وراثة السمات النفسية سمير رضوان

أصبح من المسلم به أن هناك عوامل وراثية هي المسئولة عن مختلف السمات الجسدية، مثل الذكورة والأنوثة ولون البشرة والعيون والشعر وما إلى ذلك. فهل ياترى للعوامل الوراثية علاقة بالسمات النفسية مثل الخوف والقابلية للإدمان على سبيل المثال؟ في هذه المقالة محاولة للأجابة عن هذا السؤال.

الوراثة من الوجهتين- العلمية والعامة- هي إحدى أهم الصفات التي تميز الأحياء عن سائر المخلوقات غير الحية. وفي خلال النصف الثاني من القرن الحالي نجح العلم في الكشف عن الكثير من أسرار هذه الميزة الحيوية، فأصبح معروفا- على سبيل المثال- أن جميع الصفات تتحكم فيها مواد كيميائية معينة- تعرف بالعوامل الوراثية- موجودة في أنوية الخلايا. وأن جميع العوامل الوراثية في مختلف أحياء الأرض بلا استثناء تتكون كيميائيا مما يعرف بالأحماض النووية. وأن التركيب الكيميائي الخاص لكل عامل وراثي هو في الواقع الذي يحدد هوية الصفة كما يتحكم في نوعيتها من خلال آلية كيميائية أصبحت هي الأخرى معروفة حق المعرفة. فالحمض النووى ذو التركيب الكيميائي المميز يتحكم في تخليق أنزيم أو أنزيمات نوعية، تنشط بدورها سلسلة من التفاعلات الكيميائية تؤدي في النهاية إلى ظهور الصفة بالصورة التي تظهر عليها.

الوراثة كيمياء في كيمياء

ليست الوراثة إذن سوى مجموعة من التفاعلات الكيميائية التي "يديرها" العامل الوراثي. ومن ثم فإذا تسرب اختلاف إلى كيمياء العامل الوراثي نجم عن ذلك اختلاف في الأنزيمات التي ينتجها، وفي طبيعة التفاعلات التي تحدثها هذه الأنزيمات، مما يؤدي في النهاية إلى اختفاء الصفة أو تحورها.

في كل كائن حي أعداد ضخمة من العوامل الوراثية هي التي تتحكم في الكم الهائل من الصفات التي يتصف بها هذا الكائن. ولتبسيط الأمر نذكر على سبيل المثال أن سمرة البشرة وسواد الشعر في الإنسان، وكذلك ألوان الزهور في النباتات إنما مرجعها إلى أصباغ تتحكم في إنتاجها عوامل وراثية نوعية في الأحياء المختلفة. إن امتلك فرد هذه العوامل الوراثية ظهرت فيه هذه الألوان. بمثل هذه الآلية الكيميائية تتحدد جميع الصفات في الفرد وهو لم يزل بعد خلية واحدة نتجت من التحام خلية ذكرية مع أخرى أنثوية. وفي أثناء انقسام هذه الخلية ونموها وتكشفها جنينا، ثم وليداً، ثم كائناً يافعاً، "تنسخ" جميع العوامل الوراثية قبيل كل انقسام حتى تحتوي كل الخلايا في الفرد الواحد على عوامل متطابقة، مما حدا بالعلماء منذ عقود إلى تصور إمكان تخليد المخلوقات لآماد طويلة، وكذلك العباقرة من أمثال أينشتين، وذلك من خلال انتزاع خلية من جسد العبقري- قبيل وفاته- وتعهدها بالرعاية في أوساط غذائية معينة (ما يعرف بمزارع الخلايا)، لتتكشف إلى جنين عبقري مطابق للعبقري الذي مات. وليس فيما ذكرنا مبالغة، فمثل هذا التخليد أصبح بالفعل يطبق على نباتات وحيوانات كثيرة. وما حال دون تطبيقه على الإنسان إلا تحريم القوانين الدولية لذلك.

صعوبات تواجه الدراسات الوراثية

العوامل الوراثية إذن هي التي تحدد أن خلية الإنسان المخصبة في رحم الأم هي التي تتكشف إلى جنين إنسان، بينما تتكشف الخلية المخصبة في رحم الأرنب إلى جنين الأرنب. ثم هي التي تتحكم في سائر الخصائص الموروثة من خلال الآلية الكيميائية التي ذكرناها. وبالطبع لم يدرس العلماء بعد آلية الوراثة إلا في أعداد محدودة من الصفات، ولكن ليس هناك ما يحثهم على الاعتقاد بأن آلية الوراثة الخاصة بالصفات التي لم تدرس بعد يمكن أن تختلف في الأساس عما هو معروف عن وراثة الصفات المدروسة.

ومن اللافت للنظر أن معظم ما درس يتعلق بالصفات الجسدية، وذلك لسبب واضح، فأغلب البحوث الوراثية تجرى على ميكروبات ونباتات وحيوانات، وهذا يسهل على الدارس تتبع الصفات الجسدية فيها. أما السمات النفسية، كالفرح والحزن، والرضا والغضب، والحب والبغض، والشر والخير، وما إلى ذلك، فهذه يستحيل دراستها على الأحياء المذكورة، إما لأنها لا تمتلك هذه السمات أصلاً، أو لأنها لا تعبر بأسلوب يمكن الاعتماد عليه علمياً، عما يعتريها من أحاسيس. وغني عن الذكر أن الإنسان هو أنسب الأحياء للبحث في وراثة السمات النفسية. على أن الأعراف، فضلاً عن القوانين، تحد من حرية الباحث في تعامله مع الإنسان. فهو- أي الباحث- لا يستطيع أن يخضع إنساناً لمعالجات وتحليلات يخضع لها الأحياء الأخرى من تجاربه.

ومن هنا تأخرت الدراسات الخاصة بوراثة السمات النفسية إذا ما قورنت بالدراسات على وراثة الصفات الجسدية. وبالطبع تجرى كثير من التجارب في هذه المجالات على الإنسان. ولكنها محدودة للغاية. إذ لا يمكن معالجة الإنسان محل الدراسة، مثلا، بمواد كيميائية وفحص أثرها- على خصائصه كما يفعل الباحث في الأحياء الأخرى، ومع ذلك فالأدلة أصبحت تشير إلى أن الآلية التي تورث بها السمات النفسية في الإنسان تتفق في الأسس مع الآلية المتحكمة في وراثة الصفات الجسدية. نعني أن هناك عوامل وراثية تتحكم كيميائياً في السمة النفسية. ومع ذلك ينبغي علينا ألا نقبل مثل هذا القول إلا بقدر كبير من التحفظ حيث تتوافر الأدلة المادية عليه، ولكن من أهم المكتشفات العلمية التي تعضد القول السابق ما أصبح معروفا من أن السمات النفسية، التي درست حتى الآن، تعتمد مباشرة أو ترتبط بتفاعلات كيميائية داخل الجسم.

البحث في وراثة الذكاء مشكلة

ولكن قبل أن نعرض لهذا الموضوع نود أن نشير إلى عقبة أخرى تواجه الباحث في وراثة السمات النفسية. فالصفات الجسدية- كلون العيون وطول القامة وغيرها- صفات متفق عليها، والكثير منها قابل للقياس الكمي. أما السمات النفسية فغير ذلك، وكثيرا ما يصعب أو يستحيل قياسها. خذ مثلاً "الذكاء" يعتقد جانب كبير من علماء الوراثة أن الذكاء ميزة تتوارث وتتحكم فيها مجموعة من العوامل الوراثية، ومع ذلك فللذكاء عند مختلف الباحثين مفاهيم لم يتفق عليها بشكل قاطع، ومن الباحثين المحدثين من يجزم بأن الذكاء لا يمكن قياسه بالطرق التي تستخدم منذ حوالى 80 سنة والتي تحدد ما يعرف بمعدل الذكاء، ويعتقد هؤلاء أن الباحثين قد غالوا كثيرا حتى اليوم في قيمة هذه الطرق، بل وهم يحذرون من أن نتائج هذه الاختبارات قد تصبح مضللة تماما عند اعتمادها فعلاً في الحكم على صلاحية المتقدمين في الوظائف.

وتزداد هذه المشكلة تعقيداً عندما نعلم أن كثيراً من الباحثين أصبحوا يتفقون على أن الذكاء في الإنسان قابل للتشكيل والبرمجة، خاصة في أثناء مرحلة الطفولة، إضافة إلى ما يراه جانب آخر من الخبراء من أن الذكاء سمة نسبية. فمن هو في عرف بعض المجتمعات ذكي هو بمقاييس مجتمعات أخرى محدود الذكاء أو معدومه. وقد حدا هذا الاختلاف بين المختصين في مفهوم الذكاء بالبعض إلى اقتراح ما أطلقوا عليه " الذكاء المتعدد" للتوفيق بين تلك المتناقضات، واعتبروا أن للذكاء المتعدد عناصر سبعة هي الذكاء اللغوي والحسابي والمنطقي والفراغي والموسيقي والجسماني والشخصي. وأن كلا من هذه العناصر ينمو في الإنسان ويتطور مستقلاً عن العناصر الأخرى. وأحسب أن هذا الموجز يكفي ليوضح للقارئ عمق التباين في مفهوم الذكاء عند الباحثين وفي طرق قياسه مما يمثل عقبة كئودا تواجه كل باحث في وراثة الذكاء أو وراثة السمات النفسية الأخرى المشابهة له.

السمات النفسية أسسها كيميائية

أثبت الباحثون أن الحزن والانقباض النفسي في الإنسان يصاحبهما تدفق كميات محسوسة من مواد عضوية في الدم تعرف باسم هرمونات الضغوط النفسية، أما حالات الاسترخاء والسعادة فيصحبها اختفاء هذه المواد من الدم. كما أثبتت الدراسات أن ذرف الدموع في أثناء البكاء " يغسل " هذه الهرمونات من الدم، فتصبح مركزة في الدموع المسكوبة، في أثناء ذلك تتدفق في الدم مواد أخرى تحلل هرمونات الضغوط النفسية. ولو علم الرجال فوائد النحيب ما حبسوا دموعهم في مآقيهم تمسكاً "بالرجولة". تدل الإحصاءات على أن 55% فقط من الرجال ينتحبون مرة واحدة كل شهر مقابل 94% من النساء، هذا في دول الغرب. ولاشك في أن نسبة الباكين من الرجال في مجتمعاتنا العربية أدنى من النسبة المذكورة بكثير. ويربط العلماء بين القابلية الأكبر في الرجال- مقارنة بالنساء- للإصابة بأمراض القلب وبين عادة حبس الدموع في أثناء الضغوط النفسية مما يؤدي إلى بقاء الهرمونات طويلاً في الدم فتؤثر على القلب. وعلى صعيد آخر وجد بعض الباحثين أن هرمونات الضغوط تقلل من كفاءة جهاز المناعة في الإنسان، فيصبح أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعوية. في دراسة أجروها في الولايات المتحدة على 400 متطوع يعيشون تحت ضغوط نفسية- ممن تتجاوز حاجاتهم الحياتية دخولهم بمراحل ومن المطلقين حديثاً وممن في حكمهم- ثبت أن معدل إصابة هؤلاء بأمراض البرد المعوية يبلغ ضعف معدل إصابة المتطوعين الأسوياء، كما بلغت قابليتهم للإصابة بعدوى الجهاز التنفسي خمسة أضعاف قابلية الأسوياء.

