خبرات تربوية.. لا تتأثر بالزمن

خبرات تربوية.. لا تتأثر بالزمن

الأبوة ليست عملا سهلاً

هل تختلف أساسيات التربية من جيل إلى آخر? وهل أثرت الثورات العلمية المتلاحقة على أسلوب الآباء في التعامل مع الأبناء?!

للإجابة عن هذين السؤالين طالعت بحثا حديثا تمت فيه المقارنة بين استطلاعين للرأي أجري كل منهما على خمسين من الآباء والأمهات.

أحد هذين البحثين أجري في سنة .1977 وتم الثاني في .1998 تم اختيار الآباء بحيث يكون أبناؤهم من الأشخاص الناجحين وممن تجاوزوا سن الواحد والعشرين وتشير سيرهم الذاتية إلى أنهم يتمتعون بدرجة عالية من التأقلم والتكيف الاجتماعي في نفس الوقت الذي يشغلون فيه مناصب مرموقة. كان السؤال الذي وجه لأباء الأمس وأعيد توجيهه لآباء اليوم هو (تأسيسا على خبرتك الشخصية مع أبنائك، ما هي أهم النصائح التي يمكنك أن تسديها للآباء الجدد فيما يختص بتنشئة أبنائهم?). ترى هل باعدت المسافة الزمنية ـ ما يربو على عشرين عاما ـ بين نمط واتجاه اجابات الجيلين المختلفين?.. بعد فحص الردود في الاستطلاع الأخير ومقارنتها بمثيلتها في الاستطلاع السابق اتضح أنه يوجد شبه اتفاق على أهم الخطوط العامة في التربية.. تم تجميع الإجابات واختيرت من بينها النصائح الأكثر تكرارا.. وها هي ذي نسوقها إلى القارىء الكريم ناقلين إليه خبرة آباء ناجحين لأبناء متفوقين علميا واجتماعيا، عبر جيلين مختلفين.

أغدق حبا..

الحب هو أهم ما يستطيع الوالد أن يمنحه لأبنائه، الحب غير المشروط والمتسم بالكرم والمقترن بالتضحية. كرر بعض الآباء عبارات مثل (دع أولادك يشعرون بمدى حبك لهم، لتكن هذه رسالة يومية منك إليهم..)، وقال آخرون (يجب أن تعلم أن الحب هو الإجابة الأكيدة لأي موقف قد يعترض الأسرة ويكون محاطا بالغموض والريبة). ومما أجمع عليه الآباء أنه يجب الحرص على تأكيد الإحساس بالأمان والاستقرار بحيث يتأكد الطفل أن حب والده له لن يتأثر إذا أتى سلوكا غير مرضٍ.. وغالبا ما ينجح الوالدان في خلق هذا الجو العام عن طريق التعبير عن هذه المشاعر الفياضة بالإيماءات التي تنضح بها ملامح الوجه والقبلات والأحضان التي يرى الخبراء أنها من العادات التربوية المحببة والمرغوبة.

اقض وقتا

يجب أن يحظى كل طفل باهتمام كاف وفردي من كل من والديه، وهذا ما يشكل مشكلة حقيقية في عصرنا الحالي الذي يلهث فيه الآباء والأمهات وراء لقمة العيش فلا يتبقى لهم من الوقت غير النزر اليسير كي يقضوه مع أبنائهم، وهنا تأتي أهمية الاستعاضة عن الكم بالكيف.. ويبدو أن السبب الرئيسي وراء التركيز على أهمية هذا الوقت هو الاعتقاد بأن من يقدمون على تربية النشء ومن يحيطون بهم ويتولون رعايتهم يعتبرون هم البيئة الأولية اللصيقة التي يستقي منها الطفل قيمه وتقاليده سواء بطريقة معلنة ظاهرة أو بطريقة غير مباشرة ومستترة، إنهم الوسط الذي تتزين فيه قيم الأخذ والعطاء، أهمية الصدق، قيمة التضحية.. من المفيد أن يشارك الآباء أطفالهم في اللعب واللهو، في أنشطتهم وهواياتهم.. وما أكثر ما تحين الفرصة السانحة في لحظة من الوقت عندما يشترك الأب أو الأم مع طفلهما في قراءة قصة قصيرة أو لعبة مشتركة يتنافسان فيها على مستوى من الندية.. ومن ضمن التوصيات المحددة للآباء..

