من

من شهر إلى شهر

لمحات من جديد العالم
طب
كهرباء المخ تكشف عن تقلبات المزاج

هل يتغير شيء في قشرة المخ عندما يتحرر الإنسان من الاكتئاب؟ وهل يمكن قياس التفاؤل المرتبط عادة بمرونتنا في التعامل مع الإجهاد العصبي؟ وهل سيقوم المعالجون النفسيون قريبا بتعديل بيولوجيا المخ؟

لقد بدأ العلماء يشكون بالفعل في أن الاختلافات الفردية في نشاط الموجات الكهربية للمخ قد تسلط الضوء على الكيفية التي يصبح من خلالها بعض الناس أكثر عرضة للاضطرابات الانفعالية والأمراض المرتبطة بالإجهاد العصبي أكثر من الآخرين. ويرجع هذا إلى الأبحاث التي أجراها الدكتور رتشارد دافيدسون ومجموعة من زملائه في جامعة ويسكونسين حيث تبين أن نماذج موجات المخ الكهربية قد تساعد فعليا على التنبؤ بقابلية الشخص للإصابة بالاضطرابات الانفعالية، مثل الإحباط، أو حتى انخفاض مستوى كفاءة جهاز المناعة في الجسم. وربطت هذه التجارب أيضا بين نماذج موجات المخ وبعض السمات الشخصية مثل التفاؤل والتشاؤم. والواقع أن التأكد من صحة هذه الاكتشافات قد يؤدي إلى تحقق واحد من أقدم الأحلام في ميدان العلاج النفسي: أي إلى قياس بيولوجي دقيق للتغيرات العصبية التي قد تحدث نتيجة للتحليل النفسي أو العلاج الطبي للإجهاد العصبي او الاضطرابات المرتبطة به.

وأدت النتائج المشجعة لهذه الأبحاث إلى قيام فريق آخر من معهد الطب العقلي- البدني التابع لمدرسة هارفارد الطبية، ترأسه جورج جاكوبسن وهربرت بنسون رائد الطب السلوكي، بسلسلة من الدراسات التي تبحث في العلاقة بين النشاط الكهربي وبين النمط الانفعالي والأمراض المرتبطة بالإجهاد العصبي.

ومفتاح البحوث التي يجريها الفريقان هو فهم جديد لما يسمى باللاتماثل الجبهي للمخ Frontal Brain asymmetry إذ نجد عند معظم الناس أن النشاط الكهربائي يزيد في أحد الفصين الجبهيين عن الفص الآخر. وتشير هذه الزيادة، بغض النظر عما إذا كانت في الفص الأيمن أو الأيسر، إلى إمكان التعرض للإجهاد العصبي، والأمراض العقلية بصورة أكبر، وكذلك انخفاض نشاط جهاز المناعة. واكتشف الباحثون أن الناس الذين يزيد عندهم النشاط في الفص الجبهي الأيسر قد يكونون متفائلين، وأقل عرضة للاضطرابات المزاجية. وعلى النقيض من ذلك، ربط دافيدسون بين انخفاض نشاط الفص الأيسر وبين التفسير السلبي والاكتئاب.

ومع ذلك، يتحفظ علماء آخرون على هذه الاستنتاجات، ويقولون إنه من الخطأ استخدام نماذج النشاط الكهربي للمخ لتصنيف الناس إلى أنماط فردية. ويؤكدون أن الجانب الأكبر من الكيمياء المعقدة للمخ- المركز الحقيقي لكل حالاتنا الانفعالية- لايزال بعيدا عن الفهم الدقيق والقاطع.

بيئة
المواد الحافظة للطعام تكافح التلوث النفطي

مادتان من المواد الحافظة التي تضاف إلى الطعام المعلب ستتفاعلان معا لتقديم طريقة رخيصة ونظيفة للتخلص من التسربات النفطية. ويقول مخترع هذه الطريقة جوني كالوكازي، وهو مجري الأصل يعيش في استراليا، إن جانبا من دوافعه لابتكار هذه الطريقة يعود إلى خوفه من آثار التلوث النفطي البحري الكبير.

وتضاف المادتان الممتزجتان إلى النفط أو البترول سواء كان طافيا على سطح الماء أو بعد استقراره على الشاطىء الساحلي. وتؤدي إضافة المادتين إلى تحول التسرب إلى لدائن صلبة غير ملتصقة يمكن تجميعها والتعامل معها بسهولة أكبر من النفط الخام. فهي أخف من المياه وبالتالي ستطفو، أما على الشاطىء فيمكن جمعها بسهولة من على الصخور والرمال والشعاب المرجانية.

