عزيزي العربي

 عزيزي العربي
        

تصويب

الهذلي لا الدؤلي

          أثناء قراءتي لمنتدى الحوار (ولقواعد النقد أيضًا...شواذ) للكاتب السعودي عبدالحكيم خيران في العدد (558) مايو 2005 الصفحة رقم (171) السطر رقم (19) لفت انتباهي ما جاء في متنه (كما أود ردًا على ما ذهب إليه الطيب من أن البحر الكامل ليس بحر تأمل أن أورد بضعة أبيات من قصيدة رائعة لأبي الأسود الدؤلي نسجت على بحر الكامل يرثي فيها أبناءه الخمسة حيث قال:

أمن المنون وريبها تتوجع والدهر ليس بمعتب من يجزع


          إلى نهاية الأبيات.

والصواب:

          أن قائل هذه الأبيات هو الشاعر أبو ذؤيب الهذلي, وليس أبو الأسود الدؤلي, فأبو ذؤيب هذا صاحب القصيدة هو خويلد بن خالد, ويكنى بأبي ذؤيب, حيث اشتهر بهذه الكنية, وهو أحد الشعراء المخضرمين ممن أدرك الجاهلية والإسلام, وقد أسلم وحسن إسلامه, وخرج مجاهدًا في سبيل الله في جيش متجهًا إلى المغرب بقيادة عبدالله بن الزبير, فمات فدلاه عبدالله ابن الزبير في قبره, هذا ما يراه ابن قتيبة في كتابه (الشعر والشعراء) بينما يرى أبو الفرج الأصفهاني في كتابه (الأغاني) 6/264 أنه مات بمصر, ويبدو أنه كان من جيش عبدالله بن سعد ابن أبي سرح الذي فتح قرطاجنة, وقد أرسل به مع عبدالله بن الزبير إلى سيدنا عثمان ليبشراه بفتحها, وعاد إلى مصر وتوفي بها, وكان أبو ذؤيب أعضم شعراء هذيل, وهي قبيلة غنية بشعرائها المبدعين.

ناصر بن حمود الحسني
ولاية دماء
سلطنة عمان والطانيين

تعقيب

أربع ملاحظات

          أشيد بالملف الذي ورد في ثنايا العدد (561)  أغسطس 2005 حول المفكر العربي العملاق ابن خلدون, وأود إيراد بضع ملاحظات حول مقالات الملف الثلاثة بشكل عام.

          1- هناك تناقض بين إسقاط نظرية ابن خلدون حول اشتراط تضافر القوى العصبية والمجتمعية مع الدعوة الدينية لنجاح الأخيرة, ومطابقة د.الأنصاري لما يحاوله بعض المشتغلين بالإسلام السياسي تحديدًا بإثارة النعرات الطائفية لدى أتباعهم, ويرى فيهم كأنهم ينادون بإسلام غير نقي, ثم يحاول إسقاط مضمون نص خلدوني آخر لإخراج الظاهرة الإرهابية من احتمالات النجاح في مساعيهم لافتقارهم إلى الدعوة العصبية. الأنصاري يزدوج في نظرته إلى الأمرين, فهو يعيب على المشتغلين بالإسلام السياسي أصحاب العصبية تدنيس نقاوة الدين, ثم يتنبأ بفشل القوى الدينية - السياسية - الإرهابية لعدم عملها من قبل قوى مجتمعية عصبية فاعلة.

          2- تناقض ثان بين إشارة الأنصاري إلى أن ابن خلدون انتقد السحر والطلاسم وإشارة الباحث تركي الربيعو إلى ذهاب عبدالله العروي إلى إيمان ابن خلدون بالسحر وبخوارق العقل.

          3- حبذا لو أشار الربيعو في نهاية مقاله عندما أشاد باستنتاج الأنصاري من ابن خلدون قدرته على التوسط بين العروبيين والإسلاميين حول قضية القومية والإسلام, أقول لو أنه أشار إلى مقال د.الأنصاري في العدد 290 يناير 1983 (القومية في القرآن حقيقة مؤكدة), والتي يذكر فيها: (فالقومية ليست عقيدة لا بالمعنى الديني ولا الفلسفي, وإنما هي حقيقة اجتماعية تعبر عن ظاهرة جماعية لمجموعة من البشر).