ـ اقرأ للطفل كجزء مهم من الروتين اليومي لك وللطفل وليكن قبل النوم مثلا.. سوف يشعر كل من الطفل والوالد بحالة من الراحة والاسترخاء بعد ذلك.

ـ صاحب الطفل في جولات في الأماكن التي تتميز بجمال الطبيعة بعيدا عن الألعاب الالكترونية والأماكن المغلقة لكي تعود عينيه على الجمال الطبيعي الفطري.

ولا يفوت الوالد الذكي أن يحرص على أن تشترك الأسرة في نشاط ما في بعض المناسبات مثل حضور النشاط الرياضي بالمدرسة، أو أن تجلس الأسرة معا في وقت معين من اليوم خاصة بعد العشاء حتى يصبح هذا اللقاء موعدا مقدسا يشارك كل واحد منهم الآخر اهتماماته.

لا تنس نفسك

إن إنجاب الطفل الأول في الأسرة الصغيرة يجب ألا يكون نذيرا بأن كلا من الزوج والزوجة قد تحتم عليه أن يتوقف كلية عن الالتفات إلى احتياجاته الشخصية والتزاماته الزوجية. لابد أن يخصص وقت معين كل يوم للاسترخاء.. قال أحد الآباء المختبرين إنهم كانوا يتمنون لو أن مخلصا كان قد أسدى لهم هذه النصيحة في بداية حياتهم الزوجية.. قال واحد منهم.. (ليتنا كنا قد خصصنا وقتا أطول لأنفسنا.. نستمتع فيه بعمل شيء يبعث على المرح ويبث الحيوية.. إننا نتأسى لأننا قد أضعنا كل وقتنا في العمل ومع الأولاد، كان لابد من الاستمتاع ببعض الوقت اللازم اجتماعيا.. لقد تنبهت لذلك أخيرا وأصبحت شغوفا بإمتاع نفسي.. ترى هل فات الأوان? وأصبحت موضوعا للسخرية...).

لا تنس شريك حياتك

من الواضح أن ميلاد الطفل الأول يؤدي إلى تغيير واضح في تشكيل خريطة الحياة الأسرية والروتين اليومي. إن الحمل والولادة يجب ألا يضعا نهاية لواجبات كل من الزوجين تجاه الآخر.. يجب أن يظل الزوج هو أهم شخص في حياة شريكته وأن تظل الزوجة أهم امرأة في حياة زوجها، ومما يساعد على هذا أن يتحدث كل منهما للآخر عن مشاعره وأن يتأكد من أن الطفل الجديد يعني مرحلة جديدة في مسيرة الزواج ولا يعتبر بحال إعلانا عن نهايته، لقد كانا هما الزوجين قبل أن يأتي الطفل وهما اللذان سيبقيان بعد أن يكبر الأولاد ويشقوا طريقهم في الحياة.

كن مرحا

من الوصايا العامة والواضحة التي تركها المجربون، أن ينحو الوالدان إلى المرح وخفة الظل. لا يجدر بالوالدين أن يعاملا نفسيهما بصرامة وجدية شديدة، فمن المفضل أن يغلب طابع المرح على بعض أوقات اليوم، قال واحد منهم (حاول أن تبقى هادئا وتذكر باستمرار أن للصواب عدة طرق وليس طريقة واحدة فقط).. وقال آخر (النصيحة الذهبية هي أن يثق الشخص في فطرته ويغـفر لنفـسه هفواته)، (لا تكن خائفا من ارتكاب أي خطأ لأنك عندما تحب ابنك حقيقة لن تفعل أي شيء يؤذيه، لكل واحد أخطاؤه وهذا سببه ببساطة أن البشر خطاءون) وإذا كانت بعض السمات أو الآراء الشخصية للآباء يحتج عليها الأبناء فيجب أن يكون لسان حال الوالد.. (أنا هو أنا.. بالتأكيد يمكن أن أخطىء ويمكن أن أعيد نفس الأخطاء مرة ثانية ولكنني متأكد أنني سأحصل منكم على تقدير ممتاز بالنسبة للمجهود الذي بذلته، لأن الله يعلم أنني حاولت، وحاولت بكل ما أملك من جهد أن أسعدكم).

