من المكتبة الأجنبية.. كوكب العشوائيات

من المكتبة الأجنبية.. كوكب العشوائيات

كوكب العشوائيات.. عمل غير مسبوق، عن الظروف المأساوية للحياة في عشوائيات مدن العالم الثالث على نحو خاص.. بالرغم من أن المأساة تمتد أيضا إلى الكثير من مدن أوربا وأمريكا وكندا.. حيث تشكل عشوائيات الشمال 20% من مجمل عشوائيات العالم.. والبقية في الجنوب.

الآن، يشكل سكان الحضر أكثر من نصف سكان العالم.. بعد أن تضاءلت وضاقت فرص الحياة في الريف، واتسعت المدن وتمددت بشكل عشوائي، وأصبحت هدفا لحياة سكان الريف هربا من الضائقة، وأملا في فرصة عمل لا تتوافر عادة، وحياة أفضل لا تتحقق واقعيا..

وأصبحت أغلبية مدن جنوب العالم، وبعض المدن في شماله .. مدنا عشوائية، تكتظ بالفقراء، وتفتقر للبنية الأساسية ولشروط الحياة الصحية، ويسودها التلوث والصخب والضجيج والجريمة وتحكمها العصابات.

يؤوي الحضر وعشوائياته أكثر من نصف سكان العالم ( 2ر3 بليون)، وتشير الإحصاءات إلى استفحال المشكلة في المستقبل، وأن سكان الريف سيبدأون في التناقص في العقود القليلة القادمة، نتيجة لتزايد معدلات الانتقال للمدن وضواحيها وعشوائياتها.

من المفارقات التى يكشفها الكتاب، أن هذا الانتقال الهائل للمدن، لا يرتبط بالتصنيع أو التنمية، ونتيجة لذلك تصبح المدن وضواحيها خاصة في جنوب العالم مراكز لتجمع القوى البشرية العاطلة والفقيرة، وبؤراً للجريمة والصراعات والحروب الأهلية.

وإذا كان عالـــم اليــــوم فيه 5 مدن فـــقـــط يعــيش في كــــل منـــها أكــــثر من 20 ملــــيون نسمة، فإن التوقــعات تـــــشير إلى أن عام 2015 ســـيشــــهد أكثر من 550 مدينة يعيش في كل منها عدة ملاين من البشر.

مدن القراصنة

تتميز العشوائيات بالازدحــــام الشديد والفقر، والبناء غير القانوني وعــــدم توافر المياه، والافتقار للخدمات الأساســـية والظروف الصحية وغياب الأمن، وعــــدم وجــــود تناغم وانسجام بين سكان العشوائيات، حيث لا يجمع بينهم نسيج اجتماعي واحد، فهم خليط متنافر من العاطلين والمجــرمين والعمالة المؤقتة وأصحاب الحرف وعصابات المخدرات والدعارة.

معظم هذه الضواحي والعشوائيات أقيمت بشكل غير قانوني أقيمت على أراضٍ تم الاستيلاء عليها بوضع اليد. لذلك يسميها «مايك ديفز» أحيانا بمدن القراصنة، تؤسسها عصابات الأراضي، من دون ملكية قانونية، أو تراخيص رسمية. ولا تتمتع بأي خدمات. وبالرغم من ذلك تزداد اتساعا وتمددا.

وعلى عكس ما كانت تنشأ المدن في بدايات القرن العشرين، نتيجة للتصنيع، تتضخم مدن العشوائيات نتيجة للبطالة.

 

بؤر الاضطرابات

وعلى الرغم من أن المؤلف يرى أن تطور مدن العشوائيات لا يرتبط بالتنمية الاقتصادية إلا أن التجمعات الضخمة لقوى العمل العاطلة في العشوائيات، تشكل قوة ضاغطة على العاملين الفعليين، فهذه الوفرة الهائلة من قوة العمل الفائضة، توفر عمالة رخيصة قابلة دائما للعمل لساعات عمل أكثر وبأجور أقل وشروط أسوأ للعمل.

هذه العشوائيات المليونية للبشر في جنوب العالم تهدد أيضا المناطق العمالية في شمال العالم، حيث نشهد ظاهرة انتقال الصناعات من الشمال إلى الجنوب للاستفادة من هذه الحشود الضخمة الرخيصة لقوة العمل، بدلا من القوة العاملة ذات الأجور العالية في بلدان أوربا وأمريكا وكندا.

وفى كتابه، يتابع «مايك ديفز» نشاط المنظمات غير الحكومية وهيئات تقديم الائتمان والقروض الصغيرة، التي تدّعي القدرة على انتشال فقراء المدن العشوائية في العالم الثالث، وتمويل مشروعات بالغة الصغر لتعينهم على الحياة.. لكنه يكشف خلال هذه المحاولات، التي لم يتربح منها سوى القائمين على هذه المنظمات. ليخلص إلى أنه لا الدولة ولا غيرها من المنظمات غير الحكومية يسعى إلى تخفيف معاناة مئات الملايين من البشر الذين يعيشون في عشوائيات مدن العالم.

-----------------------------------------

جَرى ليَ طيرٌ فِي حمامٍ حذرتهُ
عليكَ ابنَ عمرٍو منْ سنيحٍ وَبارحِ
فلمْ ينجِ صخراً مَا حذرتُ وَغالهُ
مواقعُ غادٍ للمنونِ ورائحِ
رَهينة ُ رَمْسٍ قد تَجرّ ذُيولها
علَيهِ سوافي الرّامساتِ البَوارحِ
فيا عينِ بكّي لأمرىء ٍ طارَ ذكره
لهُ تبكي عينُ الرَّاكضاتِ السَّوابحِ
وَكلُّ طويلِ المتنِ اسمرَ ذابلٍ
وَكلُّ عتيقٍ فِي جيادِ الصَّفائحِ

الخنساء

 

 

 

تأليف: مايك ديفز 




 





المدن العشوائية تفتقر لكل أساسيات الحياة الحضرية رغم أنها مقامة داخل المدن





العشوائيات تهاجم حزام القطارات