          4- للدكتور كمال عبداللطيف موقفان من معاصرة ابن خلدون, فهو يقول في موضع: (وذلك بالرغم من انفصال مسار تشكل خطابه عن مسارات تبلور خطابات التاريخ والمجتمع والاقتصاد ثم الإنثروبولوجيا في الأزمنة الحديثة والمعاصرة), وفي موضع آخر يقول: (ومن هنا أهمية المنتوج النظري المنهجي في مقاربة إشكالات وظواهر التاريخ والحاضر العربيين). أتساءل ربما إن هذا الانفصال والاتصال أجبر الباحث عابد الجابري على الأخذ بمنهج الفصل والوصل في مقارباته الدقيقة لابن خلدون.

هادي رزاق الخزرجي - كاتب عراقي
[email protected] 

ما هكذا يكتب عن الـ (دنا)!

          جاء مقال (بنية الـ(دنا) العامل الأساسي في لغز الحياة), المنشور في العدد (552) نوفمبر 2004, من مجلة (العربي), محملاً ببعض الأخطاء العلمية والتاريخية, التي تساهم في بعثرة ذهن القارئ حول موضوع (الدنا), وتجعل من المقال لغزًا في ذاته, ويبدأ مسلسل الأخطاء بجملة: (خلافًا لما ورد في بعض وسائل الإعلام, فإن كريك وزميله لم يكتشفا خلية الدنا, وإنما اكتشفا تركيبها وطريقة عملها...), وتقود الجملة السابقة إلى الاعتقاد, بأن الحمض الريبي منقوص الأوكسجين (الدنا) هو خلية, بينما الصحيح أن (الدنا) يتموضع في أنوية الخلية فقط, وليس هناك أساسًا ما يسمى بخلية الدنا, وهو الأمر الذي لا يغفل عنه حتى طلاب المدارس في وقتنا الحالي.

          يقع المقال في خطأ, حيث يذكر أن أبحاث العالم أوزالد إيفري, (دفعت العلماء إلى الاقتناع بأن العامل المؤثر بين العناصر المكونة (للجينة), لم يكن البروتينات, وإنما الأحماض الأمينية...), ونهاية الجملة السابقة خاطئ, لأن الصحيح هو: وإنما الأحماض النووية, أما البروتينات, فهي نفسها الأحماض الأمينية, هذا فضلا عن سوء استخدام كلمة جينة في هذا السياق.

          ولقد تحصلت العالمة الأمريكية (بربارا ماك كلينتوك), التي يأتي ذكرها في المقال, على جائزة نوبل لعام 1983 لاكتشافها أن موقع الجينات على الصبغي (الكروموسوم), يمكن أن يتغير, وليس لاكتشافها المزعوم, بأن المعلومات تنتقل من البروتين إلى (الدنا), ولعله من المفيد أن نذكر هنا أيضًا, أن (روزالين فرنكلين), كانت باحثة تعمل في الكلية الملكية في لندن, ولم تكن عالمة في كامبريدج - كما جاء في المقال - أثناء عمل كريك واوطسون في هذه الجامعة.

          ويحتوي المقال على مجموعة أخرى من الأخطاء, التي أرغب في تجاهلها هنا, لعدم فائدتها للقارئ غير المتخصص. غير أن أفدح الأخطاء في المقال يطال التجربة التي يدلل بها الكاتب على مبدأ التحويل لـ(إيفري): (إذا أخذنا عود ثقاب مشتعلاً ووضعناه أمام دودة, فإنها تحترق عندما تصل إلى اللهب. فإذا قدمنا هذه الدودة طعمًا لدودة, فتلتهمها بالطبع, وعندما نضع أمام الدودة الثانية عود ثقاب مشتعلاً, فإنها تحول اتجاهها تلقائيًا لتتجنب النار, مما يبين أنها اكتسبت بواسطة (الدنا) المنتقلة إليها, خبرة سابقة لها مع النار لا عهد لها بها). ولا أعلم من أين جاء المؤلف بهذا المثال الغريب الساذج, فلو كان انتقال معارف وخبرات الحياة اليومية إلى المادة الوراثية ممكنًا, وبمثل هذه السهولة, لكنا, نحن والكائنات الأخرى, مختلفين أشد الاختلاف عمّا نحن عليه الآن, ولربما أصبح بمقدور الدود بعد كل تاريخه الطويل على كوكب الأرض, أن يكتسب من الخبرات, ما يكفيه لكي يشاركنا كتابة بعض المقالات. ولو كان بفحوى المثال المذكور شيء من الحقيقة, لكان الذهاب إلى المطعم, مثل الذهاب إلى المكتبة, فمن شطيرة (هامبورجر) تزودنا - وذريتنا من بعدنا - بخبرات البقر الطازجة, إلى شطيرة من السمك دسمة بالخبرات السمكية الرخوة, وهلم جرا. والحقيقة أن العالم إيفري لم يفكر في الموضوع بهذا الشكل, ولم يشطح به الخيال بعيدًا على هذا النحو.

