انفجارات من فجوات الوعي يحيى الرخاوي

انفجارات من فجوات الوعي

يبدو الحديث عما يسمى الإرهاب وكأنه من قبيل تحصيل الحاصـل، ذلك أن أغلـب (أو كل) الأسباب قـد قيلت، كما أن أغلب (أو كل) التبريرات قد طرحت، كذلك أغلب (أو كل) التفسيرات قـد استقصيت ومع ذلك فالظاهرة تبدو ثابتة أو متزايدة، والحلول تبدو قاصرة أو مغلوطة، لذلك فنحن أحوج ما نكون إلى تقليب الأمـر من جديد.

هيا ننسى أو نتناسى- ولو مـؤقتا- ما اعتدنا أن نردد، ونبدأ بالتساؤل:

هل هو التطرف أم أنه أمر آخر؟ التعصب مثلا؟ هل هـو الإرهاب؟ أم أنه التفجـر العشوائي في انتحار يائس؟

التطرف- في ذاته- ليس عيبا، وليس خطأ، بل لعل العكس هـو كذلك، ثم ماذا نعني بلفظ إرهـاب هذا: "هكذا"؟ إرهاب من؟ ضد من؟ لماذا؟ وكيف؟

ثم إن معظم الاجتهادات التي تبحث في الظاهرة إنـما تفعل من منطلق السببية الخطية: ويتراوح التفسير من اتهام الفقر (مع أن الظاهرة موجـودة عنـد الأغنياء والفقراء على حد سواء) إلى الإسلامية (مع أن كاثوليك إيرلندا ليسوا مسلمين، ولا الجيش الأحمر الياباني على ما أعتقد!!) إلى المساكن العشوائية (مع أنه لا "كارلوس " ولا "بن لادن " يسكنـان في المقـابر) إلى آخـر هـذه الاجتهادات التي تلقى وتتردد هكذا والسلام.

وأخيرا فإننـا نعمم الحديث عن الظـاهـرة دون تصنيف نوعي تفصيلي، فنتصـور- من فرط تكـرار التعميم- أن تطرفا في ألمانيا هو مواز لمثله في اليمن، وأن إرهابا في القاهـرة يمكن أن نجمعه على إرهاب في بيروت، أو أن ما يجري في الجزائر لا يختلف عـما يجري في إيرلنـدا، وهكذا. صحيح أن ثمة عاملا مشتركا يمكن أن يـربط بين أي شيء وأي شيء، خـاصـة إذا تـوحـد المظهر، لكنـه صحيح أيضا، وأكثر، أن المظهر الواحد قد يدل على أمور أبعد ما تكون عن بعضها البعض.

لكل ذلك سوف أحاول في هذا المقال:

أولا: أن أقدم مراجعة لبعض ما يشاع عن الظاهرة ومسمياتها، ثم:

ثانيـا: أن أقدم تفسيرا فرضيا أرجـو أن يكون مثيرا للنقاش والمراجعـة حـول مـا استوحيتـه مما يجري، وبخاصة في وطننا العربي دون استبعاد لغيره.

مراجعة الظاهرة

أبدأ بدفاعي عن التطرف، حيث إنـه عندي مطلب شديد الأهمية، خاصة في حياتنا المعاصرة التي تتصف بالميوعة والتسويات الهامدة، وكان أستاذنا العقاد وهو يمتـدح- ضمنا- تشاؤم شوبنهـاور ينبهنـا إلى أنه خير للإنسان أن يكون متشائـما عن أن يكون بلا موقف من الحياة تحت زعم الحياد، وحين سطح توفيق الحكيم الإسلام إذ أدرجـه ضمن تعادليته تنبهت- ضـد مديحه وتفلسفـه- إلى خطورة فهم وسطيـة الإسلام على أنها تلفيق طيب. ودفاعي هنا عن التطرف الأصيل يقدمه باعتباره مطلبا ينبغي أن يكون ضمن حساباتنا التربوية والإبداعية، فالتطرف هـو أن تقف بوضوح على طرف قضيـة، تعلن موقفك وتواجه الواقف على الطرف الآخر، ثم ترى ويرى، ثم تتحركان مع نبض الحياة من طرف إلى طرف. إن التطرف- من وجهة النظر هذه- هو نقطة أقصى يصلها بندول متحرك، فأين العيب في ذلك؟ إن الخطر يبدأ حـين تتجمد الوقفـة عند ذلك الطرف بشكل أو بآخر، وحين يحدث ذلك فنحن أمام الجمود أو التعصب وليس التطرف. إننا- إذن- حين نواصل ترديد هذا الفهم الخاطىء عما هو تطرف نكاد ندعو إلى ضده، وما هو ضد التطرف ليس بالضرورة اعتدالا، بل إن الاعتـدال من موقع الضعف والجهل ليس إلا ميوعة وترددا وحـلا وسطا وتسـوية هـامدة وحيادا مشبوها.

ثم أثني بالانتباه إلى مفهوم الإرهاب دون أن أقصره على المفهـوم السلبي، فـالإرهاب جزء لا يتجـزأ من طبيعة الحياة والتربية والحرب والسياسة، وما لم يرهب الطفل فلن ينمو، وما لم يرهب عدو اللـه فلن ينتشر خير اللـه، ومـا جعلت عـلانية الأحكـام في القضاء، وأحيانا علانيـة التنفيذ لهذه الأحكام إلا لتحقيق الردع العـام، والردع العـام هـو نوع من الإرهـاب يهدف إلى الوقاية من الجريمـة قبل ان ترتكـب، ولكي نعيـد للإرهاب الإيجابي قيمته البناءه دعونا نراجع بعض البدائل (أو النقائض) المطروحة التي لا تلبث أن تظهر على حقيقتهـا لتثبت أنها ليسـت سـوى: الـرشـوة بـالوعود، أو الحوار الماسخ أو المكتوم أو الحرية التي تستعمل من الظاهر لصالح الأقوى والأقدر!!

القضيـة إذن لا ينبغي ان تبـدأ بمفـاهيم فضفـاضة ومغلوطة، بمعنى أننا لا ينبغي أن نقف من البـداية "هكذا" ضـد التطرف دون تمييز، وإنـما ينبغي أن تكون وقفتنا ضد الجمود والتعصب، وسواء كان هذا الجمود على أقصى الطرف أم في صرة الوسط أم على الطرف الآخر، فهو الخطر الذي تصدر منه الشظـايا والنيازك حين يتمادى التشقق وراء الفراغ.

كذلك لا ينبغي أن نتصدى لحرب الإرهاب هكذا دون تمييـز بغض النظـر عـن محتـواه، وإنـما ينبغي أن نحارب الإرهـاب الـذي يجهـض الحوار، وإرهاب قهر السلطة، وإرهاب وأد التفكير، وإرهاب المخالف لمجرد أنه خالف.

فـالمراجعة الحالية تقول: إن التطرف المتحرك هو أفضل من ميوعـة تدعي الحياد، بل هو رد على ميوعة تدعي الحياد.

كذلك تقول هذه المراجعة إن شجب الإرهاب دون تمييز هو ادعاء مسالمة لا وجود لها بطبيعة الوجود.

لكن المراجعـة "هكـذا" قـد لا تعني شيئـا إن لم يترتب عليها تغير جذري في المواقف، وهذا هو ما يأمله هذا المقال.

الفرض البديل

إن ما يجري تحت ما يسمى الإرهاب أو التطرف هو ظاهـرة عنف انفجاري خطير نشأ وينشأ نتيجـة تفاعل ثلاثة عوامل:

الأول: تراكم فجـوات الوعي لتخلق فراغا سلبيا جاهزا للتفجير.

والثـاني: تسكـين الـوجـود البشري (وخاصة للشباب) بمنع الحركة أو بالتحريك الزائف.

والثالث: استمرار حتم الحركـة- في نفس الوقت- وبالتالي اندفاعاتها العشوائية أو المدمرة. وهذا الفرض ليس تنظيرا خالصا، وسوف نحاول أن نبين بعض جـوانبـه الـواقعيـة، وإن كنـا سنقصر الحديث على مجتمعنا العربي أساسا، رغم أن الفرض يمكن أن يمتد إلى غيره.

(1) أما بالنسبة لفجوات الوعي، فأود التنبيه إلى أن أسلوب الحديـث القديم عن الشعور واللا شعور قد أصبح غير مناسب للفهم الأحدث لقوانين الإنسان، بل لقوانين الطبيعـة، كذلك فإن أسلوب الحديث عن السبب المتخفي في اللا وعي والمسئـول عن المرض النفسي أو الاضطراب السلوكي أصبـح أكثر اختزالا من أن يستوعب الطبيعة الحيوية كافة، وما أقـدمه هنا عن فجوات الوعي، هو من منظور تركيبي، وهو يبدو أبسط وأكثـر مباشرة، إلا أنـه أخطـر تأثيرا وأعمق تناولا، ذلك أن هذا المفهوم الـتركيبي إنما يركز على خطورة تباعد مستويات الوعي عن بعضها البعض، وهو الأمر الذي يخلق الفجوات التى أشير إليها هنا. ولا يباعد بين مستويات الوعي أكثر من التركيز على مستوى من الـوعي دون الآخر، والـذي يجري في العالم المعاصر (وخاصـة عالمنا العربي) هـو التأكيد على المنطق الخطي. أحـادي البعد، ومن ثم على مفهوم مسطح لكل من السواء والأخلاق والعلم جميعا، وفي عالمنا العربي يتم هذا التضخيم لمستوى واحد حتى الإلغاء لكـل ما عداه من خلال مصدرين أساسيين:

الأول: تجميـد نص ديني بما ليس فيه، وما ليس له، بـدلا من استلهـامـه لما يتجاوزه به.

والثاني: غلبة منهج علمي محدد ينفي أغلب مـا عـداه، أو كل مـا عـداه.

وهذا وذاك بالإضافـة إلى قشرة أخلاقية جافة وثابتة، يجعل شبـابنـا خـاصـة محرومـا من فـرص النمـو المتكامل المرن، فيتضخم المستوى الظاهـر للوعي لتتباعد المستويات الأخرى منفية ومبعثرة، وهذا مصـدر تكـوين ما أسميتـه "فجـوات الوعي "، وهي مناطق الفراغ الناتج عن تجاهل كلية الطبيعة البشرية، وعن الافتقار إلى الحوار بين مستويـاتها، وعن التبادل بين نشاطاتها.

وتنشأ هذه الفجوات بسرعة متزايدة عند شبابنا نتيجة لاختزال الوعي بالتربية الأحادية والتسطيح الديني معا، وهي تتجمع خـاصة بشكل خطير حين يتجمع الشبـاب ليكون فصيلا دينيـا متحمسا وأعمى في نفس الوقت، أو - على الجانب الآخر- حين يتصور الشـاب أن المنهج العلمي المحدود هو مصدر كل المعارف دون استثناء، ومع تـزايد الفجـوات يحرم الشبـاب من الحوار ومن المرونة ومن الخيال ومن السماح.

(2) فإذا نظرنا إلى ما يغطى هذه الفجوات المفسخة لكليـة الـوعي، فـلا بـد أن نتبين أنها تلك الطبقـة المتضخمة من الوعي الظاهر، وأنها طبقة حجرية صلدة (أو إسمنتيـة مسلحـة)، وهـي كذلك بسبب نشاطها التجميدي المنظم والمتزايد، وفعل التجميد هذا إنما يتم من خلال وسائل حديثة ظاهرها الحركة وباطنها التوقيف تحت وهم "السير في المحل ".

