من هو الزوج المثالي ؟ رمضان حافظ

من هو الزوج المثالي ؟

إن الزوج المثالي.. هو كالماء والهواء لا غنى عنه للزوجة العاقلة الكريمة.. هو كالدواء تحتاج إليه الزوجة الوفية ليداوي جراحها النفسية، ومعاناتها اليومية..

هو رجل كامل الرجولة في مظهره... وفي مخبره... يعرف ما له وما عليه من حقوق وواجبات، فيؤديها بإتقان... يخاف الله ويتقيه... يحب الله والخير، والجمال والحق والكرامة... ويكره الشيطان والشر، والقبح والخيانة. له رأى صائب وفكر ثاقب... قوي الإرادة... عظيم الشكيمة والعزيمة... إذا تحدث أسمع... وإذا تناول موضوعاً أو قضية شرح وجهة نظره وأقيم.. وإذا تعامل مع الناس كلهم أحسن وأبدع. إذا أعتدي على محارم الله غضب، وثار وأوجع.. وإذا حدثته نفسه بخير وأمرته بمعروف أسرع... وإذا همس الشيطان في أذنيه بشر صمت وسكن وأقلع.

يشعر بمسئوليته تجاه رعيته، فيحرص على أداء واجبه على النحو المطلوب... فلربه عليه حق... ولزوجته عليه حق... ولولده عليه حق... ولعمله عليه حق... ولنفسه عليه حق... فيعطي لكل ذي حق حقه. هو ألف مألوف... يسعد به جلساؤه يبحث عنه أصدقاؤه.. هو ابن بار لأبويه... وصديق وفي عند الشدائد... تراه مبتسما إذا دخل، وإذا خرج... لا يمل من تكرار النصيحة والوعظ بالخير.

قلبه لا يحمل حقدا أو حسدا، أو بغضاء لأحد... ينام منشرح الصدر كل يوم، ويحاسب نفسه إذا أخطأ أو أساء... يتقبل النصح بلا تكبر أو غرور. يعرف كيف ينتقي أصحابه وزواره... ينظر دوما إلى ما تحمله يداه، ويحمد الله عليه..، ولا ينظر إلى ما في أيدي الناس. رصين... متزن في انفعالاته... يعرف كيف يضبط رغباته، ويسمو فوق شهواته.

إن المرأة العربية الصالحة العاقلة المؤمنة، بحاجة إلى أمثال هذا الزوج الذي يحمل هذه الصفات، والتي قد تتوافر في الرجل العربي المسلم أكثر من غيره... فهو حصنها الحصين، وكنزها الثمين، وظلها الظليل، وخيرها الوفير.

المرأة الأمريكية والزوج المثالي

أجري بحث ميداني في أمريكا في الستينيات من هذا القرن بين 443 فتاة أمريكية مسيحية عن صفات الزوج المثالي.. فجاءت نتائج البحث كالتالي: الرجل المثالي هو الذي يتصف بالصفات الآتية: العقل الناضج.،. والميل إلى النظافة والعناية بالمظهر... الصحة لجيدة... وقوة الشخصية التي تسمح بالاعتماد عليه والثقة فيه، والميل إلى السرور والبهجة. الطهارة الجنسية... والسمعة الطيبة التي تدل على تقدير الناس لي. وأن يكون محبوبا من أهله وذويه، وأن يكون عاملا مجدا، ومتحدثا بارعا لبقا في حديثه. ويعلق الدكتور زكريا إبراهيم في كتابه "الزواج والاستقرار النفسي" على نتائج هذا البحث بقوله: هنا نلحظ أن الفتيات الأمريكيات لم يذكرن الجانب الإيماني والديني على الإطلاق كما أن الطهارة الجنسية جاءت في ترتيب متأخر هي الأخرى، وقد انصب اهتمام الفتاة الأمريكية على الناحية العقلية والاجتماعية والجسدية فحسب وأهملن تماما الجانب الروحي والإيماني... وربما لو أجري استفتاء مماثل بين فتيات مسلمات في البلاد العربية، لرأينا ترتيبا مغايرا للصفات ولتقدم الجانب الإيماني والطهارة الجنسية على جميع ما سبق... وهذا يرجع بالطبع إلى النشأة الدينية، والثقافية، والاجتماعية لكل من الفتاة الأمريكية المسيحية والفتاة الشرقية لمسلمة.

وقد أعطى الإسلام الرجل حقا في اختياره شريكة حياته، ولكنه في نفس الوقت كفل للمرأة حمقها في القبول أو الرفض... فهي إنسانة مثلها مثل الرجل عليها مثل ما عليه من واجبات ولها مثل ما له من حقوق إنسانية... ثم جاء الإسلام ليؤصل الحقوق والواجبات ولجعلها حقا شرعيا لا منحة تمنح من رجل وتسلب من آخر وفقا للأهواء والآراء!!. وكم يأخذ العجب منا مأخذه حين نعلم أن نسوة الجيل الأول من الصحابيات الجليلات كن يستخدمن هذا الحق بعقل وحكمة دون إساءة أو مغالاة، سواء في اختيار الرجل أو طلب الطلاق منه إذا ساء خلقه... وهنا سنبين بعض الأمثلة لماهية الرجل الذي تحلم به المرأة - أي امرأة - ولا سيما إن كانت مؤمنة تحب أن تكون فيه من السجايا والمزايا ما يجعلها تطمئن في معاشرتها معه... في يومها وغدها... ولكي يكون عونا لها في التغلب على ضعفها البشري، وعدم قدرتها دوما على ضبط انفعالها. وهذه بعض النسوة ممن أعطين حسن منطق وفكرا ثاقبا ورؤية نافذة في اختيار الزوج المناسب.

- أم أبان بنت عتبة بن ربيعة بعد أن مات عنها زوجها يزيد بن أبي سفيان أراد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن يخطبها لنفسه فرفضت وعللت رفضها بأنه لا يدخل إلا عابسا يأتي بيته دوما عابس الوجه من كثرة انشغاله بهموم المسلمين وإذا جلس في بيته كان محور فكره قضايا المسلمين فأنى له بالابتسام والانسجام.. يغلق أبوابه، ليس لديه وقت كبير لكثرة الزوار واللقاءات الاجتماعية والأحاديث الهامشية. ويقل خيره من كثرة إنفاقه في الخير ومحاسبته لنفسه وأهله، تراه وكأنه فقير معدم ليس عنده فائض خير ينفقه على أهله. ثم خطبها الزبير بن العوام فقالت عنه : "يد له على قروني، ويد له في السوط" لأنه كان محاربا جبارا لا يتلذذ إلا في الحروب، شديدا، في معاملته لا يعرف التهاون أو التسامح مع أحد "فإن أخطأت يوما في شيء جذب شعر رأسي ووضع السوط على جسدي فأنى لي بالحياة معه". ثم خطبها طلحة فأجابت فتزوجها... ولم تعدد أم أبان خصاله الحميدة ولكن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه دخل عليها يوما وقال لها: رددت من رددت منا وتزوجت ابن بنت الحضرمي.

فقالت: القضاء والقدر... فقال علي: لا أما أنك تزوجت رجلا (يقصد طلحة).. أجملنا مرآة" أوجهنا شكلا، وأجملنا منظرا "وأجودنا كفا" أي كريم جواد لا يبخل بها في يديه، "وأكثرنا خيرا على أهله" واسع الإنفاق، عظيم العطاء على الجميع فكيف به مع أهله.

- هند ابنة الخس: (المعروفة بفصاحتها ورجاحة عقلها) قيل لها يوما ألا تتزوجين فقالت: "بلى... لا أريد أخا فلان... ولا ابن فلان" أي ذكرت أشخاصا بأعينهم ومسمياتهم... "ولا الظريف المتظرف" الذي يدعي الظرف في مزاحه وأقواله ولكنه ثقيل الدم "ولا السمين الألحم " الذي تبدو سمنته بشكل كبير وتكاد تلتحم أعضاء جسده مع بعضها. من فرط السمنة. ولكن أريده :" كسوبا إذا غدا... وضحوكا إذا أتى"، أي دائم البشر يدخل البهجة والسرور على زوجته وأهله. وذات يوم غضبت هند من زوجها فمضت تشكوه إلى مسلم بن قتيبة وهو والي خراسان فقالت : أبغضه الله لخلال فيه.. فسألها: وما هي؟.. قالت:

"قليل الغيرة ".. أي لا يغار على أهله إلا قليلا وهذا تكرهه المرأة عادة لأنها تعتبر غيرة الرجل عليها دليل حب وولع بها وبجمالها.. و"سريع الطيرة".. أي يتشاءم بسرعة من أي شيء يفزعه أو لا يعجبه، "شديد العتاب".. أي يسرف في لومه وعتابه إذا أخطأت معه.. و"كثير الحساب" أي يحاسب أهله على الصغيرة والكبيرة دون أن يغض طرفا عن شيء.

 

رمضان حافظ

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات




من هو الزوج المثالي