د. أحمد عبدالسلام بن طاهر
أخصائي ومستشار الأمراض الباطنية
والروماتيزم واضطرابات الجهاز الحركي
درنة - ليبيا
[email protected]  

عتاب

استطلاعات اليمن

          أحييكم على هذه الجهود العظيمة والمثمرة في جعل هذه المجلة عزيزة على نفوس كل المثقفين في كل أنحاء العالم لما تحييه من مختلف العلوم والمعارف, وأنا أحد هؤلاء الذين أحبوا هذه المجلة العظيمة, ولكن أوجه لها عتابًا, فمن خلال قراءاتي لأعداد كثيرة وخصوصًا (باب الاستطلاعات) عن كل البلدان العربية والأجنبية, ما يجعلنا نغوص في جنات تلك البلدان, ونحلم بالسفر إليها, إلا أنني لم أقرأ عن اليمن السعيد أصل كل العرب ومهد الحضارات.

سلمان علي الوجيه
ذمار - اليمن
[email protected]

  • المحرر: لك أيضًا كل التحية, ولكن دعنا نذكرك بأن (العربي) قامت منذ الإصدار الأول لها بنشر العديد من الاستطلاعات عن اليمن السعيد, كان من أحدثها تلك المنشورة في الأعداد التالية: (533) أبريل 2003,  (500) يوليو 2000, (466) سبتمبر 1997.

تصويب

أكفياء و أكفاء

          ورد في عدد العربي رقم (560) يوليو 2005 وتحديدًا في مقالة حديث الشهر تحت عنوان: الإصلاح من أين نبدأ? خطأ في استخدام كلمة أكفياء. فورد في المقالة: (ونشر المفاهيم الحقوقية من خلال معلمين أكفاء), وهذا خطأ. والصواب أن نقول أكفياء أي قادرون ومفردها كفيّ, أما أكفاء مفردها كفء, وتعني المساوي والموازي. قال تعالى: ولم يكن له كفوًا أحد . صدق الله العظيم.

محمد داود - سورية
[email protected]

  • المحرر: ما ذكرته صحيح, نشكرك على بيانه, وما نشر صحيح أيضًا. انظر المعجم الوسيط إصدار مجمع اللغة العربية بالقاهرة طـ3 (الكفء: المماثل...والقوي القادر على تصريف العمل (ج) أكْفَاء, وكِفاء). (الكفؤ - الكفيء = الكفء).

مقالات د. أحمد زكي

          لمجلة (العربي) تقدير وامتنان, فقد تعلمنا منها الكثير من الثقافة والعلوم والفكر والكثير من مجالات المعرفة, وكم كان لكتابها الأثر الكبير في شغفنا بقراءة المقالات القيمة, وفي تكوين ثقافتنا وأخص شباب وفتيان الستينيات والسبعينيات الذين أنتمي إليهم, وما ذلك إلا بكتابات أساتذة وعلماء, وأخص بالذكر د.أحمد زكي ود.عبدالحليم منتصر ود.زكريا إبراهيم وغيرهم الكثير, ولازالت (العربي) تزخر بأصحاب الأقلام من المفكرين والعلماء الأجلاء, فتحية تقدير لمجلتنا الرائدة في نشر الفكر والثقافة, والتي شدت ومازالت تشد القرّاء العرب وتجمعهم على مناحي المعرفة, وتوحد آراءهم بما تطرحه من هموم العروبة وكيفية العلاج.

          أنني لأنسى مجلتكم وأنا أتلهف على اقتنائها بقروش زهيدة وثمن رمزي, ومن أجل القارئ العربي قدمت دولة الكويت هذه الهدية الشهرية للقارئ العربي رسالة مؤمنة بها من أجل التنوير والمعرفة والتواصل مع أحدث منجزات العلوم واتجاهات الفكر, ولي اقتراح بنشر مقالات الأستاذ الجليل د.أحمد زكي, هذا العالم والمفكر الموسوعي الذي كان يتسم بالأمانة والدقة العلمية والبساطة, بغرض تبسيط العلوم والفلسفة لجذب القارئ, لأن هذه المقالات كانت غاية في القوة والموسوعية, ليكن الاقتراح بإعادة نشر مقالة واحدة شهريًا حتى يتمكن شباب هذا الجيل من حب العلوم عن طريق قراءة هذه المقالات الممتعة والجذابة, لهذا الموسوعي الكبير الذي يجب أن نفخر به كعربي قدم لأبناء عروبته تراثا رائعًا, ويمكن إعادة طبع هذه المقالات في كتاب العربي, فيكون لكم مزيد من الشكر والتقدير.

محمد علي جاد - القاهرة
[email protected]

  • المحرر: نشرنا بعض مقالات د.أحمد زكي في سلسلة كتاب العربي, وسنعمل قريبًا على نشر أجزاء أخرى من المقالات في كتاب.

أوزان الشعر

          قرأت في العدد الثاني من الملحق العلمي لمجلة (العربي) الصادر في يوليو 2005 في موضوع (عالم عربي يزرع البحر) ص 16, العمود الثاني قول الدكتور أحمد مستجير وهو يصف الكتاب الذي ألفه عن عروض الشعر العربي ما نصه: (الكتاب محاولة توصف بها عروض الشعر رقمياً, في صيغة تقبل المعالجة بالكمبيوتر, أداة عصرنا الذي نحيا به الآن).

          ونظراً لاهتمامي باستعمال تقنية الحاسوب في مجال اللغة العربية, قمت بإعداد برنامج بلغة الفيجول بازك يتعرف على أوزان الشعرالعربي الخاضع لعَروض الخليل ابن أحمد الفراهيدي - رحمه الله - وما يعتري تلك الأوزان من تغييرات الزحاف والعلة, كما يدل البرنامجُ المستعمل على البحر الذي ينتمي إليه الشطر,  مع إمكانية التعرف على تداخل الأوزان بسبب تغيرات الزحاف والعلة, زيادة على شرح المصطلحات العروضية التي يزخر بها علم العروض والتي كانت سبباً من أسباب العزوف عنه في عصرنا, ورغبة مني في نشر هذا البرنامج على نطاق واسع بين المهتمين بالشعر العربي الأصيل وتغيير الصورة المشوهة التي لصقت بعلم العَروض العربي ومصطلحاته, أنشأت له موقعاً متواضعاً على الإنترنت أسميته (موقع برنامج العَروض) وستجدون في نهاية هذه الكلمة العنوان المؤدي إليه, مرفقًا برابط لتحميل البرنامج قصد تجربته من جهة, وتمكين أستاذنا الجليل الدكتور أحمد مستجير من نسخة منه, قد تكون خطوة في الدرب الطويل الذي رسم معالمه بكتابه القيم عن العروض, وهناك مجهودات لمواقع روابط لبرامج كمبيوتر من تصميم مبدعين آخرين.

          مع خالص المودة والتقدير لمجلة (العربي).

موقع برنامج العروض: http://www.khayma.com/elaaroude

رابط لتحميل نسخة من برنامج العروض: http://www.khayma.com/elaaroude/setup.zip

أزكري الحسين
مراكش - المغرب
[email protected]

العرب وثقافة الماضي

          في موضوع (اكتئاب الصفوة) للدكتور يحيى الجمل في العدد (563), أكتوبر 2005 بكلمات بسيطة استطاع أن يجسد الواقع الأليم للمجتمع العربي وبمقارنة قد تباعدت أوجهها وتعددت, عبر عن مدى المرارة التي تعتصره من هذه الحال الميئوس منها.

          وكامل اعتقادي يعود إلى أن الذين يتجرعون سم هذه المرارة ويلوكون علقمها قليلون وإلا لما آل الحال إلى ما نحن عليه.

          قل فينا المتابعون بعين الناقد وعقله إلى الخطوات السريعة التي يخطوها الآخرون بينما العرب سيطر عليهم الضياع وطغت اللامبالاة وكأنهم لا يعيشون في هذا العالم ولا يعني التقدم لهم شيئا.