وتعتبر قلة تكاليف هذا الأسلوب هي أفضل مميزاته- حوالي 71 . 0 دولار لكل لتر من النفط المتسرب- مقارنة بالأساليب الأخرى. علما بأن تكاليف إزالة النفط المتسرب من حادثة إكسون فالديز في آلاسكا قد وصلت إلى حوالي خمسين دولارا للتر الواحد.

وقد أحجم كالوكازي عن مناقشة نسب الخليط أو طبيعته الدقيقة أو طريقة عمله حتى يتم نشر كل التفاصيل ويسجل الاختراع باسمه. لكنه يقول إن المادتين تؤديان إلى إنتاج جزيئات صغيرة جدا وصلبة تقوم بامتصاص الهيدروكربونات بسرعة غير عادية. ويضيف إن أفضل نتائج هذا التفاعل تتحقق في وجود كميات كبيرة من المياه. وهذا هو سبب الملاءمة الخاصة لهذا الأسلوب في التعامل مع التسربات النفطية. ولأن المادتين الحافظتين تضافان إلى المواد الغذائية وتحظيان بموافقة إدارة الأغذية والعقاقير في الولايات المتحدة والجماعة الأوربية، فإنه يعتقد أنها طريقة نظيفة تماما ولن تسبب أي أضرار للكائنات الحية. وأظهرت تجاربه أن المرجان والأسماك لم تتأثر بالمادتين بعد تعرضها لها طوال خمسين يوما. ووفقا لتجاربه التي أجراها في استراليا طوال العام الماضي. فإن إضافة مزيج المادتين إلى بقعة نفطية تؤدي إلى تقليص مساحة سطحها بنسبة 74% وزيادة عمقها بنسبة 400 %. وهذا ما يعني أن رش المزيج حول حدود البقعة سيؤدي إلى تكوين حاجز عائم حولها يحاصر البقعة ليسهل بعد ذلك التعامل معها بالأساليب الشائعة أو بإضافة كميات جديدة من المزيج.

فضاء
المكوك يسبر أغوار الأرض

باستخدام رادار قادر على اختراق السحب والحياة النباتية بل وباطن الأرض، بدأ رواد الفضاء المشاركون في رحلات المكوك الأمريكية وضع خريطة لسطح الأرض ثلاثية الأبعاد.

وخلال رحلة مكوك الفضاء في شهر أبريل الماضي، قام رواد الفضاء بتصوير 12 % من كوكبنا- حوالي 70 مليون كم مربع- باستخدام أجهزة رادار متقدمة على متن المكوك إندوفر.

وخلال العام القادم، سيقوم علماء من 12 بلدا بتحليل المعلومات التي ستؤدي على الأرجح إلى حل بعض الألغاز البيئية. والواقع أن خرائط الرادار جزء من برنامج لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا يحمل اسم "مهمة إلى كوكب الأرض " يعتمد على جمع معلومات من مصادر رصد وتصوير عديدة- على الأرض وفي الفضاء- لوضع أكثر قواعد البيانات تفصيلا لكوكبنا.

ومن خلال دمج هذه الخرائط مع مقاييس الارتفاع، سيقوم العلماء بوضع خريطة هائلة ثلاثية الأبعاد ستمنح الجيولوجيين رؤية جديدة للعديد من الظواهر، مثل ظاهرة تآكل التربة.

ومن المتوقع أن تؤدي هذه الخريطة إلى حدوث تغييرات كبيرة في الطريقة التي نتعامل بها مع الأرض: الأرض المغطاة بالجليد، والأنهار المتجمدة، والتصحر، والانفجارات البركانية وسلوك المحيطات.

اتصالات
الأقمار الصناعية تحرر الحيوانات من الأسر

ستفتتح في إنجلترا قريبا حديقة حيوانات جديدة من نوع فريد فالحيوان الوحيد الذي سيظهر فيها هو أكثرها خطورة ووحشية أي: الإنسان. ويهدف هذا المشروع "مركز الحياة العالمي " إلى تعزيز الاتجاه المتنامي المعارض لإبقاء الحيوانات في الأسر. وسيستخدم شبكات الاتصال المباشر بالأقمار الصناعية والصور المركبة بالكمبيوتر للسماح للزائرين بالتعايش مع عالم الحيوان بطريقة مبتكرة.

ويقول مدير المشروع ويليام ترافرس: إن هناك تعطشا حقيقيا بين الجمهور من أجل فهم أفضل للحياة البرية بطريقة تختلف عما هو شائع في حدائق الحيوان التقليدية. فبدلا من التجمع أمام أقفاص القرود لمشاهدتها أثناء تناول غذائها، سيتمكن المشاهدون من مشاهدتها على الطبيعة، عبر البث المباشر بالأقمار الصناعية، وهي تبحث عن غذائها في غابات الأمازون. ويقول ترافرس: إنه بالإضافة إلى ذلك، سيصبح بإمكان الزائر أن يشاهد ماذا يعني أن يكون طوله 17 قدما، مثل الزرافة، أو بوصة واحدة، مثل النملة. فكل ما نريده هو أن نمنح الزوار زوايا مختلفة لرؤية العالم بدلا من الرؤية الإنسانية الأحادية المتمحورة حول الإنسان. ويضيف: إن حدائق الحيوان التقليدية لا تعرض فقط الحيوانات للخطر، بل إنها تخلق انطباعات غير واقعية عن الحياة الحيوانية. "فالحيوانات التي توضع في ظروف غير طبيعي تسلك سلوكا غير طبيعي. وطريقة إعاشتها يمكن أن تشوه إلى حد بعيد فهمنا لطبيعتها".

ويهدف ترافرس من وراء مشروعه إلى أن يضرب مثلا لحدائق الحيوان الأخرى من أجل أن تصبح فكرة أسر الحيوانات من الحياة البرية وعرضها على الزائرين جزءا من الماضي.

أدب
رواية نصفها أبيض ونصفها أسود!

كانت مدينة شارلستون، جنوب كاليفورنيا، دائما مدينة ذات قصتين، الأولى للبيض، والثانية للسود وهما تسيران على خطين متوازيين، تصطدمان أحيانا لكنهما نادرا ما تتلامسان. وربما يكون ذلك أحد الأسباب التي جعلت من رواية روثي بولتون "جال: حياة حقيقية" (صدرت عن دار نشر Harcourt Brace في 275 صفحة) عملا رائعا ظهر إلى الوجود نتيجة لتعاون غير مسبوق بين كاتبتين، الأولى سوداء لم تنشر أي أعمال من قبل، والثانية كاتبة بيضاء متمكنة. ومؤلفة " جال " سيدة سوداء في الثالثة والثلاثين من عمرها كانت تعمل موظفة في حضانة تابعة لأحد المصانع وهي متزوجة من عامل مطعم وأم لخمسة أطفال. وكانت قد تبنت الفتاة التي حملت اسمها المستعار روثي بولتون لكي توفر على عائلتها الحرج إزاء بعض الأحداث الخام التي كتبت عنها. أما جوزفين همفريز فهي كاتبة من مدينة شارلستون في التاسعة والأربعين من عمرها وتحظى بمكانة مرموقة بين الروائيين الأمريكيين المعاصرين بعد نشرها لعدة روايات ممتازة مثل: "أحلام النوم " و"أثرياء في الحب " و"علاقة رجل المطافىء". وتنتمي إلى أسرة عريقة بالغة الثراء ومتزوجة من محام وأم لابنين يدرسان في جامعة هارفارد. وكانت همفريز قد اعتادت الكتابة في مكتب يقع في مبنى قديم في شارلستون. وذات يوم دخل عليها البواب ليسألها إذا كانت تريد الحديث مع روثي بولتون حول "كتابها ". وكان قد استمع إلى بولتون مصادفة في حضانة المصنع وهي تتحدث عن قصتها فقال لها إنه يعرف من يمكنه تقديم المساعدة لها. وفي تلك اللحظة، كانت الرواية التي تقع في 58 صفحة فقط، مكتوبة بخط اليد على أوراق منفصلة موضوعة داخل مغلف أحمر كتب عليه "كتاب الآباء" أحضرته ابنة بولتون ذات الأعوام السبعة من المدرسة.

