سرّ وليد منير أمين

سرّ

شعر

الجمال الذي هزني
قد يكون هو الموت
فالماء يعلو ويهبط
والغصن يورق ثم يجف
وحقل النجوم يزول سريعاً
وحتى الجميلات يولدن كي ينتظرن صباحاً
يعالجن فيه التجاعيد والشيب،
لا شيء يبقى
سوى هذه الرعشة الأبدية
يهتز في ومضها جسد الكون أو جسدي
الجمال الذي هزني
قد يكون هو الحزن
أو قد يكون هو الخوف
أو قد يكون هو الأمل المستحيل الذي لا يمل
التطلع نحو خلود الجمال
المكان الذي رفعته العيون إلى غيمة
ينتهي طللاً
والزمان الذي شد كل السواقي
إلى الدوران
يعلمها الآن أن تتوقف عند مرايا الزوال
وأنا عاشق للغبار الذي كلما حركته
العواصف
فض بكارة روحي
وقربني من دمي
وسؤالي
وحضّ يديّ على أن تريقا سلاف الحقيقة
تحت سنابك تلك الظلال
وكأن الحياة بأخطائها،
بسعادتها،
وبقسوة أحلامها،
أنضجت خبزها في مواقد ذاكرتي
ثم قالت لكل امرئ: خذ نصيب خطاك
ولما مددت يدي وهبتني رغيفين:
شوك الرؤى
واللهاث وراء المحال.
الجمال الذي هزّني
قد يكون هو الشجن الفاضح،
الكبرياء الملول،
الأسى،
ندم الأمس،
خيط الغموض الشفيف،
حفيف الفراغ الذي يشتهي الملء،
لوعة ناي تكسّر فيه نسيم الخيال.
الجمال الذي هزني لا يقال
فلكل غريبين وجدهما
وأنا والوجود غريبان
لسنا نبيين
لكننا تائهان
نحاول أن نتوحد
أن نستدل على كنزنا بحجارتنا
أن نرى
***
هكذا يا إلهي
خرجنا من الأغنيات إلى جمرة
وظللنا نسير
ونخصف من ورق الكلمات علينا
لنخبئ سوأة دهشتنا
عن عيون السؤال !

 

وليد منير أمين

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات