مساحة ود أمينة شفيق

مساحة ود

انتصار "الكيك بالفاكهة"
على الملل

استيقظت في الصباح الباكـر. غسلت أسناني ووجهي. توجهت إلى المطبخ. أعددت كوب شاي مع اللبن. فتحت البراد لأعد وجبة إفطار، لم أشعر بأي شهية. أغلقت البراد واكتفيت بالشاي مع اللبن.

  • جلست على المقعد الوثير وأدرت المذياع لأتابع أخبار الصباح ومعي كوب الشاي مع اللبن.
  • بعـد أن شربت الشاي مع اللبن وبعد أن استمعت إلى أخبار الصباح قمت عائدة إلى المطبخ. غسلت الكوب الفارغ. ثم تجولت في المنزل. كل شيء هادئ وساكن منـذ ليلة أمس. عدت مرة أخرى إلى السرير وحملت معي التلفون لأسأل عن أبنائي وأسرهم. نظرت إلى الساعة. لا يزال الوقت مبكرا جدا.
  • ماذا أفعل؟ أدرت المذياع مرة أخرى لأتابع الـبرامج، برنامجا وراء الآخـر إلى أن دقت الساعة الثامنة. أدرت قرص التلفون. وطلبت ابني أحمد. رنين متواصل، ثم ردت زوجتـه. أبلغتني أنه ترك المنزل مبكـرا، وأنها على وشك الخروج إلى السوق. أدرت القرص وطلبت ابني محمـد. رنين قصير ورد ابني. علمت أنهم جميعا في صحة جيدة وأنه يريد الخروج بسرعة إلى عمله. لم أدر القرص لطلب ابنتي. أعلم أنها وزوجها وأولادها يغادرون المنزل مبكرا. كل يتوجه إلى هدفه.. العمل أو العلم.

عدت مرة أخرى إلى بـرنامج الإذاعة، ثم قمت إلى المطبخ. ربما ينقذني فنجـان قهوة. أخـذت القهوة إلى السرير وأدرت قـرص التلفون لأطلب صديقاتي. رد زوج إحداهن، أبلغني أنها في الحـمام تعد الملابس لغسلها. طلبت الأخرى. أبلغني ابنها أنها سافرت لزيارة شقيقتها. شربت القهوة وأنا أتابع برنامج الإذاعة.

  • فكرت في عمل الكيك " من سيأكلها؟ " ألغيـت الفكرة. ثم فكرت في إعداد وجبة للغـداء " لدي فائض في البراد". ألغيت الفكرة.
  • طلبت شقيقتي الصغرى. علمت أنها مشغولة لأن أحفادها سيقضون اليوم عندها. عرضت علي زيارتها. اعتذرت لا أريد أن أكون ضيفا ثقيلا. قمت مرة أخرى ومررت على المنزل وجدته هادئا ساكنا منذ ليلة أمس.
  • فجأة سمعت جرس الحضانة التي تقع أمام منزلي. فتحت النافذة. وجدت الأطفـال يهرعون من فصولهم ويمرون في فنائها. خطرت لي فكرة!!
  • توجهت بسرعة إلى غرفة نومي ارتديت ملابسي. أغلقت بـاب الشقة. توجهت إلى الحضانة. أوقفني الحارس سائلا: "إلى أين " أجبته: " أريد الأستاذة الناظرة" صحبني إليها.
  • تبادلنا حديثا طويلا. قدمت لها وقتي وجهـدي كمتطوعة. اعتذرت عن إسناد أي عمل تربوي لي. طلبت منها أي عمل إشرافي آخر. لم تجد لديها إلا الإشراف على تغذية الأطفال. لم أرفض.
  • لماذا.. لا؟. ألم أطبخ طعام أولادي؟
  • أخذتني إلى المطبخ الكبير. وجدت عددا من الطهاة قررت أن أقدم للأطفال كل خـبرتي السابقة مع أبنائي.
  • عند عـودتي إلى المنزل أحضرت بعض الفاكهة وقررت أن تكـون أول مساهماتي للأطفال "كيك بالفاكهة".
  • عند دخولي المنزل سمعت رنينـا متواصلا للتلفون، ثم رنينا آخر، ثم ثالثا.. أخبرت الجميع أني مشغولة جدا بإعداد قائمة وجبات الأسبوع القادم.
  • أمام تساؤل الجميع "ماذا؟ " كنت أشعر بالفرح العارم.

 

أمينة شفيق

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات