تلاطم الجمر والحصى بدر توفيق

تلاطم الجمر والحصى

شعر

غموض

الثمر الناضج
ذبحته الريح
طحنته الأنياب
صار وجوها أخرى
تطحن ثمر الشجر المذبوح
هل يثمر شجر القلب المجروح
وردا...
أو ورقا أخضر
في صحراء الروح؟

إكراه

مكرهة
تشرق شمس الناس
مكرهة،
تصعد في سمت السماء
مكرهة،
تغرب في المساء!
كيف يرى المطاردون كهفهم
في هذه الشبورة الجاثمة العمياء؟

عقم

تتصافح أعيننا
يتصافح خدانا
يتضفر همسك في همسي
يتوحد جسمانا
في النبض المتسارع
بين الأضلاع المتطاحنة المرتابة
ترتطم الموجة بالشاطئ
ينحسر البحر
ينتشر الصمت
نتبخر!

هروب

أهرب من نفسي إلى نفسي
لألتقي بوجهها البعيد
من علم الحديد
أن يكون صلبا صامتا؟
من علم القيود
أن تبقى بلا حدود؟
من علم القلب الصغير
أن يظل دائما صغيرا،
يحفظ في أعماقه وجها أثيرا
يملأ الوجود،
وليس في وجوده.. وجود؟

النوم

يا له من دواء جميل بخيل!
فالوحيد المسن
الذي يتعاقب في الأصباح
وفي الأمسيات،
يشتهي
أن يرد إلى سنوات الشباب
حيث يلقى أسرته البائدة
ويلاقي بعض الصحاب
النوم...
ليته يستطيل
فلا توقظ الشمس
قلب المسن العليل!

الصحيان

أعود من جديد
لعالم السلطة والعبيد
مصفدا بالشمس
واليباب
والقلب العنيد
منكسا على أديم الصخر
مبتور اللسان
محاصرا بالسكك الخرساء
والبنادق العمياء
والجدران!

صوت

لقد ابتسم لي أنا،
واختفى ها هنا.
لو أنني استطعت أن أتبعك،
لتبعتك.
أرحل عني،
هل رأيت طيور البراري..
تسأل أحدا؟
دعني مع نفسي،
فها هنا،
تحت هذا الركام،
دفن شبابي،
فاجأني الزلزال
وأنا أكتب
وبين إصبعي سيجارة
في مفتتح اشتعالها!
...
ليست هذا صوت بشر،
إنه صوت حجر!

 

بدر توفيق

أعلى الصفحة | الصفحة الرئيسية
اعلانات