاثة من الأطباء الأمريكيين هم: ( كروفورد لونج )، و ( وليام مورثون ) و ( تشارلس جاكسون )، وكذلك الطبيب الأيرلندي ( جيمس سيمبسون )، فلقد كانوا أول من استعمل " الغاز المضحك " و ( الكلوروفورم " و" الأثير " كمواد مرقدة ومنومة خلال العمليات الجراحية المختلفة.

لكل طبيب قصة

كان لكل طبيب منهم قصة: فأما الأيرلندي جيمس سيمبسون ( 1811- 1870م ) فهو أول من استخدم التخدير العام في الولادة، وعلى الرغم من ابتداعه استعمال الأثير للتخدير العام فى الولادة فإنه استبدل به الكلورفورم الذي أذاع قيمته عام 1847م.

أما الدكتور كروفورد ويليامسون لونج ( 1815- 1878م ) فكان إدمانه لاستنشاق ( الأثير ) وراء اكتشاف أهم عقار عرفته الجراحة الحديثة. ولا عجب فكان لونج أول طبيب يستخدم الأثير في التخدير العام عام 1842م.

كان الدكتور لونج يمارس هواية غريبة هي : استنشاق الأثير، ولم يكن يكتفي بممارسة هذه الهواية على سبيل اللهو والمزاح، وإنما كان يقيم الحفلات كي يشاركه أصحابه هذا العمل المسلي.

وحدث في أثناء إحدى هذه الحفلات أن أسرف أحد الزملاء في استنشاق الأثير، فسقط مغشيا عليه، وكان أن كسرت ساقه، وليس هذا هو المهم، بل المهم أنه لم يشعر بالآلام التي تحدثها عادة مثل هذه الإصابة، وهذا هو ما قاد ( لونج ) إلى الأثر الفعال للأثير في التخدير.

وفي عام 1844م، كان الطبيب الأمريكي ( وليم توماس جرين مورتون ) ( 1819- 1868م ) طبيب أسنان ناجحا بمدينة بوسطن، وكان يود لو توجد طريقة لخلع الأسنان بدون ألم ، فاستعمل ( ويلز ) الغاز المضحك واستعمل مورتون اللودنوم والأفيون . ولكن لم يفلح أي منهما في استعمال هذين المسكنين، فقد مات أحد مرضى ( ويلز ) مما أضاع مستقبله كطبيب أسنان. أما ( مورتون ) فقد وجد أن الأفيون لا يعطي نتائج مرضية.

وذات يوم نصحه الدكتور ( تشارلس جاكسون ) الذي كان يعمل مدرسا في كلية الطب، باستعمال ( الأثير الكبريتي ) في التخدير، وعندما جربه مورتون على الحيوانات لم يرض بنتائج هذه التجارب.. واقتنع أخيرا أن سبب فشله أن الأثير الذي كان يستعمله لم يكن نقيا.

وعندما حصل مورتون على الأثير النقي وقام بتجربته على ( كلبه ) نجحت التجربة، فقد نام الكلب ولم يشعر بوخزه بالإبرة . ليس هذا فحسب، بل حاول مورتون أن يقوم بالتجربة ذاتها على ( نفسه ) وكانت تجربة ناجحة تماما ، فقد نام نوما عميقا . وفي سبتمبر 1846م جرب الأثير على أحد مرضاه ويدعى ( ايبن فروست ) كان يشكو من ألم شديد بضرسه . وأحدث نجاح مورتون دويا كبيرا ، فطلب منه الدكتور ( جون كولنيز وارن ) الجراح الفذ أن يخدر له أحد مرضاه في المستشفى العمومي بماساشوستس.

وفي يوم 16 أكتوبر 1846 م، قام مورتون بإعطاء الأثير للمريض من خلال جهاز للاستنشاق قام بتصميمه وما لبث المريض أن بدأ يتنفس بعمق وفقد وعيه، وساد الحجرة سكون تام، وكان الواضح أن المريض لا يعاني أية آلام في أثناء العملية. وبعد إتمام العملية ثم استيقاظ المريض، استدار الدكتور وارن إلى الحاضرين قائلا : ( أيها السادة: إن ما رأيتموه ليس خداعا أو احتيالا..).

التخدير الموضعي

في العصر الحديث تحقق التخدير الموضعي بواسطة (الكوكايين)، الذي استخلصه العالم الألماني ( ألبرت نيمان ) من أوراق ( الكوكا ) عام 1860 م، وقرر أن لهذا العقار القدرة على محو الإحساس والشعور. إلا أن أحدا من الأطباء لم يهتم بهذا العقار.

وفي أحد أيام عام 1884م ، وبينما كان طبيب العيون النمساوي " كارل كولر " ينصت إلى إحدى المحاضرات ، سمع أستاذه يقول : " إن طب العيون في حاجة إلى عقار يكون ذا تأثير مخدر موضعي، ليتيسر به إجراء جراحات العيون.. تلك الجراحات التي لا تصلح لها المخدرات العامة، كالأثير مثلا، لما يصحبها أحيانا من قيء يفسد تلك الجراحات التي تجرى على أغشية العين الدقيقة.. ".

عندئذ قفز ( الكوكايين ) إلى عقل ( كولر )، وتذكر تأثيره المخدر على اللسان، وصمم على أن يجرب تأثيره على العيون. ونجحت تجاربه على الضفادع، وتبين له أن المخدر يسري إلى عيون تلك الحيوانات بعد عشر دقائق من وضع ثلاث قطرات من محلول الكوكايين 2%،. فيفقدها الإحساس. ومضى إلى قسم العيون بالمستشفى يجرب تأثيره على مرضاه، فحالفه النجاح وذاع أمره.

التخدير النصفي

توالت أبحاث الأمريكيين وتجاربهم على الكوكايين، فقام طبيب الأعصاب ( ليونارد كورنينج ) بحقن بعض نقط من محلوله بين فقرتين من ظهر أحد الكلاب، فإذا بمؤخرته وساقيه الخلفيتين تفقد الإحساس تماما.

فكان هذا فتحا جديدا في فن التخدير.. التخدير النخاعي.. إلا أن الأطباء تنبهوا إلى خطر جديد للكوكايين ألا وهو خطر الإدمان. وهنا تطلعت الأنظار إلى عقار جديد.

اكتشاف ( النوفاكيين )\

واحتل ( النوفاكيين ) مكانة ( الكوكايين ) في الطب والتخدير عام 1904 م، إذ يفوقه في إحداث جميع أنواع التخدير الموضعي، ما عدا تخدير العين الذي يستعمل فيه مركب جدير يسمى ( بيوتين )، فضلا عن كونه أقل سمية من الكوكايين .

وتوالت خطوات النصر على الألم، فقد أعلن ( كورنينج ) نجاحه في إطالة فترة التخدير الموضعي بمحلول الكوكايين ، من عشرين دقيقة إلى خمس ساعات، وذلك بعمل رباط قوي فوق موضع الحقن. ثم استبدل الدكتور ( هينريش براون ) هذا الرباط بمركب ( الأدرينالين )، وقام الأطباء بخلط الأدرينالين مع النوفاكيين لإحداث تخدير موضعى مأمون لفترة طويلة. وكان الكيميائي الألماني ( فريد ريك سالتز ) قد نجح في تحضير ( الأدرينالين ) صناعيا وذلك عام 1903م.

عن طريق الحقن

انتشر بعد عام 1902م التخدير عن طريق حقن المخدر عن طريق الوريد، خاصة بعد اكتشاف العالم الألماني ( أ. فيشر ) المركب المعروف باسم ( فيرونال ). وقد استخدمت بعد ذلك مشتقات ( الباربتيوربت ) مثل : الاميتال والنيمبيوتال، ثم استخدم الثيوبنتون صوديوم ( انزافال ) بعد عام 1930 م.

وفي سنة 1923م كتب للإنسانية نصر جديد على الألم باكتشاف التأثير المرقد والمخدر العام لمركب ( الأثيلين )، بعدها بسنوات اكتشف بكندا مخدر عام جديد هو ( السيكلوبروين ). وفي عام 1930م حضر الدكتور ( شونسي ليك ) مركبا جديدا هو ( دايفنيل أوكسيد ) وأثبت هذا المركب أنه من أسرع المرقدات وأقواها على التخدير العام.

لقد ظل الحال هكذا: خطوة بعد خطوة في طريق النصر على الألم.. تلك الخطوات التي بدأت بأكسيد النيتروز والكلوروفورم والأثير، ثم الكوكايين، والنوفاكيين، والأثيلين ومركباته، ثم السيكلوبروبين ثم الانترافال.. وغيرها، حتى أصبح التخدير علما وفنا قائما بذاته، يخفف آلام البشر، ويسهل إجراء أخطر الجراحات وأقساها.