وداخل هذا المغلف، وجدت همفريز قصة طفلة هجرتها أمها ذات الثلاثة عشر عاما وتركتها لجدتها التي لقيت مصرعها ضربا على يد زوجها الثاني. ولم يكن أبوها، كما اعتادت أن تناديه، قاتلا فقط، لكنه كان أيضا طاغية حول روثي إلى جسد للخدمة. فقد كانت تحلق له ذقنه، وتنظفه أثناء استحمامه وتزيل له الجلد الزائد من قدميه. وعندما كان لا يرضى عنها- كثيرا ما فعل ذلك- كان يضربها بالطرف الحديدي في حزامه. ولم تكن الراوية ملاكا أيضا: كانت تتعاطى المخدرات وتبيع جسدها مقابل المال. وقررت همفريز أن هذه الرواية يجب أن تحكى لا أن تكتب. ووافقت بولتون على ذلك وقامت بشراء جهاز تسجيل صغير. وعلى مدار شهرين، كانت بولتون تجلس إلى همفريز تحكي لها روايتها. وكانت المحصلة ست عشرة ساعة من الغضب والأسف والضحك. وقامت همفريز بتفريغ التسجيلات وأضافت إليها بعض التقطيعات والتنقيحات ثم أرسلتها، في حوالي 300 صفحة، إلى وكيلتها للنشر، هارييت ويزرمان، التي قرأت المخطوطة في ساعات قليلة وباعتها خلال بضعة أيام. وتقول هراييت ويزرمان "يالها من لغة! ويا له من خيال! " وهي لغة تعرفها جيدا.

إذ إنها تمثل أيضا الكاتب الأشهر سول بيلو. وقد تبدو مقارنة روثي بولتون بسول بيلو الحاصل على جائزة نوبل أمرا مبالغا فيه، لكن الواقع أن المرأة التي تقف وراء هذه الرواية تستخدم لغة تتمتع بنفس نكهة لغة بيلو. فرواية " جال " لا تتحدث عن العنصرية أو اضطهاد المرأة أو التضحية وإنما تدخل مباشرة في ظلام أسرة لا تعرف الحب دون شفقة على الذات أو إحساس، وتتحرك بثبات صوب النور. وعلى كل صفحة من صفحاتها تشعر بمعنى التجربة الحقيقية بكل حدتها.

سينما
صمت القصور في " كان "

من بعد عملها لسنوات طويلة مونتيرة، تقوم مفيدة التلاتلي بإخراج فيلمها الروائي الأول "صمت القصور" عن قصة شارك في وضعها، كما في كتابة السيناريو لها، المخرج المعروف نوري بوزيد ("ريح السد"، "صفائح من ذهب " وغيرهما...).

نتعرف في مطلع "صمت القصور" على فتاة شابة تترك وصلتها الغنائية وتطلب من شاب بدا حينها مديراً لأعمالها أن يذهب بها إلى القصر. القصر الذي ترعرعت فيه صغيرة وهو مملوك لعائلة من المتنفذين أيام الحكم الفرنسي والمتعاونين مع ذلك الحكم. ونعود من خلال "الفلاش باك " إلى الوراء لنراها إلى جانب أمها وخالتها وباقي النسوة اللاتي يعملن خدما وبعضهن- من بينهن أم الفتاة - عشيقات أيضاً.

ونظرة المخرجة إلى الماضي مشبعة بالتفاصيل الحميمة والغنية خصوصاً أن القصة لا تتطلب الخروج من القصر مما جعلها تنصرف للعناية بتصميم المناظر والديكور وحركة ممثليها وممثلاتها. ومع أن معظم القصة يمضي ونحن نرقب العلاقة القائمة بين الخدم والأسياد، ووقوع الأولى في ضيم تلك العلاقة غير المتساوية، إلا أننا ندرك سريعاً كذلك أن الفتاة هي لب الموضوع وهي من سينعكس ذلك الوضع عليها. فهي تحاول الانفلات من ذلك الواقع. تحاول أن تكسب شخصيتها الخاصة بها، لا كأنثى فقط بل كموهبة. وتجد الفتاة في الغناء سبيلاً لتطوير هويتها المستقلة، لكن أحد السادة يريدها لنفسه على أي حال وهو ما تحاول الأم منع وقوعه لأنها لا تريد لابنتها الصغيرة أن تقع فيما وقعت هي فيه.

هذا كله يقود إلى المشهد الذي كان من المفترض أن يكون ذروة الفيلم، لكن أسلوب المخرجة الهادىء في التعبير الذي لاءم معظم الأحداث السابقة لم يلائم هذا المشهد الذي نرى فيه الفتاة تغني في حفلة جمعت تونسيين من علية المجتمع وفرنسيين، غناءً عاطفياً ساحراً من قبل أن تبدأ فجأة بإنشاد أغنية وطنية مما يهدم الحفلة ويدفع بالفرنسيين وباقي الضيوف لمغادرة القصر. إن ربط الخاص (مشكلة تحرر المرأة) بالعام (تحرر الوطن) لم يكن صحيحاً في هذا الفيلم، فقد كان تلقائياً أكثر مما يجب. لكن إذا ما كانت هناك قيمة فعلية للفيلم، فإن مشكلة المرأة تبقى هي الواضحة والداعية للتقدير. بسيناريو أكثر ديناميكية مزود بالمشاهد الضرورية كان يمكن خلق فيلم أفضل، ولو بقليل، من النتيجة التي نراها على الشاشة. لكن هذا ليس من باب النقد بل من باب التمني، ذلك لأن مفيدة التلاتلي نجحت في امتحان الانتقال من وراء طاولة "المافيولا" لما وراء الكاميرا. ولقد عُرض الفيلم في تظاهرة قسم المخرجين في مهرجان "كان " عام 1994، ثم في ختام المهرجان الثاني للسينما العربية الذي يقيمه معهد العالم العربي في باريس.

فن
بعد قرن من الزمان
ملك الملصقات يعود إلى وطنه

عشية الكريسماس في عام 1894، كان ألفونس موخا، الشاب المولع بالفن القادم من ريف مورافيا، هو العامل الوحيد الذي كان يعمل في مطبعة باريس عندما تلقى رئيسه مكالمة هاتفية من سارة برنار. وكانت الممثلة الشهيرة تستشيط غضبا بسبب رداءة الملصق الدعائى لمسرحيتها "جيزموندا". وأسقط في يد مدير المطبعة، الذي لم يجد أمامه سوى موخا فطلب منه أن يضع على عجل تصورا جديدا للملصق الدعائي. ولم يرض المدير تماما عن الملصق الذي رسمه موخا، لكنه أرسله إلى سارة برنار لأنه لم يكن أمامه أي حل آخر. وعندما رأت الملصق فرحت به بشدة وقالت لمدير المطبعة "من الذي رسم هذا الشيء الرائع". وكانت تلك هي انطلاقة موخا الحقيقية. وخلال فترة قصيرة، تحول إلى واحد من أشهر الرسامين الباريسيين. وضمت دائرة أصدقائه الجدد الكثير من كبار الفنانين مثل بول جوجان وأوجست رودان. وسافر إلى الولايات المتحدة حيث ربطته علاقة صداقة مع عائلة الرئيس الأمريكي تيودور روزفلت وحظي بترحيب شديد من النقاد هناك. وسرعان ما أصبح معشوقا لعالم الفن الجديد- إلا في وطنه. وعندما عاد للإقامة الدائمة في براغ في عام 1910، استقبله النقاد التشيك بكثير من العداء. واعتبروا أعماله مجرد أعمال تافهة وكوميدية. وأخيرا، في معرض أعمال موخا، الذي افتتح في براغ في يوليو الماضي ويستمر حتى آخر أكتوبر الجاري، يعتبر ذروة الحملة الرسمية الرامية إلى إعادة الاعتبار له في وطنه. وتمثلت مفاجأة المعرض في تلك اللوحات القاتمة لفنان عرف بأسلوبه الرومانتيكي. وقد كان بيتر ويتلخ، المشرف على المعرض وأستاذ تاريخ الفن في جامعة تشارل، محقا عندما سمى المعرض "الوجه الآخر لموخا". والأهم من هذا أن المعرض يؤكد الدور الريادي الذي لعبه موخا في عالم الفن. وهكذا بعد قرن من الزمان، يعود موخا لاجتذاب الاهتمام مجددا في وطنه لأنه كان أمينا على نفسه ومع عصره.

 



أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




الاكتئاب والانبساط تكتشف عنهما الموجات الكهربية للمخ





المواد الحافظة للطعام تكشف عن قدرتها على التهام البقع النفطية





صورة التقطها مكوك الفضاء لبركان في كالاباجوس تظهر فيه الحمم





باللون الأبيض والرماد باللون الأسود





نمر البنغال الذي سيشاهد في حديقة الحيوان الجديدة دون أن يغادر بيئته الطبيعية بفضل الأقمار الصناعية





همفريز، الروائية البيضاء





صورة للروائية السوداء في طفولتها





صورة للروائية السوداء في طفولتها





لقطة من فيلم صمت القصور





ملصق إعلاني عن البسكويت استخدم فيه موخا صورة سارة برنار