مساحة ود

حتى يمتد الحاضر من التاريخ

هل المرأة العربية حقا امرأة بعيدة عن السلطة، مبعدة عنها؟ وهل تترك دائما السلطة وقرارها للرجل العربي ؟

للإجابة عن هذين السؤالين، نلقي نظرة على التاريخ العربي، فنلاحظ قلة تدوين أخبار النساء وعدم التبحر في سيرهن، رغم ذكر ذلك التاريخ للملكات والقائدات العربيات اللاتي حكمن وقدن في اليمن وبلاد ما بين النهرين وبلدان المشرق والمغرب العربيين.

لم يعرض التاريخ لسيرهن أو يتوقف للحديث عنهن إلا فيما عرض من الأحداث أو بالارتباط بسير غيرهن من الملوك والقادة أو ليجعل منهن نماذج كالأساطير التي لا تتكرر. فلم يتطرق الحديث تفصيلا إلى هؤلاء النساء من أميرات وأديبات وفقيهات ومتزهدات وقائدات جيوش ومالكات لزمام أمورهن في عقد الزواج.

لكن رغم هاته الأقلية القليلة من المعلومات المشتتة هنا وهناك، فإننا نعلم أن المرأة العربية كانت لها مساهماتها الكثيرة في سلطة القرار سواء مباشرة باعتلائها سدة الحكم أو بطريقة غير مباشرة. فكم من المؤرخين العرب تقدموا ليسجلوا تفاصيل المعارك السياسية والفكرية التي خاضتها عربيات مثل بلقيس والزباء وزنوبيا وكليوباترا وأروى بنت منصور والكاهنة وأم هلال، وغيرهن من رموز نسائية تاريخية تثبت أن تاريخ العرب لم يشهد كم التعصب الذي يتم الحديث عنه أحيانا ضد المرأة أو الانغلاق عنها.

نؤكد أنه أمام المهتمين والمهتمات بقضايا المرأة العربية والمناضلات النسويات في كل قطر عربي مهمة التنقيب والبحث عن هاته السير، كما أن معرفة كم المشاركة الحالية للمرأة تحتاج أيضا إلى تدوين وتأريخ، وذلك من أجل الحصول على تراكم تجده الفتاة العربية قدوة أمامها تسير على هديه وتتجاوزه إلى ما هو أفضل.

إنه عتاب، دافعه الود.