          ولم يكتف الأمر بهذه النقطة بل تعداها إلى ما هو أخطر من ذلك, فالثقافة العربية كل يوم تطعن بخناجر مثقفيها وتخبطهم.

          فمعظم المجتمعات العربية مازالت تتخبط في أميّة تكتسحها, وإن تطلعنا للصحف والمجلات العربية نجد التجسيد الحقيقي للصورة من الترديد المتقن والسرد الحرفي والمحاولة العقيم في سرد الأحاديث والمواضيع من مثقف إلى آخر.

          والإبداع الوحيد الذي يحاولون أن يبتكروا فيه على صدر المجلات والصحف وشاشات التلفزة هو طرق صياغة الإعلانات التي يحاولون بها الحصول على الربح المادي تاركين الواقع العلمي والثقافي دون أدنى اهتمام على الرغم من التزايد الصعب وصفه في عدد المجلات الإعلانية التي تكتسح معظم رفوف المكاتب والأكشاك.. وتثقل أكتاف الباعة المتجولين.

          قد تثور الأسئلة الشائكة وتتولد في المخيلة عن الأسباب الحقيقية لهذه الظاهرة لكن قلما تجد إجابة تشبع الفضول.

          فلماذا لا نزرع الورد ونترك تدليل الأشواك التي نحيط بها أنفسنا? ولماذا لا يتخلى العديد عن هذه النظرة التي يملؤها الإعجاب بالذات? وإعادة ترتيب الأمور الدنيوية يجب أن تكون أول محاولة منا للخروج من هذه الظلمة التي ابتلعتنا ووقفنا أمامها عاجزين عن إيجاد قبس من نور لرؤية طريق الغد.

          والأمر الأهم من ذلك كله هو انتقاد الذات ورؤية النفس بمنأى عن النرجسية التي نحيط بها أنفسنا وهي الأداة الأفضل للتصحيح والأسلوب الوحيد للبدء في حياة جديدة بدلاً من التغني بشعار (كان العرب) والنسيان يملؤنا بأن ما كان فعلا يداريه الواقع المعيش.

فارس ردمان عبيد
القبيطة  - اليمن

وتريات

صخرة سيزيف

في متاهات الشعر
أقحم نفسي
وأستل (سيفا) من الكلمات
على حافة الليل
أجلس وحدي
أسامر شبحًا
بلا ذكريات
أقول له
حطمت كل الجسور
ورائي...
وتركت غابات حزني...
وبحر الشقاء
فأسمع نفسي
تهامس نفسي
وأعرف أني بلا أصدقاء!
وأدرك أني أحارب (طيفًا)
لأخفي ضعفي
وحب الحياة
وأهزم من جديد...
في كل يوم
أحمل صخرة (سيزيف)
فوق ظهري
وأتسلق جبال السبات!
لأصل إلى قمة يأسي...
أسمع نحيب السماء
ودويًا هائلاً
لسقوط صخرة
فيذهب كل عنائي هباء
يبزغ الفجر كئيبًا
من مستنقع الليل
وأبدأ من جديد...
أردّد...نفس الصلاة

نواف خلف السنجاري ـ الجزائر
[email protected]

أطيلي البقاء!

... ولهفي عليك تطوف العيون
تكتّم رغبتها الجارفة!
وأنت هنا...
رحيق من الغمرة الورافة...
ونايٌ تموسق بالعاطفة
وروحي مداد
وقلبي رماد
تناثر في موجة العاصفة
تهادى جمالك لغزا شهيْ
ولحما بهيْ
وإيماءة ثرّة هاتفة!
....وتقتربين
ويخذلني في الطريق الذكاء
وتخرسني النشوة النازفة!
أأنت هنا?
...ظلالك يزرع فوق الوجوه
هوى وارتعاش
فتسعى الفراش
إلى نازك الحلوة الصائفة...
أطيلي البقاء
أطيلي البقاء!
فما يتكرّر هذا الوجود
ولا قد يعود المدى بالوعود
ولا ترجع البرقة الخاطفة...
أطيلي البقاء ولا تعجلي
ومرّي على البيد في داخلي
بعينيك تنتثر الأمنيات...
بحورا...
لأشرعتي الواقفة!

جابر علي - البحرين
[email protected]