ذلك أنه بالرغم مـن الزعم بأننا في عصر السرعة، وبالرغم من لهاث المواصلات والاتصالات، فإن الجمود مفروض على ظاهر الوعي بشكل جاثم، فهذا الطبق (الـدش) المستقبل لأقـمار العالم الصناعية يوهم الناس بأنه ينقلهم من أقصى الـدنيـا إلى أقصاها، في حين أنه لا يفعل إلا أن يثبتهم في أماكنهم أمام التلفاز. كما أنه يثبت تفكيرهم في موقع المتلقي المستمـر، حيـث لا يترك لهم أدنى فسحـة مـن الوقت لكى يرتبوا هذا الزخم المحيط من المعلومات المتسارعة، وبلغـة فعلنة المعلومـات فإن ما يجري لتجميد ظاهر الوعي هو نوع من انسداد في جهاز هضم المعلومات، وهكـذا تحل أوهام الحركة محل حيوية الاستكشاف، كما تحل نقلات التلقي المتلاحقة دون عمق أو مراجعة محل تلقائية النظر ونقد الإدراك.

ومن جانب آخر يتم تسكين آخـر من موقع آخر ألا وهو "أحادية ومركزية الرأي والنظام" في العالم، فنحن نعيش، من واقع الاتصـالات والمواصلات، ومن واقع التفرد السياسي والتفـوق الاقتصادي، نعيش امتحـانا لم تختبر بمثله البشرية من قبل، فثمـة نظام عالمي جديد (واحـد)،، وثمة حقوق لإنسان نموذجي (من صنع الغرب الصناعي، وليس كـما خلقه الله)، وثمة مؤتمر عالمي للسكان، وعام عالمي للطفل والمرأة والمعوق، وعقد عالمي للدماغ، وكل ذلك يتبع نموذجا واحدا من التفكير يتصف بالشفقة والصـدقات، وزعم الحريـة وشعـارات الـديمقراطية، وضبط الظاهر بقـوانين الظاهر، بأقل قدر من الحوار البديل والتكامل الأعمق.

تنميط العالم

لفظ العالمية اليوم هو لفظ لم يعد له معنى عالمي، فالعالمي- اليوم- هو الذي يردد "صوت سيده " لا أكثر ولا أقل، فثمة ديمقراطية واحدة، ومؤتمر واحـد، وقانون واحد، ورفاهية واحدة تصدر جميعا عن ولايـات متحـدة (ليست هي نفسها واحدة: يـا للمصادفة!!!).

ويتطلع الشباب- شبابنا أكثر- إلى دور يلعبه، أو إسهام متواضع، أو انبعاث مناسب، فلا يجد إلا الآلة العالمية (فكرا ووعيا، وليس فقط: سلاحا ودولارا)، وهي تقوم بكل العمل، فينتهي به الأمر إلى الانتظار السـاكن وبالتـالي إلى الجمـود الظاهر، ووراء هـذا الانتظار والجمود تتجمع فجـوات الوعي في هيئة جب من الفراغ السلبي القابل للتفجير.

وحين يلتقط المستضعفون خطـر هذا النظام الواحـد، لا يسمح لهم إلا بـالتململ على أحسن الفروض، فيتململـون، لكـن أحـدا لا ينصت، فينسحبـون، وأحـدا لا ينتبه، فيفتشـون في أوراق قديمة، وأحدا لا يعيد تنظيمها، فيأخذونها كما هي باعتبار أنها تميز هويتهم وربـما تستطيع أن تحميهم من هـذا النظـام الأوحد الـذي يلغي وجـودهم بإصرار غبي، وهم بذلك يختارون مواجهة التجميد بجمود أضمن، ومواجهة الـوعود الزائفة بوعود أكثر بريقا وأبعد اختبارا، ومواجهة الرشوة الرفاهيتيـة بالحلم برفاهية أخلد، وهكذا.

التركيب الخطر

نحن الآن أمام فراغ بالداخل نتيجة لتجمع فجوات الوعي، وجمود في الخارج نتيجة لقهر فيضان المعلومات العصرية السطحية المتلاحقة، وكذلك برودة التراث المحفوظ في ثلاجات الخوف فكيف التحرك؟ إلى أين؟ الفراغ بالداخل فاغرفاه، والجمود بـالخارج يزداد جفافا حتى يكاد يتشقق.