الوراثة والسمات النفسية

والمناعة كما هو معروف أساسها كيميائي، وأهم أسبابها وجود نمط خاص من البروتينات في الدم تعرف باسم " الاخسام المضادة" تكافح الميكروبات المعدية. على ضوء ذلك وعلى ضوء ما أوجزنا من قبل عن آلية الوراثة يمكن للقارئ أن يستبين العلاقة الواضحة بين الوراثة والسمات النفسية، والحقيقة أن العلماء لم يتعرفوا بعد على الأسس الكيميائية لمعظم الأحاسيس النفسية كالمحبة والبغض وغيرهما، إلا أن المرجح هو أن كل سمة نفسية هي انعكاس مباشر لمادة أو مواد كيميائية معينة في الدم.

وراثة الخوف

وهنا نود أن نعرض لآراء العلم الحديثة في وراثة بعض السمات النفسية، ولنبدأ بالخوف. ونذكر القارئ في البداية بأن الخوف ليس مرادفاً للجبن- كما قد يتبادر إلى الذهن- فالجبن نقيض الشجاعة. والشجاع لا يكون جباناً ولكنه قد يخاف. بل لا شجاعة ولا إقدام إلا مع الخوف الذي يقهره الشجاع. والخوف ينتاب الإنسان والحيوان غريزيا، وهذا مما يحثنا على الاعتقاد بأنه وراثي، ولا شك أن الإحساس بالخوف- شأنه شأن كل السمات النفسية والجسدية- يقترن بتغيرات كيميائية في الدم، والدليل على ذلك أن هناك العديد من العقاقير الكيميائية التي تثبط الخوف، غالباً من خلال تداخلها كيميائيا مع مسببات الخوف في الدم.

وقد أجرى العلماء تجارب مشوقة في مجال وراثة الخوف على التوائم المتطابقة. والمعروف أن الجنينين هنا ينشآن في الرحم من بويضة مخصبة واحدة، تنقسم قبل أن تنمو إلى بويضتين، تحتوى كل منهما على نسخ من العوامل الوراثية مطابقة لتلك التي تحتويها الأخرى. لذلك يتشابه التوأمان هنا في الشكل وفي الكثير من العادات إلى حد التطابق أحياناً، ولابد أن يستجيب التوأمان المتطابقان استجابات متطابقة لشتى المؤثرات الخارجية التي تتحكم العوامل الوراثية في الاستجابة لها. أما إذا اختلفت استجابة التوأمين المتطابقين للمؤثر نفسه اختلافاً بينا استدل العلماء من ذلك على أن الاستجابة لا تخضع لتأثير عوامل وراثية، بل هي متروكة لأثر البيئة المحيطة بالتوائم. وعندما أجرى الباحثون في إحدى الجامعات الألمانية دراساتهم وجدوا أن استجابة التوأمين المتطابقين المعزولين أحدهما عن الآخر لمؤثرات الخوف استجابة كاملة التطابق. واشتملت مظاهر التطابق هنا على ظواهر قابلة للقياس مثل تسارع دقات القلب وحركة مقلة العين والنبض ومعدل التنفس وتوتر العضلات ودرجة التحفز، وما إلى ذلك. ودلت نتائج التجارب على أن الوراثة هي أهم العوامل المتحكمة في الإحساس بالخوف، إن لم تكن هي العامل الوحيد المتحكم في ذلك الإحساس.

هل الإدمان يتوارث؟

يعرف الإدمان بأنه شعور لا إرادي- ولا يمكن كبحه- بالحاجة لمادة كيميائية- كالكحول والمخدرات الأخرى وبعض العقاقير- أو لموقف مثير، كالمقامرة. ويتغلب هذا الشعور على قوى العقل، حتى يتعلق المدمن بهذا الشعور جسدياً ونفسيا إلى حد تثبيط النمو السوي لشخصيته، وتهديد روابطه الاجتماعية. وسوف نهتم هنا بالإشارة إلى ما هو معروف عن وراثة إدمان الكحول، فهو أولا الموضوع الذي حظي باهتمام الدارسين، وهو ثانياً يغني إلى حد ما عن التعرض لوراثة المخدرات الأخرى، حيث يميل المختصون إلى الاعتقاد بأن الأسس العلمية متشابهة في جميع تلك الحالات. ومن الملاحظ أن الرجل والمرأة يختلفان في قدرتهما على تحمل الكحول، فالمرأة عادة ما يعتريها السكر بعد تناول قدر من الكحول يقل عن ذلك الذي يلزم الرجل ليصل به إلى حالة السكر.

وفي دراسة حديثة للعلماء الأمريكيين ثبت أن معدة الإنسان تحتوي على أنزيم يحلل الكحول، هذا الأنزيم تركيزه في معدة الرجل أعلى من تركيزه في معدة المرأة. وعلى ذلك فكمية الكحول التي تبقى ثم تتسرب إلى دم المرأة تزيد في العادة بمقدار الثلث على الكمية التي تتسرب إلى دم الرجل بعد أن يستهلك الاثنان مقدارين متساوين من الكحول. أضف إلى ذلك أن الرجل في العادة يزيد وزنه على وزن المرأة، ويحتوي جسده على كمية من الماء أكبر من التي يحتويها جسدها والماء يخفف الكحول ويقلل بذلك من أثره المسكر. ونذكر القارئ هنا بأن لكل أنزيم عاملاً وراثياً يتحكم في إنتاجه، مما يعني بالضرورة أن هناك جانباً من الاختلاف بين الرجل والمرأة في قدرتهما على تحمل الكحول، هذا الجانب أساسه وراثي، ولم يتوصل العلماء بعد إلى كنه المادة أو المواد الكيميائية التي تتجمع في الدم أو أي موضع آخر من الجسم مسببة الإدمان. وفي مقابل ذلك توافرت للباحثين معارف جديدة عن مجموعة من العوامل، إن توافرت في إنسان كان عرضة للإدمان، بل إنهم أصبحوا قادرين على أن يميزوا في مرحلة الطفولة من يسمونهم "مجموعات الخطورة "، تماماً كما يميز الأطباء مجموعات الخطورة من القابلين للإصابة بأمراض القلب مثلاً. ولقد توافرت الآن بعض المعارف في مجال كيمياء الإدمان وذلك من خلال تجارب أجريت على الحيوانات، فقد تعرف الباحثون على مواد كيميائية لا توجد إلا في دماء الحيوانات التي عودوها على المخدرات إلى حد الإدمان، وتشبه هذه المواد في تركيبها مادة المورفين ويطلق عليها اسم الإندروفينات، ويمكن لها أن تشتق مباشرة من مواد مخدرة .

تفاعل الكحوليات

وهناك نظرية لتفسير إدمان الكحول تقول إن الكحول يتحول في الدم إلى مادة اسيتالدهيد، التي يرتفع تركيزها في دم المدمن بصورة ملحوظة، ثم سرعان ما تتفاعل هذه المادة مع " الدوبامين " في الجهاز العصبي وهي المادة المسئولة عن نقل الإشارات بين المخ والأعصاب، والمادة الناتجة عن هذا التفاعل هي التي تثير حاجة المدمن المستمرة للكحول، وسواء أصحت هذه النظرية أم لم تصح فالثابت أن هناك أساساً كيميائياً للإدمان، مما يعني أن دور الوراثة هنا وارد في الأقل. وقد نشر باحثون أمريكيون نتائج لدراسة مثيرة يؤيدون بها أن قابلية الإنسان للإدمان تتحكم فيها الوراثة، ذلك أنهم وجدوا في خلايا المخ لجميع المدمنين عاملاً وراثياً ليس له وجود في خلايا المخ لغير المدمنين حتى لو عاقروا الخمر لزمن طويل. ويجزمون بأن هذا العامل الوراثي هو المسئول عن القابلية للإدمان، على أن هذه الدراسات ما زالت في بدايتها. وغاية ما يمكن أن يقال عن نتائجها إنها تشير بوضوح إلى أن الوراثة قد تكون بالفعل هي المتحكمة في استعداد الإنسان لإدمان الكحول وسائر المخدرات الأخرى.