ضع نظاما

النظام يعني أن تضع معايير للسلوك وتلتزم بها. عندما يطبق هذا النظام بدافع الحب يصبح شيئا مقبولا وضروريا لأنه يؤهل الأبناء كي يتأقلموا مع العالم المحيط بالأسرة. النظام لا يعني فقط تقويم السلوك ولكنه يجب أن يفهم أنه وسيلة للسعادة الأسرية. وهناك بعض التوجيهات العامة التي يسديها الآباء المجربون.

مارس سلطتك الأبوية

إلى جانب الحرية الكافية التي يجب أن يتمتع بها الابن يمكن اللجوء إلى كلمة (لا) كلما دعت الحاجة إلى ذلك، وليكن الأب على استعداد أن يشرح الأسباب وخلفيات المعارضة أو الامتناع أو النهي. يجب أن يعلم الطفل أن الأب جاد فيما يقول. وهذه السلطة يستحسن تدعيمها بالثواب والعقاب.. ويجب في كل الأحوال ألا تكون الحدود والنظم صارمة أو غير مرنة.

العمل معا مع شريك الحياة

على الوالدين أن يشكلا جبهة واحدة فيما يرسيانه من قواعد وما يمنحانه من هدايا وما يريانه من عقاب.. يقول أحدهم (إذا لم تكن موافقا على ما يقوله شريكك فلا تبد ذلك أمام الطفل بل انتظر وكلمه في وقت لاحق).

العصا والجزرة

يجب أن يتم اللجوء إلى العقاب فقط إذا ما دعت الضرورة القصوى إلى ذلك، وإذا ما فشلت الوسائل الأخرى.. تقول إحدى الأمهات (إنك تكسب من المعارك أكثرها إذا استعملت العسل بدلا من الخل، المكافأة لها آثار أكثر إيجابية من العقاب). من غير المحبب أن تهين الطفل أو تجرح مشاعره. من الممكن أن تظهر الغضب ولكن في كل الأحوال يجب ألا يعني هذا للطفل أنه أصبح منبوذا وغير محبوب، وقد نهى الآباء المجربون تماما عن اللجوء إلى الضرب أو العنف الجسدي كأن تلجأ الأم المحبطة مثلا إلى عض ابنها أو رميه بجسم ثقيل.

الديمقراطية الزائفة

إذا ما أتحت أمام الطفل اختيارات عدة وفتحت له المجال لتعليقات كثيرة على نوعية الأكل أو الملابس مثلا فإنك بهذا تخلق وحشا مستقبليا شرها ونهما في نفس الوقت، ليس معنى هذا أن تسود الديكتاتورية في المنزل ولكن في هذه السن الصغيرة ليس من الضروري أن تسهب في الشرح والتفسير فقبل سن السادسة تصبح الديمقراطية الكاملة سابقة لأوانها. ويجب أن يفطن الوالدان إلى أن التزام الوسطية واجب لأن العقاب الشديد الصارم ضرره أكيد، كما أن الليونة واللطف الزائدين يفتحان الباب أمام الطفل لأن يتلاعب بأبويه.

أنصت باهتمام

الانصات الحقيقي هو أداة شديدة القيمة والفائدة لفهم مشاعر الطفل ولهذا فانه يتوجب على الوالدين أن يوفروا لأولادهم الاطار أو الجلسة التي تسمح لهم بالفضفضة ، وبالتعبير عن اهتماماتهم وهمومهم وطرح تساؤلاتهم مهما كانت صغيرة أو كبيرة.. كلما سمحت الظروف يستحسن أن يجد الوالد الوقت الذي يسمح فيه لابنه بأن يتكلم بدلا من تأجيل المحادثة إلى أن يحين وقت آخر أطول. لو استطاع الوالد أن يكسب ثقة الطفل وهو بعد في سن مبكرة وصغيرة فإن هذا يجعل من التواصل أمرا سهلا في المستقبل، وليتقين كل والد أنه لا حاجة للعجلة في اتخاذ القرار أو إسداء النصح لأنه دائما وأبدا يوجد الوقت المناسب والكافي للتصحيح والتعليم ولإعادة تقييم الخبرة والمشاعر.. يقول والد آخر (خصص وقتا تستمع فيه لابنك حتى يشعر بأهميته ولتزداد ثقته بك وليكون عنده الاستعداد ليشركك فيما يدور في ذهنه). إذا كان من المطلوب أن يشعر الطفل بذاتيته وتلقائيته وبأن هناك أمورا معينة في حياته يجب أن يعملها دون تدخل من الأبوين فإن الوالد الذكي يستطيع أن يكون ملما بما يجري حوله، عالما بما يصنعه الأولاد وبما يشغل بالهم.

هنالك دائما مجال لأن تأخذ دورا إيجابيا ونشطا لتلقين أولادك قيمك وتقاليدك حتى يتمكنوا من شق طريقهم في الحياة، تكمن الحكمة في أن يصوغ الوالد قيمه وحكمته في الحياة لغويا، يفصح عنها مباشرة ويناقشها مع أولاده، والأهم من ذلك أن تكون سلوكياته مطابقة لما يعلن أنه يتمسك به من قيم.. يقول واحد من خبراء التربية (حاول أن تكون مثلا طيبا، لا تأمر بشيء وتفعل ضده ولا تسألهم شيئا من الصعب عليك أن تمارسه) إن عملية نقل القيم والمبادىء من أهم الأدوار التي يناط بالآباء أداؤها كي يتهيأ الجيل الناشىء للنجاح والتكيف الإيجابي. والخطوط العامة التي ينصح الآباء المختبرون بها هي:

تحديد المسئوليات والأدوار في البيت حيث يجب أن يعرف كل فرد دوره بمن فيهم الأطفال.

-التأكيد على الانتماء الديني وما يؤدي إليه من معاملات تتسم بحسن الأخلاق والاحترام والأمانة.

-ممارسة آداب المائدة وتثبيت أوقات تناول الوجبات وغيرها من الأنشطة الأخرى المهمة في البيت.

-تشجيع العمل جزء من الوقت خارج البيت في السن التي تسمح بذلك.

- ترسيخ نماذج حقيقية للتكامل والشجاعة الأدبية.

ابن الشخصية

بالطبع يجب أن تؤخذ الأمور بالتدرج، بمرور الوقت يصبح من الملائم أن يمنح الأطفال قدرا مناسبا من الحرية ومساحة من اتخاذ القرار الحر فيما يخص أمورهم الشخصية لأن إحساس الطفل بذاتيته على درجة عالية من الأهمية إذ إنه يؤدي ليس فقط إلى كسب حبهم ومودتهم ولكنه يؤدي أيضا إلى الاحترام المتبادل، والتدرج في إعطاء الحق في الاختيار والقرار يجب أن يسير بالتوازي مع تحميلهم بعض المسئوليات. كل من الاستقلالية والمسئولية مرهون بدرجة النضج وبالقدرات النفسية أو البدنية. إذا تأكدت هذه الأمور في حياة الطفل الناشىء فإنه سوف يشعر بالفخر والزهو لإنجازاته وبقدرته على تنظيم اليسير من أموره، وينطبق على هذا العنصر التربوي المثل الصيني الذي يقول (لا تعط ابنك سمكة ولكن علمه كيف يصطادها).

يستجيب الأطفال استجابات جيدة لاحترام وثقة الوالدين (ثق في حكم طفلك على بعض المواقف عندما يكون هو ـ أو هي ـ عنده القدرة على الحكم الجيد) إنها ملكة على الوالد أن يسعى باستمرار لتنميتها، تركز إحدى الأمهات على ضرورة احترام ابنها كشخص مستقل وتقول إنه هو صاحب الشخصية، له عقله الخاص، أفكاره الخاصة، ومشاعره الخاصة، إنه في حوزة والديه فقط لمدة محددة وصغيرة، ولكنه سرعان ما يتجاوز هذه المرحلة ليصبح هو نفسه.

دعم كرامته

إن اعتزاز الطفل بذاته وبقيمته الشخصية شيء بالغ الأهمية لذلك على الوالد أن يكافئه ويشجعه، وعليه أن يحاول باستمرار أن يكون في متناوله بحيث يستطيع الطفل أن يجد أباه كلما احتاج إليه، وعلى الوالد باستمرار أن يكون كريما في الدعم وفي الحب لأن الإحساس بالكرامة الذاتية أساسي للنمو النفسي للطفل. هناك من خبرة الآباء المجربين بعض الخطوط العامة:

- كلما سمحت الأمور دعم قرار أبنائك.

- اظهر اهتماما صادقا بالبرامج المدرسية وشجع الأنشطة غير الدراسية، اهتم بهواياتهم ومواهبهم، اسمح أو حتى احرص على أن تغطي لوحاتهم الفنية جدران البيت، حاول أن تقضي أوقاتا وافرة في متابعتهم ومشاهدة مبارياتهم.

- لا تسفه الطفل أبدا ولا تحرجه إطلاقا، لا تكن شديد النقد لما ينجزه، انقل إليه إحساسك بالرضا وحاول أن تشعره بأنه بذل أقصى مجهود ممكن، اعطه الثقة لأنك إن لم تعطه أنت الثقة فلن يستطيع أي فرد آخر أن يعطيها له.

استثمر ذاتك وبيئتك

يجب أن يكون الوالد مستعدا لتبعات الأبوة، فيجب أن يسلح نفسه بالقراءة والبحث عن خبرات وحكمة الآخرين، وعليه أن يكون منفتح الذهن مستعدا لتقبل المواقف المحرجة. في الفترة المبكرة التي تلي ميلاد الطفل الأول على وجه الخصوص يجب على أي من الزوجين أن يستفيد من خبرة الشريك الآخر أو الأبوين أو الجيران والمعارف. ويرى الآباء المجربون أن دور الأب أساسي وحيوي وأن عليه أن يكون مشاركا نشطا ومسئولا ولا يكتفي بدور المفتش أو الموجه. على الوالدين أن يعملا كشريكين في فريق واحد منذ البداية.. (غيرا الحفاظات معا والعبا وتحدثا مع الطفل معا). تكون الرعاية في أحسن صورها إذا أخذت طابع الفريق المحب المكون من كلا الوالدين حيث ينضح كل طرف بأغلى ما عنده من معلومات ومهارات ودعم وحب. هذه المشاركة المبكرة تؤهل للمشاركة بعيدة المدى في التخطيط للمستقبل.

النمو مع الابن

إن الأبوة ليست عملا سهلا بسيطا، ففي بعض الأحيان تختلط الأمور وتتسم بعدم وضوح الرؤية، ولكن في الوقت نفسه يؤكد الآباء المختبرون أن الأبوة تضفي على الشخص شعورا عميقا بالنشوة والمتعة، وعندما يراجع الآباء المختبرون حياتهم يجدون أن أبناءهم يشقون الطوق ويجدون لأنفسهم في المجتمع مكانا ويستقلون في وقت سريع جدا ولهذا فمن المحبب أن يدخر الأب لنفسه وقتا مع أبنائه لأنهم سوف يتركون البيت سريعا.

أشكر إلهك على الهبة الممنوحة لك، أشكره أن منحك وجودهم الممتع المتفرد، إنها فرصتك للنمو عقليا وذهنيا وعاطفيا، كلما مرت السنون وأنت في وسط أبنائك ستشعر بثراء التجربة وما تمنحك من حكمة وفهم.

 

ماجد موريس

 
 




للمدارس دور مهم في تربية الأبناء وتعليمهم أيضا