في ظل ذلك تصبح أي حركة حقيقية خطرا حقيقيا سرعان ما يتفجـر في أي اتجاه، وفي كل اتجاه، إلا اتجاه التقدم والبناء، لكن الشباب- بما هو شباب- لا يملك إلا أن يتحرك، لكن لا طريق، ولا رفيق.

المخرج الممكـن للحركة في مثـل هذه الظروف هو الاندفاع العشوائي إلى أقصى طرف ما، فهو التطرف، لكنه ليس تطرفـا اختياريا أو حركيـا، لكنه اندفـاع اضطراري لأنه الحركة الوحيدة الممكنة.

ثم يترتب على هذه الاندفـاعية خوف لاحق من أي رجعة أو مراجعة فهو الجمود في أقصى الطرف، لكن الحركة مازالت تلح، والخلايا مازالت حية، والاندفاع متلاحق والطريق مسدود.

فهـو الانفجار في كـل اتجاه وأي اتجاه: وهذا مـا يسمونه الإرهاب، وتتضاعف الاندفاعات فالتفجر،لأن الحركـة تتكثف أضعافـا بلا تـوجه حـين تكـون في فـراغ، والفراغ جاهـز نتيجـة تجمع فجـوات الوعي السالفـة الذكر. التطرف إذن هو اندفاعة غير موجهة تنتهي إلى تحفز ذاهل، والإرهـاب هو انفجار يضـاعفه الفراغ السالب، إذن: هذه هي النتيجة الطبيعية للحركة الفجـائيـة في فراغ سلبي وراء قشرة جـافـة من القهر المنظم.

وكل من التطرف والإرهاب هو إعلان أن حـركة الـوجود الحتميـة لم يعد لها المجـال أو التـوجـه الـذي خلقت من أجلـه، لكنها مازالت تعلن حضور طاقة تحتاج إلى مسار، لكن الطريق مسدود، والفراغ سلبي، والطاقة ملحة: فهو الانفجار العشوائي.

توجهات الحركة العشوائية للتدمير

متى انتهت طاقة الوجـود- الشـاب خـاصة- إلى حركة في فراغ، وراء قشرة في جمود، فإن أي قوة غاشمة أو خبيثة أو تدهورية يمكن أن تستـولي على هذه الطاقة المشتتة تستعملهـا بـارودا تحشـو به خـزينـة مصلحتها الذاتية سواء كانـت سلطة مادية أو سياسية أو دينية.

والعمل؟

مما سبق يتبين أن مواجهة هذه الظاهرة التي أسموها التطرف فـالإرهاب، والتي أسميها الآن انفجـارات الفراغ وراء قشرة القهر، لا تتم بإجراءات أمنية تـزيد جفاف وصلابة القشرة، ولا بحوار سطحي يزيد من فجـوات الوعي، ولا بتخـدير رفـاهياتي يبرر السكـون الخافي للعـواصف، إنما يكون الحل بفك كل هـذه المعادلة الجهنمية.

أولا: لا بـد أن يعيش الإنسـان (الطفل والشـاب خـاصة) كـلا مرنـا، تتبادل مستويات وعيه بقدر مـا تتكامل.

وثـانيا: لا بـد من إتـاحـة التنـاوب بين التلقي والاستيعاب بين فرط المعلومات المدخلة والقدرة على هضمها، وهـذه قضيـة تربويـة شـديـدة الحساسيـة والتعقيد.

وثالثا: لا بد من إتاحـة الفرصة لاستمرار الحركة في توجـه نهائي، ولا تستمر الحركـة إيجابيـا دون مخاطر الجمود فـالتفجـر، إلا بـالإبداع، ولا يقتصر معنى الإبداع على أن ننتج فنا أو نكتب شعرا، وإنما أعني به موقف الحياة النـاقد، والمتميز في تعاملـه مع المعلومات بطريقة متجـددة مرنة وبناءة. وكل هذا يحتاج إلى ثورة تربوية سياسية ثقافية إيمانية قادمة لا محالة.

 

يحيى الرخاوي

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات