عزيزي القارئ

عزيزي القارىء

الحاضر كنقطة ارتكاز

عزيزي القارئ..

كثيرا ما يقال إن قراءة التاريخ تضيء فهم الحاضر، لكن أحـدا لم يقل- تقريبا- إن تأمل الحاضر يهدي إلى فهم أفضل للتـاريخ. فالتاريـخ لم يسلم من العبث بين أيدي المؤرخين، وأصحاب السلطة، وذوي الرءوس (المؤدلجة) التي لا تمتلك- عادة- إلا زاوية واحدة للنظر. فتأمل الحاضر لفهم حقائق التـاريخ، عملية تشبه الـوقـوف في مسرح العمليات لتخيل حـركـة الفـرقاء الـذين ذهبـوا، وذهبت وقائعهم. ولقد كانت هذه فلسفة استطلاع هذا العـدد " بولندا.. عروس البلطيق الحائرة"، لأن هذا الجزء من قلب أوربا يمتلك من الدلالات التاريخية ما لا تكـاد تمتلكه أي أجزاء أخرى، ففيها بدأت شرارة الحرب العظمى الثـانية، وفيها بدأ انهيـار فلسفة، وحلف، وطمـوح، وقطب الصراع في الجزء الأخـير من هذا القرن. فهل أضاءت مـلامسة الحاضر فهم الماضي؟ نأمل ذلك. لكن هذه الحركة التي تعتمد الحاضر نقطة ارتكاز، لا تقف عند حدود ذلك الاستطلاع، ولا تقتصر في توجيه أنظـارها إلى الماضي حده. ففي هـذا العدد ننظر إلى الحاضر العربي رانين إلى الأفق القـريب في "العروبة والنظام العالمي الجديد". وننظر إلى حاضر الفيزياء النووية لنرى مستقبل هذه الطاقة المأمول في "طاقـة نووية خضراء . وننظر إلى اللحظة الليبية الصعبة لنفكر في الماضي القريب، والمستقبل القريب أيضا في "ليبيا تعود إلى الزراعة". ويمضي عددنا في هذا الحراك الـزمني، في الالتفات إلى التراث تـذكيرا في "قطوف دانية" ونقدا في " المتنبي والضيـاع ". ولعلها ليست مصادفة أن تكـون " الرؤية التاريخية"هي أحد مواد عددنا هذا.

وما دمنا نتحدث عن الحركة بـين الأزمنة، فإننا نجد ثغرة للتطـرق إلى موضوع كنا نود ألا يجيء، وهو زيادة سعر المجلـة في سوريا العزيزة خمس ليرات على سعرهـا السابق ليصبح ثمن العدد 25 لـيرة سورية، وعلى الـرغم من أن السعر الجديد لا يمثل جـزءا ملحـوظا من تكلفة المجلة، فإن الزيادة تستوجبها ضرورات وآليات التوزيع.. فعذرا، وشكرا. وإلى لقاء متجدد.

 

المحرر

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات