أمـان يـا بحـر

أمـان يـا بحـر

أيها البحر... كم أنت قاس وكريم.

تتعدد الحكايات والأهازيج، ويشدو صوت النهّام ليعلو فوق صوت الموج والجوع. ويلقي الغواصون بأنفسهم وسط موج لا يعدهم بشيء، كثير من المحار الفارغ وبعض من اللؤلؤ الحزين، هذه هي الحكاية الدائمة للبحر في الأدب الشعبي الكويتي. خل غير وفي، وعدو لا غنى عنه، وحياة متواصلة رغم ما فيها من شظف وتعب.

لقد مضى زمن البحر، ولكنه لايزال موجوداً، ولاتزال أمواجه تذكر الإنسان الكويتي بالطبيعة التي شكلت وجدانه في عالم ما قبل النفط. وإذا كان الأجداد يتذكرون هذا الزمن القديم بالخير، فلأنه قد فجّر في نفوسهم أفضل ما فيها، فجّر عنصر الإرادة ومقاومة الإنسان لجبروت الطبيعة، فالحياة لا تزدهر - كما قال توينبي - إلا في ظل طبيعة قاسية.

وتلقي العربي في هذا الشهر الضوء على جوانب من هذا الصراع كما تجلى في مفردات الأدب الشعبي الكويتي، وهي تأمل أن توضح من خلال ذلك أن الحياة لم تكن دوماً سهلة في تلك البقعة من عالمنا العربي، وأن الإنسان قد تحمّل طويلاً من أجل دوام الحياة وازدهارها، كما أن هذا الملف يحتوي أيضاً على حياة واحد من رجالات الكويت عاش هذين الزمنين، وكان شاهداً على الشدة والرخاء في آن واحد هو فهد الدويري الذي كان رجلاً متعدد المواهب.

 

العربي